الأربعاء، 16 يوليو 2014

داخل غرف الناجين من صواريخ الصهاينة: "السيسي" متخاذل.. وحالنا مأساوي

داخل غرف الناجين من صواريخ الصهاينة: "السيسي" متخاذل.. وحالنا مأساوي 


صواريخ الاحتلال تسلب حياتهم، وتدك عظامهم، وتسرق مستقبلهم.. أطفال ونساء ورجال يصارعون الموت في كل يوم وليلة.. صواريخ الاحتلال لا تتوانى لحظة عن قصف منازلهم، فمنهم من ينجو من الموت، و منهم من يهلك تحت الأنقاض، ومنهم من تتناثر أشلاء جسده هنا وهناك.. إنهم أهل غزة، الذين يعانون الأمرين جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في كل يوم وليلة، وفي زيارة لمصابي غزة الراقدين في مستشفى الزيتون التخصصي والهلال الأحمر برمسيس..

حكايات من شدة آلمها يعجز لسان أصحابها عن روايتها.. صوت بكاء داخل أحدى غرف مستشفى الزيتون التخصصي، لم يتوقف لحظة..
إنها أمنة سالم، المرأة الفلسطينية، التي تجلس بجوار شقيقتها المصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة.
المرأة الخمسينية، قالت إنها "استيقظت على القصف الذي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من منزلنا, والعدوان لم يفرق بين ارهابي أو طفل أو امراة ولكن هدفه تدمير دولة فلسطين"، وفي لحظات روايتها لما تعرضت له أختها المصابة، تزرف عيني أمنة من خلف نقاب يخفي وجهها، وترفع يدها للسماء لتدعو علي العدوان الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه لا دين له ولا ذمة.
تصف أمنة حالها وحال أهلها من أبناء الشعب الفلسطيني، بـ"المأساوي"، قائلة: "حالنا مأساوي.. وعلى العالم التدخل لإنقاذنا من العدو المحتل"، وتجلس السيدة الفلسطينية في المستشفى مع أختها التي أصيبت بكسر في الفخد الأيمن, مطالبة المسؤولين والعرب بالتدخل لحل القضية الفلسطينية وانتشال شعبها من أيدي المغتصب.
ورغم تعرضهم للقصف يوميا، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل في حلم وطن يعيشون فيه، بحسب أماني، التي أصيبت من جراء العدوان، قائلة: "أتمنى الانضمام للمقاومة الفلسطينية لكي أحرر بلدي من العدوان الإسرائيلي.. وسأحيا من أجل حلم الطفولة (تحرير فلسطين) وسأدخل كلية الحقوق وسألقب بالمحامية"، وتتمنى الفتاة العشرينية أنها لو لم يكتب لها النصيب أن تعيش لتحرر بلدها، أن يكمل غيرها من أبناء شعبها حلمها، "هكمل حلمي حياتي ولومكملتش غيري هيكملوا".
الفتاة التي لم تتخيل منذ طفولتها أن ترى القصف بعينيها، شاهدته عندما تعرضت هي وأسرتها المكونة من 6 بنات، وولدين أصغرهما 5 أعوام، والقاطنة بقطاع غزة، وتروي لحظات القصف، قائلة: "إن قوات الإحتلال الإسرائيلي قصفت منزلي أول أمس عندما كنت أجلس مع أسرتي بعد السحور.. ولم أتخيل منذ طفولتي أنني سأرى القصف بعيني.. ودائما كنت أشاهد القصف عبر شاشة التلفاز، لكنني عندما رأيته بعيني شعرت أنني أفقد الحياة بأكملها".
ابنة الثامنة عشر عاما من العمر، التي أصيبت بكسر في القدم وجروح في الجسد، رأت الموت لأول مرة في حياتها عندما استشهدت عمتها من جراء الصاروخين، الذي أطلقه العدو الصهيوني، ومر الأول بجانب منزلهما، والثاني أصاب المنزل القاطنة فيه، فأصابها، وختم حياة عمتها بالشهادة.
ابنة مدينة غزة، التي تعالج في مستشفى الزيتون التخصصي بقلب القاهرة، واصلت حديثها، وسط دموع تتذكر بها اللحظات المؤلمة، التي تعرضت لها، "الإسرائيليون ليسوا سوى وحوش جائعة، كل ما يتمنوه أن يأخذوا الأرض، ولكننا لن نسمح لهم، وسنحرر أرضنا من طغيانهم يوما ما.. وسنصمد حتي نحرر بلدنا غزة الصامدة بشباب المقاومة".
حال أمنة وأماني الفلسطينيتان، لم يختلف كثيرا عن محمد حماد، العجوز، الذي أصيب بكسر في القدمين من جراء صواريخ العدو، وبحزن بالغ يصف حاله، قائلا: "أيش معنى حلم.. لا أدري معني تلك الكلمة في بلدى فلسطين".
الرجل الستيني، الراقد بمستشفى الزيتون التخصصي، يبكي حسره على فقدان دعم الشعب الفلسطيني من مصر والشعب العربي، قائلا: "الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولى رئاسة مصر.. لم يقدم لنا أي دعم أو خدمات غير فتح معبر رفح بمجرد القصف الإسرائيلي على القطاع"، ورغم الأمكانيات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن حماد يرى أن شباب المقاومة قادرة على مواجهة العدوان الصهيوني، مبديا تعجبه من تخاذل العالم الدولي تجاه أزمة القضية الفلسطينية.
فيما كان حال أيمن المصري، الشاب الفلسطيني حديث العمر، نفس حال سابقيه من سوء دمر حياته جراء القصف الإسرائيلي، عندما فقد ابنته ذو الست سنوات، وأصيب في القدمين واليدين، ويرقد حاليا في مستشفى الهلال الأحمر، معاتبا الشعوب والحكام العرب مما يحدث في فلسطين، قائلا ابن الثامنة والعشرين من العمر إن "العرب جمعتهم مباريات كأس العالم، ولم يهمهم ما يحدث في فلسطين, أو حتى الاجتماع في الجامعة العربية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق