حدّث سهم بن كنانة قال
أحمد بن راشد بن سعيّد
حدّث #سهم_بن_كنانة ، قال: استمعتُ إلى واحدٍ من القرامطة الجُدُد، يظنُّ أنه بلغ من العلم درجة المجتهد، وبجانبه شيخٌ على طريقتِه، يكشفُ حتى بالصمتِ عن حقيقتِه، ففي وجهِه ظلمة، وعليه من العافية أثرُ النعمة، ولا تَسَلْ عن قِصَر همّته، فلا يغُرَنَّكَ طول لحيته، وقد أرهف السمعَ في إصغاء، رغم أنَّ صاحبَه لا يُحسِنُ سوى الرُّغاء، وكنت رجلاً بالتنوّع شغوفا، حتى لو كان المتحدّثُ خروفا، فأستمعُ برحابةِ صدر، مستعيناً على الحمقى بالصبر، محاولاً التغلّب على مواقفي المسبّقة، حتى لو كان الذي أمامي معروفاً بالزندقة.
قال سهم بن كنانة: وبينا القرمطيُّ يتحدّث كانت تجري حربُ إبادة، لشعبٍ في الأرض المباركة يخوضُ جهادَه، ودماءٌ في غزة كالوابل، وقوافلٌ للشهداءِ إثْرَ قوافل، فلم يكتفِ الخسيسُ بتجاهل السياق، ولا بالاستهانة بدم المسلمين الذي يُراق، بل أتى بخطبٍ يطِم، وأمرٍ لا يمكن أن يتم، فزعم أن المسلم لن يُسأل في القبر عن فلسطين، ولا عن تطهير القدس من الملاعين، ولا عن نصرةِ غزّة، ولا عن معنى العزّة، ولا عن بذل المعروف، وإغاثةِ الملهوف، ولا عن الغضب من هدم المساجد، وقتل الراكع فيها والساجد، ولا عن أداءِ فريضةِ الجهاد، ذروةِ سنام الإسلام وأعظم ما أوجب الله على العباد، ولا عن ردع اليهود، وهم يقتلون المسلمين قتل عادٍ وثمود، ولا عن درءِ أخطارِهم، ونصرةِ المستضعفين الذين أخرجوهم من ديارهم، بل قال وما أقبح القول، إنَّ المسلمَ سيُسأل فقط عن التنزّه من البول، ثم أتبعَ العبارةَ بأخرى، كانت طامّةً كبرى، فزعم أنَّ من يهتمّ بفلسطين من المسلمين لا يتنزّهون من أبوالهم، فهم ملاقونَ في القبور سوءَ مآلِهم، وأقسم اللعين على ذلك، أكبّه الله على وجهه في المهالك، واستنكر الاهتمامَ بفقه الواقع، وكم لثيابِ صهيونَ من راقع.
قال سهم بن كنانة: وفقدتُ سَعَةَ صدري، حتى تمنّيتُ لو ابتلعني قبري، ولم أُطِقِ الاستماع إلى مزيد، فطفقتُ ألعنُ أولئك العبيد، ولو كان الأمرُ بيدي لأمرتُ بحملهم في صناديق، ثم إلقائهم على قارعةِ الطريق، ثم ناديتُ في الناس: لله أبوه، من يتبوّلُ على هذه الوجوه!
#غزة #فلسطين
#السلفية_القرمطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق