اللواء «عبد العال صقر»: ما يحدث فى سانت كاترين ليس مجرد توسعات للدير ولكن تخطيط عسكرى يهدد سيناء والأمن القومى
اللواء عبدالعال صقر أثناء حواره للشعب
حوار: على القماش
>>إسرائيل علاقتها جيدة بالدير منذ الاحتلال وهى المستفيد الأول
>>قمم جبال سانت كاترين تكشف حتى خليج السويس ويمكن أن «تشوش» على الاتصالات وتوجيه الطائرات
>>شهدت أمام المحكمة بالتعديات على أراضى سيناء فأقالونى من الخدمة!
>>أسوار بأطوال 15 كيلومترا وتعديات على أكثر من 3 آلاف فدان وإغلاق مداخل الأودية
>>أعلام اليونان ترفرف فوق جبال سانت كاترين بالمخالفة للسيادة والأعراف الدولية
>>منحة من الاتحاد الأوروبى لتوصيل مياه النيل.. وتبرعات من رؤساء أجانب للدير
>>مطران الدير سجل 22 قطعة أرض باسمه الشخصى فى عهد مبارك وطلب تسجيل أكثر من 70 قطعة أخرى
>>الدير يحصل على تموين من المحافظة وتبرعات أجنبية ودخله السياحى يورد لليونان!
ما يحدث بمنطقة سانت كاترين من أخطار يفوق التصور.. فهو أقرب للتخطيط العسكرى تحت ستار الدين، فالأراضى التى تم الاعتداء عليها تبلغ آلافآلافدنة ومعظمها محاطة بأسوار معدة بطريقة محكمة بل وتغلق طرق الوديان، ومع كل بناء يقوموا بوضع أرقام «كودية» لا نعرف معناها أو مغزاها، وأعلى المبانى والجبال ترفرف أعلام اليونان، علما بأن جبال كاترين هى أعلى منطقة فى مصر ويمكن استخدامها فى عمل إعاقة للاتصالات ومراقبة كل مناطق مصر خاصة رأس محمد وخليج السويس، وإسرائيل مستفيدة مما يجرى، وهذا الخطر الذى لا بد من مواجهته فورا وهو ما قمت به بتحرير 71 جنحة واعتراضى على تملك مطران الدير لـ22 قطعة حصل عليها فى عهد مبارك بالمخالفة للقانون.
هذا التحذير الخطير وجهه اللواء عبد العال صقر *رئيس مدينة كاترين* والذى قام بالشهادة فى الدعوى التى أقامها اللواء أحمد رجائى عطية للتصدى لهذا الخطر فتمت إقالته..
وتجدر الإشارة إلى تاريخه الذى يؤكد معرفته ودرايته الحقيقية للأخطار التى تهدد سيناء، حيث سبق أن شغل مسئول التحريات العسكرية فى سيناء وكذلك رئيس تحريات الجيش الثالث وقائد كتيبة الاستطلاع وكان مسئولا عن تأمين الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات عند دخوله غزة، كما كان مسئولا عن مكتب التحريات العسكرية عن مدن القناة وغيرها، وقد قضى معظم عمره وخدمته فى سيناء ويعرف كل شبر بأرضها وحبات الرمال.. ولذا كانت أهمية هذا الحوار
* ماذا عن تاريخ عملك فى سانت كاترين وتصديك للتعديات؟
- بجانب سبق عملى العسكرى والأمنى فى سيناء شغلت مواقع مدنية خاصة فى شرم الشيخ ثم تسلمت العمل رئيسا لمدينة سانت كاترين فى 24 أبريل 2012، وفور تسلمى عملى قمت بالتجول فى مناطقها وسجلت ملاحظاتى عن توسعات وتعديات وأسوار كلها مخالفة للقانون بل تهدد بالخطر، وعلى الفور أرسلت مذكرة إلى محافظ سيناء (اللواء خالد فودة) بتاريخ 2 مايو *أى بعد أسبوع واحد من تسلمى عملى* وواصلت حصر التعديات وقمت بعمل قرارات إزالة لها بتاريخ 28 مايو وعددها 71 مخالفة أحيلت إلى جنح.* وما طبيعة التعديات التى تهدد بالخطر؟
- قام الدير باحتلال مسافات شاسعة أحاطوها بأسوار بدعوى أنها أديرة وحقيقتها أراضٍ خالية لا يوجد بها أى راهب أو أى حياة، أسوار هائلة فى أماكن ممنوع دخول فيها أى حجر أو بناء بحكم تسجيل "اليونيسكو" لها كمحمية أثرية مثل منطقة وادى الأربعين وأقاموا بها سورا بطول 15 كيلو متر، منطقة وادى الطرفة بمساحة 35 فدانا، منطقة الواطية بمساحة 15 فدانا، مناطق البستان والرصيص وغيرها وكلها خارج دير سانت كاترين، تعديات بأكثر من 3 آلاف فدان، لو قسمت على عدد رهبان الدير لحاز كل راهب على عدد من الأديرة بمساحات لا حصر لها، المعالم الدينية تم سترها وطمسها تماما، ومنها بناء ثلاثة أسوار متتالية ومدخل وأبواب حديدية حول عيون موسى الحقيقية الواردة بالقرآن الكريم، وأصبح من المستحيل مشاهدتها إلا إذا سمحوا بالدخول من هذا الحصار، وادى التلعة وهو المطل على سهل الراحة من الجهة الشمالية، وادى جباليا وهو المسلك الوحيد إلى مدينة الطور عبر جبال سربال.
تعديات على كل المناطق الأثرية والدينية مثل جبل موسى وجبل التجلى ورفع أعلام اليونان عليها.. إقامة مبانٍ فى منطقة مقام النبى هارون على جبل التجلى (جبل الدك)، وهذا الجبل المقدس ظهر عليه نور الله، فكيف يتعامل معه بهذا الشكل؟ وهى المنطقة المطلة على سهل الراحة ومفترق طرق لهذه المنطقة.
* هل قاموا بالتوسعات بحجة زراعتها؟
- لم يتركوا مكانا فى كاترين صالحا للزراعة أو المبانى ولم يتركوا حتى الجبال والأراضى الصخرية، علما بأن الدير مؤمّن أى تقوم المحافظة بإرسال تموين ومعونة كل شهر تكفى ما فى الدير من رهبان بل وزوار، والذى يحدث عمليا هو أن الدير يقوم بتوزيعها على البدو والحراسة ليشترى ولاءهم.
فتش عن إسرائيل
* وماذا عن الخطر الأمنى لهذه التعديات؟
- معظم هذه الأماكن إستراتيجية وتتحكم فى مداخل ومناطق وأودية سيناء، وعلى سبيل المثال التعديات الواقعة على منطقة الطرفة تتحكم فى مدخل منطقة فيران المؤدى إلى الدير وبه الطريق المؤدى إلى شرم الشيخ فى مساحة لا تقل عن 3000 فدان، مدخل سهل الراحة عند جبل النبى صالح، ومنطقتى البستان والرصريص تتحكمان فى منطقة سانت كاترين بأكملها، وادى الأربعين والذى يعد المدخل الرئيسى الجانبى لسانت كاترين قاموا بالتعدى عليه، الأسوار حول الأراضى والتعديات لا تحجب ما بداخلها فحسب بل وتمنع الدخول إلى الوديان، وهذه الأسوار عالية ومتداخلة بل وأحيانا متكررة وبطرق أشبه بالثكنات العسكرية والتخطيط الحربى، وهذا فكر غير عادى!
أما جبال كاترين فهى أعلى منطقة فى مصر إذ يبلغ ارتفاعها 2850 فوق سطح البحر وهى تكشف كل شىء، ويمكن مشاهدة منطقة رأس محمد على مسافة 200 كيلو متر، كما يمكن رؤية خليج السويس بمنظار، ويمكن أيضا استخدام هذه المرتفعات فى التشويش على الاتصالات وتوجيه الطيران وغيرها من الأخطار.
* وهل يمكن أن تكون لإسرائيل علاقة أو استفادة من هذه التعديات؟
- بالطبع إسرائيل مستفيدة، كما أن الخطر داهم، وحتى لو قالت إسرائيل أن هذه الجبال تخص الديانة اليهودية فالديانة اليهودية وآثار نبى الله موسى *عليه السلام* نزلت فى مصر، وهذه الأماكن المقدسة وردت فى كل الديانات، وفيها تجلى الله تعالى بنوره، وهى أكثر الأماكن المقدسة على الأرض بعد الكعبة، فالجبال ملك البشرية، وهذا الجبل الوحيد الذى شاهد تجليات نور الله والمفروض أن يراه الجميع، وهذه الجبال لديها قدسية ومميزات خاصة وهذا الوادى المقدس الذى ورد ذكره فى القرآن.
وإسرائيل علاقتها جيدة بالدير منذ الاحتلال، وقد حاولت نقل عيون موسى من خلال ربط الحجر أو الصخرة بسلك فى طائرة هيلوكبتر كما فعلت فى نقل أعمدة المعابد الأثرية، إلا أن السلك قُطع وتحطمت الطائرة، كما حاولوا استنساخ الشجرة المباركة الموجودة بالدير والاستفادة من تقدمهم فى الزراعة والهندسة الوراثية إلا أنهم فشلوا، ويتردد على المنطقة الكثير من اليهود عن طريق مطار سانت كاترين، وفى كل الأحوال يجب أن نحذر الخطر.
* هذه التعديات بدأت وقت مبارك أم بعد ثورة يناير؟
- التعديات متواصلة منذ عام 2004 بل كان يتم تقنينها وأستطاع مطران الدير (ديمترى ديناتوس) تملك 22 قطعة باسمه وقام بتقنينها، خاصة وقت المحافظ يوسف عفيفى وإن كانت هذه المساحات صغيرة، ولكن تزداد الخطورة فى أن التملك باسم مطران الدير، أى تملكا شخصيا، ويمكن أن يورث لإخوته وأقاربه، وبالطبع هم أجانب ولا نعرف جنسياتهم أو علاقاتهم السياسية.
أملاك باسم المطران
* وهل يجوز تملك المطران لأراضٍ بسيناء؟
- أولا كرجل دين يجب أن يتقدم باسم الدير، وتنظر الإدارة هل الدير فى حاجة إلى هذه المساحات من عدمه، ولا يجوز التملك باسمه، كما أنه يحمل الجنسية اليونانية وممنوع تملك الأجانب فى سيناء، وحتى عن وجود جنسية مصرية أيضامعه فمن حقه تملك قطعة واحده وبمساحة معقولة.
* وكيف قام بالشراء من الأصل؟
- قبيلة الجبلية المسئولة عن المنطقة وفق أعراف سيناء تقوم بالبيع ويقوم شيخ القبيلة بالتوقيع على العقد ويحصل على مبلغ، والذى يحدث أن المطران بعد الشراء يقوم ببناء أسوار ضخمة ثم يجعله حارسا على الأرض، وقد قام وكيلا عن المطران بالتوقيع على العقود ولدى صور منها، والمطران معترف بذلك.
* وهل تصديت لشيخ القبيلة؟
- شيخ القبيلة أيضا مخالف للقانون، وقمت بعمل جنحة مخالفة استيلاء على ثلاث أفدنة ضده، وذهب للمحكمة وما زالت القضية متداولة، ولم يكن أحد يقدم على ذلك.
* وهل لدى أجهزة المحافظة علم بالمخالفات؟
- فور حصرى للمخالفات عقدت أكثر من اجتماع مع جميع المسئولين سواء فى الأجهزة الأمنية أو المحليات والآثار، وشارك فيها مدير الأمن (الداخلية)، والأمن الوطنى، والأمن القومى، والمخابرات الحربية، ومخابرات الحدود، وكذلك مديرى الآثار والمحليات، ومديرى الإدارات بالمحافظة، خاصة الشئون القانونية والتخطيط العمرانى، وأرسلت هذه الجهات مندوبين فاصطحبتهم لمشاهدة التعديات، كما أن المحافظ خالد فودة لديه علم حيث أخذت القرارات وطلب منه التوقيع عليها.
تواطؤ وشبهات الآثار
* وماذا عن موقف الآثار؟
- رغم أن منطقة سانت كاترين مسجلة فى اليونسكو وهو ما يعنى ممنوع التعدى عليها كمنطقة أثرية وممنوع إطلاقا البناء على أى مكان فيها أو تشويهها أو ارتكاب أى نوع من التعديات، ومن البديهى أن أى منطقة أثرية مسجلة فى اليونيسكو هى مسجلة فى تعداد الآثار فى مصر إلا أننى فوجئت بتواطؤ مفتش الآثار والمفترض فيه مراقبة التعديات، وقمت بالاحتداد عليه، وعلى مسئول المحميات وقد طلبت من الآثار استلام المنطقة إلا أنهم رفضوا وكأنها غير مسجلة، رغم أن المنطقة حرم آثار سواء من منطقة قصر عباس والنبى هارون وجبل موسى بل وكل محيط سانت كاترين منطقة أثرية، وقد قامت إدارة الأملاك بإدانة مفتش الآثار المسئول فى تقرير، كما أننى صورت بالفيديو تعديات بالتنقيب ولم يتحركوا علما، بأنه سبق أن سرقت أثار من الدير.
وكيف تم بناء كل هذه الأسوار رغم أنه ممنوع دخول طوب أو معدات؟
هذا معناه التواطؤ وصرف الأموال ببذخ شديد ولك أن تتصور تكلفة بناء سور واحد بارتفاع 3 أمتار وبطول 15 كيلو متر وكيفية دخول الطوب والمعدات ومواد البناء.
* بماذا تفسر تصرف المسئولين عن الآثار؟
- مع كل هذا الحجم من التعديات إضافة إلى تعديات أخرى لا مثيل لها مثل إخفاء عيون موسى الحقيقية والتى ورد ذكرها فى القرآن الكريم بوضعها داخل أسوار متتالية ومبانٍ تطمس ظهورها تماما يكون ما يحدث هو تواطؤ، وللأسف هم أصدقاء للدير ويجلسون ويعيشون معهم ويجاملونهم، ويمكن أن تتم دعوتهم فى معارض بدول أوروبية أو دعوتهم لزيارة اليونان!
* ولكن أليس الدير يتبع مصر؟
- الواقع أن الدير يتبع مصر جغرافيا ومفروض أن يخضع من كل النواحى، ولكن ما يحدث أن الدير يتبع اليونان حيث يعتبرونه ضمن المقرات الدينية التابعة للمسيحيين الروم الأرثوذكس، ولديهم مقار أخرى فى مصر ومنها المقر الرئيسى بمصر الجديدة وعدد من الكنائس خاصة فى مصر القديمة والظاهر وغيرها، وفى مصر 18 مطرانا روم أرثوذكس معظمهم يونانيون ومنهم أردنى وأمريكى.
* وهل يحصل الدير على تمويل مصرى أو يزيد من الدخل السياحى؟
- أوضحت أن الدير يحصل على تموين (غذاء) من المحافظة بما يكفى وزيادة، علما أن الدخل من السياحة تكون خالصة للدير وهم يحصلون على دخل كبير جداخاصة من السياحة النيجيرية، كما يحصل الدير على تبرعات كبيرة ولا أحد يعرف عنها شيئا، ومن العجيب أن الدير يرسل أموالا لمساعدة اليونان، ومطران الدير بدرجة نائب رئيس الوزراء، وعندما التقى رئيس اليونان بالدكتور محمد مرسى قال له سأقوم بعمل استثمارات بخمس مليارات دولار فكيف رغم أن الاتحاد الأوروبى يقوم بمنح اليونان أموالا لينقذها من الأزمنة، فالواضح أن من يملك المليارات هو الدير نفسه!
علم اليونان يرفرف
* وهل من حق الدير رفع علم اليونان؟
- المفترض أن علم أى دولة أجنبية لا يرتفع سوى فوق السفارة أو عربة السفير، وأنا أعرف ذلك تماما بحكم سبق عملى فى المخابرات والتحريات العسكرية، ولا يجوز وضع الأعلام فوق المبانى الدينية، فلا يمكن مثلا رفع علم مصر فوق مسجد فى روما، وقد جاء التساهل فى ترك العلم فوق الدير استجابة لطلب الدير بحجة إسعاد الزائرين اليونانيين، تماما مثل الأعلام التى يتم وضعها أمام الفنادق، ولكن هنا الأمر مختلف؛ إذ يتم وضع العلم أمام الفندق وليس فوقه، والأخطر أن علم اليونان لا يرفرف فوق الدير فحسب؛ بل فوق الجبال المحيطة بالدير وفوق عدد من المبانى التى قاموا بالتعدى عليها!
* وهل حررت مخالفات لهذا التجاوز بوضع العلم الأجنبى فوق الجبال؟
- خاطبت وزارة الخارجية عن طريق المحافظ بعدم رفع علم اليونان على جبال سانت كاترين، إلا أنهم *أى الخارجية* لم يفعلوا أى شىء، وما زال العلم اليونانى يرفرف حتى الآن، وكل الأجهزة تأتى وتتفرج على المخالفات ولا تفعل أى شىء!
* وهل للدير علاقات خارجية؟
- الدير لديه علاقات واسعة.. ويكفيه أن الاتحاد الأوروبى قام بعمل توصيل مياه إلى كاترين بتكلفة 18 مليون يورو (أى أكثر من 100 مليون جنيه) الخط من أبورديس بطول 90 كم وبه 4 محطات رفع، ويدخل على الشبكة الرئيسية لكاترين، وزودوا هذا الخط المياه الواصل إلى الدير.
* وهل من شخصيات سياسية تزور الدير أو المنطقة؟
- كثير من رءوساء الدول ورءوساء الوزراء خاصة الدول الأوروبية، وفرانسو ميتران كان يأتى للدير كل عام، وتونى بلير زار الدير ومنحه هدايا ومعونات وغيرهما.
لا علاقة للكنيسة المصرية
* هل للدير علاقة بالكنيسة المصرية وهو ما قد يثير حساسيات لدى الحكومة فى مصر؟
- من المفارقات أن الكنيسة المصرية بعيدة تماما عن العلاقة الوثيقة بالدير لاختلاف المذاهب، وعندما جاء البابا يوحنا بولس الثانى وعمل قداسا فى الكاتدرائية بالعباسية وجاء إلى دير سانت كاترين لعمل قداس آخر "فرشوا" له خارج مبنى الدير وبجانب إسطبل الخيول، والأقباط فى مصر يزورون الدير ليس للعبادة ولكن للزيارة، وسبق أن دعوت عددا من رجال الأعمال المسيحيين الذين تعاملت معهم فى مشكلة مصنع المخلفات بشرم الشيخ لزيارة الدير بعد انتقالى إلى رئاسة مدينة سانت كاترين، ولكنهم كانوا غير متحمسين، كما كان يعمل معى فى مجلس المدينة موظف مسيحى وكان يتعامل مع الدير على استحياء.
تدخل السفير وطلب المحافظ
* هل تعرضت لترهيب أو ترغيب للتراجع عن موقفك فى المخالفات؟
- حدث ترهيب حيث فوجئت بكسر الاستراحة الخاصة بى فى سانت كاترين أثناء عدم وجودى، وفتشوا فى الملفات والأوراق.. ولكننى لا أترك أوراقا مهمة فى المكتب بل أضعها فى الخزينة، كما أن الموضوعات موجود منها نسخة فى ملف لدى المدير المختص، وموظف أملاك الدولة بسانت كاترين ويدعى سامى وهو شخص مهذب وأمين ومتعاون.. أما عن الترغيب فقد تحدث معى مطران الدير مرات ومرات بمودة وأنا أبادله المودة، ولكننى أتمسك بإزالة المخالفات.
وفى أثناء تنظيمى ومشاركتى فى مؤتمر للسياحة بسانت كاترين جلس معى السفير اليونانى وتحاور معى ودعانى لزيارة اليونان (لم أذهب حيث اعتبرته نوعا من الاستقطاب) وذهب السفير والمطران وقابلا المحافظ اللواء فودة، واتصل بى المحافظ قائلا حاول تحل المشكلة، وبعدها جاءنى المطران ومحامى الدير ومعهما ورقة مصالحة، وقالا لى إنهم كلما المحافظ فأجبت لا توجد مصالحة على مخالفات وفقا للقانون، عندما تقوموا بإزالة المخالفات نقوم بالتصالح فيها.
وفى العيد أرسل الدير لى بخروف فقمت بإرجاعه لهم، وقال البعض لى ستحدث مشكلة فقلت لهم لا.. فقد أحضرت خروفا وعزمتهم وعزمت البدو فى مجلس المدينة وحضر المطران، فالمودة الإنسانية لا تعنى التنازل حتى لو ردد البعض القول الشائع "مشّى حالك حتى لا يضرك أحد"، ولأن الدير له علاقة بأجهزة المحافظة يمكن أن يوظفها عندما علموا أن زوجتى مريضة عرضوا علىّ أكبر الأطباء، وعندما علموا بتخرج أولادى عرضوا أفضل الأعمال فى شرم الشيخ ورفضت لأنى أعلم أن هذا مقابل التنازل.
الإقالة ثمنا للشهادة
* وماذا عن شهادتك فى القضية المقامة ضد الدير والمتعلقة بالتعديات؟
- اللواء أحمد رجائى أقام دعوى ضد الدير وكبار المسئولين بالدولة حذر فيها من الخطر خاصة مع التعدى على مساحات شاسعة، ووضع علم اليونان أعلى الجبال وتغيير المعالم السياحية سواء بالإخفاء مثل عيون موسى أو بتغيير الأسماء للمناطق الأثرية والدينية ووضع الأسماء البديلة على الخرائط السياحية، ودعانى للشهادة، كما دعا اللواء شوشة محافظ سيناء الأسبق واللواء مختار الفار وغيرهما، وبالفعل ذهبت للمحكمة للشهادة.
وفى المحكمة سألنى محامى الدير عن تحريرى 71 جنحة فى يوم واحد وهو ما لم يمكن تصوره؟ وأوضحت للمحكمة مرورى وحضور لجان وحصر المخالفات ولكن تجميع المخالفات فى مذكرة أو أوراق يوقع عليها المحافظ لا يتصور حدوثه مع تحرير كل مخالفة فى كاترين ثم أذهب للمحافظ فى الطور ليوقع على القرار، والمنطقى هو تجميعها وإرسالها بتاريخ واحد أو أكثر قليلا.
وسأل المحام أو زعم أننى لا أعرف أماكن التعديات؟ وأجبت أننى أحفظ سيناء شبرا شبرا، فقد عملت لسنوات طويلة وكنت مسئولا بالمخابرات والتحريات بسيناء، كما أن المخالفات قمت بحصرها بنفسى ومن خلال لجنة تحرر محضر خاص بكل مخالفة فى نهاية أعمالها ويتم التوقيع عليها.
* وماذا حدث بعد شهادتك؟
- أحِيلت القضية لهيئة المفوضين ولكننى فوجئت بعد أيام قليلة من شهادتى بإنهاء عملى!!
* وما شعورك إزاء هذا الموقف بإقالتك؟
- أنا فخور بما قمت به، ولو عادت الأيام لفعلت بما قمت به من التصدى للمخالفات والأخطار التى تهدد الأمن القومى، ولكننى بالفعل حزين أن أكون بخبرتى ونتيجة لموقفى الوطنى يتخذ ضدى مثل هذا القرار.
وهل تركك لمنصبك سيثنيك عن متابعة ما يجرى والتحذير من الخطر؟
قيامى بدورى لم يكن لأداء واجبى الوظيفى فحسب؛ بل وواجبى الوطنى، وأنا أخشى من عمل طريق يربط قرية تقع خلف جبل موسى، وسبق أن رفضت طلبا للبدو، وأوضحت للمحافظ أنه لو تم عمله ستتحول المنطقة إلى عشوائيات، وأن الدير سوف يسعى لشرائها، وأطالب بتطبيق القانون رقم 14 لسنة 2012 والذى يمنع التملك، وبتنفيذه نستولى على الأراضى ونزيل المخالفات، والأهم من هذا كله أن يكون نصب أعيننا حماية سيناء والأمن القومى لمصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق