الجمعة، 7 نوفمبر 2014

«بيتي» الكويت وبيت القدس.. والاحتلال


«بيتي» الكويت وبيت القدس.. والاحتلال

خلود عبدالله الخميس

«الله يلحّقنا به» جملة عفوية بالعامية الفلسطينية بل دعاء بل أمنية تسمعها من كل مقدسي كان ذكرا أو أنثى شيخا أو شابا طالبا عاملا عاطلا، كلهم من دون استثناء يكررونها بعد أي عملية استشهادية يقوم بها فلسطيني مرابط في الأرض المباركة نصرة للمسجد الأقصى، وأولهم عائلة الاستشهادي.
لاحظ أيها المسلم، بعد كل انتهاك يهودي على أولى القبلتين وتدنيس أرضه بأحذية الصهاينة عسكرا ومغتصبين، ينطلق شاب مقدسي يغشى وجهه النور، يبرق من عينيه وهج الفرح بلحاق قريب بركب الصحب.
يقتحم الصهاينة الأقصى ويضربون ويسجنون المرابطين، فيدهس الفلسطينيين المستوطنين ويقتلونهم ويهددون أمنهم، هل سنسمع أصوات الليبرالية والتسامح والتعايش هنا؟! أم سنسمع أسطوانة الإرهاب؟! أمّاذا؟!
أظنه الصمت سيخيم على خيبة عملاء الليكود، وأتباع التيار العربي المتصهين. فالكرة ليست في ملعبهم والحديث ليس في صالحهم، والتدافع بين أهل الحق والباطل في أوجه وهم أقل جندا والظالمون لا مولى لهم.
مع فارق التشبيه لقضية الأقصى لكونها من أهم المقدسات الإسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلا أن المشاعر التي تنتابني عندما أشاهد الصراع اليومي بين المقدسيين والصيانة اليهود أحفاد القردة والخنازير، ومع كل صلاة مفروضة في المسجد الأقصى، أذكر حالة الكويتيين في الغزو العراقي على وطني الحبيب، رغم أنه سبعة أشهر فقط إلا أنه احتلال وتمت فيه ممارسة كل وسائل المحتل التي يعشيها الفلسطيني منذ ستة عقود.
وكنتُ من المرابطات في أرضي وترابي المقدس أيضاً، فمن ينكر أن الأوطان أديان لا يفرط بها إلا كافر ولا يرى الدفاع عنها إرهابا إلا فاجر؟!

في السبع شهور من احتلال العراق للكويت وتسميتنا بأهالي المحافظة التاسعة عشر، ونحن نعيش لحظة بلحظة كالمقدسيين.

كل فرض يصليه الرجال في المساجد هو احتمال اعتقال أو موت أو أي حدث غير منتظَر، وهكذا المصلون في المسجد الأقصى، ورغم فارق المكان والزمان فالاحتلال احتلال وتدنيس التراب تدنيس للتراب وضرب النساء واغتصابهن ديدن أشاوس الهالك صدام وكل بعثي قذر هذا منهجه وسوريا دليل فاضح على ذلك، والمقاومة مقاومة سوى لسارق دخل بيتك أو لحاكم مجنون بالعظمة اجتاح حدودك المشاعر واحدة، بل كلما قدمت عمقت وتكرست، لا سامح الله الظالمين.
كنا نتحسس عمليات المقاومة الشعبية بلهفة، نتهامس بأسماء أبناء الكويت الشباب، بانتظار عودة كل منهم لأحضان أمه بسلام، وهنا الفرق الأكبر البطن الفلسطينية أظنها تختلف فبعد أن تفعل الأرحام دورها لا يكون الحضن شبيهة بأي حضن ولا الأم مثل أي أم. الفلسطينية لديها خطة عمل واضحة مع تلك النطفة، إنها تعلم مسبقاً بل تخطط أن يكون هذا الجنين شهيداً حتى قبل أن يتحرك ويعلن عن تكون أعضائه، الأم الفلسطينية تتعامل مع الواقع، توفر الوعاء والمحضن والتربية الجهادية، حتى إذا جاء وعد الله وليتخذ منهم شهداء، كان فلذة كبدها في أول الصفوف! ويحق لي أن أعجب والله وأنا أم لم تفك بعد هذا اللغز.
ولكنه الأرض والعرض والزوج والولد والمال من مات دونهم فهو شهيد. رغم أننا قلة داخل الكويت رفضنا ترك صغيرتنا ليعبث بطهارتها الساديين. رغم أن هناك من أطلق علينا خونة متعاونين عملاء لأننا بقينا تحت الاحتلال كما يقول الجهلة وأعداء الدين عن الفلسطينيين المرابطين. إلا أن ما زادنا ذاك اللغو الأحمق إلا ثباتاً. ما كان لنا أن نحقق رغبة المحتل بإخلاء الكويت، الصمود والصبر والإيمان مثلث النصر فلم يخلف الله وعده ولم يرد أكف العجائز المتضرعة خالية وأعاد صغيرتنا لأحضاننا، وخلد التاريخ بطولات الشعب الكويتي حراس الوطن وحماته، وفي مزبلته قبع الخونة الحقيقيين.
 نعم، قد تكون الكويت بقعة صغيرة بين كبار في المساحة، ولكنها وعبر التاريخ عظيمة بعطائها وأذرعها الممتدة في الجهات الأربع من العالم للمشاركة بالخيرات، لتصير الكويت بحجم الكرة الأرضية بأعمالها. 
تخيلوا هذه الصغيرة كانت مختطَفة مغيبة عن العالم، بقعة صامتة معتمة لا أحد خارجها يعلم ماذا يجري داخلها، وكذلك كانت فلسطين عامة، وبيت المقدس خاصة قبل أن ينعم الله على الشعوب بالمعرفة واستخدام وسائل التواصل المختلفة التي ضربت الإعلام التقليدي في مقتل وأردته عميلا.
 لا أدري ولكن هكذا أشعر الكويت والقدس وجها العملة في قصة عشقي إذا شاكت القدس شوكة فهي في خاصرتي أنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق