غداً.. هل تشجع غانا أم منتخب الانقلاب؟!
شريف عبدالغني
اليوم 18 نوفمبر. يوم تاريخي بالنسبة لي، ليس لأنه فقط يوم مولدي، أعاده الله على الانقلابيين وهم في أسوأ حال، لكن لأنه في هذا اليوم قبل 4 سنوات بالتمام بدأت أسطورة سقوط جمال مبارك.
في صبيحة ذلك اليوم شد المذكور ومعه أخوه ومئات الفنانين والإعلاميين والمطبلين الرحال إلى السودان في طائرة خصوصية، للعودة بالنصر المظفر على «العدو الجزائري» في موقعة أم درمان التي جرت عصر اليوم نفسه، والصعود إلى كأس العالم.
في صبيحة ذلك اليوم شد المذكور ومعه أخوه ومئات الفنانين والإعلاميين والمطبلين الرحال إلى السودان في طائرة خصوصية، للعودة بالنصر المظفر على «العدو الجزائري» في موقعة أم درمان التي جرت عصر اليوم نفسه، والصعود إلى كأس العالم.
غزوة ابن مبارك سبقتها أقذر حرب ضد شعب شقيق وبلد المليون شهيد، وصلت ذروتها بوصف واحد من جهلة الإعلام الرياضي وهو مصطفى عبده الجزائر بـ «بلد المليون لقيط»، في تدن أخلاقي وسوقي لم نشهد له مثيلا ضد وطن عريق ساندته مصر في كل المحن، ورد هو المساندة بأحسن منها في حرب أكتوبر.
كانوا يتسابقون للحرب على البلد الشقيق إرضاء لوريث العرش المنتظر. جيشوا الرأي العام بأن المذكور «رايح يجيب الديب من ديله» ويدحر الجزائريين، وجهز ماسحو الجوخ من المسؤولين الأفاقين استقبالا أسطوريا للمنتخب بعد عودته شامخا، مع تركيز الأضواء على صانع الفرحة ووش السعد وقدوة الرجال وفتى أحلام الصبايا جميل جمال اللي ما لوش مثال.
كانوا يتسابقون للحرب على البلد الشقيق إرضاء لوريث العرش المنتظر. جيشوا الرأي العام بأن المذكور «رايح يجيب الديب من ديله» ويدحر الجزائريين، وجهز ماسحو الجوخ من المسؤولين الأفاقين استقبالا أسطوريا للمنتخب بعد عودته شامخا، مع تركيز الأضواء على صانع الفرحة ووش السعد وقدوة الرجال وفتى أحلام الصبايا جميل جمال اللي ما لوش مثال.
كانت خطوة مهمة لتصدير فكرة ربط جمال بالانتصارات مثلما فعلوا مع أبيه.
ولأن مصر في عهدهم لم تحقق ولا أي انتصار في العلم والاقتصاد والسياسة فلم يجدوا سوى كرة القدم يصرفون عليها الملايين، للفوز ببطولات يلهون بها الشعب وينسبونها لأنفسهم.
كان المشهد مهيأ لتخطو خطوة التوريث قفزات للأمام، والاحتفاء بالعريس، وتجهيز تقارير تفيد بأن اللاعبين استمدوا روح الانتصار من وجوده في المدرجات، وأن عماد متعب دك عرين «بلد المليون لقيط» بفضل إشارة من أصبع جمال.
كان المشهد مهيأ لتخطو خطوة التوريث قفزات للأمام، والاحتفاء بالعريس، وتجهيز تقارير تفيد بأن اللاعبين استمدوا روح الانتصار من وجوده في المدرجات، وأن عماد متعب دك عرين «بلد المليون لقيط» بفضل إشارة من أصبع جمال.
غرقت عائلة مبارك ومعها منافقوها والفاسدون في الحلم، وسرح خيال كل واحد ذهب للسودان في كيفية الاستفادة بالحدث.
جمال ينزل من الطائرة بثقة وابتسامة تبدد ملامح وجهه الخشبي الكشر ولسان حاله يا أرض اتهدي ما عليكِ قدي، وشقيقه جمال ينتهزها فرصة لمزيد من الصفقات، ومحمد فؤاد بأن يكون مطرب الوريث الأوحد.
لكن الأرض انشقت عن الفتى الجزائري عنتر يحيى بقذيفة مدوية سكنت مرمى الحضري، ضرب بها «كرسي في الكلوب»، وخطف بطاقة التأهل من أنياب الوريث الذي عاد بحسرته منكس الرأس، ليبدأ أفول نجمه.
سبحان الله. مصر تستنسخ نفسها. ترفض أن تغير «الكتالوج». النفاق لا يتبدل. ومحاولة استغلال الكرة لصناعة بطل لا يملك من مقومات البطولة ما زالت قائمة. كما أن النتيجة النهائية ثابتة: خيبة قوية.. خايب الصيف.. خايب الشتا.. خايب السياسة.. خايب الرياضة.
غدا الثلاثاء مباراة المنتخب مع غانا للعبور إلى البرازيل حيث سحرة الأمازون وكأس العالم.
سبحان الله. مصر تستنسخ نفسها. ترفض أن تغير «الكتالوج». النفاق لا يتبدل. ومحاولة استغلال الكرة لصناعة بطل لا يملك من مقومات البطولة ما زالت قائمة. كما أن النتيجة النهائية ثابتة: خيبة قوية.. خايب الصيف.. خايب الشتا.. خايب السياسة.. خايب الرياضة.
غدا الثلاثاء مباراة المنتخب مع غانا للعبور إلى البرازيل حيث سحرة الأمازون وكأس العالم.
قبل المباراة الأولى نظر أهل الانقلاب إلى أنفسهم فلم يجدوا أنهم حققوا إنجازا في أي مجال اللهم إلا إنجاز تقليص عدد الشعب المصري بقتل الآلاف وحرق المصابين والجثث واعتقال وخطف غيرهم.
وجدوا ضالتهم في الكرة، فبفضل «أبوتريكة» الذي لا يطيقونه -ولولا رد الفعل لاعتقلوه هو الآخر- وصل المنتخب إلى الدور النهائي في تصفيات البطولة. وجدوها فرصة يجب استغلالها.
أعدوا العدة لتحويل الوصول إلى كأس العالم إلى نصر عظيم لكبيرهم. بدأت الصحف قبل سفر المنتخب لغانا تدق الطبول وتروج للمعجزة ومعانقة المجد الذي ينتظر مصر في عهدها الجديد بعد زوال الرئيس المهزوم محمد مرسي وإخوانه الإرهابيين أعداء الإنسانية و «ميسي» و «رونالدو».
وزير الرياضة قال إن الانتصار في كوماسي سيكون بـ «طعم سياسي»، وسط دعوات بوضع صور كبير القوم في المدرجات ليستلهم منه اللاعبون روح البطولة.
أثناء المباراة، التي أقيمت في عيد الأضحى، كنت في أحد المولات لشراء حاجيات المنزل. كان موعدا مثاليا للتسوق، فالجميع منشغل بالمباراة، ولم يكن موجودا سوى عائلات من الأشقاء السوريين بسحناتهم الشركسية ووجوههم السمحة. مع ضربة البداية كان الهدف الأول. بعدها دخلت تويتر وجدته مشتعلا بالتعليقات على الأهداف التي تنهمر في مرمى شريف إكرامي، حتى انتهت النتيجة بنصف دستة أهداف مع الرأفة، ومعها موجة سخرية.
أثناء المباراة، التي أقيمت في عيد الأضحى، كنت في أحد المولات لشراء حاجيات المنزل. كان موعدا مثاليا للتسوق، فالجميع منشغل بالمباراة، ولم يكن موجودا سوى عائلات من الأشقاء السوريين بسحناتهم الشركسية ووجوههم السمحة. مع ضربة البداية كان الهدف الأول. بعدها دخلت تويتر وجدته مشتعلا بالتعليقات على الأهداف التي تنهمر في مرمى شريف إكرامي، حتى انتهت النتيجة بنصف دستة أهداف مع الرأفة، ومعها موجة سخرية.
المغردون بوعيهم يدركون أن الانتصار كان سيوظف لمزيد من الضحك على الشعب.
وما زاد من حدة السخرية ظهور بعض لاعبي المنتخب يشيرون بأصابعهم لأسفل كناية عن هزيمة شعار «رابعة» الذي رفعه جمهور من غانا. إنه حقا منتخب «انقلابي» باستثناء من رحم ربي.
تعليقات المغردين ساخرة مريرة..
علي جمعة يصف منتخب غانا بـ «الأوباش».
المتحدث الرسمي ينفي الهزيمة ويؤكد أن قناة الجزيرة التي أذاعت المباراة تزيف الحقائق
الكبير: منتخب غانا نار بس مش على مصر.. إنتوا مش عارفين يعني إيه غانا تنزل الملعب؟ دي خطر شديد جدا.. جدا.. جدا.. لو غانا نزلت الملعب مش هتخرج كمان 30-40 سنة.
انتهت المباراة. ساد الوجوم. جريدة مشبوهة مؤيدة للانقلاب أرجعت الهزيمة إلى «الإخوان». أمر متوقع. في المحروسة حاليا لو تأخرت زوجة عن الإنجاب بعد 9 أشهر، فإن «الإخوان» هم السبب.
انتهت المباراة. ساد الوجوم. جريدة مشبوهة مؤيدة للانقلاب أرجعت الهزيمة إلى «الإخوان». أمر متوقع. في المحروسة حاليا لو تأخرت زوجة عن الإنجاب بعد 9 أشهر، فإن «الإخوان» هم السبب.
لكن كيف كانت الجماعة سببا في الهزيمة؟
أجابت المشبوهة: لأنها أرسلت أنصارها إلى هناك بلوحات رابعة، ووزعوها على المشجعين في المدرجات مما أدى إلى سوء نفسية اللاعبين!!
المسخرة لم تتوقف حتى بعد الهزيمة الفضيحة. المهاويس يعرفون أن القوم اختاروا 19 نوفمبر بالذات لمباراة العودة، لتكون احتفالية تتوافق مع عيد ميلاد الكبير، ومن ثم يأتون بالربابة والطبول وينشدون للعيد السعيد سبب الفوز، وإغراق الشعب بالأماني في الأعياد القادمة.
المسخرة لم تتوقف حتى بعد الهزيمة الفضيحة. المهاويس يعرفون أن القوم اختاروا 19 نوفمبر بالذات لمباراة العودة، لتكون احتفالية تتوافق مع عيد ميلاد الكبير، ومن ثم يأتون بالربابة والطبول وينشدون للعيد السعيد سبب الفوز، وإغراق الشعب بالأماني في الأعياد القادمة.
لذلك تخطى اثنان من مشاهير الكرة والمنافقين فرز أول «مجدي عبدالغني وعزمي مجاهد» حدود العقل والمنطق الذي يقول إن فرصتنا خطفها الغراب وطار، وخرجا في أحد البرامج يؤكدان أن الفرصة ما زالت سانحة لو حضر الكبير مباراة العودة، فوقتها سينظر اللاعبون إليه ويستمدون منه القوة فيكتسحون غانا.
يعني حسب كلامهما مجرد وجود شخص سيجعل الفريق يسجل 5 أهداف نظيفة، بينما منتخب النجوم السمراء سيقف متفرجا راضيا بالقسمة والنصيب.
أظن أن هذا السيناريو سيتحقق فعلا لو أحضر الكبير معه قوات الأمن لتعتقل الفريق الغاني أو تخطفه «حرصا على سلامته» كما فعلوا مع مرسي!
ستسألني: هل ستشجع غدا غانا أم «منتخب الانقلاب»؟
وسأجيبك: غانا دي ولا انقلاب!
ستسألني: هل ستشجع غدا غانا أم «منتخب الانقلاب»؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق