أعمال درامية (3/3)
د. سلمان بن فهد العودة
الجمعة 12 محرم 1435 الموافق 15 نوفمبر 2013
الأعمال القادرة على المنافسة والتأثير لا زالت في عالم الغيب!
ليس من ضرورات النجاح أن يكون وفق ضوابط تامة الإحكام .
ربما أدت أعمال إيجابية وهادفة وذات بُعدٍ وطني، أو تاريخي، أو اجتماعي دوراً كبيراً في تقديم البديل النافع، ولو كنا لم نمنحها الدرجة الكاملة أو الدرجة العليا ولكنها تجاوزت حد الإخفاق لتحصل على تساوي النفع والضرر لتكون أفضل من أسوأ منها، أو كانت ذات مردود إيجابي متفوق على نظيره السلبي.
وسيظل الجدل الفقهي والشرعي قائماً ولا تثريب عليه، وله أن يقيّم ويوافق ويخالف ويعدّل، لكن لا يحسن أبداً أن يكون هذا الجدل مدعاة للتوقُّف والانتظار، فثمّ آراء علمية ترفض الدراما بكليتها وتعدّها نوعاً من الكذب، وهذا ما كان يميل إليه شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله-؛ خلافاً لعلماء آخرين كثر لا يمنعون أصل الفكرة، ولكن يتفاوتون في التوسعة أو التضييق فيها وفي ضوابطها وشروطها، وعلى هذا فهي تشبه ضرب الأمثال للاعتبار.
وعلى المذهب الأول فالروايات والقصص ذاتها لن تكون مقبولة ما لم تكن حقيقية فضلاً عن تمثيلها.
لن ينتهي الجدل الفقهي، ولا يجب أن نحجر عليه، لكن الحياة منطلقة في أبواب الاقتصاد والسياسة والتقنية والمواصلات والفضاء والإلكترونيات بأوسع مما يقول الفقيه.
والتصحيح وارد وممكن حتى بعد ظهور الأعمال، فحركة التطور والاختيار والتحسين لا تتوقف، ومجرد الرفض لا يصنع شيئاً، وهجاء الواقع المرير لا يُقدِّم بديلاً.
ولا يلزم أن يتفق الناس على شيء ما حتى يتحقق، فنظراتهم تختلف، وقد يميل قوم إلى إغلاق الأبواب، بينما يراها آخرون مفتوحة على مصاريعها، ويرون الإسهام في الميدان بدلاً من مجرد الامتعاض أو الإنكار.
في هذه المضايق لا يحسن أن يطول الجدال إذا كان لمجرد الرأي وليس للانتقال للفعل والمحاولة أو على الأقل تشجيع البوادر الصالحة، فكما يقول الشاطبي: "كل مسألة ليس عليها عمل فلا يوجد في الشريعة ما يدل على استحسانها"، وكان عمر -رضي الله عنه- يقول: "لا ينفع تكلُّم بحقٍّ لا نَفَاذَ له".
والعمل الدرامي يفترض أن يكون مواكباً لمتغيرات الساحة العربية، مستجيباً لتطلعات الشعوب وأحلامها، مدوناً لمرحلة من مراحل الحراك الإيجابي على كافة الصعد، ومنها الفنية والإعلامية، راسماً لمعاناة الفرد في حياته، راصداً لمشكلاته.
غياب هذا النوع من العمل هو أحد أسباب خداع الشعوب وتضليلها، وإظهار المجرم بمظهر الوطني المخلص المضحّي، وتصوير الوطني الصادق على أنه إرهابي أو سفّاك أو منافق أو غبي أو متخلف..
وطالما كان مظهر المتدين منفِّراً للأجيال، ومدعاة للسخرية والاستهجان والتنقُّص في الدراما العربية!
بل والمعاني الإيمانية والقيم الأخلاقية كثيراً ما تعرضت للتشويه في عمل يشاهده الملايين ويتلقَّفون منه الإعجاب بأساليب الحياة الغربية وطرائق عيشها!
عالمياً لن نستطيع التعبير عن مواقفنا والوصول إلى عقول الشعوب وتغيير الصورة النمطية السلبية عن شخصية العربي والمسلم، أو عن أبطاله التاريخيين، أو عن مواقفه وحقه ما لم نقتحم هذا العالم، ونوظف الأكفاء، ونبذل الأموال فيه، بدل صرفها في حملات دعائية لا تؤثر إلا في السذج .
ربما يقرر العديد من الناس هجر عادات اجتماعية أو شخصية سيئة بعد أن يشاهدوا قبحها على الشاشة عبر عمل محترف، بينما لم تفلح محاولات الإقناع في تغيير مواقفهم أو إقناعهم بوجود تلك العادات أصلاً!
العالم اليوم شاشة واحدة وجهاز واحد يحمله فتى في جيبه أو فتاة ويتواصل عبره مع ما يريد ومَنْ يريد!
فهل بمقدورنا أن نضع بصمةً تُعبِّر عن عقيدتنا، وتاريخنا، ولغتنا، ومواقفنا، وتُقنع أبناءنا بحقنا إن لم تُفلح في إقناع الآخرين؟
أتوقع إثراء هذا السؤال بالآراء المختلفة المعارضة أو الموافقة ضمن أخلاقيات الحوار الرشيد الملتزم بأدب الإسلام!
الأعمال القادرة على المنافسة والتأثير لا زالت في عالم الغيب!
ليس من ضرورات النجاح أن يكون وفق ضوابط تامة الإحكام .
ربما أدت أعمال إيجابية وهادفة وذات بُعدٍ وطني، أو تاريخي، أو اجتماعي دوراً كبيراً في تقديم البديل النافع، ولو كنا لم نمنحها الدرجة الكاملة أو الدرجة العليا ولكنها تجاوزت حد الإخفاق لتحصل على تساوي النفع والضرر لتكون أفضل من أسوأ منها، أو كانت ذات مردود إيجابي متفوق على نظيره السلبي.
وسيظل الجدل الفقهي والشرعي قائماً ولا تثريب عليه، وله أن يقيّم ويوافق ويخالف ويعدّل، لكن لا يحسن أبداً أن يكون هذا الجدل مدعاة للتوقُّف والانتظار، فثمّ آراء علمية ترفض الدراما بكليتها وتعدّها نوعاً من الكذب، وهذا ما كان يميل إليه شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله-؛ خلافاً لعلماء آخرين كثر لا يمنعون أصل الفكرة، ولكن يتفاوتون في التوسعة أو التضييق فيها وفي ضوابطها وشروطها، وعلى هذا فهي تشبه ضرب الأمثال للاعتبار.
وعلى المذهب الأول فالروايات والقصص ذاتها لن تكون مقبولة ما لم تكن حقيقية فضلاً عن تمثيلها.
لن ينتهي الجدل الفقهي، ولا يجب أن نحجر عليه، لكن الحياة منطلقة في أبواب الاقتصاد والسياسة والتقنية والمواصلات والفضاء والإلكترونيات بأوسع مما يقول الفقيه.
والتصحيح وارد وممكن حتى بعد ظهور الأعمال، فحركة التطور والاختيار والتحسين لا تتوقف، ومجرد الرفض لا يصنع شيئاً، وهجاء الواقع المرير لا يُقدِّم بديلاً.
ولا يلزم أن يتفق الناس على شيء ما حتى يتحقق، فنظراتهم تختلف، وقد يميل قوم إلى إغلاق الأبواب، بينما يراها آخرون مفتوحة على مصاريعها، ويرون الإسهام في الميدان بدلاً من مجرد الامتعاض أو الإنكار.
في هذه المضايق لا يحسن أن يطول الجدال إذا كان لمجرد الرأي وليس للانتقال للفعل والمحاولة أو على الأقل تشجيع البوادر الصالحة، فكما يقول الشاطبي: "كل مسألة ليس عليها عمل فلا يوجد في الشريعة ما يدل على استحسانها"، وكان عمر -رضي الله عنه- يقول: "لا ينفع تكلُّم بحقٍّ لا نَفَاذَ له".
والعمل الدرامي يفترض أن يكون مواكباً لمتغيرات الساحة العربية، مستجيباً لتطلعات الشعوب وأحلامها، مدوناً لمرحلة من مراحل الحراك الإيجابي على كافة الصعد، ومنها الفنية والإعلامية، راسماً لمعاناة الفرد في حياته، راصداً لمشكلاته.
غياب هذا النوع من العمل هو أحد أسباب خداع الشعوب وتضليلها، وإظهار المجرم بمظهر الوطني المخلص المضحّي، وتصوير الوطني الصادق على أنه إرهابي أو سفّاك أو منافق أو غبي أو متخلف..
وطالما كان مظهر المتدين منفِّراً للأجيال، ومدعاة للسخرية والاستهجان والتنقُّص في الدراما العربية!
بل والمعاني الإيمانية والقيم الأخلاقية كثيراً ما تعرضت للتشويه في عمل يشاهده الملايين ويتلقَّفون منه الإعجاب بأساليب الحياة الغربية وطرائق عيشها!
عالمياً لن نستطيع التعبير عن مواقفنا والوصول إلى عقول الشعوب وتغيير الصورة النمطية السلبية عن شخصية العربي والمسلم، أو عن أبطاله التاريخيين، أو عن مواقفه وحقه ما لم نقتحم هذا العالم، ونوظف الأكفاء، ونبذل الأموال فيه، بدل صرفها في حملات دعائية لا تؤثر إلا في السذج .
ربما يقرر العديد من الناس هجر عادات اجتماعية أو شخصية سيئة بعد أن يشاهدوا قبحها على الشاشة عبر عمل محترف، بينما لم تفلح محاولات الإقناع في تغيير مواقفهم أو إقناعهم بوجود تلك العادات أصلاً!
العالم اليوم شاشة واحدة وجهاز واحد يحمله فتى في جيبه أو فتاة ويتواصل عبره مع ما يريد ومَنْ يريد!
فهل بمقدورنا أن نضع بصمةً تُعبِّر عن عقيدتنا، وتاريخنا، ولغتنا، ومواقفنا، وتُقنع أبناءنا بحقنا إن لم تُفلح في إقناع الآخرين؟
أتوقع إثراء هذا السؤال بالآراء المختلفة المعارضة أو الموافقة ضمن أخلاقيات الحوار الرشيد الملتزم بأدب الإسلام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق