وراثة النبوة بين ضعف الحضور واضطراب الأداء؟
هموم في طريق الدعوة والتغيير والتحرير
إن أول مقولة جرت على لسان الأنبياء والمرسلين -وهي أساس دعوتهم- قولهم يا قوم اعبدوا الله، وإن أرفع وأرقى وأنبل ما قام به الأنبياء هو دورهم الواجب في بيان الحق للناس دون غبش ولا اضطراب.
وبالنظر لواقع حال العرب والمسلمين اليوم يتضح سبب التيه لاسيما إذا نظرنا بشكل فاحص للحركات الدعوية والسياسية والجهادية إسلامية المرجعية،
حيث يتضح أن الخلل في مستوى المناهج والخيارات والقيادات مريع للدرجة التي تتضاءل أمامها أخطاء العوام!
لم يكن ليحصل هذا التيه والضلال لدى بعض القيادات الإسلامية لو كان دور العلماء في وراثة الأنبياء قائما في شكله الصحيح ووقته الواجب.
يكفيك أن تنظر لإقليم الشام، لكي ترى كيف تفترق القيادات الإسلامية السياسية والجهادية إلى فريقين،
الأول يقاتل ملالي إيران في سورية الشام معتبرا لهم محتلين مجرمين أعداء للدين،
والثاني يحالفهم في فلسطين الشام معتبرا لهم محررين للأقصى ومناصرين للثوار المسلمين! فأي الفريقين على الحق وأيهما على الضلال؟
فلماذا غاب في هذا المقام دور وإجماع العلماء؟
وإذا كان أهم أسباب غياب العلماء هو بطش الطواغيت المستبدين وسجون الظالمين، فإن أهم أسباب ضعف دور العلماء العاملين،
هو اختطاف التنظيم للجماعة، وحلول الجماعة محل الأمة وشعوبها.
فلماذا وكيف اختطفت التنظيمات مفهوم الجماعة، ولماذا وكيف حلت الجماعات محل الأمة،
وكيف أثر هذا سلبا على ضعف دور العلماء، والذي يترجمه حال الضعف في وراثة النبوة حد الغياب؟
سيكون هذا بحثا قادما بحول الله، أستعين بالله عليه، وأطالب بشراكة عقول المهمومين والغيورين من الذين اصطفاهم الله لبيان الحق ونشر الدعوة وتمكين الخير في الأرض.
اللهم إيام نعبد وبك نستعين، فاهدنا يا رب الى صراطك المستقيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق