الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

هل مصر علي أعتاب شراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل!!

هل مصر علي أعتاب شراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل!!

(السفير. إبراهيم يسرى)

شبه جزيرة سيناء هو الاسم الجغرافي و سيناء هو الاسم التوراتي الذي يستعيد تيه اليهود فيها بعد خروجهم من مصر بزعامة موسي عليه السلام و الذي يعزز اطماع اسرائيل في الاستيلاء عليها او استخدامها كمرتع لسياسة الترانسفير .
 وهو ايضا الاسم القرآني الذي شرح لنا القرآن الكريم فيه هروب اليهود من طغيان فرعون مصر عبر امواج البحر الأحمر (خليج السويس ) في الطريق الذي شقه موسي بعصاه و الذي اغرق فرعون.

و السؤال الهام الذي يثار هنا هو هل سيناء مصرية وهي مقتطعة من آسيا لمصر الافريقية ؟ و يتبعه بالضرورة البحث عن مدي اهمية سيناء الاستراتيجية و الاقتصادية و الاجتماعية لمصر.

وقبل ان امضي في الالماح لأحد جوانب الموضوع ارجو ان انبه و ان يوافقني القارئ الكريم و ان تقتنع عبره اجهزة الدولة و الاعلام و كتب الدراسة الي عدم ملاءمة استخدام المسمي الجغرافي لوصف قطعة من ارض الوطن لان ذلك يقدح في حقيقة كونها جزءا من التراب الوطني و يوحي بان اهل مصر ينكرون عليها و علي سكانها الصلة بشعب مصر و بالتراب المصري .
 اقترح بالتالي ان نشير اليها بالوجه الشرقي كما نسمي الوجه البحري و القبلي ، ويترتب علي ذلك عدم تسمية محافظاتها بشمال سيناء و جنوب سيناء بل تنسب كل محافظة الي اكبر مدينة فيها كالعريش و الطور و غيرها .
واري أن هذه بداية لاصلاح سياسة ساذجة و مرتجلة تخلو من الفكر الاستراتيجي و الاجتماعي .
كما ارجو ان اؤكد للسلطة القائمة ان الحل الآمني العسكري وحده لن يعيد لنا سيناء بل قد يفقدنا اياها
و لست بحاجة الي أن أذكر القارئ الكريم بالاهمية الاستراتيجية و الحيوية التي تمثلها سيناء و لنقل من الآن الوجه الشرقي لمصر ، فهي كانت عبر التاريخ القديم و الحديث معبر الغزاة للأرض المصرية ، كما كانت طريق الحملات المصرية المنتصرة لقهر الغزاة و حماية أمنها الذي يمتد مجاله من فلسطسن الي شمال سوريا الكبري التي تضم الآن فلسطين و الأردن و سوريا .
و في الزمن القريب غزت إسرائيل سيناء لمرتين الأولي في العدوان الثلاثي بالتآمر مع فرنسا و بريطانيا عام 1956 عقب تاميم قناة السويس و الثانية في 5 يونيو 1967 يوم اوقعت بنا هزيمة منكرة رغم العنتريات التي علا بها صوت زعمائنا و مزاعم تفوقنا و غزونا لتل ابيب .
و كان سبب الهزيمة سهولة اجتياح سيناء نتيجة تغاقلنا عن تنميتها و معاملة سكانها ذات المعاملة التي نلقاها في الوجهين البحري و القبلي حسنت هذه المعاملة ام ساءت ، كانت سيناء في الحالتين و حتي الآن ارضا خاوية مهملة يعامل سكانها معاملة خاصة غير متساوية مع معاملة المصريين في وادي النيل .

و لعلنا ورثنا هذا النهج من نظام الاحتلال البريطاني حيث كان الانتقال من و الي سيناء يحتاج لموافقة المخابرات الانجليزية ، و انتقل ذات النظام بعد جلاء الانجليز بكل سذاجة و قصر نظر الي المخابرات العسكرية المصرية ، و في السنوات الأ خيرة تطور الأمر من الحصول علي تصريح الي التعرض لكمائن عديدة علي الطريق وهو ما زال قحتي الآن .

وقد نبه المفكرون و الاقتصاديون و الاستراتيجيون الي الأهمية القصوي لتنمية سيناء اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و اعدت لذلك مشروعات ضخمة و طموحة قبرت في الادراج بقدرة قادر و احيلت ميزانياتها الي مجالات أخري بفعل ضغوط اسرائيلية و امريكية مع القيود المهينة التي فرضتها معاهدة السلام علي سيادتنا علي ارضها .

و إذ كنت انتقد هذا الاهمال غير المبرر و الذي يفصح عن لا مبالاة إن لم تكن عن تسطيح فكري استراتيجي وسياسي و اقتصادي و اجتماعي لحكامنا منذ جلاء الانجليز عن مصر سنة 1945 و ان امطرونا بالخطب و الشعارات الرنانة عن اهمية هذا الجزء من وطننا العزيز ،فالنظرةالعلمية تستوجب ان اشير الي اهمال اقليم او جزء او اقليم داخل عدد من الدول امر متداول و متكرر لاسباب عديدة و مختلفة بل اننا لاحظناه في عدم الاهتمام غير المبرر لصعيد مصر و تركيز الاهتمام علي الدلتا .
و لكني اريد ان انهي مقدمتي هذه لأقفز الي آخر التطورات المثيرة و المحزنة في آن واحد الخاصة بسيناء فاشير الي فكر منتشر في واشنطن و تل ابيب عبر عنه مقال في منتهي الأهمية و الخطورة عن تطور العلاقات الاسرائيلية المصرية الي شراكة استراتيجية نشطة و قوية ، كتبه جيوفري ارونسون المتخصص في الشئون الاسرائيلية في Almonitor بتاريخ 13 سبتمبر 2013بعد اسابيع من استيلاء الجيش علي السلطة حيث اشار الي اتفاق مصر و اسرائيل علي شكل جديد للعلاقات بينهما حول سيناء Isreal and Egypt Forge New Ties Over Sainaiذكر فيه ان مصر قامت بحملة عسكرية مكثفة منذ نصف قرن نتيجة صراع بين السلطة المصرية و بين الجهاديين الأجانب (هكذا قال ) الذين يتحدون السيادة المصرية عليها وقال ان اسرائيل تعتبر شريكا هاما key partner فيها حيث نتج عن الاضطرابات في سيناء بزوغ تعاون أمني بين الطرفين وهو امر يهدد الربيع العربي اذ قام بينهما نتيجة الي هذا التعاون النشط و المكثف بينهما في سيناء مما اسماه محور القدس- القاهرة الذي يقوم علي انقاض النظام العربي القديم بما يتناغم ليس فقط شروط اتفاقية السلام التي وقعت سنة 1979 بل ايضا تقابلت مع هدف السياسة الامريكية التي عملت منذ جيلين علي تحقيق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين و خصصت لذلك ميزانية ضخمة لمساعدة الطرفين لأنها أسس استراتيجيتها الاقليمية علي التقارب الذي حدث بعد حرب اكتوبر 1973 ، وهكذا لم تعد الولايات المتحدة مضطرة للعب دور بين الطرفين بل ان هذا التطور قد يرفع عنها عناء مسئوليتها عن الأمن الإقليمي بالمنطقة . و ان كان اوباما قد قال في سبتمبر 2013 انه لا يعتبر مصر حليفا كما لا يعتبرها عدوا ، و أصبحت إسرائيل هي التي تعمل علي لإقناع وشنطن بقيام هذه الشراكة الاستراتيجية بينها و بين مصر و ان غياب القانون عن سيناء و الوضع في غزة قد عززا هذه الشراكة التي تخطت اهداف معاهدة السلام و سمحت بادخال قوات عسكرية مصرية قوامها 5000 فرد كما سمح لمصر استخدام مطار في رفح في الطلعات الاستخبارية كما ان مروحيات الاباتشي تطير فوق سيناء بل تخترق حدود غزة الأمر الذي اصبح فيه دور ووجود القوات متعددة الجنسيات محل نظر.

و إزاء ما ذهب اليه الكاتب الأمريكي الذي يكتب لمعهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن ، فأجدني مضطرا لعرض تحليلي للجانب القانوني لمعاهدة السلام التي شابها البطلان ولاغتصاب اسرائيل لام الرشراش التي اغتصبتها اسرائيل بالمخالفة لاتفاقية الهدنة التي دعاها راف بانش الامريكي الجنسية و الذي كان يعمل بالامم المتحدة ، و الي قضية العرب المركزية وهي قضية فلسطين

و لعل ما جاءت به هذه التطورات فإننا ندعو المفكرين العرب الي بحث مدي صدقية هذا التحليل الأمريكي المذهل و عما اذا كانت مصر و من ورائها العرب ستقبل اخيرا بشروط اسرائيل في الحل النهائي بلا قدس و لا حدود و لا عودة ولا جيش ولا اقتصاد مستقـــل ، وهل ضاع دم شهد ائنا في كل البلاد العربية هباء منثورا وهل تلاشت الهوية العربية وهل وهن التضامن العربي . وهل تضيع فلسطين و الأقصي و تموت العروبة و ينتقص من دين الإسلام!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق