الجمعة، 31 يوليو 2015

حرق الصغار ومحرقة الكبار


حرق الصغار ومحرقة الكبار
وائل قنديل


في اللحظة التي كان عبد الفتاح السيسي يستعرض فيها مقاتلات إف 16 في سماء القاهرة، كانت أكثر من 72 ساعة مرت على التصريح المذلّ للمتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، عن عزم تل أبيب على التدخل عسكرياً لضرب "تنظيم ولاية سيناء". مضت كل هذا الساعات، ولم يشعر مسؤول مصري واحد، عسكري أو سياسي، بالخجل والحرج، وهو يرى ساسة العدو الصهيوني يتحدثون عن مصر وكأنها صارت الفناء الخلفي بالنسبة لهم، أو قل هي الكلأ المستباح، يرسلون قواتهم تعربد فيها، كلما عنّ لهم ذلك، من دون استئذان أو تنسيق.
يذكر التاريخ تلك المقولة الشهيرة لأول من أدخل مصر مخدع التطبيع مع العدو الصهيوني، أنور السادات "إنك تحرجني مع شعبي"، قالها لمناحيم بيغن، بعدما أغارت الطائرات الإسرائيلية على المفاعل الذري العراقي، بعد ساعات من مباحثات ثنائية في شرم الشيخ بين السادات ورئيس الحكومة الصهيونية، في ذلك الوقت، بيغن. 
كان السادات تطبيعيّاً، لكنه كان يمتلك الحد الأدنى من الإحساس بالكرامة، والندية، مع العدو، أما الآن فقد جاء الوقت على مصر لكي يحكمها من لا يجدون غضاضة في أن تعتبر إسرائيل سيناء بيتها ومطرحها، تعربد فيها، متى وكيف شاءت، ما دام هناك في القاهرة من يعتبرها الحليف والشريك والصديق والكفيل في استثمار سياسي وأمني ضخم، اسمه "الحرب على الإرهاب"، ومن ثم لا يملك أمام تصورات وطموحات وأفكار أفيخاي أدرعي، إلا أن يقول كما كانت أمينة تقول للسيد أحمد عبد الجواد، في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، "اللي تشوفه يا اخويا". ماتت قصة "استشعار الحرج"، وانتحرت القدرة على إبداء الغضب ممّا تريده وتنفّذه إسرائيل، في سيناء، أو في غزة، فهذا نظام سياسي ينحصر نشاطه في الإعلان عن توسعة قنوات، وإقامة الاحتفالات بها، وبناء مزيد من السجون وحفر القبور لمعارضيه، كباراً كانوا أم صغاراً.. لذا، أستغرب كثيراً محاولة اصطناع الحزن الرسمي المصري على جريمة حرق الرضيع الفلسطيني، علي دوابشة، في نابلس، فالنظام الذي مارس الجريمة نفسها، وعلى نطاق أوسع، وأحرق معارضيه، بسيارة ترحيلات سجن أبي زعبل، وقبل ذلك في اعتصام رابعة العدوية، وبعد ذلك في محطات عديدة، كان فيها يقوم بخدمة توصيل الحرق والموت إلى المنازل، لتصفية المواطنين فيها (تصفية أكاديميين وطلاب في منازل بمدينة أكتوبر وحي فيصل نموذجاً)، وتعاون مع آلة الحرق والتدمير الصهيونية في العدوان على غزة، صيف العام الماضي، هذا النظام لا يمكن تصديق أنه يهتز لحرق طفل فلسطيني رضيع في نابلس، فالذي يحرق الكبار، لا يتأثر بحرق الصغار، فالجلد العربي واحد، والجرم واحد، والمجرم واحد.
الخلاف مع هذا النظام ليس حول: مشروعه الجديد حفر قناة أو توسعة تفريعة، وليس عائدها مائة مليار دولار أم 13 مليار جنيه، خلافنا هو الإنسان. بين هذا النظام والإنسانية آلاف من الأبرياء، قتلهم وحرقهم وصفّاهم، في أقل من عامين من اختطافه السلطة. بيننا وبينه سلسلة من المجازر والمحارق، ارتكبها في طريقه إلى مسرح الاحتفال، بما يعتبره معجزة على ضفاف قناة السويس.
لا يعنينا كثيراً كونها معجزة كبرى، أو كذبة جديدة. هذا لن يغيّر من طبيعة هذا النظام شيئاً، ولن ينسينا عشرات آلاف المسجونين ظلماً، ومئات الشباب المختفين قسراً.
 ولن تستطيع بروباغندا "6 أغسطس" أن تمحو من ذاكرة التاريخ هولوكوست "14 أغسطس"، وستبقى دماء مذبحة رابعة طافية على سطح مياه قناة السويس، تفريعة كانت أم مجرى جديداً، فليتذكر القادمون لمشاركة القَتَلة احتفالاتهم أن الطريق إلى هذه اللحظة يمر فوق دماء وعظام وجماجم بريئة، وأن خلف مسرح الحفلة عشرات الآلاف يئنون من التعذيب والظلم في ظلام السجون.

سوطٌ عابر!

سوطٌ عابر!


الجمعة 15 شوال 1436 الموافق 31 يوليو 2015

د. سلمان بن فهد العودة

همس في أذنه صديق برؤيا رآها فيه، وأخبره أن عابراً فسَّرها بأنه سيموت بعد بضع سنين.. فسرح قليلاً ثم استجمع حيويته وذكاءه وقال:

قد يكون الأول مدَّعياً غير صادق في زعم الرؤيا!

وقد يكون العابر مخطئاً في تعبيره!


وصدق.. فإنه لا يعلم الغيب إلا الله، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (34:لقمان)، والرؤيا تقع على وجوه متعددة ويكثر الغلط واللغط في تأويلها..

وذكر الموت حافز للعمل، والتوبة، والمسارعة في الخير، والمبادرة في الطاعة، واستثمار اللحظات الباقيات قبل الفوات..

الموت يقين لا جدل فيه.. ومن العجب أن المرء يمد لنفسه في الأمل ويمنيها الأماني، حتى قال الحسن البصري: ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من الموت!

يقع لي أن أسمع بوفاة أحدهم بسبب مرض القلب فأقول: الحمد لله.. قلبي سليم وما به من علّة.. وثانٍ بسبب الغرق فأقول: لست أجيد السباحة ولا أحاولها.. وثالث بسبب السكّر فأقول: لست -بحمد الله- عضواً في نادي الحلوين!

ألست تدري يا هذا أن هؤلاء كانوا يوماً أصحاء أقوياء متشبثين بالحياة؟ وأنهم لم يتوقّعوا أن حتفهم كامن لهم متربص يتخطّفهم من حيث لم يحتسبوا؟

لو اطّلعت على عمري وعرفت أنه بقي منه عشر سنوات أو عشرون سنة فماذا أنا فاعل؟ وهل ثمت كبير فرق بين العشر والعشرين؟ هل الوقت عندي رخيص إلى هذا الحد؟

هل لديَّ إنجاز يتراكم ويزيد باطّراد.. أم هي أحلام وأماني كقبض الريح؟

هل لديَّ ما أحاوله وأجهد وراءه؟ أم أقصى ما هنالك أنني أريد أن أعيش لأنني لا أريد أن أموت، ولعلِّي أنتظر تحولات يجريها الله من عنده بزوال ظالم، أو إنصاف مظلوم، أو فكاك أسير، أو عودة غائب..

أريد أن أبقى من أجل أولادي فماذا أُقدِّم لهم الآن؟

لعلِّي إن غبت عنهم فقدتهم، وإن حضرت مللتهم ونقدتهم!

أُوهم نفسي أنني ساعٍ في تغيير خارطة العالم، وتعديل دفة الأحداث.. وأهرب من المواجهة بالإحالة إلى المستقبل، وما المستقبل عن الحاضر ببعيد، وما هو إلا الظل الذي يمشي أمامي حين تكون الشمس ورائي..

يقول زبيد اليامي: أسكتتني كلمة ابن مسعود عشرين سنة (من كان قوله يخالف فعله فإنما يُوبِّخ نفسه).

فما بالي وأشباهي نُوبّخ أنفسنا ليل نهار بمخالفة ما نقول؟.. ولم لا نوجِّه بعض الوعظ الذي اعتدنا أن نخاطب به غيرنا إلى أنفسنا؟

يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ


 هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ

تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا


 كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ

فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها

 فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ


فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي


 بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ



يا مُعلِّم الناس علِّم نفسك..



يا واعظَ الناس قد أصبحتَ متَّهمًا


 إذ عِبْتَ منهم أمورًا أنت تأتيها

أصبحتَ تنصحهم بالوعظ مجتهدًا 


 والموبقات -لَعَمري- أنت جانيها



تَجلد الخلق بسياط التهديد.. ولعلهم معذورون، ولا عذر لك، فأنت من خمسين سنة تتردد على مجالس العلم، وتنسب إلى أهل الخير، ويُظن بك الظن الحسن، وربما جعلك أحدهم حجة بينه وبين الله بثقته بك وطمأنينته إليك، وأنت ما ترتفع إلا لتهوي، ولا تقرب إلا لتبتعد.. ولا تصلح إلا لتعود في حمأتك.. ولا تتعلم إلا لتزداد جهالة!

ولو طلب منك أن تذكر عملا ًصالحاً عملته خالصاً لله لعلك لم تجرؤ على الكثير منه، و{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (27:المائدة).

لا شك، لديك أعظم ما يُفرح به كلمة التوحيد، والباقيات الصالحات تقولها في نفسك أو في خلوة وتتبعها بالاستغفار..

والإحسان إلى أحد من الخلق بميسور قول أو فعل يقع موقعه عند رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (77:الحـج).

نشرة كنسية مخادعة !



نشرة كنسية مخادعة !
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


فى 18 يوليو 2015 أصدر مؤتمر الأساقفة الكاثوليك فى كندا (CECC) نشرة جديدة بعنوان : "كنيسة فى حوار ـ كثوليك ومسلمون فى كندا : مؤمنون ومواطنون فى المجتمع".

وفى خطاب تقديم النشرة ، أوضح المونسنيور ديروشيه ، رئيس المؤتمر ، أن هذه النشرة "تهدف إلى مساعدة الكاثوليك فى كندا على فهم جيرانهم المسلمين بصورة أفضل".

والجزء الأول من هذه النشرة يتناول أصول الإسلام ، تشابهات وإختلافات بالنسبة للمسيحية.

أما الجزء الثانى فيتحدث عن الحوار الدينى بين الكاثوليك والمسلمين على المستوى المحلى والعالمى ، وينتهى ببعض المقتراحات حول ما يمكن لكل واحد أن يساهم به فى هذا الحوار، لأن الأساقفة الكاثوليك فى كندا يبغون تحبيذ الفهم والحوار.
إلا أنه فى واقع الأمر تتضمن هذه النشرة نفس الخدع ونفس الأكاذيب التى تفرضها الكنيسة منذ قرون بعيدة.

ويوضح تقديم هذه النشرة على موقع مؤتمر الأساقفة : إن إشتراك مؤتمر الأساقفة الكاثوليك فى كندا فى الحوار الدينى "قائم على بيان علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية ،وثيقة فى زماننا هذا ، الصادرة فى 28 أكتوبر 1965 ، ويستلهم منها". ومجرد قول أن النشرة إستلهمت من هذه الوثيقة التى علّقت عليها أنذاك ، هو ما يمثل أكبر وصمة لهذه النشرة بما أنها تتبع نفس عدم الأمانة وسوء النية المبيّت الوارد فى وثيقة الفاتيكان هذه.

وهذا النص الجديد المكون من ثمانية صفحات وسبع إطارات يتبع نفس التوجهات. لكن قبل أن أتناوله بالتفصيل، لا بد من الإشارة إلى أنه من المرات النادرة التى يرد فيها كتابة إسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، بصورة صحيحة كما يُنطق : Mohammad ، بدون ذلك التحريف اللغوى المهين :Mahomet ، وهو ما يعنى بلغة السجون الدارجة : أ) ، كيس صغير يحمله السجناء حول أعناقهم ليضعوا فيه مدخراتهم ؛ ب) ، بساط قذر يلقى عليه السجناء فلساتهم المتبقة أثناء لعب القمار. ولا يوجد أقبح ، بالنسبة لنبى ، من أن يلصق بمعنى إسمه كلمات : السجناء أو البساط القذر. وهى أحط ما يرد من معنى لهذين المجالين ! ألم يحن الوقت لتصويب كل ذلك التعسف وكتابة كل ما يتعلق بالإسلام بصورة سليمة ، بدأ من إسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، الذى يجيدون كتابته سليما حين يريدون شيئا ؟!

وفيما يلى بعض النماذج لعدم الأمانة الممتدة منذ قرون والتى تهدف إلى المساس بالإسلام والتقليل من إسهامات المسلمين فى حضارة العالم ، لتسهيل عملية إقتلاعه :
* صفحة 2 : "قالوا عن هذا الشكل المكعب أنه كان يضم 360 تمثالا للآلهة". ووصف الكعبة بهذه الكلمات فحسب يوحى بأن الكعبة، المركز الأساس للإسلام كان ولا يزال وثنيا. ولم يقال فى النشرة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين دخل الكعبة أمر بهدم هذه التماثيل الوثنية وحمى بيده تمثال السيدة مريم العذراء والطفل يسوع قائلا : "ما عدا هذا ، حافظوا عليه" !

* إن الله ليس فقط : "كلمة عربية تعنى الله" ، لكنها أيضا إختصار لغوى لكلمة الإله ، أى الإله الحق الذى لا يعلو عليه إله آخر ، فى تصعيد مطلق بما أنه "ليس كمثله شئ".

* حينما كان يتأمل فى غار حراء، "تلقى محمد ما خيّل إليه أنه تنزيل إلهى" ! وهى عبارة كاذبة تشكك فى تنزيل القرآن من عند الله، إذ "خيّل إليه" ، لكنه غير صحيح.

* "أمر أتباعه برَص العبارات التى تم الحفاظ عليها منذ البداية. وهو ما أدى إلى ما هو معروف اليوم بالقرآن". جملة تحافظ على كل ما نسجه المستشرقون من فريات برعاية الفاتيكان، بالقيام بعملية إسقاط لكل ما تعرضت له نصوص الأناجيل لإنكار وحى وتنزيل القرآن. فالكتاب المقدس له أكثر من 40 مؤلف مختلف قاموا بصياغته، وتم التلاعب بالنص وتعديله وفقا للأهواء مما أوجد متناقضات صادمة. بينما القرآن لم يخضع إلى أى تعديل. ومن الثابت أن النص تم تسجيله من أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وتم تبويبه وفقا لتوجيهاته. فأسماء من كتبوه معروفة، ومنذ البداية يحمل هذا النص المنزّل إسم القرآن، بما أنه موجود داخل متنه المنزّل.

* "القرآن (وفرنسة إسمه هى كورانْ Coran)، يمثل أربعة أخماس العهد الجديد"! أولا الأسماء لا تُفرنس وإنما تكتب كما يتم نطقها. ومقارنة حجم القرآن بالأناجيل لا يهدف إلا إلى حشر معنى التقليل من شأنه. فأى كتاب لا يقاس لا بحجمه ولا بعدد صفحاته وإنما بقيمة ما يتضمنه. و المقارنة هنا بين الأناجيل والقرآن لا يوجد أى وجه تشابه بينهما، فالقرآن منزّل من عند الله والأناجيل تم التلاعب بها حتى تبدلت عدة مرات.

* صفحة 3 : مفاهيم الإسلام : "الله خالق السماء والأرض". عبارة كاذبة مقللة من شأن هذه المفاهيم. فالقرآن يضم أكثر من 500 آية علمية أثبت العلم صحتها. والقرآن يقول : "رب العالمين" ، "وخالق السماوات والأرض" الخ ، وهو مل يشير إلى إتساع السموات والكون نفسه وأنه فى إتساع دائم : "ونحن له موسعون" (51 :47)، بينما الكتاب المقدس يقول أن الأرض مسطحة !

* "الشهادة ، إعلان الإعتقاد فى الإسلام". ودائما تطالعنا العبارات المنتقصة لأن الإعتقاد هو التعبير عن الرأى. وكان يجب كتابة كلمة "الإيمان" حيث تعنى الإنتماء الكامل بالعقل والنفس، وما يؤمن به الإنسان كلية.

* صفحة 4 : معنى رمضان : "رسالة مبلغة" ! وكلمة التبليغ هنا وتعنى توصيل شئ ما لأحد ما ، لتفادى إستخدام كلمة منزّل. لأن شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وفرض الصيام، الذى هو أحد أركان الإسلام ليس مجرد "توصيل المعلومة". وإنما هو مرتبط بتنزيل القرآن.

* "نحن نعبد نفس الإله" ! عبارة تمثل أكبر فرية وأكبر خدعة يمكن القيام بها. بل أنها تمثل العقبة التى لا يمكن التحايل عليها بين الديانتين. فالمسيحية قائمة على التثليث : الآب والإبن والروح القدس ، الثلاثة متساوون لكن الآب أكبر من الإبن الذى ضحى به الآب ، ومات على الصليب بأيدى من خلقهم. فهل هذا منطقى ؟! بينما الإسلام يقوم بتصعيد مطلق لله : "قل هو الله أحد ، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد" (سورة 112). لا ، نحن لا نعبد نفس الإله ، إلا أن الإيمان بيسوع كنبى من الأنبياء هو فرض إلهى بالنسبة للمسلمين ، وإلا لا يكتمل إيمانهم.

* "يسوع هو التنزيل النهائى من الله إلى الإنسان". عبارة قامت الكنيسة ومجامعها بفرضها كذبا لغلق الباب أمام رسالة الإسلام وأمام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، المكلف بتبليغ رسالة التوحيد الحق.

* صفحة 6 : "الكنيسة تضع الحوار الدينى داخل إطار رسالتها التبشيرية. فالحوار هو حوار خلاص (...) ، والكنيسة يجب عليها هى أيضا أن تبدأ حوار الخلاص مع كافة الرجال وكافة النساء". إنها جملة لا تبرر كل التحريف الوارد بالنشرة فحسب ، لكنها تدل على أن محاولة العيش معا والتفاهم المشترك من هذا المنطلق هى عملية خداع لتتم عملية التنصير فى هدوء.

*مسيحيون ومسلمون نؤمن بنفس الإله ، الإله الحى الذى خلق العالم. وهو ما يمثل دعامة قوية يمكن أن نبنى عليها قداسة أصيلة فى الطاعة والعبادة المقدمة لله". هل يمكن أن يكون المرء أكثر تزويرا ؟ لقد تكررت هذه العبارة القائلة بأننا نعبد نفس الإله ثلاث مرات بهذه النشرة مرة منها فى أحد الأطر. أن هذه الفرية القائلة بأننا نعبد نفس الإله دليل على عملية تزوير كبرى تم نسجها منذ سنين، بخلاف تلك العبارة التى تحاول إضفاء سيادة للمسيحية : "قداسة أصيلة" فى الطاعة والعبادة الموجهة لله. وكأن الإسلام ليس هو العبادة الأصيلة التى لم تتغير أو تتبدل على الأرض.

* صفحة 7 : من "تحديات الحوار : مسيحيو الشرق الأوسط" ! إن هذا الكارت المسمى مسيحيو الشرق الأوسط هى حجة كاذبة تسمح بالتدخل السياسى والدينى الغربى ـ الفاتيكانى فى الشئون الداخلية. إذ لا توجد فى العالم أقلية مسيحية أو غيرها تتمتع بنفس الوضع المميز كالأقباط فى مصر.

* صفحة 8 : فى عام 2007 : "خطاب ال 138 : كلمة سواء بيننا وبينكم" !إن هذا الخطاب الذى علقت عليه فى حينه لكشف خباياه ومحاولة التقليل من مفعوله ، هى خدعة كبرى بكل المقاييس.

* "فى نوفمبر 2008 تم تكوين مجلس بابوى وممثلين من المائة ثمانية وثلاثين من الموقعين على هذا الخطاب بإنشاء فورم كاثوليكى ـ مسلم يجتمع كل ثلاث سنوات". ومما لا شك فيه أنه تم إنشاؤة سواء للحصول على مزيد من التنازلات الجديدة ، مثلما يحدث فى كل لقاء، أو للتلفع ببعض نصوص الإسلام لإعطاء مزيد من المصداقية لمحاولات الفاتيكان المخادعة.

أما الإطارات ، أو تلك المربعات التى تحتوى على بعض الشروح المحددة ، فهى مصاغة بنفس العناية الملتوية للصفحات الثمانية. ورغم كم الأكاذيب الوارد بها سأكتفى بالإشارة إلى إثنين فقط من صفحة 4 لخطورتهما :

* 1 ) :
لا يجب علينا أن ننسى أبدا أنهم يمارسون الإيمان بإبراهيم ، ويعبدون معنا الإله الواحد" (وثيقة نور الأمم رقم 16 ، وهى من نصوص مجمع الفاتيكان الثانى، ونقلها أيضا البابا فرانسيس فى خطابه الرسولى "فرحة الإنجيل" بند رقم 252 ).

وكنت فيما مضى قد تناولت هذه الوثائق فى مقال حوار وبشارةوموضوع إنتماء العرب المسلمين ، وكذلك فكرة تنصير المسلمين وفقا للنصوص العديدة لمجمع الفاتيكان الثانى. على أى حال فإن العهد القديم لا يزال موجودا وهو يتضمن سلالة سيدنا إبراهيم. ولا أقول شيئا عن عبارة "الإله الواحد" المنقولة من الإسلام وملصقة بيسوع الثالوثى !

* 2 ) : " نحن ، كلا من، نعبد نفس الإله" ، و "يمكن أن نقول حقا أننا إخوة وأخوات فى الإيمان بالإله الواحد" (البابا يوحنا بولس الثانى ، فى نيجيريا 14/2/1982) !

إن هذا القول أكثر من فاضح لعدم تحرج الكنيسة من أكاذيبها بأننا نعبد نفس الإله ! إن المسيرة التى نسجتها السلطات الكنسية القائلة بأننا مسيحيون ومسلمون نعبد نفس الإله واردة فى أرشيفها. وسواء أكان فى عقيدة الإيمان الصادرة عن مجمع نيقية سنة 235 أو حتى من خلال اللوحات الفنية الدينية التى تعبر عن كيفية تكوين المسيحية عبر القرون ، فهى تعبيرات ثالوثية تمثل الآب والإبن والروح القدس. أما حاليا فإن التزوير يقتدى التقليل من التعبير الثالوثى وإبراز يسوع وحده تعبيرا عن "الإله الوحيد"، "الإله المتفرد" لتسهيل عملية دخول المسلمين المزيفة فى المسيحية.

بينما الأمر بالنسبة للإسلام منذ بداية تنزيل الرسالة، وفى كل النص القرآنى إن الله أعلى بكثير من كافة مخلوقاته ، فهو الإله ، الواحد الأحد ، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (سورة الإخلاص). فكيف يمكن كتابة مثل هذه الفريات لمجرد تنفيذ مخطط شيطانى ؟ !

إن القيام بعمل مثل هذه النشرة بكل ما تتضمنه من أكاذيب وفريات لن يمكنه أبدا أن يسمح بتفاهم طيب ولا بتعايش آمن معا بين المسيحيين والمسلمين، لأن ذلك إسمه تزوير وتحريف بكل المقاييس.

ألم يحن الوقت لأن تقوم الكنيسة بالعدول عن كل ذلك التزوير والتحريف الذى قامت به لمدة قرون طويلة ، وأن تعتذر للمسلمين الذين لم تكف عن محاربتهم ؟ ألم يحن أن تعتذر عن كل ذلك الشر المتغلغل ، وأن تكتفى بممارسة مسيحيتها بتواضع مع تنقية كتاباتها من كل التحريف والإضافات البشرية ؟ أن تعيش بلا تعالى أو حب للسيطرة ، أن تعيش بين كل الديانات الأخرى ، بلا أى تمييز أو وقاحة ، وتترك الناس يقومون بإختياراتهم ، بإختيار نسق حياتهم دون التحكم فيهم ؟!


أ. د. زينب عبد العزيز
26 يوليو 2015





مرثية الشيخ حامد العلي بالملا عمر رحمه الله


 مرثية الشيخ حامد العلي في الملا عمر قائد حركة طالبان رحمه الله



كففتُ الدمعَ عن عيني فراحتْ
                      تكفُّ الكفَّ عن عيني بكفّي

وقالت : دعْ دموعَ العينِ سحّا
                            فلو سحّتْ بحاراً لا توفِّي

وزادت : كيفَ لا أبكي عظيما
                           به الأمجادُ نيشانٌ بكِــتْفِ

به كلّ المكارم مثل تاجٍ
                           على قـِـرْمٍ كريمٍ مستعِـفِّ

جسورٌ بالمعارك لايُجارى
                            كليثِ بالفوارس مسْتخــِفِّ

على الأعداء بالهيجا شديدٌ
                             وبالأفغانِ معروفٌ بعطْفِ

به الأفغانُ قد عزّت فصارت
                               تدكُّ معاقل الأعدا بخسْف

تجلّـت عــزّة الإسلام فيهِ
                                كعـزِّ الأولينَ بكلّ حرْفِ

ولما خـطّ بالأفغان دربــاً
                               إلى العلياء مقرونا بسـيْفِ

ترجّـل شامخا فالموت حــقُّ
                               وآجال البريـّة مثل قطْـفِ

يحينُ كما يحينُ حصادُ زرعٍ
                                  بإذن الله لايأتـي بحيفِ

وألقى بالخلود زمامَ رحْـلٍ
                              وبالتاريخ خـُطّ بخير وصفِ

وكان مجاهدا فيهم حكيما
                              وينهـي عن مقاتلـــةٍ بعسْـفِ

وعن طيشِ الجهول ، وعن غُلـوّ
                                 تدثّـر بالجهاد بلبْس زيـْفِ

عدمتُ الشعر لايختارُ مـلاّ
                               يكيـل له المديح بكلّ صنـفِ

أغيظ عدوّنا وأنال أجـرا
                                وأرمي الكافرين بمثل قصفِ

 حامد بن عبدالله العلي

حرقوا_الرضيع














لو حُرق طفلٌ فرنسيٌّ في باريس - والإسلام بريءٌ من حرق الناس - لاجتمع زعماء العالم في مسيرة !

أما أطفال فلسطين !!!


جمعية منتظري بديل السيسي

جمعية منتظري بديل السيسي
وائل قنديل

كما أن الحرية لا يمكن أن تأتي على دبابة، فإن الاستقرار والتنمية لا يمكن أن يُحملا داخل كيس من الأرز.
وللمرة الألف: على الحالمين بالتغيير والانعتاق من الاستبداد والقمع ألا يبحثوا عن حلمهم داخل حقيبة دبلوماسية، بل هو هناك تحت أقدامهم، في تربة لا تمنح زرعها إلا لمن يوفيها حقها من الكفاح.
وما دون ذلك هو الطفولة السياسية لدى سلطة تتغذّى على حليب المانحين، ومعارضة تنتظر الحل من خارج الحدود، لا من تحت الجلود، وهذا كلام قلته سابقاً، مع تغيير القيادة في السعودية، وردود أفعال النظام والمعارضة، في مصر، إذ تبدّت ما وصفتها، في ذلك الوقت، بأنها "حالة "نكوص" أو طفولة سياسية مصرية، تتأسس على سيكولوجية البحث عن "الكبير"، أو "الراعي"، الذي يستجيب، جزئياً أو كلياً، لطموحات وأحلام وتطلعات هذا الطرف، أو ذاك، من معسكري السلطة والمعارضة.
وأكرر أنه في اللحظة التي تفكر فيها الثورة بمنطق الانقلابيين، فإنها تتخلى عن كونها ثورة، وتتجرد من أهم مقوماتها وأسلحتها، كفعل شعبي ذاتي، يعتمد على نفسه، في المقام الأول، من دون أن يهمل المتغيّرات الإقليمية والأوضاع الدولية بطبيعة الأمر. لكن، من دون أن تترك نفسها مثل قصاصة ورق في مهب الريح السياسية، تحركها كيف تشاء وفي الاتجاه الذي تحدده.
الثورة في مصر، إن أرادت أن تنتزع حلمها من بين أنياب الانقلاب الوغد، عليها ألا تشغل نفسها كثيراً بمن جاء ومن ذهب، ومن عبس وتولّى، ومن ضحك حتى بانت سنّه، فالحاصل أن العلاقات الدبلوماسية، إقليمياً ودولياً، لا تقيم أود ثورة، إن حبست نفسها في منطقة رد الفعل، ولا تثبّت أقدام سلطة انقلابية، جاءت عبر ثورة مضادة، ما دامت الثورة مستمرة في نضالها ومقاومتها السلمية.
مؤسف للغاية أن يترك الثوار ما لاح في الأفق من مراجعات في مواقف قوى وحركات، مثل "الاشتراكيين الثوريين" و"6 أبريل"، بما يبشر باستعادة حالة اصطفاف ووحدة، ويغرقوا في تفاصيل وإشارات ولفتات وهمسات زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى القاهرة، واستثمار قائد الانقلاب لها، لكي يدلي بتصريحات بأن الدعم مستمر، ولا تغيير في المواقف.
أعلن الاشتراكيون الثوريون موقفاً شديد الوضوح، بخصوص إعادة ترميم البيت الثوري، في مواجهة عقيدة واضحة للنظام الحالي تتأسس على العداء الصريح لكل ما يتعلق بثورة يناير/ كانون الثاني 2011، ثم أعلنت حركة 6 أبريل موقفاً قريباً، يضبط المصطلحات ويحرر المفاهيم ممّا علق بها من تلوّث وتشوّه، بحيث تعود المعادلة إلى وضعها الصحيح: ثورة (متنوعة الطيف ومتباينة الطرح ومتعددة المنبت) في مواجهة ثورة مضادة، تمارس بشراسة عمليات المحو والإبادة، حتى أنها حشدت كل قواها لإعدام كتاب أصدرته وزارة الثقافة، لأن في مقدمته سطراً كتبه علاء الأسواني، المتهم بأنه من "عملاء يناير"، على الرغم من كل ما قدمه من خدمات إلى "يونيو المضادة"، يتحدث هذا السطر عن قتل المجلس العسكري للمتظاهرين.
إن الاتفاق على ضرورة مواجهة كوارث الانقلاب العسكري، بحد ذاته، مكسب، ومطلب ثوري، مع احترام حق كل فصيل في اختيار المدخل الذي يناسبه، ويتّسق مع أفكاره وقناعاته، للوصول إلى النتيجة التي تجمع كل الأطراف الشريكة في الثورة، على أنها الهدف الأسمى والأهم. وأظن أن العودة مجدداً إلى النبش في أخطاء هذا، وخطايا ذاك، والاستمرار على تلك الوضعية البيزنطية من الجدل العميق، والاشتباك الضروس حول من فعل ماذا، ذلك كله لا يعني إلا أن الجميع مستسلمون لحالة اللغو والسفسطة، هرباً وتفلّتاً من فعل واجب، بات تأجيله أو ترحيله، نوعاً من الانتحار.
ولا يقل عن ذلك كارثية أن يبقى بعضهم متمسكاً بترويج مسكّنات ومهدّئات، أقرب إلى المخدرات، عن التدخل الإقليمي في الموضوع المصري، لفرض بديل، عسكري أو غير عسكري.
فليصمت مُلّاك "جمعية منتظري البديل المصنوع خارجياً" قليلاً، وليتركوا الداخل يعمل ويبدع، ويقاوم حالة التثاؤب الثوري، المفروضة عليه فرضاً، والتي بدا للحظات أن ثمة استسلاماً لها.
البديل يُصنٓع في الداخل، ولا يُستورٓد من الخارج.

الترعة وأخواتها


الترعة وأخواتها
آيات عـرابي

في الأول من يوليو الماضي كتبت على صفحتي على الفيسبوك عن المعلومات والصور التي وردتني من داخل الهيئة الهندسية عما يسمى بمدينة الاسماعيلية الجديدة وهي عملية نصب جديدة ترتكبها عصابة العسكر في حق المصريين، فلا يوجد مدينة ولا يحزنون وإن هي الا مجموعة من الأساسات التي تم بناءها والتي ستنضم إلى باقي أخواتها من الكفتة العلاجية والمليون وحدة سكنية والمؤتمر الاقتصادي وغيرها, ولكن أخطر ما لفت نظري في البيانات التي قمت بنشرها بعد ذلك مدعومة بالصور والمستندات, كان العمق الذي وصل إليه الحفر في ترعة الدفرسوار والذي لم يبلغ وقتها سوى مترين في بعض المناطق وستة أمتار في مناطق أخرى، وعلى الفور ردت صحف الانقلاب فيما يبدو للقاريء كشف حساب عما ((انجزوه)) في المشروع الوهمي, فنشرت كل الصحف التابعة للانقلاب في وقت واحد تقريباً أن الحفر وصل لعمق 24 قدماً وهو بيان خادع يستخدم وحدة قياس يندر استخدامها في مصر وهي القدم، بحيث يصبح على القاريء أن يحول الرقم إلى أمتار فيكتشف أن العمق 7.5 متراً فقط (حسب أرقامهم) أو أن يعتبر الرقم قريبا من المتر أو يخلط بينه وبين المتر على طريقة (مشي حالك).

وبغض النظر عن أن صحف الانقلاب عادت بعد أقل من شهرين لتقول أن الحفر وصل لعمق 24 متراً وهو أمر مستحيل في شهرين، الا أن الحرص على حفر تلك الترعة لم يبد لي بريئاً أبداً، فدراستي خلال العامين الماضيين لخدعة حرب أكتوبر التي نفذها السادات على الشعب المصري بإخراج من كيسنجر وبالاشتراك مع ديان، بالإضافة إلى ما تقوم به ميليشيات الانقلاب من إجرام في سيناء ووقاحة شاويش الانقلاب في إخلاء الشريط الحدودي في سيناء من المصريين, لفتا نظري إلى احتمال آخر شديد الخطورة وهي أن الترعة على قصرها تقع في مواجهة منتصف القناة تقريباً (من الكيلو 60 إلى الكيلو 95) وهو ما يعني انشاء مانع مزدوج بمسافة 35 كيلومتراً تقع في منتصفه جزيرة صناعية ناشئة عن الحفر يستطيع العدو الصهيوني بامكانياته التكنولوجية التحكم فيها وهو ما يعني بالتالي أن تلك الترعة ستفصل بين أي قوات مستقبلية تحاول تحرير سيناء في حالة احتلالها من قبل العدو الصهيوني, ويصبح أي جيش مستقبلي ( بالطبع لا اتحدث عن عصابات الكفتة الحالية ), مقسوماً إلى نصفين لا يحمي بعضهما البعض, ويصبح كل نصف مكشوفاً أمام نيران العدو, وهو ما يعني أن حفر تلك الترعة قد يكون غرضه في الأساس انشاء منطقة ثغرة صناعية بين أي قوات مستقبلية وجعل مهمة تحرير سيناء من أي احتلال مستقبلي مهمة مستحيلة خاصة مع التفوق التكنولوجي الكامل للعدو الصهيوني على جيش الكفتة الذي تم تدميره فعلياً بعد جره ليصبح أداة عدوان على الشعب.

الترعة التي سيفتتحها الشاويش الاسبوع القادم على يخت المحروسة الخاص بالملك فاروق لتعويض عقد النقص عنده، هي عملية نصب مزدوجة, يصر الشاويش على تسميتها "قناة" لينصب على المغفلين الذين تعرضوا لعملية نصب دفعوا فيها 65 مليار جنيه, وهي فنكوش جديد سيحتل مكاناً بارزاً بجانب الكفتة والمليون وحدة سكنية والمؤتمر الاقتصادي والعاصمة سعاد سيتي, بالإضافة إلى أنها لا تعتبر انجازاً على المستوى الهندسي فقد حفرت العديد من التفريعات من قبل بل حُفرت ترع يزيد طولها عن ضعف طول ترعة الدفرسوار ولكن التاريخ سيسجل لمصر أنها انجبت الكثير من عينة "مبروك أبو مبروك" الذي اشترى العتبة الخضرا في الفيلم الشهير، ولكنها أيضاً أكبر خيانة تعرضت لها مصر منذ 200 عاماً هم عمر الاحتلال بالوكالة, فباكتمال تلك الترعة يحقق الكيان الصهيوني نصراً عظيماً، فيكون قد عزل سيناء وبنقود المغفلين الذين دفعوا تحويشة العمر في تلك الترعة طمعاً في الفوائد التي يبدو وبشدة أنهم لن يحصلوا عليها مع تردي الحالة الاقتصادية وخلو خزانة الدولة وانقطاع (رز) الخليج.

الخميس، 30 يوليو 2015

مصر بعهد السيسي.. إلى طهران در

مصر بعهد السيسي.. إلى طهران در

هل تريد القاهرة فعلا التقارب مع طهران؟ هل الدعوة جدية أم مناورة؟ لماذا تعلن استعدادها لاستيراد الخام الإيراني في ظل توتر علاقات طهران والرياض؟ ما هي أسباب الهجوم على السعودية والتودد لإيران؟ هل تبحث عن مزيد من "الرز الخليجي"؟
أحمد السباعي
ييمم الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهه نحو طهران،فرغم الدعم المادي والمعنوي الذي منحته إياه عدد من دول الخليج العربي يخرج الإعلام الرسمي والخاص لمهاجمة السعودية والحديث عن ضرورة التقارب مع إيران وعودة العلاقات بين البلدين.
ولم يقتصر "حديث التقارب" على الإعلام، فالحكومة -التي نفى وزير خارجيتها عزم مصر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى سفارة- أعلن وزير البترول والثروة المعدنية فيها أنه "ليس لديها مانع من استيراد الخام الإيراني بعد رفع الحظر عنه".
وأشار إلى أن "خط أنابيب نقل النفط (سوميد) الذي يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط قد تأثر سلبا في الفترة الماضية بسبب حظر التصدير على إيران".
كلام الوزير تزامن مع سماح الحكومة الإيرانية لمواطني سبع دول بالدخول إلى أراضيها دون تأشيرة سفر في مقدمتها مصر.
مجلة روز اليوسف الحكومية اعتبرت أن "السعودية باعت مصر" وسألت "ما المانع من إذابة الجليد بين طهران والقاهرة؟" (الأوروبية)



إذابة الجليد

ويأتي هذا الكلام مع احتفاء وسائل الإعلام الإيرانية بالهجوم الذي شنه الإعلام المصري على السعودية والمديح الذي أغدقه على طهران ودبلوماسيتها.
واعتبرت مجلة روز اليوسف الحكومية في مقال تحت عنوان "السعودية باعت مصر" أن "عودة العلاقات المصرية الإيرانية أكثر من ضرورة".
وتساءلت "ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران؟".
وسبق روز اليوسف مقال لرئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية محمد عبد الهادي علام، ومقابلة الكاتب المقرب من النظام محمد حسنين هيكل مع إحدى الصحف اللبنانية.
وأبرزت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إيرنا) على نشرتيها باللغتين العربية والفارسية فقرات مطولة من مقال علام وإشادة "الأهرام" بـ"إيران ودبلوماسيتها ونجاحها في توقيع اتفاق تاريخي مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، وتحميله السعودية مسؤولية الفشل العربي في هذا الملف"، كما أبرزت انتقاد علام ما وصفه بـ"تخطيط السعودية لمواجهة إيران عن طرق إذكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة واحتوائها جماعات سنية متطرفة".
غير أن كلام هيكل في مقابلته كان الأهم حيث كشف أن "مصر تسعى إلى التقارب مع ايران"، ولفت إلى "وجود محاولات من أجل ثني السيسي عن التقارب مع طهران"، دون أن يكشف من هي الجهات التي تضغط على السيسي لعدم الانفتاح على إيران.
وفي السياق نفسه، دعا الإعلامي المؤيد للانقلاب يوسف الحسيني إلى "التخلي عن الشعار العبيط، التشييع الذي يعد السبب في عداوة إيران مع دول الخليج ومصر". وأضاف أن "إيران أصبح لها ثقل في المنطقة بعد الاتفاق النووي"، مشيرا إلى أن "مصر هي القوة الموازية لإيران في المنطقة". وتابع "كيف يمكن للعرب أن يتخلصوا من مشاكلهم بدون إيران؟".
عيسى طالب "بما يشبه الثورة على المملكة ونفطها ونفض غبارها من أجل عودة مصر متقدمة ومحررة" (الجزيرة-أرشيف)

الأرزالإيراني

وبلغ تطاول الإعلام المصري على السعودية حد اتهام الإعلامي إبراهيم عيسى السعودية "بتمويل تنظيم داعش والسلفيين الذين حولوا مصر المتنورة لصحراء ثقافية".
وأضاف أن "السعودية مسؤولة عن التخلف والرجعية والغبار الذي أصاب مصر باستخدام أموال النفط، في نشر فكر ورؤية البداوة والصحراء"، مطالبا مصر "بما يشبه الثورة على المملكة ونفطها، ونفض غبارها من أجل عودة مصر متقدمة ومتحررة".
وعن هذا التقارب والهجوم كتب الكاتب المصري المعارض وائل قنديل مقالا بعنوان "القاهرة بين الأرز الصحراوي والأرز الإيراني" وجاء في المقال أن القاهرة تريد توجيه رسالة "إلى من يهمه الأمر" مفادها "نحن على مسافة واحدة من الطرفين، نحن في منتصف الطريق بين الأرز الصحراوي والأرز الزراعي الإيراني".
أما الكاتب السعودي فهد العوهلي فغرد "تقارب وغزل متبادل بين السيسي ونظام طهران.. وتنسيق غير مسبوق مع الصهاينة وتسميتهم له منقذ الكيان، لا تجد أي نقد ممن شنعوا على مرسي واتهموه".
وتابع في تغريدة أخرى "شتموا مرسي لزيارته طهران وعموا وصموا عن خطابه التاريخي، وصفوه بخادم طهران لسماحه برحلات طيران متبادلة".
وفي السياق، يغرد الكاتب السعودي خالد المهاوش "نبارك للشعب المصري الشقيق ولحزب النور سماح الحكومة الإيرانية بدخول المصريين بدون تأشيرة، العلاقات الآن سمن على عسل".
ويرى الشيخ الأزهري محمد الصغير أن "لو عندكم وسيلة تواصل مع أصحاب الصراخ من الدعاة أيام الدكتور مرسي بشأن الشيعة, أين هم اﻵن؟ أم أنه ﻻ صوت يعلو في وجه البيادة".
ويتهكم الحقوقي المعارض للانقلاب هيثم أبو خليل ويغرد "إيران تعلن السماح للمصريين ودول أخرى بدخول أراضيها بدون تأشيرة! حظ المصريين عنب.. من سجن إلى سجن".
المصدر : الجزيرة

اليمن ما بعد عدن

اليمن ما بعد عدن
مهنا الحبيل

لا يوجد شك بأن التقدم الذي حققته المقاومة اليمنية في الجنوب بدعم مكثف من التحالف العربي جويا ولوجستيا وميدانيا، وتحرير عدن من تحالف الحوثيين وقوات علي صالح المدعوم من إيران ومن جهات عربية أخرى سرا، يمثل انعطافا مهمًّا في مسار المعركة الخطيرة في المشرق العربي مع إيران.

وفي مستقبل اليمن الذي وقع ضحية تقاطع النفوذ الإيراني الذي صعد على قرار خليجي، منح علي صالح وحليفه الحوثي فرصة تاريخية للانتقام من ثورة الشباب اليمني، لتُحوّل مجريات الأحداث لصالح إيران وتُعزز تقدمها في المنطقة، والذي بات يأخذ بعدا كبيرا بعد صفقتها مع الغرب.

ومع ازدياد آلام المدنيين من تبعات هذه الحرب التي سبّبَها زحف الحوثيين على مخرجات الثورة والحوار وبسط هيمنتهم العسكرية، فإن إعادة تموضع القوات المواجهة لهم سواء في جسم المقاومة، أو بعض التشكيلات التي أعيد تجميعها من القوات المسلحة اليمنية واستعادة مصطلح الجيش الوطني، تعتبر ضربة للمشروع الإيراني، لكنها ليست ضربة قاصمة ولم تضمن بعد حسم المعركة في كامل اليمن، وإن صنعت أيقونة تحويل مرحلية مهمة للميدان.
"أمام الواقع الحالي الدقيق والظروف الصعبة والتداخلات الشرسة، اليمنيون أمام حقيقة مؤلمة لا بد من وضع سيناريو لها وجمع الأطراف المناهضة للمشروع الإيراني حولها، كتوافقات أولية، وإخراج ساحة المقاومة من التراشق "
وستَثبُت المعادلة العسكرية الجديدة خلال الأسابيع القادمة، حين يتأكد زحف المقاومة الى الشمال وتأمين كامل محافظة عدن كعاصمة سياسية ثانية، كما هي في الأصل للجمهورية اليمنية، وضمان تحويل خارطة العمليات إلى حزام في الشمال يحوّل خطة المقاومة الجيوستراتيجية، وتحديدا شمال تعز والضالع والبيضاء، وتصفية أي تواجد أو جيوب للحلف الإيراني جنوب هذا الخط.

هنا فقط نستطيع أن نقول إن جغرافيا الدولة الشرعية وقيادتها لليمن الموحد قد تحقق له تأمينا إستراتيجيا، مع ضمان دعم الحلفاء العرب، وتعزيز تنظيم الجيش الوطني وتجهيز مقرّات للجنود المنسحبين من التحالف الموالي لإيران، وضمهم إلى مواقع ميدانية للقوات المسلحة الشرعية.

وهذا الأمر ليس بالسهل وإن بقيت احتمالات تحققه قائمة، وبمفاجآت سريعة، حين تُدرك المفارز العسكرية، وعشائر موالية حاليا لنفوذ علي صالح، بوادر خسارة الحلف لمشروعه، وهو ما ستعمل إيران بكل قوتها لمنعه ومحافظة الحوثي على تموضعه.

وحتى الآن لا يمكن الوثوق بالتسريبات التي تُطلق عن صفقة بين طرف خليجي وعلي صالح، يسعى هذا الطرف لإقناع الرياض به، مقابل إستراتيجيات ميدانية لصالح ينسحب عبرها من ميادين مختارة مع الحوثي، فالركون إلى دوافع مثل هذه التكتيكات من مراوغ معاد شرس كعلي صالح، هو انتحار لمشروع ردع الإستراتيجية الإيرانية وحلفائها، خاصة أن صالح -بشخصه أو نجله- لا يمكن أن يكون شريكا بعد كل ما فعله في اليمن.

والأمر الآخر هو أن الرياض والشرعية اليمنية على الأقل في موقفها الرسمي والوطني والمقاومة، ليستا طرفا في مفاوضات مسقط التي انضم فيها هذا الطرف الخليجي لسلطنة عمان، من خلال علاقته القوية بعلي صالح وانخراطه في حرب التحالف في الوقت ذاته.

وعليه فإن دحرجة مشروع تأمين الشرعية واليمن المستقر، ثم إطلاق مصالحة اجتماعية وسياسية تنقذ اليمن من الفتنة الطائفية والتشظي الإقليمي، لن تُحقق في ظل هذه الاختراقات، وحسم صفقة الغرب مؤخرا مع إيران يعزز موقف طهران في مسار مسقط، ولا يُضعفه.

كل ذلك يؤكد أن الأولوية الأولى التي ستفرض رقعة قبول سياسي وترسيخ للمصلحة الوطنية العليا لليمن ووحدته الوطنية الاجتماعية، والمصلحة العربية وأمن الخليج والجزيرة في مواجهات صفقة الغرب وإيران، هي الزحف لهذا الحزام الإستراتيجي الذي ذكرناه، وإن بقيت نافذة التفاوض مفتوحة لكن عبر قواعد لعبة مضمونة ومأمونة، لتجنيب اليمنيين كل مساحة ممكنة من آثار الحرب.
وأمام هذا الواقع الدقيق للغاية والظروف الصعبة والتداخلات الشرسة، فإن اليمنيين أمام حقيقة مؤلمة لا بد من وضع سيناريو لها وجمع الأطراف المناهضة للمشروع الإيراني حولها، كتوافقات أولية، وإخراج ساحة المقاومة من هذا التراشق والتدخلات لأطراف عديدة راغبة في انفصال جنوب اليمن.

"المعركة لم تبدأ حتى الآن شواهد حسمها الكامل، ولا يزال الحلف الإيراني مهيمنا على المساحات الكبرى، وإعلان انفصال الجنوب يساعده على الاستمرار في جولات أكثر، ويَسرق طموح أهل الجنوب"
والواقع أن دعوة أطياف جنوبية إلى انفصال الجنوب يعززها كونهم هم من تحمل تبعات مواجهة المشروع الإيراني في اليمن وذراعه الاستبدادي علي صالح وذراعه الطائفي الحوثي، بعد إرث متوحش لعلي صالح مع الجنوب.

غير أننا نقول إن ما يجري اليوم من ملاعنات وتحريضات وتشكيكات ولغة عشوائية مضطربة، لن يضمن انفصالا مؤتمنا للجنوب، كما أنه لن يحقق أمنا إستراتيجيا للمملكة ولا جنوب الجزيرة، فضلا عن أن هذا النوع من التسويات الاضطرارية العشوائية تعزز ظهور تنظيم الدولة الإسلامية كما القاعدة، وتعزز تبعا لذلك عربدة الأميركيين القديمة بحجة مطاردة القاعدة وتصنع عودة لفوضى عارمة، وتعود الأذرع الإيرانية إلى حصادها.

بل إن هذا الجنوح الشرس نحو تحقيق الانفصال سريعا وبأي صورة ودون تحضير للبناء القومي الاجتماعي للجنوب الذي اتضح أنه يعاني من صراعات داخلية عديدة بين الأقاليم وأطراف مختلفة من نسيجه، قد يهيئ لعودة إيرانية ساحقة تتمكن من كل الجنوب بجولة حصاد مرة تجعله تحت قبضتها كجنوب العراق.

وعليه فإن كل الأطراف اليمنية وخاصة الجنوبية تحتاج أن تدرك هذه الحقائق:

1-المعركة لم تبدأ حتى الآن شواهد حسمها الكامل، ولا يزال الحلف الإيراني مهيمنا على المساحات الكبرى، وإعلان الانفصال يساعده على الاستمرار في جولات أكثر، ويَسرق طموح أهل الجنوب عبر مشروع يستخدم لأغراض وقتية وظرفية ثم يترك لمصير سيّئ من الصراع.

2- لا تزال شرعية الرئيس هادي رغم كل أخطائه مظلة مهمة يجب التمسك بها، مقابل فوضى عارمة حين تسقط المرجعية الدستورية لوطن قائم بمؤسسات، وجسم دولة بدلا من تحويلها إلى عراق آخر أو أفغانستان جديدة.

3- ليس من مصلحة السعودية انفصال الجنوب، والحال أن الحوثيين يُطبقون على الشمال وقد تحوّل قاعدة كاملة للحرس الثوري الإيراني، وفي الوقت ذاته يكون انفصال اليمن الجنوبي الهش ميدانا لخلق تشظيات كبرى فيه، وحقلا لمشاريع بين إيران والولايات المتحدة وتنظيم الدولة.

4- الواقع الجنوبي مع تضحيات أبنائه الكبرى لأجل اليمن وحريته أمام إيران، ولأجل مستقبل محافظاته، ليس ناضجا أبدا، وأتون الصراع واضحة مع أو بين شيوعيي الأمس ومع القيادات الوطنية المحلية والعشائرية، خلافا لوضعه بعد مرحلة من كسب اليمن معركته، وتأمينه بعد حروب إيران وحروب المصالح الأخرى.

وعليه فإن الطريق الأفضل والأسلم لكل اليمن ولمستقبل جنوبه قد يكون عبر هذه المفاصل:
"ميدان الحرب اليوم في وضع حسّاس، والمزايدات السياسية تضعفه وتغرق كامل آمال الشعب اليمني، ولذلك يجب التركيز عليه، وسد الثغرات وتأمين السلاح ووحدة الجبهات والغوث الإنساني لكل المدنيين، وأخذ أكبر درجات الحيطة لتأمينهم"
1- التعاضد على رؤية موحدة للمستقبل فيها ضمان لوحدة الموقف اليمني، وإعلان خلاص الجسم السياسي بالكامل، واستقرار الدولة، ببنائها الشرعي وضمان مشاركة أبناء الشمال الذين حُيّدوا من الخليج سابقا، والذين لا يمكن أن يُتصور تحقيق استقرار قبل وبعد النصر دون مشاركتهم.

2- ميدان الحرب اليوم في وضع حسّاس والمزايدات السياسية تضعفه وتغرق كامل آمال الشعب اليمني، ولذلك يجب التركيز عليه، وسد الثغرات وتأمين السلاح ووحدة الجبهات والغوث الإنساني لكل المدنيين، وأخذ أكبر درجات الحيطة لتأمينهم من أخطاء القصف المروعة، أو استباحة الحلف الإيراني.

3- مع قيام الشرعية واستردادها للجغرافيا الوطنية، والسيادة الميدانية، تُقر وثيقة يمكن أن تضمنها دول الخليج اليوم وتضمن الحق الإداري الكامل لمحافظات الجنوب، بعد أن تتفق هذه المحافظات ذاتها على صورة فدراليتها الموحدة وحقها المشروع من المصالح الاقتصادية وتسيير الملفات المحلية بكل مساراتها عبر هذه الفدرالية.

4- الوحدة قوة وضمانة حين تقوم على أسس العدالة الاجتماعية والدستورية، وكانت أمل ثوار اليمن وأمل كل عربي. ولكن لو أصرت محافظات الجنوب على الانفصال، فيفترض أن يكون ذلك أولا في إطار كنفدرالي عبر تصويت في محافظاتها، بعد عشر سنوات من حسم الحرب، وهذه الفترة مهمة جدا لكل الأطراف، وقد تنجح القوى اليمنية على إبقاء هذه الكنفدرالية كقناعة شعبية بدلا من الانفصال، ولكن إذا قرر الجنوب ذلك فيكون في سياق تأمين مشترك لمصالح أهل اليمن وحدودهم الجغرافية والإستراتيجية.

وهذه التوافقات أفضل من ترك رياح الكراهية وظروف الحرب الموسمية تفرض واقعها المر وتشظياتها العنيفة، والأمر موجود بمفاوضات غير علنية بين أركان النظام الاجتماعي اليمني في الجنوب والشمال للمصادقة عليه، وتعزيز طريق الخلاص من الواقع المر لتكون عدن أيقونة الخلاص لكل اليمن.

المصدر : الجزيرة