فمن ساعد "إسرائيل" في اغتيال عرفات؟
موقع المسلم | 6/1/1435 هـ
توفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة ياسر عرفات، فور تسلم لجنته نتائج تحاليل أجريت على عينات من رفات عرفات وكشفت أن الوفاة لا تعود لأسباب طبيعية، قال في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية إن "إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات"..
لِمَ كانت "المتهم الوحيد" بحسب الطيراوي؟! لأن فتح هذا الملف مثير للقلق في المقاطعة برام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية وقادة فتح بها؛ فإذا كانت قد وجهت اتهامات لها وجاهتها لأكثر من مسؤول رفيع المستوى بحركة فتح بتسهيل أو طلب تنفيذ عملية اغتيال عرفات، وتباطأت الحركة أو السلطة الفلسطينية منذ أعوام في طلب فتح تحقيق بفرنسا حول ملابسات وفاة عرفات الذي كان نقل في أيامه الأخيرة إلى مستشفى برسي العسكري قبل تسع سنوات؛ فإن الإشارة إلى "إسرائيل" باعتبارها المتهم "الوحيد" قبل مزيد من تجلية الأمر في أعقاب إعلان نتائج تحقيقات أجراها محققون سويسريون وروس تؤكد أن الزعيم الفلسطيني كان قد مات مسموماً، يبعث على القلق والريبة، خصوصاً وأن "إسرائيل" قد تنصلت مراراً من تنفيذ تلك العملية وإحداها على لسان عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز 'الشين بيت' الاسرائيلي آفي ديختر، والذي قال على حد زعمه أن "إسرائيل لم تشارك في عملية تسميم غذاء أو مواد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. لا الشاباك ولا دولة اسرائيل كانا يعملان في تحضير الطعام لياسر عرفات، لقد كان له أعداء كثيرون من الداخل والخارج"..
كما أن العقيد السابق في مخابرات الاحتلال مردخاي كيدار حاول تبرئة "إسرائيل" من اغتيال عرفات بالقول بأن هذا الاتهام "سخيف ومضحك، لأنه لو قامت إسرائيل بهذا الشيء، فمن المؤكد أنها كانت لتستخدم سماً يختفي ولا يترك أية آثار، كي لا يجدها أحد"، كما فند فكرة أن وجود مادة البولونيوم في رفات عرفات تعني أن "إسرائيل" هي المسؤولة باعتبار المادة لا توجد إلا في المفاعلات النووية بالقول: "يمكن لأي شخص أن يشتري مادة البولونيوم، من كوريا الشمالية أو إيران أو مكان آخر"..
لكن مهما حاولت "إسرائيل" أن تبرئ نفسها فهي تظل المستفيد الأول من تغييب عرفات، وهي من يمكنها أن تنفذ جريمة كهذه بمثل هذه الحرفية والغموض، وهي صاحبة السجل الأكبر في الاغتيالات السياسية بالسم وغيره، ولديها 13 محاولة سابقة لاغتيال عرفات، غير أن هذا لا يعني هذا بالضرورة أن يخلص التحقيق الفلسطيني إلى أنها المتهم "الوحيد"، وأنه لم يتورط أي شخص أو جهة ما في تسهيل وصول المادة السامة إلى طعامه أو أدواته؛ فقبل عامين نشرت الجزيرة تحقيقا فتحاويا داخليا قالت إنه قد اتهم القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان بالتورط في تسميم عرفات عن طريق المشاركة بإدخال علب دواء مسمم لعرفات، علاوة على محاولته تصفية قادة فلسطينيين..
لكن المفارقة في التقرير الذي كان نائب رئيس لجنته هو الطيب عبد الرحيم مدير ديوان الرئاسة، القيادي الفتحاوي هو الآخر تشار إليه أصابع الاتهام بالإضافة إلى محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة المنتهية ولايته، ورئيس اللجنة الحالي للتحقيق في وفاة عرفات، اللواء توفيق الطيراوي مدير المخابرات!
السلطة برمتها متهمة بالتباطؤ في طلب التحقيق من السلطات الفرنسية، وتجاهل تقارير اغتيال عرفات، ويرى عديدون أن مرور أي سم إلى جسد عرفات، بالغذاء أو الدواء أو غيرها، لن يمر إلا عبر تسهيلات من داخل مبنى المقاطعة برام الله، الذي كانت القوات الصهيونية تحاصر فيه عرفات في أكتوبر 2004 قبيل وفاته..
زوجة عرفات، سهى، وجهت أطراف صهيونية بدورها الاتهام إليها، لكنها كانت منذ بداية قتل عرفات تردد أن "حفنة من المستورثين" ساهمت في قتله، وتعني بعض الشخصيات في السلطة الفلسطينية..
المفارقة أن سهى طلبت إلى الفريق السيسي وزير الدفاع المصري بالدفاع عن حق عرفات بعد مماته باعتبار أن عرفات كان ضابطاً بالجيش المصري، ولكن هل يتدخل السيسي الآن، والأصابع جميعها تتجه إلى "إسرائيل" كمسؤولة عن الاغتيال، وبعضها يتجه إلى دحلان المقيم بدبي، والمسؤول عن تفجير الوضع في سيناء لصالح بعض المتنفذين بمصر؟! الحقيقة فيما تقدم أن عرفات قد تسمم، وأن اللجنة المكلفة من سلطة محمود عباس بالتحقيق ألقت باللائمة كلها لـ"إسرائيل".. واستثنت أي مساعدة من أي جهة أخرى فلسطينية أو عربية.. فلماذا؟!
زوجة عرفات، سهى، وجهت أطراف صهيونية بدورها الاتهام إليها، لكنها كانت منذ بداية قتل عرفات تردد أن "حفنة من المستورثين" ساهمت في قتله، وتعني بعض الشخصيات في السلطة الفلسطينية..
المفارقة أن سهى طلبت إلى الفريق السيسي وزير الدفاع المصري بالدفاع عن حق عرفات بعد مماته باعتبار أن عرفات كان ضابطاً بالجيش المصري، ولكن هل يتدخل السيسي الآن، والأصابع جميعها تتجه إلى "إسرائيل" كمسؤولة عن الاغتيال، وبعضها يتجه إلى دحلان المقيم بدبي، والمسؤول عن تفجير الوضع في سيناء لصالح بعض المتنفذين بمصر؟! الحقيقة فيما تقدم أن عرفات قد تسمم، وأن اللجنة المكلفة من سلطة محمود عباس بالتحقيق ألقت باللائمة كلها لـ"إسرائيل".. واستثنت أي مساعدة من أي جهة أخرى فلسطينية أو عربية.. فلماذا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق