السبت، 30 نوفمبر 2024

معضلات أمام ثوار الشام

 

معضلات أمام ثوار الشام

الجولاني وقسد نقيضان إشكاليان بحاجة إلى حل عاجل ومعالجة دائمة!








في ظل الحضور الأمريكي والاستعلاء الصهيوني القائم في المنطقة لا يمكن للخصوم ترك أمواج الثورة تتصاعد دون عوائق مفتعلة مؤجلة، وهي مفاجآت لن تظهر الا بعد أن يصل الثوار إلى مرحلة اللاعودة، ليواجهوا واقعا جديدا ستفرضه المشاريع الدولية والكيان الصهيوني بامتياز كبير.

أولا الجولاني وهيئة تحرير الشام:

الجولاني والهيئة معضلة من نفس بطن الجسم الثوري السوري، وهي إشكالية تستحق نقاشا داخليا ومبادرة عاجلة، بحيث تخرج هيئة تحرير الشام من لباس حركة دولية إرهابية، وتصبح جزءا من النسيج الثوري الوطني، وذلك بشرط خضوعها لإطار أعلى ومرجعية ضامنة، ضمن تصور يفضي إلى معالجة دائمة في أكثر من جانب بحسب أولوية مسؤولة حكيمة وناضجة.

إن حقيقة الهيمنة الأكبر على الجسم العسكري الثوري في سورية من قبل هيئة تحرير الشام هي حقيقة لا يمكن تجاوزها، لاسيما في ظل استرداد حلب والمد الثوري المتعاظم والمتسارع -وهو الأمر الذي لم يحاول الروس ولا الأمريكان إعاقته حتى الآن وساعد في تحقيقه الأتراك! وذلك لوجود تصور وتفاهم خاص- ولكن الهيئة بلباسها واطارها الحالي تشكل ثغرة يمكن أن تقلب على الثوار الطاولة، كما ستعيق مسار التغيير وتربك مشروع البناء -إذا لم يتم حل الإشكالية-.

من حق السوريين ومن واجب ثوارها الأحرار أن يستغلوا المشهد الدولي المعقد والمرتبك في تفاهماته، ولكن بشرط أن يمتلكوا إرادة سياسية مستقلة، ويبنوا تصورهم الكلي ويحققوا إنجازات مفصلية نوعية مختلفة عن التي تقصد تمريرها المشاريع الدولية، بحيث تضعف إمكانية الردة الدولية القادمة والمتوقعة.

لابد من تصور ثوري جريء يفضي لتفكيك إشكالية الهيئة وشخص الجولاني خلال مرحلة المد الثوري، بشرط أن تكون منسجمة مع عملية البناء الثوري المزمعة، وليأخذ الجولاني حظه الذي يتمناه شرط أن يذعن لإطار ثوري سوري وطني، بحيث نفوت على الخصم التخريب المؤلم والقادم من خلال تلك الثغرة القائمة.

ثانيا قوات سوريا الديموقراطية:

وهي إشكالية ومعضلة من خارج الجسم الثوري، وستبقى سكينا صهيونية أمريكية تطعن في الخاصرة.

إن قسد معضلة حقيقية وستكبر برعاية إسرائيلية واعية ومغرضة، ولكن في ظل وجود النسيج الكردي السوري والذي يشكل جزءا حقيقيا من تاريخ الشام في ماضيه الكريم وحاضره المقهور، فإن أقل ما يمكن عمله هو صناعة فجوة حقيقية بين الشعوب الكردية الكريمة والمسلمة والأصيلة – والتي لا تقل في انتمائها وأصالتها وتضحياتها عن العرب- وبين المكونات الكردية السياسيةوالعسكرية الموالية لإسرائيل والمرتبطة عضويا بأمريكا.

إن التحدي الثوري كبير، وجزؤه الأصعب والأهم ليس في الانتصارات العسكرية التي تأتي في ظروف دولية معقدة ومربكة، بل في حل إشكاليات حقيقية ستشكل لاحقا معضلات تفتت الجسم الثوري وتمزق مجتمعه وحواضنه -لا قدر الله- إذا لم تتم معالجته بشكل ناضج وسليم.

ويمكن القول بكلمة: إن توسع المد الثوري لا يعني نجاحه بشكل مؤكد، بل قد يكون سببا في غرقه وإغراق مكوناته القائمة، إن نجاح الثورة الحقيقي يتجسد في تفكيك إشكالياتها وحل المعضلات أمامها لكي يتحقق تمكينها وتأخذ فرصتها الحقيقية في مشروع البناء كهدف أول وأخير، سيعكس الخير في كل منحى وكل حين.

إن الخيار الثوري الناضج والصحيح لا يتوسع أفقيا دون أن يلتفت ويعالج الثقوب السوداء التي ستفاجئه عندما تبدأ المشاريع الدولية بالتحرك.

اللهم انصر ثوار الشام ولا تجعل لأحد يدا عليهم، واجعلهم بداية نهضة لمصر، التي تغير الدنيا وتسقط إلى غير رجعة مشاريع الظلمة والكفرة والفجار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق