ثوار الشام.. هل يعون دروس المرحلة؟
سؤال في الصميم
لا يمكن تصور الهجوم على حلب إلا من خلال التقاء إرادتين، إرادة الثوار القائمة والدائمة -وهي حق مشروع وممدوح-، وإرادة الإدارة الأمريكية المرحلية والطارئة -وهي لعنة حيثما حلت-.
الإشكالية المرعبة ليست في التقاء الارادتين ولكن في شكل التماهي الثوري من حيث نوعه وشكله ومناحيه ومداه مع الإرادة الأمريكية، والتي جاءت لتعيد بناء سورية الثانية وتفوت على أهل الشام وثوارها الأحرار بناء سورية الجديدة!
فهل سندلغ من نفس الجحر مرتين؟ أم سنكون من المؤمنين الذين لا يحد إيمانهم العمل الجهادي فحسب، بل يكتمل إيمانهم بوعي وبصيرة نافذة؟
إن تجاربنا العربية والإسلامية مريعة في تكرار الأخطاء، الأمر الذي يوجب توسيع وتعميق النظر السياسي والعسكري بشكل شامل وليس جزئي ولا لحظي،
وذلك لأجل ضبط إيقاع معاركنا بما يوافق تحقيق مصالحنا ويتفق مع ذواتنا، وليس ما يحقق الإرادة الأمريكية فيصيب بعض أهدافنا، ويحقق لأمريكا الصورة المطلوبة ضمن خطتها وترتيباتها!
إن كل من يعي سقطة المقاومة الفلسطينية، انطلاقا من وعي الثغرة التي قتلتها، وهي تصديقها للرواية والوعود الإيرانية وتعويلها على محورها، يحرم عليه أن يصدق الرواية الأمريكية أو أن يعول عليها وعلى معونتها ووعودها! فإن فعل فهو مجرم في حق نفسه وأهله ودينه، ويستحق فك رقبة.
نعم يمكن أن تلتقي المشاريع لاسيما عندما تفرضها وقائع القوة الموضوعية، ولكن لا يمكن أن تتفق مشاريع المخالفين والخصوم الا إذا كانت هناك شهوة سلطة ورغبة في منفعة واستلاب للإرادة.
وأقولها وعقلي قلق وقلبي يخفق: إن ثوار الشام الأبرار هم المعول عليهم -بعد الله- للخروج من النفق والسير على الصراط المؤدي لتصويب المسار الذي أصابه الضعف والقصور أو الذي انحرف في ثورات شعوب المنطقة، ولذلك فإن أي خطأ سياسي منهم سيشكل منعرجا يدخلنا في تيه جديد -لا قدر الله-.
التجربة الغزية جزء من التجربة الشامية
إن التجربة الغزية جزء من التجربة الشامية، فإن لم تعي درسها الحالة الثورية السورية فهذا لعمري ثقب أسود جديد سيبتلع الشام ويحول شعبها إلى حطب في مشاريع الأمريكان القادمة.
اللهم انصر المجاهدين على أرض الشام ومكنهم من حلب ودمشق حتى يستردوا قدسهم التي سلبت منهم قبل مائة عام.
اللهم نسألك وأنت المهيمن على الكون أن تغرق الأمريكان في وحل لا ينعتقون منه إلا وقد ذاقوا ما أذاقونا إياه في العراق ومصر وليبيا واليمن والسودان وفلسطين.
ما قلته من حق فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق