هل تصنع الحملة الأمنية بسيناء الإرهاب أم تكافحه؟
منى الزملوط-سيناء
يبدو أن إرهاصات الحملة الأمنية والعسكرية التي يشنها الجيش على سيناء لم تعد تقتصر على عدد القتلى والجرحى وهدم وحرق المناول والمحاصيل الزراعية وجرف الأراضي بل تعدتها لسؤال على تماس مباشر بالأمن القومي المصري، هل تصنع هذه الحملة "الإرهاب" أم تُكافحه؟
سؤال لا تطرحه الجزيرة نت أو وسائل إعلام محلية وعالمية وإنما حملنا إياه أهالي سيناء الذين لم يتمالك معظمهم نفسه من البكاء عندما سألناهم عن أحوال منطقتهم بعد الحملة الأمنية.
تروي لنا سيدة عجوز من مدينة رفح المصرية، كيف يمتنع الأمن عن تسليم رفات أبنائهم الذين سقطوا بالحملة الأمنية إلا إذا تعهدوا بأن أبناءهم قضوا انتحارا، وتضيف "قتلوا أولادنا ودمروا بيوتنا وأهانوا النساء".
ولسكان رفح رواية أخرى عن الحملة الأمنية وادعاء الحكومة مكافحة "الإرهاب" فيقول أحد السكان -رفض الكشف عن اسمه- كيف رأى بنفسه مدرعتين من الجيش تطلقان النار على بعضهما بالهواء، وبعدها يشن الجيش حملة اعتقالات ضد سكان المنطقة متذرعا بحجة إطلاق النار عليه، ويقوم بإحراق منازل السكان ومحاصيلهم.
كره الدولةوفي منطقة المهدية برفح المصرية، نسمع صوت بكاء سيدة تحتضن أولادها على أطلال منزلها الذي دمره الجيش، نقترب أكثر، لنسمع شكواها وخوفها من أن ينشأ أولادها على كره الدولة نتيجة ممارساتها، ويرفعون السلاح في وجهها ومن بعدها يُوسمون بالإرهاب.
وتنفي وجود "إرهاب وإرهابيين" هنا، "فالحكومة التي من المفترض أن تحمينا تقتحم منازلنا وتفجرها وتعتدي علينا، كنا نعتقد أن الجيش يختلف عن الأجهزة الأمنية، ولكن تفاجأنا بأنه يدخل المنازل دون استئذان ويهين أصحابها، مما زاد الكره والفجوة بين أبناء المنطقة والجيش" تخلص السيدة.
مأساة هؤلاء لا تنتهي هنا، يقول أحد أبناء رفح، أن القوات الأمنية تضع متفجرات على الطريق لاستغلال هذه التصرفات وهدم المنازل.
ويزيد أنه تم هدم منزله ومنازل إخوته دون حتى تفتيشها أو إبداء أي سبب، وأضاف أن الجيش لا يفرق بين شاب ومسن، فالكل معرض للاعتقال، وكان أحدثهم طالبا لم يتجاوز عمره 15عاما.
بماذا نلعب؟ويضيف المواطن أن الجيش طلب من سيدة تعيش مع زوجها العجوز الخروج من منزلها لدقائق للتفتيش، ثم قاموا بتفجير منزلها أمام ابنتها الصغيرة.
وما يلفت في هؤلاء الناس فقرهم المدقع، فهم يتهمون الجيش ليس فقط بقتل البشر وهدمهم بل أيضا قتل الماشية وحرقها ودفنها، حيث اصطحبنا رجل مسن إلى مقبرة دفن الجيش فيها رؤوس الأغنام بعدما قام بإحراقها، ورغم رفضنا فتح الحفرة ولكن إصراره كان رسالة يريد توصيلها للعالم توضح "كيف تتم صناعة الإرهاب واستقواء الدولة على الفقراء" وفق وصفه.
ورصدت الجزيرة نت، تجريف مزارع الزيتون التي تمثل مصدر الرزق الرئيس لأهالي سيناء، ويقول السكان إن "سياسة العقاب الجماعي، لم ولن تقضي على الإرهاب الذين يدعون مكافحته بل سينضم إليهم آخرون يخرجون على دولة ظالمة وحاقدة".
وقبل أن نترك البلدة، كان في وداعنا طفلان يلهوان بمخلفات الصواريخ، قالا لنا إن الجيش قصف منزلهم بالصواريخ وأحرق ملابسهم وألعابهم "فبماذا نلعب؟"
المصدر:الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق