جباليا والضاحية والنزول عن الجبل
وليد الهودلي
"تتجلّى جباليا من غزّة وتجسّد جبل هذه الأمة في هذا العصر بكل عنفوانها العظيم في مقارعة الشرّ العالمي"
لم تكن غزوة أحد غزوة عابرة كغيرها من الغزوات بل بقيت رمزا عظيما وعبرة بليغة ودرسا قاسيا، وبات الناس من يومها فريقين: فريقا ثابتا مرابطا قويّا يستمسك بالجبل، وفريقا يختار النزول عن الجبل.
وما دمنا وصلنا إلى الرمز، فهل الجبل هو رمز القوّة والمنعة والتمكين والبقاء في علوّ القيم من حرية وعزّة وكرامة وسيادة وأنفة وكبرياء الأمم التي تستحق الحياة العزيزة الكريمة، والحياة دون الجبل تعني التخلّي عن كلّ هذا والرضى بالمذلّة والخنوع والتبعية والتخلّف، والرضى أن نكون ذيلا للأمم.
هناك في الأمّة من يقاتل وهناك من يحمي ظهر من يقاتل، هما الحصن الحصين لأمّة تريد أن تنتصر، ولا خيار ثالثا إلاّ النزول والهبوط وبالتالي تمكين الأعداء من الجبل ومن كلّ شيء فينا له اعتبار أو قيمة. يتحدّثون عن التطبيع مثلا، تطبيع مَن على مَن؟ من سيكون أعلى الجبل ومن سيكون أسفله؟ هل ترضى السياسة الامريكيّة في المنطقة وولايتها غير الشرعية أن يكونوا في سفح الجبل مثلا ونتقاسمه معا؟ ونتقاسم قمته وأسفله بروح رياضيّة إنسانيّة جميلة طيّبة بريئة؟ لا يمكن تصور هذا أبدا، المطلوب هو إنزالك عن الجبل أوّلا، ثم من موقعهم في قمّته والسيطرة الكاملة عليه يموضعونك حيث قبلت تحت أقدامهم.
ويقف نتنياهو على الملأ ليعرض صورة الجبل وأين هم وأين نحن، هو يريد أن يهندس الجبل وسنكون نحن الطرق المعبّدة والمسخّرة لخدمتهم ومن أبى فليس له إلا المحرقة والمقبرة. ويعلنون ذلك بخرائطهم وسياساتهم في الضم والقضم والاستيطان واستخدام أعتى أنواع الأسلحة، وهم في تعاليهم السياسي ينظرون إلى عالمنا بمنطق قمّة الجبل ونحن أسفل سافل الجبل. السياسة الأمريكية على سبيل المثال تصرّ منذ سنة على اعتبار ذراعها المنحطّ في الإبادة الجماعية على أنه يمارس الحق في الدفاع عن النفس، ويضعون من الشروط السياسية علينا وعلى لبنان بما يؤكد أنهم يمتلكون الجبل ونحن ليس لنا من الأمر شيء!
وتقف اليوم جباليا والضاحية كرمزين متجدّدين لجبل أُحد، ثلّة من الأحرار تستمسك بالجبل بين من يحارب ومن يحمي ظهر من يحارب. محور المقاومة اليوم هو الجبل، وتنقسم الأمّة اليوم ليس بين من نزل للغنائم قبل انتهاء المعركة ومن ثبت وبقي على البلاء صابرا، ظهرت فئة مقيتة جديدة تنضمّ إلى أعداء الجبل ثقافة وسياسة وإعلاما وقولا وفعلا، لم يكتفوا بالتخلي عن حماية ظهر المقاومة بل ذهبوا بعيدا مع عدوّ المقاومة وطعن ظهرها بكلّ خسّة ونذالة وصهينة.
على مذبح الحريّة وعلى طريقها الأغرّ، ومن معمعان معركة خالدة سيكتب تاريخها بماء من ذهب، تبرز الأيقونة الخالدة، تتجلّى جباليا من غزّة وتجسّد جبل هذه الأمة في هذا العصر بكل عنفوانها العظيم في مقارعة الشرّ العالمي بكلّ بشاعته ونذالته القذرة.
ويعانق لبنان غزّة عناق حب وعشق وقت الشدّة، ويستعدّ بروحه أن يدفع كل ما بوسعه من ثمن، يدخل المعركة بكلّ تفاصيلها ويضع نفسه وكلّ مكوّناته الجميلة تحت آلة الدمار العالمية الساحقة، عن علم ومعرفة يضحّي وينسج مع غزّة الحكاية، يرى حجم الهلاك والدمار الذي أعاد الكرّة تلو الأخرى على رمز عزّة غزّة، على جباليا، حيث هناك تركت الأمّة الجبل ونزلت حيث وديان اللمم وحثالة البشر، ولم يبق على الجبل إلا ثلّة من الكرام.
ماذا سيكتب التاريخ عن جباليا والضاحية والعراق واليمن؟ وماذا سيكتب عن عواصم اللمم؟ أناس عظام دفعوا الأرواح والدماء وآثروا الدمار وبأس كلّ ما في عالم الشرّ من فتك وقتل وضرر، وأناس لم تتحرّك لهم إرادة ولا تنفّسوا نفسا في وجه مستعمر لإيصال لقمة أو شربة أو جرعة دواء لمن لاكت أجسادهم صواريخ الدمار وبقوا على قيد حياة.
وماذا سيكتب التاريخ عن العرب اللمم الذين انحازوا للمجزرة ودعموا القاتل بكل ما أوتوا من مكر وسياسة ومال وولاء ومنذلة؟ يجلس الواحد على أريكة عريضة أمام شاشة ومذيع متفلسف يشرّق ويغرّب في السياسة وعلم الاجتماع والأخلاق والدين والفرق والمذاهب، يلوي أعناق العلوم والمعرفة التي في رأسه ويشيح بوجهها عن مناطق العزّة والألم، قد عطّل من حياته قيما عظيمة بها تسمو الأمم، لا عزّة ولا حريّة ولا كرامة ولا سيادة ولا حتى القدرة على رؤية من يجسّدون هذه القيم. لو علّموه فقط قراءة المشهد كما هو لرأى بزوغ الفجر ونفوذ النهار على الليل ولكان المشهد واضحا وضوح الشمس رابعة النهار، ولكنّهم علّموه أن يكون حاطب ليل لا يعرف كيف يلتقط الحطب.
قالت جباليا: أيتها الضاحية أنت لنا مفخرة، أنت الجبل، طبت وطاب من فيك من خير وإشراقة نصر وعزّ وتمكين سنحفظها في قلوبنا كنوزا ومأثرة.
وما دمنا وصلنا إلى الرمز، فهل الجبل هو رمز القوّة والمنعة والتمكين والبقاء في علوّ القيم من حرية وعزّة وكرامة وسيادة وأنفة وكبرياء الأمم التي تستحق الحياة العزيزة الكريمة، والحياة دون الجبل تعني التخلّي عن كلّ هذا والرضى بالمذلّة والخنوع والتبعية والتخلّف، والرضى أن نكون ذيلا للأمم.
هناك في الأمّة من يقاتل وهناك من يحمي ظهر من يقاتل، هما الحصن الحصين لأمّة تريد أن تنتصر، ولا خيار ثالثا إلاّ النزول والهبوط وبالتالي تمكين الأعداء من الجبل ومن كلّ شيء فينا له اعتبار أو قيمة. يتحدّثون عن التطبيع مثلا، تطبيع مَن على مَن؟ من سيكون أعلى الجبل ومن سيكون أسفله؟ هل ترضى السياسة الامريكيّة في المنطقة وولايتها غير الشرعية أن يكونوا في سفح الجبل مثلا ونتقاسمه معا؟ ونتقاسم قمته وأسفله بروح رياضيّة إنسانيّة جميلة طيّبة بريئة؟ لا يمكن تصور هذا أبدا، المطلوب هو إنزالك عن الجبل أوّلا، ثم من موقعهم في قمّته والسيطرة الكاملة عليه يموضعونك حيث قبلت تحت أقدامهم.
ويقف نتنياهو على الملأ ليعرض صورة الجبل وأين هم وأين نحن، هو يريد أن يهندس الجبل وسنكون نحن الطرق المعبّدة والمسخّرة لخدمتهم ومن أبى فليس له إلا المحرقة والمقبرة. ويعلنون ذلك بخرائطهم وسياساتهم في الضم والقضم والاستيطان واستخدام أعتى أنواع الأسلحة، وهم في تعاليهم السياسي ينظرون إلى عالمنا بمنطق قمّة الجبل ونحن أسفل سافل الجبل. السياسة الأمريكية على سبيل المثال تصرّ منذ سنة على اعتبار ذراعها المنحطّ في الإبادة الجماعية على أنه يمارس الحق في الدفاع عن النفس، ويضعون من الشروط السياسية علينا وعلى لبنان بما يؤكد أنهم يمتلكون الجبل ونحن ليس لنا من الأمر شيء!
وتقف اليوم جباليا والضاحية كرمزين متجدّدين لجبل أُحد، ثلّة من الأحرار تستمسك بالجبل بين من يحارب ومن يحمي ظهر من يحارب. محور المقاومة اليوم هو الجبل، وتنقسم الأمّة اليوم ليس بين من نزل للغنائم قبل انتهاء المعركة ومن ثبت وبقي على البلاء صابرا، ظهرت فئة مقيتة جديدة تنضمّ إلى أعداء الجبل ثقافة وسياسة وإعلاما وقولا وفعلا، لم يكتفوا بالتخلي عن حماية ظهر المقاومة بل ذهبوا بعيدا مع عدوّ المقاومة وطعن ظهرها بكلّ خسّة ونذالة وصهينة.
على مذبح الحريّة وعلى طريقها الأغرّ، ومن معمعان معركة خالدة سيكتب تاريخها بماء من ذهب، تبرز الأيقونة الخالدة، تتجلّى جباليا من غزّة وتجسّد جبل هذه الأمة في هذا العصر بكل عنفوانها العظيم في مقارعة الشرّ العالمي بكلّ بشاعته ونذالته القذرة.
ويعانق لبنان غزّة عناق حب وعشق وقت الشدّة، ويستعدّ بروحه أن يدفع كل ما بوسعه من ثمن، يدخل المعركة بكلّ تفاصيلها ويضع نفسه وكلّ مكوّناته الجميلة تحت آلة الدمار العالمية الساحقة، عن علم ومعرفة يضحّي وينسج مع غزّة الحكاية، يرى حجم الهلاك والدمار الذي أعاد الكرّة تلو الأخرى على رمز عزّة غزّة، على جباليا، حيث هناك تركت الأمّة الجبل ونزلت حيث وديان اللمم وحثالة البشر، ولم يبق على الجبل إلا ثلّة من الكرام.
ماذا سيكتب التاريخ عن جباليا والضاحية والعراق واليمن؟ وماذا سيكتب عن عواصم اللمم؟ أناس عظام دفعوا الأرواح والدماء وآثروا الدمار وبأس كلّ ما في عالم الشرّ من فتك وقتل وضرر، وأناس لم تتحرّك لهم إرادة ولا تنفّسوا نفسا في وجه مستعمر لإيصال لقمة أو شربة أو جرعة دواء لمن لاكت أجسادهم صواريخ الدمار وبقوا على قيد حياة.
وماذا سيكتب التاريخ عن العرب اللمم الذين انحازوا للمجزرة ودعموا القاتل بكل ما أوتوا من مكر وسياسة ومال وولاء ومنذلة؟ يجلس الواحد على أريكة عريضة أمام شاشة ومذيع متفلسف يشرّق ويغرّب في السياسة وعلم الاجتماع والأخلاق والدين والفرق والمذاهب، يلوي أعناق العلوم والمعرفة التي في رأسه ويشيح بوجهها عن مناطق العزّة والألم، قد عطّل من حياته قيما عظيمة بها تسمو الأمم، لا عزّة ولا حريّة ولا كرامة ولا سيادة ولا حتى القدرة على رؤية من يجسّدون هذه القيم. لو علّموه فقط قراءة المشهد كما هو لرأى بزوغ الفجر ونفوذ النهار على الليل ولكان المشهد واضحا وضوح الشمس رابعة النهار، ولكنّهم علّموه أن يكون حاطب ليل لا يعرف كيف يلتقط الحطب.
قالت جباليا: أيتها الضاحية أنت لنا مفخرة، أنت الجبل، طبت وطاب من فيك من خير وإشراقة نصر وعزّ وتمكين سنحفظها في قلوبنا كنوزا ومأثرة.
وقالت الضاحية الجنوبيّة لجباليا: بل أنت الجبل، لك الله غزة وجباليا وكل ما فيك من عظمة مزهرة، فأنت خير من أحيا أمّة وأعاد لها روحها وشق لها طريقا للحرية والرفعة وتحقيق ذاتها بكلّ عنفوان وجدارة ومقدرة وأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق