المستشار الجليل طارق البشري.. ومحمد سلماوي.. والشذوذ..
الجزء الثاني
2
المستشار طارق البشري
الجزء الثاني
2
المستشار طارق البشري
بقلم د.محمد عباس
email: mohamadab@hotmail.com
***
رسالة من فلسطين
Dr Mohamad Abbas
Alsalam Alaykom,
first of all I would like to greet you for that wonderful essays I have read in al shab newspaper, beside that I do appreciate your direct way of discussing the problems of the Arabic world.
wish you all the best
suad from Palestine
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الفقيه والمملوك
المستشار طارق البشرى
محمد سلماوى
ونزف الألم فى قلبى:
أخزيتنى يا سعاد..!!
فبدلا من أن يبصق كل فلسطينى فى وجه كل عربى و كل مسلم ها أنت ذى لا تكتفين بمجرد النكوص عن بصق هو من حقك، وهو ما نستحق، لم تكتف بذلك..
بل ها أنت ذى أيتها الفلسطينية الباسلة ترسلين إلينا بالتحية..
لقد غلب خزيي منك فرحتى برسالتك..
ولا أقول لك أبدا سامحينا .. لأننا لا نستحق..
جميعا لا نستحق..
من شعوب لم تستطع أن تواجه حكاما استخفوا بها..
وحكام خانوا الرحمن واتبعوا الشيطان وتآمروا على أمتهم..
ومثقفين هم وصمة العار فى وجه هذه الأمة.. هم قطعان للمثقفين يا سعاد.. كقطعان المستوطنين.. نفس الخسة وذات الدنس.. وهم يتنكرون فى ثيابنا تماما كما يتنكر المستعربون اليهود فى ثيابكم..
وحتى نحن.. فبرغم أننا بإذن الله على صواب.. فلم نستطع بعد أن نغير.. وذلك لا يدل إلا على أننا لم نضح بعد كما ينبغى لنا أن نضحى ولم نجاهد فى الله حق جهاده..
يعلم الله أن قلبى ينفطر إذ أكتب لك .. ويساقط لحمى خزيا وعارا ....
فسلام من الله عليك وعلى كل فلسطينى أبى.. سلام من الله يا من لم تجدوا
سلاما من الناس.. ولا عونا من أقرب الناس.
أما نحن..
نحن جميعا..
فلنا الخزى..
ولنا العار..
الشاعر بالخزى والعار:
د. محمد عباس
***
تعودنا معا يا قراء أن يأتى بريدكم فى نهاية المقال..
لكن رسالة من فلسطين تزيح ما سواها مهما كانت أهميته..
لأنها مكتوبة بدم الشهداء ونزيف الدم .. ناطقة بعار الخذلان والتخلى..
والآن .. لنبدأ المقال..
***
ليس هناك يا قراء نصف شرف ولا ثلث عفة ولا ربع صدق..!!..
ولا هناك أيضا مزيج من الإيمان والكفر..
فإما إيمان و إما كفر..
ليس هناك أيضا بعض شذوذ..
فالشذوذ لحظة حدوثه يحدث كاملا..
والشذوذ الجسدى يسبقه دائما شذوذ الفكر..
والشذوذ الفردى جريمة وكبيرة من الكبائر..
لكنه يتحول إلى كارثة حينما تتبناه دولة وتناور به.. فتضع على رأس الأماكن الحساسة شواذا.. يتحولون فى أيديها إلى مطايا تمرر عبرهم إلى الأمة سموما قاتلة..
لذلك فإن بعض الدول التى تبيح الشذوذ تمنع تولى الشواذ مناصب حساسة.. خوفا من تأثيرهم السام على المجتمع..
***
فى بلاد أخرى.. تصل الخسة ببعض الأجهزة إلى اقتناص هؤلاء الشواذ وتوليتهم أخطر المناصب..
وتماما كما استطاعت بعض هذه الأجهزة أن تبتكر سلاحا لم يسبقها أحد إليه في العالمين.. ألا وهو سلاح الساقطات .. واستعملوه في تزوير الانتخابات.. فقد استطاعت بنفس المنهج أن تصوغ أشباه رجال لتحولهم إلى مثقفين مهمتهم أن يتطاولوا بالسب والقذف والإهانة و إلقاء روث الألسنة على كل مفكر يحمل راية لا إله إلا الله..
وذلك مخطط يا قراء.. يدرُسونه ويدرّسونه في أجهزة الأمن وأوكار المباحث.. ويتدربون عليه في أمريكا.. – راعية العالم الحر!!- إذ يظنون أنهم بذلك يفقدون مثل هذا المفكر الكبير بعض مهابة.. يظنون أن التجريح الشخصي يمكن أن يمنع مثله من المواجهة.. فإن لم ينجحوا في ذلك فإنهم يأملون عن طريق كسر الهيبة أن يقللوا تأثيره علي الناس..
نعم ..
إنهم يسلطون مملوكا على فقيه..
نفس ما يحدث فى أقبية السجون والمعتقلات عندما يسلطون وحشا بشريا على مجاهد..
ويبدو أن العار الذى تحسه الدولة مما ارتكبته فى أزمة الوليمة تجعلها لا تحتمل أى حديث عنها..
وكان هذا هو السبب فى إطلاق المماليك على الفقيه الذى شهد للمرة الأولى من يجترئ عليه بهذه الصورة..
فى الأحوال المنطقية يكفى أن نقول أن أحد أولئك المهاجمين من فريق المطبعين، أو لص، أو – على سبيل المثال – شاذ جنسيا- لكى تسقط القضية منذ البداية..
لكننا من ناحية لا نستطيع إثبات ذلك رغم أنه معروف للكافة..
ومن الناحية الأخرى.. من قال أن للمنطق أى دور فيما نحن فيه؟..
***
المستشار طارق البشرى
المستشار طارق البشرى واحد من قمم الفكر فى مصر والعالم العربى والإسلامى .. وواحد من قلة يحظون بإجماع كامل على الاحترام والتقدير حتى ممن يختلفون معهم فكريا.
ولد المستشار طارق البشري في الأول من نوفمبر سنة 1933م بحي حلمية الزيتون بمدينة القاهرة.
ينتمي لأسرة عريقة اشتهرت بالعلم الديني والعمل بالقانون، وعائلته هي عائلة البشري التي يرجع موطنها إلى محلة بشر التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة شمال مصر.
تولى جده لأبيه سليم البشري (1828-1914م) -شيخ السادة المالكية بمصر- منصب شيخ الأزهر، وكان عمه عبد العزيز البشري من أشهر أدباء مصر (توفى 1943م)، أما والده المستشار عبد الفتاح البشري فقد كان رئيس محكمة الاستئناف حتى وفاته سنة 1951م.
تخرج طارق البشري من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1953م بعد أن درس فيها القانون والفقه والشريعة على كبار علماء مصر، كالشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ على الخفيف والشيخ محمد أبي زهرة.
عُين بعد تخرجه مباشرة بمجلس الدولة -واستمر في العمل به حتى أحيل إلى المعاش عام 1998م- نائبًا أول لمجلس الدولة ورئيسًا للجمعية العمومية للفتوى والتشريع.
بدأ تحوله إلى الفكر الإسلامي بعد نكسة 1967م، وكانت مقالته "رحلة التجديد في التشريع الإسلامي" أول ما كتبه في الفكر الإسلامي، واستمرت بعد ذلك كتاباته الإسلامية حتى يومنا هذا.
تتوزع كتاباته بين الفكر والقانون والتاريخ، وله عدد كبير من المؤلفات في هذه المجالات جميعًا.
قائمة بأهم الكتب مرتبة بحسب تاريخ صدورها
1 - الحركة السياسية في مصر 1945 - 1952م، الذي صدر سنة 1972م .
2 - الديمقراطية والناصرية، صدر 1975م .
3 - سعد زغلول يفاوض الاستعمار : دراسة في المفاوضات المصرية - البريطانية 20 - 1924م، صدر سنة 1977م.
4 - المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية، صدر سنة 1981م .
5 - الديمقراطية ونظام 23 يوليو 1952 - 1970م، صدر سنة 1987م دراسات في الديمقراطية المصرية.
6 - بين الإسلام والعروبة - القسم الأول، صدر سنة 1988م .
7 - بين الإسلام والعروبة - القسم الثاني، صدر سنة 1988م .
8 - تحرير ومشاركة في منهج الثقافة الإسلامية بجامعة الخليج العربي وحمل عنوان: نحو وعى إسلامي بالتحديات المعاصرة، وصدر سنة 1988م.
9 - منهج النظر في النظم السياسية المعاصرة لبلدان العالم الإسلامي، صدر سنة 1990م .
10 - مشكلتان وقراءة فيهما، صدر سنة 1992م .
11 - شخصيات تاريخية، وهو إن كان صدر سنة 1996م، إلا أنه يحوى دراسات كان قد كتبها في فترات زمنية متباعدة وسابقة على هذا التاريخ [ أول دراسة كانت في سنة 1969م، وهي عن شخصية سعد زغلول، وآخرها في سنة 1994م عن مصطفي النحاس ] .
سلسلة كتب " في المسألة الإسلامية المعاصرة " وابتدأ صدورها في سنة 1996م وتضم الكتب التالية :
1 - ماهية المعاصرة .
2 - الحوار الإسلامي العلماني .
3 - الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر .
4 - الوضع القانوني المعاصر بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي.
والكتب الأربعة السابقة صدرت دفعة واحدة سنة 1996م، وأعيد ضمن نفس السلسلة إصدار الكتابين التاليين :
القسم الأول من كتاب : بين العروبة والإسلام سنة 1998م وحمل نفس العنوان، أما القسم الثاني فقد ضُمت إليه دراستان، وحمل عنوان: بين الجامعة الدينية والجامعة الوطنية في الفكر السياسي وصدر سنة 1998م .
بالإضافة إلى كتاب ( الشعب الواحد والوطن الواحد) بالمشاركة مع الأستاذين الدكتور مصطفى الفقى والدكتور وليم سليمان قلادة
يشارك فى مئات الندوات والمؤتمرات ، وعادة ما يرأس هذه الجلسات وتكون الأبحاث التى يقدمها هى الورقة الأولى ، والتى تحظى بالاهتمام الأول. كما كتب مقدمات لعشرات الكتب الهامة التى مثل كل كتاب منها زلزالا فى مجاله.
يصفه الأستاذ فهمى هويدى بأنه مرجع فى مسألة العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر.
ملحوظة: سوف يجد القارئ بإذن الله فى هذا العدد من الشعب ملفا مختصرا عن المستشار طارق البشري.
***
منذ أسابيع نشرت صحيفة الأسبوع المصرية مقالا للمستشار طارق البشرى حول أزمة صحيفة النبأ وتوابعها.. ( نص المقال فى الملف).
ولأننى أحد المعجبين بالمستشار طارق البشرى فسوف أنحى قلمى لأتيح المجال لقلم محرر القدس العربى يتحدث عن هذا المقال فيقول:
المؤرخ والفقيه القانوني والمستشار طارق البشري النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة.
يحظي بتقدير واحترام بالغين، لنظافته ونزاهته وصلابته، وثقافته وشفافيته، ومهما أسبغت عليه من صفات، فستكون اقل مما يستحقه بالفعل، وله دراسات عن المسألة القبطية.
وفي الأسبوع استنكر ما قامت به النبأ واستعرض ردود أفعال الدولة ومنظمات المجتمع الأخرى والنقابات خاصة نقابة الصحافيين والأزهر.
وقارن بين رد فعلها العنيف علي مظاهرات طلبة جامعة الأزهر احتجاجا علي رواية وليمة لأعشاب البحر التي هاجمت العقيدة الإسلامية، ورد فعلها علي مظاهرات الشباب القبطي رغم أن ما نشرته النبأ لم يهاجم العقيدة المسيحية، أعطى العذر للدولة، علي أساس أن المسلمين أغلبية ولو انفلتت مظاهراتهم فستهدد النظام.
كما أن هناك جهات خارجية أمريكية وصهيونية تتحين فرصة لتعزف من جديد علي نغمة اضطهاد الأقباط، أضاف البشري: السؤال التالي هو: هل سخط شباب الأقباط علي ما فعلته صحيفة النبأ كان رد فعل طبيعيا؟ أجيب علي هذا السؤال بغير تحفظ مني: انه لا شك كان رد فعل طبيعيا، ولم استطع أن اصل إلى الحسم الكامل بهذا الجواب إلا بعد أن قرأت نسخة صحيفة النبأ ونسخة ما تلاها من صحيفة آخر خبر أقول انه رد فعل طبيعي يمكن أن يشترك فيه غير الشباب من مختلف الأعمار ومن متنوعي الثقافات ما داموا علي الإيمان بدينهم، بل أقول أن المسلمين يشتركون معهم في هذا السخط وفي الشعور بالتوتر من انجراح المقدسات، لأن المسلم المؤمن بدينه يعرف ما الإيمان وما هو الشعور بالمقدس وكيف يكون الشعور بالمهانة أليما وانجراح الكبرياء الذاتي مثيرا ومستفزا من جراء خدش المقدسات، ولكن السؤال ينبغي أن يتعدل، فيكون، هذا رد الفعل الساخط والثائر إلى من يتوجه الجزء الأكبر منه؟ يتوجه بالطبع إلى منتهكي الحرمات، من ينتهكها بالفعل وهو الراهب المعزول، ومن ينتهكها بالنشر البذيء وهو صحيفة النبأ ولكن الأمر لا يقف عند هذين وإنما تعداه إلى المحيط العام، والمحيط العام هو الكنيسة وإدارتها للمجتمع كله، والظاهر في ظني أن رد الفعل الغاضب السريع لا يصدر عن التبين والتفكر، ولكنه يصدر عن التهيؤ الوجداني والثقافي، فنحن المصريين مثلا عندما نجد شرا أو ضررا جسيما يلحق جماعتنا نفكر أول ما نفكر ـ وقبل التحقيق والبحث، نفكر فيمن نتوقع أن يحدث منه ذلك لنا ـ نفكر أولا في الصهاينة وفي الاستعمار، ومثلا فان الرئيس كلينتون والإدارة الأمريكية أول ما فكروا ـ
في من ارتكب جريمة قتل مئات الأمريكيين في أوكلاهما، فكروا في عناصر من المسلمين وصرحوا بذلك، ثم ثبت في اليوم التالي أن القاتل أمريكى مسيحي ونفذ الإعدام فيه من نحو شهر واحد، اقصد بهذا الحديث أن التشكيل الثقافي والتهيؤ الوجداني لدي الشباب الذي تجمع في الكاتدرائية، لم يجد ما يعبر به عن نفسه في الرغبة في الاحتماء إلا أن يحتمي بالكنيسة فقصدها ولم يجد ما يعبر به عن نفسه في السخط علي الغير إلا أن يهتف هتافات الاحتجاج علي المجتمع والدولة ويقذف بالطوب شرطة ليست مسؤولة، لا هي ولا الحكومة عن الحادث المرتكب من قريب ولا من بعيد، وظلوا يفتشون عن حدث يبرر عقليا هذا التعرض ويفسر توجيه السخط إلى الدولة، فقالوا بأنها هي التي سربت وقائع الحادث وأشرطة الفيديو إلى صحيفة النبأ وهي دعوي ليس عليها دليل ولا شبهه قائمة، كما أن احتمال أن تسرب الحكومة بيانا يخل بالأمن العام هو احتمال لا يثور بشكل جدي. ومن جهة أخرى، فنحن لا نعرف هل كان ثمة نوع من التراخي إزاء أفعال الراهب المعزول، من ناحية الإدارة المؤسسية الكنسية، هذا أمر لا نملك الحديث بشأنه لأن وقائعه وأوضاعه لا تصل إلى مجال معارفنا العامة، أن الأمر هنا يتعلق بالكفاءة الإدارية داخل وحدات الكنيسة ونحن لا نملك من المعارف ما يمكننا من الجزم بشيء، ولكن شبهة التقصير قائمة، ونحن نعرف أيضا أن الكنيسة حريصة كل الحرص في الماضي والحاضر علي إلا تتداول أى وقائع أو معارف متعلقة بما تعتبره من الشؤون الداخلية لها ومن الشؤون الداخلية للأقباط، وجمهور الأقباط يوافقها علي هذه الحساسية، وهي تتعامل مع النقد الداخلي يمكن الأقباط لها أو من رجال الكنيسة لقياداتهم بتكتم شديد وبصرامة تتناثر أصداؤها لنا من بعيد، وهي اكثر من ذلك لا تطبق أى نقد أو مشاركة برأي أو مجرد إثارة أى موضوع خاص بها إذا جاء أى من ذلك من خارج دائرة القبط من المواطنين، ونحن نتذكر رد الفعل العنيف والحاد تجاه آراء أبداها د. رفيق حبيب في كتاب له عن الكنيسة والسياسة ورد الفعل المماثل لما ناقش الأستاذ فهمي هويدي هذا الكتاب في صحيفة الأهرام من بضع سنين، وهنا نصل إلى نقطة هامة وهي تتعلق بكيف يتشكل الشباب القبطي من حيث نظرته للجماعة الوطنية.
ومن حيث نظرته إلى العلاقة القائمة بينه وبين المصريين الآخرين من مواطنيه المسلمين، أن المسلم في مصر يتلقي الغالب الأغلب من معارفه الدينية الإسلامية ومما يصوغ وجدانه الإسلامي، يتلقي ذلك في المدارس العادية ونحن المصريون جميعا مسلمين وأقباطا نري مصادر هذه التربية الوجدانية الثقافية كتبا ومدرسين وقصصا وعلوما، أو بالأقل ينطرح الحجم الأكبر من ذلك علانية.
هذا الوضع لا نجده بالطريقة ذاتها قائما وأساسيا بالنسبة للأقباط، أن الكنائس تقوم بدور أساسى في تشكيل الوجدان القبطي الاجتماعي والتاريخي وفي بناء مسلماته ووجه يقينه في هذا الشأن، ونحن لا نعرف ما الذي يقال عن الإسلام وعن المسلمين، ولا اقصد النواحي العقيدية فهذه معروفة وهي ليست المجال المقصود، إنما اقصد النواحي الاجتماعية والتاريخية، ولا نعرف ما الذي يقال عن العرب والعروبة مثلا، لا نعرف من ذلك بمثل ما يعرف الأقباط عن التنشئة الفكرية الوجدانية للمسلمين من المواطنين.
وأستطيع أن أقول في حدود الإطلالات الجزئية التي توافرت لي أحيانا بسبب اهتمامي بأمور الجماعة الوطنية، أن ما صادفته من كتابات تصدر عن هيئات قبطية لصياغة تاريخهم في إطار الجماعة الوطنية المصرية، فيه نوع من الفصل أو ما يسميه رجال القانون الفرز والتجنيب كما أن فيه تركيزا شديدا فيما يبدو لي علي الأحداث الفارقة التي يمكن أن تصوغ الوجدان الاجتماعي التاريخي للقبطي علي أساس الخوف وعدم الأمان بالنسبة للمحيط الخارج عن الجماعة القبطية، وان فكرة الاضطهاد تكاد تكون هي المحور الذي تربط به الأحداث التاريخية كلها.
ونحن نقرأ ذلك في الكتب التي تصدر في هذا المجال، كما نراه في الصحافة القبطية.
وهذا التوجه في ظني هو قديم وليس جديدا، وان واحدا من عناصر التماسك والترابط لدي الجماعة القبطية هو هذا العنصر، سواء قبل دخول الإسلام مصر أو بعد ذلك، ولكن شيوع الشعور بالخوف وعدم الأمان من الجو المحيط أن كان يحفظ التماسك الداخلي فهو يفصل مع الآخرين من المواطنين .
***
مقال المستشار طارق البشري خطير خطير..
ولقد كشف النقاب – كعادته دائما – عن نقاط جوهرية لم يلاحظها سواه.. منها أن الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط هى عند المسلمين جزء من الدين لا يتجزأ.. ثم تساءل عن الوضع بالنسبة للثقافة المسيحية.. ما يقال فى الكنائس والأبحاث ..
والمستشار البشرى بعمله ذلك يشبه كاشف الألغام الذى يبحث عنها كى يوقف مفعولها قبل أن تنفجر.
الأجهزة التى تصنع الساقطات وأشباه المثقفين من الرجال وتضعهم فى الأماكن الحساسة المؤثرة لم يعجبها أن المستشار البشرى قارن – عرضا – بين أزمة الوليمة و أزمة الراهب المشلوح..
وكان ما كان..
***
فلننح جانبا ما كتبته صحيفة الأهالى عن مقال المستشار البشرى من أنه (المقال الاسوأ في تاريخ الصحافة المصرية) .. لننح الأهالى التى سقطت منذ زمان طويل والتى يحركها الآن تياران : بقايا الشق الصهيونى من الحركة الشيوعية المصرية والتى تنتمى منذ بدايتها إلى رافدين رئيسيين: رافد كان ينبع من الاتحاد السوفيتى قبل انهياره، والرافد الآخر كان ينتمى إلى الحركة الصهيونية العالمية.. وهو الذى بقى وظهر وسيطر.. ويمثله الدكتور رفعت السعيد.. ( هل لذلك دخل فى أن المخابرات الروسية فضحت حصوله على أموال منها.. وهل له علاقة بتعيينه عضوا فى مجلس الشورى؟) ولكن ذلك موضوع آخر..
التيار الثانى الذى تعبر عنه الأهالى هو تيار الفكر الزنديق ويمثله خليل عبد الكريم والتى اعتبرته الأهالى المتحدث الدينى الرسمى لها طوال عمرها تقريبا.. والذى حكم الأزهر على كتابه الأخير بالكفر والمروق.
لننح إذن صحيفة الأهالى..
ولننح مثلها مجلة صباح الخير..
ولنتوجه إلى الأهرام.. نعم الأهرام.. فمنها انطلقت الرصاصة الأولى نحو المستشار طارق البشرى..
وبعد الأهرام تجاوبت الأصداء بالعواء..
***
محمد سلماوى
لن أتحدث كثيرا عن محمد سلماوى..
يكفى ما قلته عنه فى مقالتى الماضية.. و أنه واحد ممن ينتمون ثقافة وخلقا وسلوكا إلى وزير الثقافة..
حاول محمد سلماوى أن ينال من هيبة المستشار طارق البشرى..
نفس الطريقة ونفس المنهج..
الكذب والادعاء ثم الرد على الادعاء..
وقضية من هذا النوع يجب أن ترفض شكلا..
محمد سلماوى يهاجم المستشار طارق البشرى.. ويسخر منه..
يالها من مهزلة..
اهتز الوسط الثقافى الحقيقى فى مصر بالغضب ( الوسط الثقافى الحقيقى وليس وسط أشباه المثقفين أشباه الرجال)..
وأرسل المستشار ردا إلى الأهرام وليس إلى محمد سلماوى.. لكن الأهرام دفعت بالرد إلى محمد سلماوى الذى ادعى أنه نشره كاملا .. وكان كاذبا..
كان مؤلما فى رد المستشار البشرى أنه قال:
"..كتب الأستاذ محمد سلماوي مقالا عرض لي فيه بمناسبة مقال كتبته بصحيفة الأسبوع بعنوان حول النبأ وتوابعه.. وإن ما يدفعني للرد علي مقاله هو أنه نقل عني من مقالي حديثا مجتزأ ومعاني جزئية عزلها عن سياقها فصارت قابلة لأن تحمل تأويلات مخالفة، ولا يصلح ردا على ذلك إلا نشر مقالي كاملا، وهذا أمر غير متيسر بطبيعة الحال.."..
ونزف الألم فى قلبى:
نشر مقال قمة شامخة كالمستشار طارق البشرى غير متيسر..
لماذا..
لماذا يا تلاميذ دنلوب وصبيان زويمر وجند كرومر..
لماذا يا عبيد الشيطان.
والآن .. أترككم إلى الملف..
المثقف المفضوح.. والراهب المشلوح!!.. 1
مقطع هام من مقال المستشار طارق البشري بعنوان "الشريعة الإسلامية
خصائص الثبات والتغير"
***
بريد القراء
الدكتور محمد عباس : حفظه الله و رعاه
ستكون خسارتنا كبيره
أن عادت عروستنا منكوبة و مقهورة و مغلوبة
ستكون خسارتنا فادحه
أن عادت عودة من فقدت شرفها..و انقسمت على نفسها..
ستكون خسارتنا لا تقدر
أن فقدنا آخر قلاع المقاومة و الصمود
و بدموعى اكتب:
يتشدقون بالحرية
و فى كل لحظه
تمحى خطوط الآدمية
يتشدقون بالحرية
و أقلام الحق تقصف
فى دولة الوسيه
الحدائه لا ترعى كتاكيت
الحدائه لا تلقى كتاكيت
فلا تكونى الضحية
قد ملئت الكون صيت
و علوت فى زمن مميت
فلا تخشى المنيه
لا تعودى بشروط
أهون من الركوع الموت
و العقوبات الذكية
لا تعودى بشروط
و ارفضى ثمن السكوت
أن كان فى العمر بقيه
يا خير من قادت صفوف
الغدر بالإفك يحوف
فلا تقبلى الهدية!!
عليك تلتف السيوف
و تحوم فى الأفق الحروف
فلا تخونى القضية
احذرى الطعم الخسيس
اتركى "والى" و "أنيس"
و احفظى النفس الابيه
لا تكونى كالأسود
فى السيرك يركبها القرود
بعد ما صارت مطيه
يا فخر لغة الضاد
يا خير من بعث الجهاد
اذكرى تلك الوصية
لا تدخلى بيت الخنوع
لا تقبلى أبداً ركوع
ستصبحين بعد الرجوع
جريدة قوميه!!
محمود عبد الفتاح شنب
ههيا شرقيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق