نخبة لحم الخنزير اللذيذ
أحمد عمر
نخبة سلطانية عسكرية ضد الكسر والرطوبة والحرارة والمطر والزمن والقهر. لا يمكن أن تلحق بهم الهزيمة، ولا أن تلحق بهم إلى باب الدار، ولا يمكن أن تختبرهم بالغطس. ليس لهم نقطة ضعف، أو كعب أخيل.
أحدهم وصف الإخوان بـ"الجماعة المحظورة"، قبل أن تحظر، وقبل أن تصبح إرهابية وماسونية وصهيونية! اتضح أنّ المثقف صانع قرار، وليس محللاً ومفسراً له! صرخ مرة، والمذيع يستعرض مشاهد محرقة ميدان رابعة العدوية، التي تثير لوعة وأسى وخزي أي مشاهد فيه ذرة ضمير، فوجد شخصاً عابراً في الميدان، ظهر جزء من كتفه مشدوداً بحمالة جلدية، فصرخ مثل أرخميدس: "أهو مسلح.. مسلح أهو؟" ضبط المجرم بالجرم المشهود، الذي عجزت عنه استخبارات مصر كلها، مع أنها قد تكون حمالة حقيبة حافظة أدوية أو أطعمة أو كاميرا تصوير!
يرفل هؤلاء في ألقاب كبيرة مثل "رئيس ملف الأهرام الاستراتيجي"، أو "أستاذ العلوم السياسية"، أو عضو مجلس الشعب، وأحياناً، يكتفون بلقب متواضع هو "محلل سياسي"، لكن، ليس كل ما يلمع ذهباً. اللقب المناسب هو "فاسق بأنباء".
أحدهم وصف الإخوان بـ"الجماعة المحظورة"، قبل أن تحظر، وقبل أن تصبح إرهابية وماسونية وصهيونية! اتضح أنّ المثقف صانع قرار، وليس محللاً ومفسراً له! صرخ مرة، والمذيع يستعرض مشاهد محرقة ميدان رابعة العدوية، التي تثير لوعة وأسى وخزي أي مشاهد فيه ذرة ضمير، فوجد شخصاً عابراً في الميدان، ظهر جزء من كتفه مشدوداً بحمالة جلدية، فصرخ مثل أرخميدس: "أهو مسلح.. مسلح أهو؟" ضبط المجرم بالجرم المشهود، الذي عجزت عنه استخبارات مصر كلها، مع أنها قد تكون حمالة حقيبة حافظة أدوية أو أطعمة أو كاميرا تصوير!
يرفل هؤلاء في ألقاب كبيرة مثل "رئيس ملف الأهرام الاستراتيجي"، أو "أستاذ العلوم السياسية"، أو عضو مجلس الشعب، وأحياناً، يكتفون بلقب متواضع هو "محلل سياسي"، لكن، ليس كل ما يلمع ذهباً. اللقب المناسب هو "فاسق بأنباء".
لو رأيت الواحد من هؤلاء، حسب وصف الساخر خطيب بدلة، من بعيد، لقبّلت يده لوقاره وهيبته، أما لو تكلم، فستتف على حظك، وتصبح رقبتك مثل السمسمة من العار.
يقول جورج برنارد شو: من عيوب الديمقراطية أنها تجبرك على سماع الحمقى، أما هؤلاء الذين أرغمتنا الديمقراطية، التي بدأت تشح في صحارى الفضائيات العربية على سماعهم، فهم كهنةٌ يلقون عصيهم، ويبهروننا بتحويلها إلى أفاعٍ وثعابين سامة وبالعة، والورد إلى عناكب، والنملة إلى فيل سومطري. يقول الإمام الشافعي: ما جادلت أحمقاً إلا غلبني. والحمقى يختلفون عن هؤلاء في أنهم ظرفاء.
يسأل المذيع عضو مجلس الشعب السوري عن البراميل المتفجرة التي تلقى على الشعب السوري يومياً، فيرد: إنهم إرهابيون، وليس في المناطق سكان مدنيون (لأنّ النظام السوري أجلاهم بعد إنذارات ورقية من الطائرات، وأسكنهم في أقبية خمس نجوم، كما يفعل العدو الصهيوني "الصامد" مع مواطنيه!) أو في حالات إعلامية أقل ذكاءً من ذكاء العضو: هم "دروع بشرية". يعني المحلل السياسي يحلل قتل الدروع البشرية من الأطفال والنساء. وهي نفسها فتاوى بعض فرق الجهاديين وإسرائيل، التي طالما ندد بها إعلام النظام!
يسأل المذيع عضو مجلس الشعب السوري عن البراميل المتفجرة التي تلقى على الشعب السوري يومياً، فيرد: إنهم إرهابيون، وليس في المناطق سكان مدنيون (لأنّ النظام السوري أجلاهم بعد إنذارات ورقية من الطائرات، وأسكنهم في أقبية خمس نجوم، كما يفعل العدو الصهيوني "الصامد" مع مواطنيه!) أو في حالات إعلامية أقل ذكاءً من ذكاء العضو: هم "دروع بشرية". يعني المحلل السياسي يحلل قتل الدروع البشرية من الأطفال والنساء. وهي نفسها فتاوى بعض فرق الجهاديين وإسرائيل، التي طالما ندد بها إعلام النظام!
يسأل المذيع: لم لا تلقي عليهم حكومتهم، وأنت عضو مجلس شعب منتخب، أيضاً سلاّت غذائية كما تلقي البراميل، فهم يموتون من الجوع، ويأكلون أوراق الشجر؟ فيرد: النظام يقوم بواجبه (ربما يفعل سراً، فصدقة السر تطفئ غضب الرب)، نذكر أن "الدروع البشرية" كانت اختراعاً أدبياً وإعلامياً إسرائيلياً، لتحليل قتل أبرياء.
يسأل المذيع رئيس ملف الأهرام الاستراتيجي عن أحكام الإعدام بالجملة، غير المسبوقة في تاريخ مصر، الفرعوني قبل الميلاد، والهكسوسي، والبونابرتي، فيقول إنها "حكم أولي"، والحكم درجات (مثل السلم الموسيقي)، وهي من درجات التقاضي لدى القضاء الشامخ! فالتقاضي مسلسل مكسيكي طويل اسمه "رامز قرش القضاء الشامخ".
يرد العلامة القانوني، خريج كلية القانون، مدافعاً عن قرار السيسي تعيين عمداء الجامعة، فيقول، وعينه مثل عين السمكة (ليس لها جفن يمكن أن يرف): عمادة الجامعات في العالم كلها تعيين، ربما حكام العالم الديمقراطي كلهم جنرالات، وقضاؤهم شامخ. ومحاموهم مثله. المحلل اللبناني الذي ذابت أسنانه الأمامية من الكفاح الإعلامي، دفاعاً عن النظام السوري في الفضائيات، يقول رداً على شهادة الخنساء السورية، حسناء الحريري، التي قتل أولادها وزوجها، أنه يشك في الشهادة، فليس من جهات موثوقة تؤكد الشهادة. وثانياً، إن صحت، فهي أمر عادي (الاغتصاب والقتل والتعذيب بالكهرباء)، وموجود في دول المنطقة المجاورة كلها! الرجل عليل ويحتاج إلى علاج... بصباع كفتة!
تصور، بخيالك، أيها القارئ الخلاق، أن يخرج عضو مجلس الشعب السوري، مثلاً، ويقول: نحن أقلية طائفية، ونعتقد أننا تعرضنا إلى ظلم في العهد العثماني، واستولينا على الحكم، وسيطرنا على مفاصل الدولة كلها، مدة نصف قرن، ونعمنا بكل النعم، بما فيها صياغة قوانين، تنطبق على الشعب المعادي، وأوفدنا أبناءنا إلى الخارج، ودفعنا بهم إلى الكليات المتقدمة، ونحن زعماء البلد، ومديروها ورؤساؤها في الرياضة والتموين والزراعة والمخابرات وبقية شؤون الحياة، ولا يمكن أن نتخلى عن مكاسب السلطان والمال وأنتم عبيدنا!
يسأل المذيع رئيس ملف الأهرام الاستراتيجي عن أحكام الإعدام بالجملة، غير المسبوقة في تاريخ مصر، الفرعوني قبل الميلاد، والهكسوسي، والبونابرتي، فيقول إنها "حكم أولي"، والحكم درجات (مثل السلم الموسيقي)، وهي من درجات التقاضي لدى القضاء الشامخ! فالتقاضي مسلسل مكسيكي طويل اسمه "رامز قرش القضاء الشامخ".
يرد العلامة القانوني، خريج كلية القانون، مدافعاً عن قرار السيسي تعيين عمداء الجامعة، فيقول، وعينه مثل عين السمكة (ليس لها جفن يمكن أن يرف): عمادة الجامعات في العالم كلها تعيين، ربما حكام العالم الديمقراطي كلهم جنرالات، وقضاؤهم شامخ. ومحاموهم مثله. المحلل اللبناني الذي ذابت أسنانه الأمامية من الكفاح الإعلامي، دفاعاً عن النظام السوري في الفضائيات، يقول رداً على شهادة الخنساء السورية، حسناء الحريري، التي قتل أولادها وزوجها، أنه يشك في الشهادة، فليس من جهات موثوقة تؤكد الشهادة. وثانياً، إن صحت، فهي أمر عادي (الاغتصاب والقتل والتعذيب بالكهرباء)، وموجود في دول المنطقة المجاورة كلها! الرجل عليل ويحتاج إلى علاج... بصباع كفتة!
تصور، بخيالك، أيها القارئ الخلاق، أن يخرج عضو مجلس الشعب السوري، مثلاً، ويقول: نحن أقلية طائفية، ونعتقد أننا تعرضنا إلى ظلم في العهد العثماني، واستولينا على الحكم، وسيطرنا على مفاصل الدولة كلها، مدة نصف قرن، ونعمنا بكل النعم، بما فيها صياغة قوانين، تنطبق على الشعب المعادي، وأوفدنا أبناءنا إلى الخارج، ودفعنا بهم إلى الكليات المتقدمة، ونحن زعماء البلد، ومديروها ورؤساؤها في الرياضة والتموين والزراعة والمخابرات وبقية شؤون الحياة، ولا يمكن أن نتخلى عن مكاسب السلطان والمال وأنتم عبيدنا!
أقول تصور.فالأحلام تتحقق أحياناً. خذ، مثلاً، المطرب علي الحجار: أصدق هؤلاء، ومطرب مثلهم، لكن، بصوت أحلى، ولا يغني إلا بألحان وفرقة موسيقية وأغنيته الكيماوية عندما يقول: "نحنا شعب وانتو شعب".
بمناسبة الكيماوي، قال قائلهم، عند تسليم الأسلحة الكيماوية السورية الاستراتيجية إلى "الأمم المتحدة": إنها من أجل الدفاع عن "الوطن"! فذكّرني بفتوى ياسر البرهامي، التي تجيز للزوج الهرب عند اغتصاب زوجته تحت السلاح.
مشكلتنا ليست مع السلطان، وإنما مع نخبة لحم الخنزير والدم والميتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق