التوافق الفارسي والأمروصهيوني
إيران الفارسية أكثر الأطراف فرحاً وسعادة مع الصهاينة، بعد الترتيبات السياسية والعسكرية في المنطقة، وخصوصاً توقيع وقف إطلاق النار بين الجانب اللبناني (ممثلاً بحزب الله)، والجانب الصهيوني.
وها هي إيران تبدو بثوب الطرف المحايد وبنفس الوقت الطرف الداعم للمقاومة!
والحقيقة ليست كذلك بكل تأكيد، فإيران هي طرف من الترتيبات التي تتم بالمنطقة، وعلى تنسيق كامل مع الأميركان ومع الصهاينة!
فقد ذكرتُ وتنبأت في مقال لى، قبل 6 أشهر تقريباً، بحرب تكتيكية متفق عليها ستكون بين إيران والكيان المحتل! لكنها حرب بهدف إظهار وضع المنطقة بحالة توتر قصوى لتتوافر للكيان الصهيوني ومن خلفه الأميركيون والأوربيون (تحديداً بريطانيا وفرنسا)، الفرصة لإعادة ترتيب المنطقة، وإعادة ترتيب تقسيم النفوذ الأميركي والفرنسي من خلال إشراك الكيان الصهيوني وإيران الفارسية في آن واحد.
وعليه فإن قراءتنا السابقة - وهي نفسها الحالية - تتمثل بإنهاء المقاومة، تحقيقاً لما تعهدت به إيران للطرف الآخر، وهي سارت بالسيناريو المتفق عليه!
الذي يبدأ بتصعيد صهيوني يتبعه تصعيد ظاهري مقابل من إيران، ويتم من خلاله وضع وعودٍ بدعم لحركة حماس في غزة، وفجأة وجدت «حماس» نفسها أنها وحدها، إذ اكتفت إيران بالدعم التحريضي والصوتي، ولا شيء في الواقع!
وحتى لا يُكشف المخطط دخلت إيران مع الكيان الصهيوني بحرب عن بُعد، متفق على طبيعتها ومواقعها وحجمها المؤقت والمحدود، وخالية من أي آثار حقيقية على الطرفين! وهي التي أهدت للكيان اغتيال هنيّة في أراضيها.
وعلى وقع ذلك، قامت إيران بتجييش «حزب الله» وتسليحه وتحريضه، وتم الترتيب مع الكيان لقتل قيادات الحزب الفارسي، من خلال البيجرات فالوكي توكي ثم اغتيال قياداته بقصف جوّي كانت إيران شريكاً في معلوماته وترتيباته، لتقبض الثمن لاحقاً.
وقد تمكّن الصهاينة من تدمير قدرات «حزب الله» وقياداته ومراكز القيادة والسيطرة لديه، إضافة لحاضنته الاجتماعية، تماماً كما حدث مع «حماس» وأهل غزة بعد أن تركت إيران دعمهم الميداني.
وسنرى في قادم الأيام مبررات لاحتلال الكيان للضفة وغزة ولجنوب لبنان، وانسحاب إيران من سورية ليحتل الكيان معظم أراضيها ويتم اقتسام العراق بين الصهاينة والإيرانيين، وعندئذ سيتحقق تغيير خريطة الشرق الأوسط بمرحلته الأولى، بما يمهد للمراحل التالية.
وعلى دولنا العربية والإسلامية التنبه لذلك وإفشاله، خصوصاً دول الخليج العربي، قبل فوات الأوان ومشاهدة واقع مرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق