شاطئ فهمى هويدى ووائل قنديل
فراج إسماعيل
على شاطئ الكاتبين الكبيرين فهمي هويدي ووائل قنديل يرتاح كثير من المصريين من هوجة "إعلام النظارات السوداء" وفق تعبير الأستاذ هويدي.
يدفعان أمواجًا عاتية من التضليل والافتراءات، يحذران وينذران في حرب عنيفة يستخدم فيها كل أنواع الإغراء وأدوات الضغط، لكنهما لا يحيدان عن الحق والحقيقة. لا يقدمان تنازلات كانت كفيلة بأن يكونا جليسين دائمين على موائد التوك شو المسائي في قنوات الردح، حيث لا يشبع البعض ويقول هل من مزيد.
وائل قنديل أعرف عائلته بصفة شخصية منذ نحو 25 عامًا، حين وعت عيناي في بيتهم بقرية رملة الأنجب في المنوفية الجوهر الحقيقي لحب مصر وبذل التضحيات الغالية من أجلها.
ذلك البيت الرائع والثائر هو من وضع قدمي لأول مرة على طريق الصحافة، ومن قدم أحد أبنائه شهيدًا في حرب أكتوبر المجيدة وكان على استعداد أن يقدم آخرين حملوا شرف الجندية في سبيل شرف مصر.
ما زلت أذكر والدته الطيبة عليها رحمة الله – والدتي الثانية - بوجهها المؤمن المستبشر، وأذكر زوج شقيقته الشاعر العظيم الراحل محمد عفيفي مطر صاحب الرأي والفكر الحر وهو يأخذني ببساطة وتواضع عندما صادفته بجلبابه البلدي وأنا في طريقي إلى رملة الأنجب بعد نزولي من قطار شبين، فطلبت أن يدلني على بيت عائلة صديقي الصحفي الكبير شريف قنديل، الشقيق الأكبر لوائل. لم أعلم أنه محمد عفيفي مطر إلا من شريف فيما بعد.
عندما يكتب وائل قنديل فإنه يكتب ما استيقن أنه الحقيقة وما استقر في ضميره عنها، ولذلك فهو مقاتل لا يستكين ولا يتراجع، إذا انتقد جهة أو أحدًا فلابد أن له أسبابه والتي تعب وأرهق نفسه كثيرًا في التأكد من جديتها وحيثياتها.
لولا موقف وائل المدافع عن ثورة 25 يناير، الرافض لارتداء النظارة السوداء والسير في ركاب المحبطين والفلول وقنواتهم، لكان اليوم أحد مقدمي التوك شو الذين يتقاضون الملايين. يقيني أنه تلقى عروضًا بذلك مقابل الانتقال إلى الضفة الأخرى لكنه أبى إدخال أموال الشياطين إلى بيته.
أما فهمي هويدي فهو قامة كبيرة، سيظل بكتاباته الرصينة الكاشفة والمحذرة والملأى بالتفاصيل الهامة شوكة في حلقوم من يعمل لإسقاط مصر.
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق