تحطيم التّصوّرات والمفاهيم
صفوت بركات
أستاذ علوم سياسية واستشرافية
إن ما هدمته ودمرته غزة في المفاهيم والتصورات عن الغرب والنظام الرسمي العربي والتي هي البنية الأساسية للنظام العالمي والإقليمي،
وما أنفق عليه من الغرب والعرب التريلونات لو أنفقت ميزانيات العرب لمائة عام لم تكن لتهدمه وتدمره.
وهو النصر الحقيقي ثم الجولة التالية.
إن شاء الله سترى التدمير للمعالم المادية للعدو والتي تم استهدافها للآن ولو وقفت على إحصاء الخسائر، والمهاجرون منها.
لن تتفوه بحرف ينقض كلامي، ولكن المشكلة أن عيوننا صارت في اتجاه واحد ولا ترى إلا ما يريد عدوك رؤيته.
أخطر شيء هو تحطيم التّصوّرات والمفاهيم أو تصويبها ثُم عمليّة تشكّل ما يحلّ محلّها من تصوّرات ومفاهيم؛
والتّفاعُل المناسب والمكافئ لتلك التّصوّرات يأخُذ وقته الطّبيعيّ،
صحيح يمكن تعجيله أو تبطيئه بفعلٍ خارج عنه أو بتراكم ذاتيّ لتلك التّصوّرات والمفاهيم الجديدة
أو العودة إلى التّصوّرات والمفاهيم الأصيلة غير المصنوعة بالتّزييف والتّلبيس والأماني التي زيّنتها؛
ولكن حتمًا ستشكّل التّصوّرات والمفاهيم الجديدة أو الأصيلة التي تنتج بنفسها آثارها في دنيا النّاس؛
فعمليّة التّحوّلات الكبيرة لها إطار زمنيّ طبيعيّ فلا تتعجّل الثّمرات،
وذلك هو موضوع الحرب وأساسها ومنتهاها، والتي تُضحّي الأُمم في سبيلها، لأنّها أثمن شيء في الوجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق