استباحة الأزهر
موقع المسلم | 19/1/1435 هـ
ما يحدث في جامعة الأزهر منذ بدء الدراسة فيها من انتهاكات حقوقية وعمليات قتل وقنص واقتحامات وإلقاء قنابل مسيلة للدموع واعتقالات بالعشرات نذير خطر كبير ومبعث قلق لكل حادب على هذه الجامعة العريقة في العالم.
في حقيقة الأمر؛ فإن النظر إلى جامعة الأزهر يختلف عن أي جامعة أخرى في العالم، إذ إنها تجسيد لحالة استثنائية، اضطر فيها المسؤولون عن الجامع الأزهر لفصل الجامعة عنها لإتاحة المجال لعدد ضخم للانضمام إليه (ولأسباب أخرى)، فالجامعة التي يقدر عدد دارسيها بنحو نصف مليون طالب هم ثمرة تعليم شرعي عريق، قد يتفق مع منهجه بعض الناس أو يختلفون، لكنهم بالأصل لا يختلفون ـ كمسلمين ـ على ضرورة توقير أهل العلم وإتاحة كل السبل المعينة لهم على طلبه..
على أن ما يحدث الآن في رحاب الجامعة مشين جداً لكل مسلم؛ فالجامعة الأكبر في مصر تتعرض لحملة قمعية لم يسبق لها مثيل في أي جامعة في العالم كله، وهو ما يشير بجلاء إلى صعوبة تفهم هذه الحملة في غير سياق لا يستهدف الأزهر نفسه ومكانته العالمية، وعمل البعض على تدجينه وكتم صوته وإزالة حيويته وفعاليته وانبعاثه الحضاري العلمي في العالم.
إن ما يحصل للأزهر اليوم، سواء أكان في جامعته أو جامعه أو أي من ملحقاته لا يذكر فقط بالأجواء التي استهدف فيها قبل قرنين من الزمان على يد الغازي الفرنسي نابليون بونابرت، الذي نظر إلى الجامع الأزهر على أنه مركز التحدي التوسعي الامبراطوري الفرنسي، والصخرة الحائلة دون انسياب العلمانية والأفكار التغريبية في ربوع العالم الإسلامي، لاسيما من إحدى بقعه المهمة وهي مصر، التي تمثل ربع العرب، ومركزه التأثيري الأبرز، وإنما يبعث على قلق يجاوز الحدود "الاستعمارية" للمأساة؛ ففي سالف الأزمان كانت المعركة واضحة بين غازٍ ومقاومين، لكن ما يدور في الجامعة الآن هو نتاج صراع داخلي مصري تشتبك فيه الأسباب، وتختلط فيه الأمور على غير الواعين، وعلى المغيبين، ما ينتج حالة عصية على الحل الآني..
الطلاب الأزهريون يقولون، ما بال منشآت الجامعة، ما بال طلابها.. ما الداعي لسفك تلك الدماء وتخريب المنشآت وحرق مسجد المدينة الجامعية من قبل البلطجية والمقتحمين للحرمات والمحرمات؟!
إن صوت الأزهر الأصيل، لا الرسمي بالضرورة، هو ضمير مصر الصادح دوماً في وجه الطغيان والانفلات واستهداف الآمنين من طلابه الأحرار، وهو الصوت الذي اتسم دوماً بالسلمية والتعقل بما يسحب أي مبرر لمهاجميه من خصومه، البلطجية، ومن يزودهم بالسلاح ويسكت عن غيهم..
لنضع الأمور في نصابها الحقيقي، وهو أن ثمة صراعاً دائراً بين مجموعة كبيرة من الطلاب ترفض السلطة الحالية ولا تعترف لها بشرعية وتناضل من أجل رحيلها، وهذا يقاومه النظام بكل قوة وقسوة، وهذا جانب ظاهر من الصورة، غير أن جانبها الخفي لابد أن يظهر للعيان، وهو أن الأزهر نفسه، بكل مكوناته يعاني جراء هذا الصراع، وتصمت كل الجهات المعنية في الداخل والخارج على تلك المعاناة، وإذا كان الداخل أمره معروف لجهة انتظام حلقته في سلسلة النظام الحاكم؛ أفليس من الواجب على الجامعات الإسلامية والمنابر الكبرى في العالم الإسلامي ألا تقف مكتوفة الأيدي والأرجل أمام هذا العدوان على أكبر رافد علمي في العالم الإسلامي؟!
فأين جامعات المسلمين من جاكرتا حتى طنجة مما يحصل من اعتداءات صارخة على الأزهر، جامعة المسلمين الأكبر؟! أين المنظمات الإسلامية مما يجري؟! أما كان العالم كله سيتحرك لو كانت الجامعة المستهدفة هي "الجامعة الأمريكية"؛ فما بال القوم باتوا صامتين!
إن ما يحصل للأزهر اليوم، سواء أكان في جامعته أو جامعه أو أي من ملحقاته لا يذكر فقط بالأجواء التي استهدف فيها قبل قرنين من الزمان على يد الغازي الفرنسي نابليون بونابرت، الذي نظر إلى الجامع الأزهر على أنه مركز التحدي التوسعي الامبراطوري الفرنسي، والصخرة الحائلة دون انسياب العلمانية والأفكار التغريبية في ربوع العالم الإسلامي، لاسيما من إحدى بقعه المهمة وهي مصر، التي تمثل ربع العرب، ومركزه التأثيري الأبرز، وإنما يبعث على قلق يجاوز الحدود "الاستعمارية" للمأساة؛ ففي سالف الأزمان كانت المعركة واضحة بين غازٍ ومقاومين، لكن ما يدور في الجامعة الآن هو نتاج صراع داخلي مصري تشتبك فيه الأسباب، وتختلط فيه الأمور على غير الواعين، وعلى المغيبين، ما ينتج حالة عصية على الحل الآني..
الطلاب الأزهريون يقولون، ما بال منشآت الجامعة، ما بال طلابها.. ما الداعي لسفك تلك الدماء وتخريب المنشآت وحرق مسجد المدينة الجامعية من قبل البلطجية والمقتحمين للحرمات والمحرمات؟!
إن صوت الأزهر الأصيل، لا الرسمي بالضرورة، هو ضمير مصر الصادح دوماً في وجه الطغيان والانفلات واستهداف الآمنين من طلابه الأحرار، وهو الصوت الذي اتسم دوماً بالسلمية والتعقل بما يسحب أي مبرر لمهاجميه من خصومه، البلطجية، ومن يزودهم بالسلاح ويسكت عن غيهم..
لنضع الأمور في نصابها الحقيقي، وهو أن ثمة صراعاً دائراً بين مجموعة كبيرة من الطلاب ترفض السلطة الحالية ولا تعترف لها بشرعية وتناضل من أجل رحيلها، وهذا يقاومه النظام بكل قوة وقسوة، وهذا جانب ظاهر من الصورة، غير أن جانبها الخفي لابد أن يظهر للعيان، وهو أن الأزهر نفسه، بكل مكوناته يعاني جراء هذا الصراع، وتصمت كل الجهات المعنية في الداخل والخارج على تلك المعاناة، وإذا كان الداخل أمره معروف لجهة انتظام حلقته في سلسلة النظام الحاكم؛ أفليس من الواجب على الجامعات الإسلامية والمنابر الكبرى في العالم الإسلامي ألا تقف مكتوفة الأيدي والأرجل أمام هذا العدوان على أكبر رافد علمي في العالم الإسلامي؟!
فأين جامعات المسلمين من جاكرتا حتى طنجة مما يحصل من اعتداءات صارخة على الأزهر، جامعة المسلمين الأكبر؟! أين المنظمات الإسلامية مما يجري؟! أما كان العالم كله سيتحرك لو كانت الجامعة المستهدفة هي "الجامعة الأمريكية"؛ فما بال القوم باتوا صامتين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق