الاثنين، 14 يوليو 2014

ورقة التواليت المتسخة



ورقة التواليت المتسخة

بقلم آيات عرابي
منذ حوالي شهر تقريباً وجهت حماس ضربة معلم لحكومة نتن ياهو عندما ابرمت المصالحة مع محمود عباس, مستغلة في ذلك التوجه الاسرائيلي الواضح لإستبدال محمود عباس بدحلان, استغلت حماس ادراك محمود عباس أن الحل الوحيد أمامه للبقاء في منصبه الشرفي هو وضع يده في يد حماس, وهو الاتفاق الذي خرج نتن ياهو لينتقده علناً بلهجة خالية من أي دبلوماسية وبعصبية واضحة بينت كم كانت تلك الضربة موجعة له,
وهو ما هدد ببقاء حماس على الساحة من وجهة النظر الإسرائيلية لفترة اطول مما خططت له, فخططت لتوجيه ضربة لحماس تدمر فيها البنية التحتية للمقاومة وتقطع الصلة بين المقاومة وبين الحاضنة الشعبية,
وبعد أن ظنت اسرائيل ان غلامها في مصر نيافة الحاخام الهاشتاجي الأكبر مدير الانقلاب نجح في تصفية الانفاق وخنق حماس, رأت أنه من المناسب مهاجمة حماس ومعاقبة أهل غزة لتحريضهم على التململ والتمرد على حماس, عن طريق ضربات عسكرية شديدة العنف تستهدف المدنيين والأطفال, على أمل أن تركض حماس لإدارة الانقلاب الخائنة وتركع أمامها طلباً لوقف اطلاق النار,
وهذه المرة ادارت حماس الصراع بحرفية عالية, فلم تكتفي بقصف المدن الاسرائيلية بالصواريخ, بل فضحت فشل الاسرائيليين بقصف تل أبيب ومناطق أخرى أبعد سببت صدمة بين الاسرائيليين الذين أعلنوا صراحة أنهم لم يتوقعوا ان تمتلك حماس صواريخ يصل إلى ذلك المدى, وبالإضافة لذلك نفذت حماس عملية نوعية هاجمت فيها لأول مرة منذ إعلان دولة الاحتلال الاسرائيلي قاعدة عسكرية اسرائيلية من البحر وهو ما فضح الجيوش العربية وبين هشاشتها من جهة ومن جهة أخرى سبب قلقاً شديداً للاسرائيليين, الذين وجدوا انفسهم في مواجهة تنظيم عسكري محترف وادارة سياسية بارعة ومن جهة أخرى لم تعبأ المقاومة الفلسطينية باتصالات خونة الانقلاب في مصر التي طلبوا فيها وقف اطلاق النار وفقد نيافة الحاخام العسكري الهاشتاجي أي قدرة على لعب دور اقليمي وادرك الأمريكيون وقبله الاسرائيليون أن استثمارهم في ذلك المتآمر الفاشل لم يكن في محله,
فحماس لا تقبل به حتى كوسيط ولا تعبأ به ولا تأبه له, فاصبح ورقة عديمة القيمة, للدرجة التي جعلت الواشنطن بوست منذ يومين تنشر مقالاً بعنوان ( محمد مرسي الرجل الذي تحتاجه الأزمة الاسرائيلية الفلسطينية ) والذي أدار الازمة وقتها بحرفية سياسية عالية وفرض شروط حماس على الجانب الاسرائيلي وسحب سفير مصر وقتها من اسرائيل ووجه خطاباً شديد اللهجة لاسرائيل, ووفر الغطاء السياسي لحماس وذهب أبعد من ذلك وارسل رئيس الوزراء د.هشام قنديل لغزة وهي تحت القصف في سابقة هي الأول من نوعها, وتم وقف اطلاق النار وفقاً للشروط التي فرضتها حماس بصواريخها وبغطاء سياسي مصري, جعل الصحف الاسرائيلية وقتها تقول أن الرابح رقم واحد من الأزمة هو مصر, وجعل المتطرفين الاسرائيليين يسبون نتن ياهو ويقولون أنه يتلقى اوامره من القاهرة, في إشارة إلى فرض مصر للموقف السياسي لحماس على اسرائيل, وهو ما جعل الكثيرين يعيدون التفكير في الدور الذي من الممكن ان يلعبه عميل مزروع في مصر ينبطح تماماً أمام اسرائيل بعد أن اتضحت حقيقة أن احد طرفي المعادلة لا يهتم ولا يعبأ بصاحب الهاشتاج وتبين لسادته في اسرائيل وفي الولايات المتحدة أن نيافة الحاخام الهاشتاجي العسكري أقل قدراً من أن يلعب دوراً اقليماً لحماية امن اسرائيل وانه لا يزيد عن مجرد ورقة تواليت متسخة لا يعبأ بها احد, وهو ما دفع الرئيس الأمريكي للاتصال بنتن ياهو اليوم ليعرض عليه التوسط شخصياً للتوصل لوقف اطلاق نار بشروط 2012 التي تم التوصل إليها برعاية الرئيس مرسي الذي اتهمه خونة الانقلاب في مصر بالتخابر مع حماس, وحسناً فعلوا فالخونة المتخابرين مع العدو الذين يرسلون مدير مخابراتهم اللص الفاشل محمد التهامي, لا يمكن أن يشرفوا بالتخابر مع حماس .. 
تحية لرجال المقاومة وتحية للرئيس مرسي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق