فتنة داعش من جنس
فتنة الخميني وحزب الله!
فتنة الخميني وحزب الله!
إن فتنة داعش التي ضربت بشرّها كثيرا من الشباب وبعض المحسوبين على العقلاء، هي تكرار لفتنة الخميني وحزب الله التي خدعت بشعاراتها قطاعات كبيرة من الناس، وأيّدها كثير من الجماعات الإسلامية والقيادات الدعوية والشباب الملتزم وعامة الناس، ثم في العقد الأخير لحق بركب المفتونين بالخميني وحزب الله غالب التيار القومي واليساري، برغم الاختلاف البيّن بين المرجعية العلمانية والمرجعية الدينية الثيوقراطية، لكنها المصالح الذاتية حين تقود المبادئ، أو المبادئ الفاسدة والباطلة التي تلتزم مصالحها الذاتية!
أصل فتنة الخميني وحزب الله قديماً وداعش حديثاً هو الخلل في عدم تكوين المواقف والآراء بناءً على الأفكار والعقائد، والانجرار خلف العواطف التي تدغدغ بالشعارات الرنانة والصيحات البراقة.
لكن من جعل مرجع حُكمه على الأشياء والأفعال والشخصيات والجهات والهيئات الأفكار والعقائد التي يؤمن بها هؤلاء، فإنه سيصِل بالتأكيد للحكم الصواب والرأي السديد والموقف المصيب، وسيكون الزمن في صالحه، وسيتجنب الزلل والكوارث وطعنات الظهر.
حين ظهر الخميني قام أهل العلم السلفيون بالتشيع فحذروا من الخميني ومن ثورته، بناء على معرفتهم بضلال التشيع وانحرافه عن سبيل الإسلام، وبعض العلماء كان قد اطلع أيضاً على كتب الخميني وأفكاره، فكان موقفهم واضحاً بأن الخميني وثورته باب شر مستطير على الأمة، وفي مقابل هؤلاء العلماء السلفيين قام قادة الحركات الإسلامية وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين بتأييد الخميني وثورته!
وموقف قيادة الإخوان المسلمين هذا اصطدم بموقف بعض علماء الجماعة نفسها، والذين حذروا من خطورة التشيع وخطورة الخميني وأفكاره وعقائده، ولكن قيادة الإخوان المسلمين أسكتت هذه الأصوات العالمة وسارت خلف الشعارات البراقة والمصالح الموهومة، وقد سجل هذه الحقيقة من علماء الإخوان المسلمين الشيخ الدكتور عمر الأشقر في كتابه عن نفسه، والشيخ الدكتور عدنان سعد الدين في مذكراته.
ولا نزال لليوم نعاني من خللِ عدم اتخاذ كلام العلماء أصلا في التعامل مع الشيعة وإيران، وبرغم كل الكوارث والخيانات التي ألحقها الشيعة والإيرانيون بأفراد جماعة الإخوان المسلمين وبالمسلمين والدول الإسلامية إلا أنه لا يزال هناك في قيادات الإخوان من يسعى للتعاون مع إيران والشيعة ويبرر ذلك بحجج واهية وذرائع نفعية حزبية حتى لو أبادوا الإسلام والمسلمين!
وهذا الموقف الخاطئ من الخلل في فهم التشيع ومن الانخداع في التعاون معه برغم ما يلحق بنا الضرر، يتكرر اليوم تجاه داعش.
فبسبب الجهل بعقائد وأفكار الخوارج وجرائمهم وكوارثهم على المسلمين عبر التاريخ من جهة، وبسبب الجهل بحقيقة أفكار الغلو والتطرف والتكفير والخوارج الموجودة لدى كثير من جماعات العنف والقتال المعاصرة وعلى رأسها تنظيم القاعدة من جهة أخرى، سهل على داعش خداع وتضليل كثير من الشباب الملتزم والشخصيات الدعوية والجماعات الإسلامية، الذين استسلموا لدعايات داعش عن بطولاتها الوهمية من جهة، وأنها مستهدفة من قوى الكفر العالمي، فانساقت العواطف الساذجة خلف أهل الأهواء والغلو والتطرف والخروج.
ولما رفعت داعش شعار الخلافة انخلعت قلوب كثير من المغفلين من العامة ومن حملة الشهادات العليا فرحاً وطرباً، ثم بدأت تظهر الحقيقة!
فإذا هذه الخلافة والخليفة ليس إلا قتل وقتال المجاهدين وتحرير المحرّر من الأراضي من جيش النصيريين!
وإذا هذه الخلافة تستبيح الأعراض والأموال والدماء المعصومة!
وإذا هذه الخلافة تتقاطع مصالحها دوماً مع جيش النظام النصيري فيتحالفان معاً على فصائل المجاهدين!
وإذا هذه الخلافة تعيد سيرة الحشاشين الإسماعيليين فترسل الأغبياء والأشقياء لاغتيال الأبرياء والقادة من المسلمين والمجاهدين بالانغماسيين والمنتحرين!
وكفتنة الخميني وحزب الله لم يفق من فتنة داعش المخدوعون إلا بعد أن تجذرت قوتهم وانتشرت خلاياهم وقويت شوكتهم وأصبح لهم نفوذ راسخ، وكان ثمن كل ذلك آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين فضلاً عمّن تشرد أو تيتم أو ترمل.
ومَن تفحص الفتنتين سيجد قواسم مشتركة بينهما:
* إهمال جانب العقيدة والأفكار في تقييم الجهات والهيئات والأشخاص.
* أن التلاعب بالشعارات العاطفية كان الوسيلة المفضلة للشيعة والخوارج لخداع المسلمين، ومن هذه الشعارات قديماً وحديثاً: موالاة آل البيت/ مقاومة إسرائيل وأمريكا، إن الحكم إلا لله/ تحكيم الشريعة/ إقامة الخلافة.
* التهوين من الجرائم والأحداث المشينة التي تقوم بها هذه الشخصيات، فإيران شجعت وباركت قتل الإخوان المسلمين في مجزرة حماة سنة 1982م، ومع هذا تسامح الإخوان معها، حتى تكررت مذابحهم على يدها ويد وكلائها، وكذلك الحال مع القاعدة وجماعات العنف والقتال تسامح الكثير من العلماء والدعاة مع جرائمهم ومصائبهم، حتى تعاظم شر الفريقين وأصبح من شبه المستحيل إزالة شرهما على المسلمين.
* عدم التعلم من التجارب المرة وعدم الخضوع لرأي أهل العلم الشرعي فيما يخص الجماعات ذات المرجعية الدينية.
* التلاعب بالفرق الضالة ثمرة من أخطر ثمار حركة الاستشراق والمستشرقين، ولا نزال نهمل دراسة تطبيقاتها في الواقع.
ومن هنا فإن العاقل من اتعظ بغيره وأخذ العبرة من التاريخ، وعليه فإن الفرق الضالة كالشيعة والخوارج ليست حالة تاريخية مضت وانقضت، بل هي مستمرة وممتدة في التاريخ والحاضر والمستقبل، والتعامل معها على أساس العقيدة والأفكار هو الأساس والأصل.
ومن الحكمة والعقل اتباع الخبرة التاريخية المتكررة بأن التشيع والخروج باب شر يتلاعب به الأعداء والخصوم من الداخل والخارج، وأنهم لا يلحقون بالأمة إلا الضرر والشرور، وما يقوم به البعض من التعاون مع الشيعة أو الخوارج بحجة أنهم يحاربون معنا الأنظمة العميلة أو يقاومون معنا إسرائيل وأمريكا، هي حجة كاذبة وتبرير سخيف، فالشيعة والخوارج يقتلوننا أيضاً ويعتدون علينا، بل إن اعتداءهم أشر وأضر من اعتداء اليهود والغرب.
والشيعة والخوارج يؤمنون بأن قتالنا وقتلنا هو أولى من قتال اليهود والنصارى، وهم يعلنون هذا ويطبقونه عياناً بياناً، فمتى نتعلم ومتى نصحو قبل أن تقع الفأس في الرأس؟ ألَم يحن الوقت لنوقف أخطاءنا القاتلة بمسايرة الشيعة والخوارج قبل أن يخونونا ويغدروا بنا فتسيل دماء آلاف الأبرياء بسبب سذاجة بعض القيادات والدعاة الإسلاميين!
أقرأ ايضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق