( تساقط الانقلاب .. مزيد من الأسباب )
د. عبد العزيز كامل
كتبت بعد الانقلاب بنحو شهر كلمة عنوانها (حتمية سقوط الانقلاب... هذه هي الأسباب) ذكرت فيها ستة أسباب تعد كافية لسقوط الانقلاب حتما , أذكرها -بنصها - كما سبق أن كتبتها , وأزيد الآن عليها مثلها :
1- تكشف المزيد من عوامل التنافر والتدابر بين رموز الانقلاب , المكونين من خليط هجين ,جمع ليبراليين إلى جانب شيوعيين وصف صوفيين إلى جانب "سلفيين" . ورص البلطجي الهمجي بجوار الشرطي "النظامي" ,والمعدم الفقير الجائع مع " الملياردير" القاروني الجائر .. وقرب أدعياء أزهريين ..انحازوا لانتهازية ساسة كنسيين ..!
2- توسع إطار الرفض الشعبي وتنوعه كل يوم, لانكشاف المزيد من حقائق الخداع والإفك,مع استمرار صمود المعارضين الأصليين ,ومواصلتهم وتطويرهم -غيرالمتوقع- لمظاهر الرفض وصورالاحتجاج .
3- تضاعف وضوح الكذب في ادعاء الانقلابيين للشرعية , بتزايد ظهور فضائحهم وفظائعهم الناشئة عن الإسراف في إرهاب الناس بالقتل وصنوف الإهانات والتوسع الظالم في الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية .
4- زيادة اقتناع الناس كل يوم بأن إنجازات الانقلابيين ,ليست إلا مزيدا من عدد القتلى والمصابين من المدافعين عن الهوية والشرعية ,ومزيدا من الأزمات المعيشية الناشئة عن الانهيار الاقتصادي والتدهور الأمني المتسبب في انهيار السياحة وهروب المستثمرين.
5- تضييق الخناق حول أعناق الانقلابيين , كلما زاد تورطهم فيما يستجلب العقوبات والضغوط العالمية, ويستوجب المحاكمات الجنائية الدولية, ويوقع بيادقهم الصغار في تعقيدات التعامل "العدائي " مع طغاة العالم الكبار.
6- تعاظم التكاليف الباهظة للاستمرار في الانقلاب على الأوضاع الطبيعية لإدارة البلاد, من جراء الإبقاء على استنفار الجيش في الشوارع , والشرطة في الطرقات , والبلطجية في الحواري, مع التسول الاقتصادي للإنفاق عليهم ,والإسراف في الاسفاف الإعلامي لأجل الدعاية لباطلهم , وهو مايمثل في مجموعه (اقتصاد حرب) , لن تقبل شعوب الخليج بالاستمرار في مهزلة تمويلها, وتحمل آثامها وأوزارها .
وأزيد اليوم مايلي :
1 – زيادة الخلافات بين الانقلابيين بتكرار فضح أسرارهم من خلال التسريبات المسموعة والمرئية , وظهور حقيقة نواياهم أمام الناس بما يكشف عن معركة خفية – ستتحول حتما إلى علنية - بين كبار المسئولين في الأجهزة السيادية .
2 - الإطاحة الفعلية بالكثير من الفرقاء المتشاكسين الذين لم يجمعهم إلا كراهة الإسلاميين , وبخاصة كبار رموز " جبهة الانقاذ " التي أصبحت عاجزة عن إنقاذ نفسها . بل اقترب دورالإطاحة بالرئيس ( الديكورى) الذي عينته , ورئيس وزرائه ( الفلكلوري ) الذي فرضته .
3- تورط الانقلابيين في إظهار التوجه شرقا نحو الروس – كما سبق أن توقعت – علما بأن الأمريكيين ومعهم الأوربيين ؛لن يسمحوا لعسكر مصر أبدا أن يلعبوا بالتوازنات الدولية في هذه المرحلة الحرجة من إعادة رسم خريطة مابعد القطبية الواحدة الأمريكية .
4 - عدم قدرة الانقلابيين على الخروج من المأزق الدستوري , بعد الصمود البطولي للرئيس مرسي في المحاكمة , وعدم تنازله عن منصبه , ووصفه ما حدث بالانقلاب ,الذي يعد كل مابني عليه باطلا بحكم الدستور المصري – المجمد- بل كل دساتير الدنيا المتعارف عليها .
5 – تزايد شرائح المعارضين من الثوريين غير الإسلاميين , وتحول مظاهرات الطلاب إلى أخطر ظاهرة تهدد الانقلاب , فلا يمكن الادعاء بأن جماهيرها كلهم من الإخوان, وكذلك بروز رموز سياسية كثيرة من المعارضين غير المحسوبين على الإسلاميين .
6- تضاعف الأزمات المعيشية , بصورة أكرهت من أيدوا الانقلاب على كراهيته والاستعداد للانقلاب عليه , خاصة بعد انقلاب الأبواق الإعلامية – غير المتوقع – على رموز الانقلابيين , واتهامهم جميعا بالفشل في تغطية فشلهم !
شكرا لغباء الانقلابيين في إدارة خططهم وخطوات مكرهم... فهم يصنعون – بانتظام - من التوقع واقعا !
( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم , وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .. فلاتحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق