الاثنين، 25 نوفمبر 2024

تجاربنا العربية والإسلامية بين البناء الصحيح والاندثار المريع!

 

تجاربنا العربية والإسلامية بين البناء الصحيح والاندثار المريع!

مآسي في الصميم



بقلم: مضر أبو الهيجاء


يقول ربنا سبحانه وتعالى مخاطبا الفتية من أصحاب الكهف الذين فارقوا أهل الباطل وتبرؤوا منهم وآووا إلى كهفهم مستمسكين بالعروة الوثقى، ومحذرا لهم من معسكر الباطل وأهله ليكونوا على أعلى درجة من الحذر وضبط جميع خطواتهم وفق موازين الأرض وعالم الشهادة،

﴿وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا﴾

الكهف الآية 19.

فهلا توقفت يا مسلم يا موحد يا مجاهد يا عبدالله، وتفكرت وتدبرت في معاني خطاب الله لعباده الموحدين المجاهدين الذين تحدوا معسكر الباطل وأهله وجنده مخلصين في توجههم لله وحده لا شريك له، وذلك بعد فارقوا الأهل والأصحاب متبرئين من الشرك والكفر والظلم مجسدين العبودية الكاملة لله، ومع ذلك فإن الله يخاطبهم محذرا لهم من هلاك محقق أو ردة للكفر إن لم يقوموا بالواجب عليهم بقوله سبحانه

،﴿ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾

سورة الكهف الآية 20.

إن كثير من تجاربنا العربية والإسلامية لن تفيدنا ولن تفيد أصحابها حين تغيب آثار بنائها الصحيح، لاسيما أن روادها لن يبقوا أحياء بعدها،

ولن تنتظرهم أي فرصة بعد أن أحيط بهم وخرجت من بين أيديهم كل الخيارات الممكنة.

ولكن يمكن لمن بقوا أحياء من الأجيال الجديدة أن يعتبروا من تلك التجارب فيصححوا المسار،

ولكن بشرط أن يكون رواد التجربة وأصحابها مخلصين متجردين على مستوى رفيع من المسؤولية تجاه قضايا شعوبهم وأمتهم،

فيصدقوا في جميع قولهم، متجاوزين حظ نفوسهم وحركاتهم وتنظيماتهم قبل أن تزهق أرواحهم، لعل نصحهم يكون لهم شفيعا عند الله.

المسلمون يتعرضون لمقتلة أمريكية صهيونية

قتلتْ أمريكا الشيخين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري واستشهدا قبل أن يتحدث أحدهما عن أخطاء التجربة، وعن فخ ضرب البرجين العالميين، ولم يقدما النصح الواجب للأمة قبل رحيلهما!

قتلَت أمريكا صدام حسين وأسلمته لإيران لتعدمه في يوم عيد المسلمين امعانا في اذلالهم وقهرهم،

واستشهد الرجل واقفا صامدا دون أن يشير بالمطلق لأخطاء التجربة وفخ اجتياح الكويت!

قتلت أمريكا الشيخ العاروري في معقل حزب الله، وقتلت القائد إسماعيل هنية في أهم وأخطر مربع أمني محصن في طهران،

وقَتلت إسرائيل المجاهدين المقاومين والأبطال محمد الضيف ومروان عيسى ويحيى السنوار وأحمد الغندور ورافع سلامة في غزة العزة،

واستشهدوا جميعا -كما هو حال شعبنا المسكين- بعد أن أسلمتهم أمريكا لإيران وإسرائيل،

فرحلوا جميعا دون أن يتحدث أحد من بينهم عن خلل التصورات وقصور الخطوات وسوء التقديرات في عملية 7 أكتوبر،

رحلوا ولم يشر أحدهم لهشاشة وتوهم الطوفان الذي أغرقنا قبل أن يحرر الأسرى أو ينقذ الأقصى المبارك!

فهل سيتحدث القائد المجاهد والشهيد الحي أبو الوليد خالد مشعل -ولا نزكي على الله أحدا-

وينصح للأمة متجردا عن انتمائه التنظيمي، قبل أن ينال منه الإسرائيليون أو الإيرانيون أو الأمريكيون لا قدر الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق