الأحد، 24 نوفمبر 2013

يا نساء العرب: في مصر أفضل دواء للتخسيس!


يا نساء العرب: في مصر أفضل دواء للتخسيس!

شريف عبدالغني


الآن أقولها بصوت عال وضمير مستريح ونفس مطمئنة: الإعلاميون عاشقو كبير القوم الانقلابيين، ولاحسي البيادة، هم فاشلون خائبون، ومثل الدبة التي تقتل صاحبها، ولم يعرفوا حتى الآن تسويق كبيرهم عند الشعب، وإبراز ما حباه الله به من مزايا لجعله سيرة على كل لسان. بالخير طبعا.
دعك من حكاية قميص عبدالناصر الذي يحاولون أن يلبسوه له بالقوة الجبرية. هذا القميص واسع جدا على الكبير لأسباب كثيرة سياسية وفكرية ومرجعية وجسمانية و «كاريزمية».
حتى لو أخرجنا المرحوم «فرساتشي» أو عم عبده صقر أكبر ترزي جلباب بلدي في قريتنا، من قبريهما، فلن يستطيعا «تقييف» القميص عليه. السبب أيديولوجي..
فالأخ فرساتشي طلع «ربعاوي»، بينما عم عبده -رحمه الله- خرج من التعليم من سنة «رابعة»، ولذلك فهي تحمل عنده معنى وذكرى، واللي يرشها بالميه فإنه سيرشه بمياه الشيشة التي لم تكن تفارقه.
أما سبب تأنيبي لإعلاميي الكبير وعاشقيه، فهو أن ثلاثة أسابيع وأكثر مرت على الفيديو الشهير لطبيبة التغذية التي استضافوها لتوجيه المشاهدين إلى أحدث طرق الريجيم للنساء.
ورغم المعجزة المذهلة التي كشفت عنها المذكورة بأن الكبير بشحمه ولحمه هو أفضل وسيلة لتخسيس حواء، فإن أيا من عبيد وعبدة شحمه ولحمه لم يهتم بالمعجزة أو يسوقها، باعتبارها نصرا من الله وفتحا مبينا يبيّض صورة حبيبهم، بعد «التسريبات» وبروموهات الجزيرة، التي تنغص الحياة وتنكد على محبي البيادة أوقاتهم، حيث تأتيهم دائما في عز نشوتهم وهم في وصلات عشقهم للكبير يغنون لحضرة جنابه: أوقاتي بتحلو.. بتحلو معاك.. وحياتي تكمل برضاك!
أكرر وأقول إنهم فاشلون خائبون تافهون. لو كنت مكانهم لانتهزت الفرصة التي جاءت على طبق من ذهب وشوربة خضار لزوم التخسيس، من أجل توضيح مزايا وإيجابيات الرجل الكبير.
وهنروح بعيد ليه.. ها أنا أفعل، وأعلمهم أصول تسويق وتجميل من أحب:
بداية أوضح للأمة من المحيط إلى الخليج أن الطبيبة قالت إنها ترى الكبير فوق البشر.. حاجة كده مش معقولة ولا متصورة، حسب تعبيرها، وأضافت في كلمات متتابعة سريعة أسرع من هزات المناضلة فيفي عبده: أنا بحبه قووي قووي قووي.. يمكن أكتر من أولاده وأكتر من أولادي.. لما بشوفه بسرح في دنيا تانية.. والمشكلة إن المذيع يفضل يتكلم ويجيب كلامه قليل.. يا ريت يذيعوا كل خطاباته وكلامه.. بقعد قدامه وأنسى الأفلام والمسلسلات والحاجات التافهة دي وأنسى نفسي.
ووصلت لمربط الفرس: أنا بانصح أي واحدة عاوزة تخس إنها تبص لصورته في التلفزيون، وهي هتنسى الأكل والشرب وهتخس لوحدها.
يسلم فمك يا طبيبة. لسانك ينقط شهدا وعسلا وسكرا رغم أن طلتك ليس فيها شيء من هذا. الله يزيدك فصاحة وبلاغة و «فكاكة». على يديك ستنتهي أزمة مصر المستعصية.
الأوزان في المحروسة ثقيلة ثقل الهموم التي تحملها ربة المنزل والموظفة. النساء عندنا يعشقن «المحشي». والنتيجة أن الوزن يزيد ويزيد ويزيد. كان الله في عون الأحذية التي تحملهن.
 زمان كانت العرب تتغزل في الوزن الثقيل، وراح الشعراء يتفنون في وصف قوام المرأة الممتلئة. كل شيء فيها. أحدهم تعجب في نهاية قصيدة عن القدمين اللتين تحملان كل جبل الجمال هذا فوقهما.
لكن الآن الوضع تغير.
 لو سألت عن كارهي نانسي عجرم ونوال الزغبي وأليسا ونجوى كرم فستأتي المصريات في المقدمة. الرجال يطاردن قنوات أغاني الرباعي المذكور. الغيرة تدب في الزوجات..
ما الحل لنصل إلى قوام ورشاقة البنت المفعوصة نانسي. فشلت كل الحيل. قامت ثورات ونحوّا مبارك ثم عاد من نحّوه لينقلبوا على مرسي والنتيجة واحدة.. الأوزان هي الأوزان مثلما «أماكن» محمد عبده هي ذات الأماكن.
إذن مفيش غيره سيحل مشاكلكن يا نسوة مصر. إنه الكبير ولا أحد غيره. جربتم الملك والليبرالية ولم تفلح، وعبدالناصر والاشتراكية ولم تنجح، والسادات والرأسمالية وفشلت، ومبارك والمهلبية وخابت، ومرسي والمدنية ولم تصمد.
إذن تعال يا كبير.. أيها الرجل العظيم كبير الشان أنت الحل وليس أحدا ثانيا.
نظرة واحدة إليه، ستجعلك سيدتي -كما قالت نجاة الصغيرة- في دنيا تانية مالهاش وجود، وإن غبت عنه ستحسين إنه لا دنيا لك ولا وجود.. إيه حياتك كلها من غيره هوّ.. ذكرياتك فيها إيه حلو.. حلو.. إلا هوّ!!
نظرة ستدخلك في منافسة كاتبة «اغمز بعينك هتلاقينا ملك يمينك والله»
 أو كاتب «مصر للجنرال: زوَّجتك نفسي». ما أحلى النظر إليه لو كنتِ تريدين أن تصبحي أجمل من هيفاء وأنحف من شاكيرا وألطف من سمر بتاع مهند. كل الطرق تؤدي إلى الكبير.
الحقيقة أنه يجب ألا تقتصر الاستفادة من الكبير في التخسيس فقط. أمام وزيري التموين والتجارة فرصة «فكيكة» لحل أزمة استيراد الغذاء للشعب. من الآن لا استيراد ولا يحزنون. الناس لن تأكل. ما الداعي للأكل والكبير موجود. المطلوب قرار جمهوري بأن يجلس المصريون لمدة أسبوع أمام التلفزيون ينظرون للكبير. سينسون الماء والطعام. ثم شهر سينسون أنفسهم. وبعدها سنة ستصدّر مصر ما لديها من غذاء للعالم، وسنصبح الشعب الوحيد في المعمورة الذي اكتفى ذاتيا من دون خطط اقتصادية ولا تقشف ولا ربط أحزمة. بركاتك سيدي الكبير.
ما المانع أيضا تحصيل رسوم من الفضائيات على بث صوره. مؤكد أنه سيكون مادة مربحة لميزانية الدولة.
نسوة العرب الأثرياء سيتسمرن أمام الشاشات لمشاهدته وإنقاص أوازنهن بدلا من عيادات باريس ولندن وبكين.
أما عن نفسي فلن أتبع «ريجيم» أوفر طعامي بنفس الطريقة. الكبير محبوه كثر ومن ينسون الدنيا من أجله أكثر، وأساسا لن يرضوا أن أشاركهم حبه، كوني لا أنتمي لقبيلة «الفكاكة».
ليس أمامي من حل سوى مشاهدة فيديو الطبيبة المذكورة، فهي ستسد نفسي ونفس اللي خلفوني عن الأكل والشرب والدنيا كلها!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق