شريف عبد العزيز
" بالنظر إلى تاريخها ، فإن مسألة القضاء على حماس أمر مبالغ فيه جدا ، وقد أظهرت الحركة قدرة فائقة على استيعاب الضربات " بهذه العبارة الموجزة وصف مسئول عسكري أمريكي كبير الحملة الصهيونية الأخيرة على غزة . فرصيد التجربة قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حديث زوال حماس حديث خرافة ، ثبت فشله عدة مرات ، وعلى صخرة الصمود الفلسطيني تحطم كبرياء الجيش الذي لا يقهر عدة مرات ، والسر وراء ذلك في كل مرة يعود إلى التقارير الاستخبارتية المعيبة التي ترفع للصهاينة والأمريكان وعلى ضوئها يتخذ قرار الحرب .
فعندما عقد الفلسطينيون الانتخابات التشريعية في يناير 2006، كانت وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، واثقة من فوز حركة فتح. لذلك، مولت الولايات المتحدة الحملة الانتخابية لفتح ودعمتها بذوي الخبرة، وكانت تعتقد أن حماس ستخسر الانتخابات وتفقد مصداقيتها، ولكن انهار كل شيء بفوز حماس.ثم قطعت إسرائيل عن غزة المواد الغذائية الأساسية والسلع التجارية. وكما قال مسئول إسرائيلي، كانت الفكرة هي "التضييق على الفلسطينيين في غذائهم"، مما يفجر أزمة اقتصادية شديدة تخسر معها حماس مكانتها الشعبية، لكنَ ذلك لم يحدث. لذلك قررت الولايات المتحدة، في عام 2007، دعم ميليشيات فتح بقيادة الخائن دحلان الذي عشّم الصهاينة والأمريكان بأوهام القوة الفولاذية لسحق حماس في غزة. لكن الحركة استبقت العملية وحسمت الوضع عسكريا، فكانت فتح هي التي نُحيت عن غزة وليس حماس .
ومن ذلك الحين غيّر الصهاينة من أساليب الحصار والضغط إلى أسلوب الحروب العسكرية ،وشُنت سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنها فشلت على نحو مماثل في تدمير حماس.
ولم تؤثر أي عملية في سيطرة حماس على غزة وقدرتها على إطلاق صواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى إثارة غضب وسخط بعض المسئولين العسكريين الأمريكيين من الادعاءات الكاذبة الدائمة بأن حماس على وشك أن تُدمر ، فأمريكا قد أنفقت 30 مليار دولار لدعم الصهاينة عسكريا منذ سنة 2009 حتى سنة 2012 فقط ،ذهبت جميعها أدراج الرياح ، والنتيجة فشل يتلوه فشل .
حتى بعد التغييرات الجيو سياسية التي وقعت في المنطقة بعد الانقلاب العسكري المصري في 3 يوليو ، ونشوء الحلف المدنس بين الصهاينة والإيرانيين والانقلابيين من أجل استهداف المقاومة السنية بطول المنطقة وعرضها ، لم تتطور المعلوماتية الإسرائيلية عن القدرات العسكرية خاصة الصاروخية لحماس ، فعلى الرغم من الحصار الشديد والقاسي الذي فرضه عسكر السيسي سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا على الحركة ، وقطع شرايين القطاع بالتدمير الكامل لشبكة الأنفاق ، والغلق المحكم لمعبر رفح ، وشيطنة الحركة إعلاميا ، على الرغم من ذلك كله أبدت حماس قدرات هائلة في التكييف مع الحدث ومتغيراته ، واستطاعت الصمود بمهارة وحنكة سياسية حتى بعد الاضطرار للدخول في حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح ، وظلت حماس محتفظة بنفوذها وسيطرتها على القطاع ، والأهم من ذلك ظلت محتفظة بترسانتها الصاروخية التي تطورت كثيرا جدا خلال فترة ثورات الربيع العربي .
ففي مقال نشرته مجلة "فوري بوليسي" قال الكاتب "مارك بيري " إن تشكيل حماس حكومة وحدة وطنية جديدة مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كان، على ما يبدو، مؤشرا على تهميش الحركة الإسلامية لصالح قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التقليدية.
إذ إن هدف خصوم حماس وأعداؤها كان عزل الحركة خارجيا (حصار السيسي) وإضعافها داخليا بتهيئة الظروف لثورة داخلية ضد حكمها،وقد طمأن عباس كيري بأن اتفاق المصالحة يراد به "تدمير حماس" من خلال ضمها إلى العملية السياسية ومن ثم هزيمتها في الانتخابات اللاحقة.
"أنا أكره حماس"، كما قال عباس لكيري : "لكن لا تقلق، لدي خطة للإطاحة بهم سترى". لكن تبين عكس ذلك. فحماس اليوم قوية، ومن المرجح أن يجعلها الهجوم الإسرائيلي الحالي أقوى " . والخلاصة أن كل محاولات إسرائيل، طيلة ثماني سنوات،لإجبار حماس على الخضوع والاستسلام لم تفشل، وفقط، ولكن نجحت أيضا في تنامي العزم والإصرار لدى الفلسطينيين عموما وأهل غزة خصوصا على تحرير سائر فلسطين ، فأسماء الهجمات الإسرائيلية على غزة: أمطار الصيف، غيوم الخريف، الشتاء الساخن، الرصاص المصبوب، عمود السحاب والجرف الصامد ، ما هي إلا خداع أوهام، فلا هي اشترت لتل أبيب الأمن ولا الردع.
بل كانت في غاية الفعالية في بروز جيل آخر من الفلسطينيين ملتزم بتدمير إسرائيل. والأكثر من ذلك فقد انتهى وربما للأبد حلم نتنياهو بدولة فلسطينية ممزقة وحبيسة ومنزوعة السلاح ، ولعل في كلمة خالد مشعل الأخيرة إشارة موجعة بذلك عندما قال : " إنه لن يمر وقت طويل قبل أن لا تجد فلسطينيا يجرؤ على الحديث عن دولة على أساس حدود 67 "
والصهاينة اليوم بدعم كامل من محور الانقلابيين الممتد من الامارات إلى مصر تعمل على نزع سلاح المقاومة الإسلامية في غزة بعد أن كشفت الحرب الأخيرة عن تطور نوعي كبير حادث في هذا السلاح ، وصل لمستويات غير مسبوقة حتى رأينا المقاومة المحاصرة منذ أكثر من عام بمنتهى القسوة والإحكام ، رأيناها تطلق طائرات بدون طيار تمرح في سماء تل الربيع وتصور ما تشاء من مواقع عسكرية ثم تعود إلى غزة آمنة مطمئنة .
وكانت المبادرة المصرية التي صيغت في الأروقة الصهيونية برعاية فتحاوية هي السلاح الأمثل لتحقيق انتصار وهمي للكيان الصهيوني المصابة كرامته وكبريائه في مقتل من جراء صواريخ المقاومة الإسلامية .
فلم يمنع تعالي الأصوات داخل تل أبيب، التي بدأت بالحديث عن فشل العدوان على غزة، وزيرة العدل الإسرائيلي، تسيفي ليفني، من تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، تتضمن نزع سلاح الحركة، والقضاء على قدراتها العسكرية، في مقابل منح سكان قطاع غزة تسهيلات اقتصادية ، فقد كشف موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، يوم الاثنين، النقاب عن أن ليفني، المسئولة عن إدارة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، تقترح تحركاً دولياً وإقليمياً شاملاً، يفضي إلى تجريد "حماس"، من مخزونها من الصواريخ، وأيضاً ضمان عدم تمكينها من إعادة بناء هذا المخزون من الوسائل القتالية في المستقبل.وبحسب الاعلام العبري، تستند مبادرة ليفني إلى مشاركة كل من مصر والسلطة الفلسطينية في تنفيذها، إذ إنها تقترح، مقابل تجريد "حماس" من مخزونها من الصواريخ، أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح، وتطالب بإدارته من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. والصهاينة كما عبر عنهم وزيري الخارجية والدفاع السابقين أيالون وموفاز يروجون دوليا لفكرة نزع سلاح المقاومة ، واستغلال الظروف الدولية والإقليمية لتجنيد دعم دولي لأي مبادرة لتصفية مخزون "حماس" من الصواريخ على غرار تصفية المخزون الكميائي لبشار الأسد في سوريا .
والبعض يعتقد أن حماس قد وقعت في الفخ بإظهار مدى تفوق قدراتها الصاروخية في الحرب الأخيرة ، وأنها قد استدرجت للكشف عن تطورها النوعي مما فتح الطريق أمام الصهاينة لاستغلال الأمر دوليا وإقليميا ، ولكن الموقف السياسي القوي الذي اتخذته الحركة برفض المبادرة المصرية الصهيونية الفتحاوية المشتركة قد أعاد الأمور للمربع الأول ، وكان لازما على الصهاينة ومحور الانقلاب الداعم لهم أما بقبول التفاوض المباشر على حماس والموافقة على شروطها المعلنة ، وأما الدخول في اجتياح بري تتخوف إسرائيل منه كثيرا وتتعالى الأصوات الداخلية المحذرة من ضخامة خسائره ، وقلة فوائده ، لذلك كان على من يروج لفكرة قرب تدمير حماس أو نزع سلاحها أن يستيقظ من أوهامه ويراجع نفسه ، فصمود حماس وبطولة رجالها غدت ملحمة فخر وعزة سترويها الأجيال القادمة ، كما ستروي معها خيانات محور الانقلاب
" بالنظر إلى تاريخها ، فإن مسألة القضاء على حماس أمر مبالغ فيه جدا ، وقد أظهرت الحركة قدرة فائقة على استيعاب الضربات " بهذه العبارة الموجزة وصف مسئول عسكري أمريكي كبير الحملة الصهيونية الأخيرة على غزة . فرصيد التجربة قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حديث زوال حماس حديث خرافة ، ثبت فشله عدة مرات ، وعلى صخرة الصمود الفلسطيني تحطم كبرياء الجيش الذي لا يقهر عدة مرات ، والسر وراء ذلك في كل مرة يعود إلى التقارير الاستخبارتية المعيبة التي ترفع للصهاينة والأمريكان وعلى ضوئها يتخذ قرار الحرب .
فعندما عقد الفلسطينيون الانتخابات التشريعية في يناير 2006، كانت وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، واثقة من فوز حركة فتح. لذلك، مولت الولايات المتحدة الحملة الانتخابية لفتح ودعمتها بذوي الخبرة، وكانت تعتقد أن حماس ستخسر الانتخابات وتفقد مصداقيتها، ولكن انهار كل شيء بفوز حماس.ثم قطعت إسرائيل عن غزة المواد الغذائية الأساسية والسلع التجارية. وكما قال مسئول إسرائيلي، كانت الفكرة هي "التضييق على الفلسطينيين في غذائهم"، مما يفجر أزمة اقتصادية شديدة تخسر معها حماس مكانتها الشعبية، لكنَ ذلك لم يحدث. لذلك قررت الولايات المتحدة، في عام 2007، دعم ميليشيات فتح بقيادة الخائن دحلان الذي عشّم الصهاينة والأمريكان بأوهام القوة الفولاذية لسحق حماس في غزة. لكن الحركة استبقت العملية وحسمت الوضع عسكريا، فكانت فتح هي التي نُحيت عن غزة وليس حماس .
ومن ذلك الحين غيّر الصهاينة من أساليب الحصار والضغط إلى أسلوب الحروب العسكرية ،وشُنت سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنها فشلت على نحو مماثل في تدمير حماس.
ولم تؤثر أي عملية في سيطرة حماس على غزة وقدرتها على إطلاق صواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى إثارة غضب وسخط بعض المسئولين العسكريين الأمريكيين من الادعاءات الكاذبة الدائمة بأن حماس على وشك أن تُدمر ، فأمريكا قد أنفقت 30 مليار دولار لدعم الصهاينة عسكريا منذ سنة 2009 حتى سنة 2012 فقط ،ذهبت جميعها أدراج الرياح ، والنتيجة فشل يتلوه فشل .
حتى بعد التغييرات الجيو سياسية التي وقعت في المنطقة بعد الانقلاب العسكري المصري في 3 يوليو ، ونشوء الحلف المدنس بين الصهاينة والإيرانيين والانقلابيين من أجل استهداف المقاومة السنية بطول المنطقة وعرضها ، لم تتطور المعلوماتية الإسرائيلية عن القدرات العسكرية خاصة الصاروخية لحماس ، فعلى الرغم من الحصار الشديد والقاسي الذي فرضه عسكر السيسي سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا على الحركة ، وقطع شرايين القطاع بالتدمير الكامل لشبكة الأنفاق ، والغلق المحكم لمعبر رفح ، وشيطنة الحركة إعلاميا ، على الرغم من ذلك كله أبدت حماس قدرات هائلة في التكييف مع الحدث ومتغيراته ، واستطاعت الصمود بمهارة وحنكة سياسية حتى بعد الاضطرار للدخول في حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح ، وظلت حماس محتفظة بنفوذها وسيطرتها على القطاع ، والأهم من ذلك ظلت محتفظة بترسانتها الصاروخية التي تطورت كثيرا جدا خلال فترة ثورات الربيع العربي .
ففي مقال نشرته مجلة "فوري بوليسي" قال الكاتب "مارك بيري " إن تشكيل حماس حكومة وحدة وطنية جديدة مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كان، على ما يبدو، مؤشرا على تهميش الحركة الإسلامية لصالح قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التقليدية.
إذ إن هدف خصوم حماس وأعداؤها كان عزل الحركة خارجيا (حصار السيسي) وإضعافها داخليا بتهيئة الظروف لثورة داخلية ضد حكمها،وقد طمأن عباس كيري بأن اتفاق المصالحة يراد به "تدمير حماس" من خلال ضمها إلى العملية السياسية ومن ثم هزيمتها في الانتخابات اللاحقة.
"أنا أكره حماس"، كما قال عباس لكيري : "لكن لا تقلق، لدي خطة للإطاحة بهم سترى". لكن تبين عكس ذلك. فحماس اليوم قوية، ومن المرجح أن يجعلها الهجوم الإسرائيلي الحالي أقوى " . والخلاصة أن كل محاولات إسرائيل، طيلة ثماني سنوات،لإجبار حماس على الخضوع والاستسلام لم تفشل، وفقط، ولكن نجحت أيضا في تنامي العزم والإصرار لدى الفلسطينيين عموما وأهل غزة خصوصا على تحرير سائر فلسطين ، فأسماء الهجمات الإسرائيلية على غزة: أمطار الصيف، غيوم الخريف، الشتاء الساخن، الرصاص المصبوب، عمود السحاب والجرف الصامد ، ما هي إلا خداع أوهام، فلا هي اشترت لتل أبيب الأمن ولا الردع.
بل كانت في غاية الفعالية في بروز جيل آخر من الفلسطينيين ملتزم بتدمير إسرائيل. والأكثر من ذلك فقد انتهى وربما للأبد حلم نتنياهو بدولة فلسطينية ممزقة وحبيسة ومنزوعة السلاح ، ولعل في كلمة خالد مشعل الأخيرة إشارة موجعة بذلك عندما قال : " إنه لن يمر وقت طويل قبل أن لا تجد فلسطينيا يجرؤ على الحديث عن دولة على أساس حدود 67 "
والصهاينة اليوم بدعم كامل من محور الانقلابيين الممتد من الامارات إلى مصر تعمل على نزع سلاح المقاومة الإسلامية في غزة بعد أن كشفت الحرب الأخيرة عن تطور نوعي كبير حادث في هذا السلاح ، وصل لمستويات غير مسبوقة حتى رأينا المقاومة المحاصرة منذ أكثر من عام بمنتهى القسوة والإحكام ، رأيناها تطلق طائرات بدون طيار تمرح في سماء تل الربيع وتصور ما تشاء من مواقع عسكرية ثم تعود إلى غزة آمنة مطمئنة .
وكانت المبادرة المصرية التي صيغت في الأروقة الصهيونية برعاية فتحاوية هي السلاح الأمثل لتحقيق انتصار وهمي للكيان الصهيوني المصابة كرامته وكبريائه في مقتل من جراء صواريخ المقاومة الإسلامية .
فلم يمنع تعالي الأصوات داخل تل أبيب، التي بدأت بالحديث عن فشل العدوان على غزة، وزيرة العدل الإسرائيلي، تسيفي ليفني، من تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، تتضمن نزع سلاح الحركة، والقضاء على قدراتها العسكرية، في مقابل منح سكان قطاع غزة تسهيلات اقتصادية ، فقد كشف موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، يوم الاثنين، النقاب عن أن ليفني، المسئولة عن إدارة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، تقترح تحركاً دولياً وإقليمياً شاملاً، يفضي إلى تجريد "حماس"، من مخزونها من الصواريخ، وأيضاً ضمان عدم تمكينها من إعادة بناء هذا المخزون من الوسائل القتالية في المستقبل.وبحسب الاعلام العبري، تستند مبادرة ليفني إلى مشاركة كل من مصر والسلطة الفلسطينية في تنفيذها، إذ إنها تقترح، مقابل تجريد "حماس" من مخزونها من الصواريخ، أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح، وتطالب بإدارته من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. والصهاينة كما عبر عنهم وزيري الخارجية والدفاع السابقين أيالون وموفاز يروجون دوليا لفكرة نزع سلاح المقاومة ، واستغلال الظروف الدولية والإقليمية لتجنيد دعم دولي لأي مبادرة لتصفية مخزون "حماس" من الصواريخ على غرار تصفية المخزون الكميائي لبشار الأسد في سوريا .
والبعض يعتقد أن حماس قد وقعت في الفخ بإظهار مدى تفوق قدراتها الصاروخية في الحرب الأخيرة ، وأنها قد استدرجت للكشف عن تطورها النوعي مما فتح الطريق أمام الصهاينة لاستغلال الأمر دوليا وإقليميا ، ولكن الموقف السياسي القوي الذي اتخذته الحركة برفض المبادرة المصرية الصهيونية الفتحاوية المشتركة قد أعاد الأمور للمربع الأول ، وكان لازما على الصهاينة ومحور الانقلاب الداعم لهم أما بقبول التفاوض المباشر على حماس والموافقة على شروطها المعلنة ، وأما الدخول في اجتياح بري تتخوف إسرائيل منه كثيرا وتتعالى الأصوات الداخلية المحذرة من ضخامة خسائره ، وقلة فوائده ، لذلك كان على من يروج لفكرة قرب تدمير حماس أو نزع سلاحها أن يستيقظ من أوهامه ويراجع نفسه ، فصمود حماس وبطولة رجالها غدت ملحمة فخر وعزة سترويها الأجيال القادمة ، كما ستروي معها خيانات محور الانقلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق