"نيوزويك": المخابرات الأمريكية فشلت في تجنيد مجموعات من الجيش الحر
الترجمة/خدمة العصر
مما يثير السخرية في حالة التردد التي استبدت بإدارة أوباما إزاء الصراع المرير في سوريا استخدام عبارة "المعارضة المعتدلة" لوصف هذا النوع من الثوار المعنيين بالدعم، حتى إن الفكاهي النيويوركري، أندي بورويتز، عرض تهكما "استمارة السوري المعتدل"، حيث طلب من المشاركين فيها بوصف أنفسهم بأنهم إما: A) معتدل B) معتدل جدا، C) مجنون الاعتدال أو D) أخرى"، وفقا لما أورده الكاتب "جيف شتاين" في مقاله الأخير بمجلة "نيوزويك".
ثمة مسؤولية خطيرة قاتلة تتحملها وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية تجاه فحص المعارضين السوريين قبل أن يتلقوا تدريبات، مساعدات وأسلحة سرية أمريكية، كما قال الكاتب.
ولكن وفقا لقدامى محاربي الإرهاب في وكالة المخابرات المركزيبة، فإن النظام الذي كان يعمل بشكل جيد خلال أربعة عقود من الحرب الباردة غير مؤهل اليوم وهذا بسبب التعقيدات اللغوية والثقافية والقبلية والسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة الآن في سوريا.
وهذا يعكس إجماع خبراء الاستخبارات المطلعين بشكل مباشر على الوضع السوري.
وكما صرح خبير فحص سابق في وكالة المخابرات المركزية، قائلا: "لنكن صادقين حقا، فإن عددا قليلا جدا من المعنيين يجيدون التدقيق والفحص، ذلك أنها مهارة متخصصة جدا. كما قال ناشط سابق إنه من الصعب للغاية القيام بعمل جيد في أحسن الظروف"، وفي سوريا ثبت أنها مهمة مستحيلة.
متهيبين من مهمة تشكيل قوة قوامها 5000 تقريبا بين عشية وضحاها، فإن جواسيس وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية، والمعروفين باسم ضباط الحالة، قد فشلوا في تطبيق النظام اُلذي استخدم في أفغانستان، المرة الأولى خلال حملة سرية لهزيمة الجيش الأحمر السوفيتي في الثمانينيات من القرن الماضي، ومرة أخرى بعد الغزو الأمريكي عام 2001 لطرد تنظيم القاعدة، ونعني به: اختيار الزعيم القبلي الذي يتولى مهمة تجنيد قوة قتالية.
ولكن لكل من أمراء الحرب هؤلاء أجندته الخاصة، بما في ذلك المتاجرة بالمخدرات وتغيير التحالفات، والتعاون أحيانا مع أعداء الولايات المتحدة "الإرهابيين".
"التحري، أو التدقيق والفحص، كلمة يتحدث عنها الكثيرون، ولكن في الواقع هناك عدد قليل جدا من الناس يعرف ماذا تعنيه حقا"، كما قال عميل سابق في السي آي إيه السابق الذي عمل في منطقة "الشرق الأوسط" لمدة عشر سنوات بعد هجمات 11/9. وأضاف:
"إنها ليست مهمة سهلة، ما يحدث عادة هو أن ضابط الحالة سوف يحدد مصدرا وهو زعيم إحدى مجموعات الجيش السوري الحر، وسوف يقول دائما: نعم ... هل يمكنك الإتيان بمائتي، 200، مقاتل تثق فيهم؟ وطبعا سيقولون نعم، يقولون دائما نعم".
وأضاف: "أحمد يأتيك بالقائمة والتفصيلات وعليك القيام بالتحريات"، وهي مهمة تتولاها وكالة الاستخبارات المركزية. "لذلك فأنت تعول على الرجل الذي جند المجموعة. لذلك نحن نعتمد على مصدر قمنا باختياره وهو يتولى التجنيد، فهل هذا منطقي؟".
ويقول ناشط سابق في وكالة المخابرات المركزية، باتريك سكينر، الذي لا يزال يسافر في المنطقة ويعمل لحساب مجموعة صوفان، وهي منظمة استخبارية خاصة يرأسها قدامى ضباط وعملاء مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة المخابرات المركزية والمخابرات البريطانية MI6 لمجلة "نيوزويك":"سوريا هي كابوس التحري والتدقيق"، وأضاف: "ليس ثمة أي وسيلة لتمييز الولاءات، وهذا ليس للذين يجري فحصهم، وفقط، ولكن أيضا لأولئك الذين يعرضون علينا الأشخاص لتجنيدهم".
وقال العديد من قدامى عملاء CIA إن المخاوف بشأن نظام الفحص لوكالة الاستخبارات المركزية أُثيرت قبل وقت طويل من اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.
وكشف أحد عملاء وكالة المخابرات الأمريكية لمجلة "نيوزويك"، أنه "لمدة سنتين تمكنت من الإشراف على إدارة عمل هؤلاء الناس"، وأضاف: "هناك الكثير منهم متعاقدون تخرجوا للتو من الكلية وليس لديهم الكثير من الخبرة في الشرق الأوسط أو المنطقة أو في العربية".
السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم مفتوحة لأي شخص يريد الاشتراك في هيئة الرقابة المالية.
وكما أوضح ناشط سابق: "يملئون الاستمارات، لتتحصل على اسم مركب، وتاريخ ميلادهم، ومن ثم قبيلتهم ومن أين هم، وسيرة عملهم إذا سبق لهم ذلك. وتبدأ التحريات من خلال قواعد البيانات الخاصة بك والمعلومات البشرية
[عبر مختصرات الوكالة والمعلومات المستقاة من الجواسيس واعتراض وكالة الأمن القومي].
ثم كنت تأخذ جوانب معينة من تلك المعلوما وتقوم بفرزها، وإرسالها عن طريق الكابل لمحطة الخاص بك في أي بلد، وتسأل عن سوابق هذا الشخص، لمعرفة ما إذا كان ثمة معلومات أخرى عنه.
وتابع العميل السابق شهادته بالقول: "المشكلة مع هذه العملية أنه عندما يكون لديك شخص يجلس على جهاز كمبيوتر لا يعرف كيفية توحيد الأسماء العربية. ... يمكنهم ترجمتها بشكل صحيح، ولكن الشخص يكتب الأسماء لا يعرف كيف يميز الفروق بينها"
وعندما حان الوقت لبدء فحص الثوار السوريين، واجهت وكالة المخابرات المركزية المزيد من العقبات.
عندما أغلقت إدارة أوباما السفارة الأمريكية في دمشق عام 2011، مع بداية اندلاع الحرب، أوقفت محطة وكالة المخابرات المركزية السرية داخل المبنى نشاطها أيضا.
"المشكلة الرئيسية مع خطط تسليح وتدريب "المعتدلين"، الذين هم معتدلون في قدراتهم القتالية فقط، كما قال سكينر، هو أنها تفترض معرفة كاملة أو "معرفة جيدة بما فيه الكفاية"، عن الناس الذي يجري تسلحيهم. بينما في الحقيقة لا يوجد شيء قريب من ذلك.... إذ إن المعلومات الأساسية عن هؤلاء المقاتلين مغيبة تقريبا ومضللة، وخصوصا في سوريا، حيث ليس لدينا هناك جهات اتصال..".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق