رأس الحية .. نجيب ساويرس !
شعبان عبد الرحمن
في الخامس من يوليو 2011 م كتبت مقالا عن " نجيب ساويرس .. المال والفتنة " وقلت في نهايته :" إن نجيب ساويرس ليس بالشخص الذي يطلق التصريحات على عواهنها ولا بالشخص الذي يطلق المواقف المتناقضة عن عدم دراية.. ولكنه يعرف ما يقول بالضبط..إنه يمثل رأس جبل الثلج لمخطط كبير يستهدف مصر في هويتها وجغرافيتها واقتصادها.. فأدركوه! " ... قلت هذا قبل عامين وخمسة أشهر والخريطة السياسية لمصر بعد ثورة يناير لم تتضح معالمها بعد .
ويهمني هنا إعادة نشر أجزاء من هذا المقال فما تناولته فيه تحقق جانبا كبيرا منه وهو بالتالي يعيننا علي فهم ما يجري اليوم علي أرض الواقع وفهم دور الرجل في الانقلاب علي الرئيس مرسي .. إنه بحق هو " رأس الحية ".
يومها قلت :" لسنا أمام رجل علماني يحترم علمانيته ولا نصراني يصون ديانته ولا رجل أعمال يمتلك تاريخاً شفافاً عن تضخم ثروته بهذه الدرجة المهولة ولا سياسي متزناً في مواقفه. كان نجماً ساطعاً خلال عهد «مبارك» وصار فجأة من حكماء ثورة 25 يناير.. فالسيد «نجيب ساويرس» رجل الأعمال المعروف الذي سَخِر مؤخراً في رسم كاريكاتيري من اللحية والنقاب ومن قبل هاجم «الدين» على الهواء مباشرة ورفض المادة الثانية من الدستور، وتفاخر بحب الثقافة الأمريكية، ولم ينكر استثماراته في الكيان الصهيوني..
هذا الرجل يمتاز بدهاء لا يحسد عليه في اتخاذ المواقف وعكسها وفي كلا الحالتين فإن إمبراطوريته الإعلامية الوليدة تُخدِّم عليه جيداً وتسوق من الحيل والتحليلات والتبريرات بما يبرزه كحكيم من حكماء زماننا الأغبر.
دخل في شراكات واستثمارات معلنة داخل الكيان الصهيوني، بل دخل في عمليات شراء أراضٍ لمقدسات إسلامية وادعى أنه يشتريها؛ حتى لا يسيطر عليها اليهود.
دخل في شراكات واستثمارات معلنة داخل الكيان الصهيوني، بل دخل في عمليات شراء أراضٍ لمقدسات إسلامية وادعى أنه يشتريها؛ حتى لا يسيطر عليها اليهود.
وهو في الحقيقة يشارك اليهود في التهام أراضي الفلسطينيين.. وكيف لا وهو صديق الصهاينة فقد تورط مع «إيهود باراك» في شركته بـ«إسرائيل» وكشفت ذلك صحيفة «يديعوت أحرونوت». كما كشفت صحيفة «معاريف» في 19 أغسطس 2008 م أن «إيهود باراك» بذل جهوداً كبيرة لإقناع «إيهود أولمرت» (رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت ومجرم محرقة غزة الأكبر)، وإقناع أجهزة الأمن وخاصة جهاز الأمن الداخلي «الشاباك » بالسماح لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس صاحب شركة أوراسكوم للاتصالات بامتلاك جزء من شركة «بارتنر الإسرائيلية» المتخصصة في نفس المجال ( المصريون -20 أغسطس 2008 م)..
وقد نشرت «المصري اليوم» الخبر حتى يبدو أن ليس في الأمر خطأ إنما هو بيزنس!
وهو حبيب «الأمريكان» ويعتز بهم وبثقافتهم.. يقول بكل صراحة لإحدى القنوات اللبنانية: «أعتقد أنني من القلائل في العالم العربي الذي يجاهر بحبه للثقافة الأمريكية.. المجتمع الأمريكي.. النظام الرأسمالي الأمريكي والفيلم الأمريكي والرأسمالية الأمريكية...» وكان من المفترض على الغارق في حب النظام الأمريكي أن يحترم ألف باء الليبرالية الأمريكية والديمقراطية الأمريكية التي تزعم احترام رأي غالبية الشعب واحترام نتائج التصويت في الانتخابات لكنه رفض الاعتراف بالمادة الثانية من الدستور المصري قائلاً لحسن معوض في برنامج «نقطة نظام» بـ«البي بي سي»: إن المادة الثانية من الدستور تؤصل للطائفية.
وهل هناك تدني في الخطاب أكثر من أن يسب دين الشعب المصري المسلم على الهواء مباشرة عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصري - برنامج «اتكلم» - قائلا: أنا شرس أساساً ولوحد يضايقني «بطلع دين اللي خلفوه»! وقد جاء ذلك في معرض ادعاءاته عن مضايقات يتعرض لها مسيحيون.
كل تلك المواقف والمهاترات من «ساويرس»؛ هي عبارة عن بالونات اختبار للشعب المصري لكن الأخطر- في رأيي - هو القادم فالرجل يسرح ويمرح بنشاط محموم في الساحة السياسية المصرية لتكوين طبقة علمانية متماسكة تحت راية حزبه، وفي نفس الوقت ينطلق لتكوين إمبراطورية إعلامية بين صحافة وفضائيات
إنه يتحرك لتشكيل جيش إعلامي وثقافي وفني وشعبي تمهيداً لتكوين جيش أشبه بجيش «جون جارانج» في جنوب السودان. اليوم يرفض المادة الثانية من الدستور وغداً تكون له مطالبات أخرى.. واليوم يسب دين المسلمين ويسخرمن اللحية والنقاب، وغداً لا ندري ماذا يفعل بدعم من أمريكا حبيبته والصهاينة شركائه الاقتصاديين...".
إنه يتحرك لتشكيل جيش إعلامي وثقافي وفني وشعبي تمهيداً لتكوين جيش أشبه بجيش «جون جارانج» في جنوب السودان. اليوم يرفض المادة الثانية من الدستور وغداً تكون له مطالبات أخرى.. واليوم يسب دين المسلمين ويسخرمن اللحية والنقاب، وغداً لا ندري ماذا يفعل بدعم من أمريكا حبيبته والصهاينة شركائه الاقتصاديين...".
هذا ما كتبته عن نجيب ساويرس في الخامس من يوليو 2011 م ..واليوم ونحن في شهر ديسمبر2013 م وبعد أن وقع الانقلاب الغادر انكشف تماما الدور الخطير الذي قام به ساويرس والكنيسة وتبين من الدستور الانقلابي الذي انتهوا منه قبل أيام أن ساويرس هو رأس حربة الصهاينة والأمريكان في مصر ضد الإسلام والمسلمين وأي انتخابات حرة في البلاد ...
ومرة أخري أقول إن مشروع ساويرس وتواضروس مازال في بدايته ويهدف في محصلته النهائية إلي أن " يدفع المسلمون الجزية للكنيسة " ولا تستغربوا فالمخطط – كما يبدو - تنهد له الجبال فقد كانت بداياته تشيب لهولها الرؤوس .. هل كان أحد يتصور الطريقة التي تم بها فض الاعتصامات ؟!
وتلك كانت بداية مخطط اجتثاث الإسلاميين من مصر كما قال وزير الداخلية قبل أيام .. إنه مخطط يرمي إلي حكم مسيحي لمصر المسلمة برعاية أسوة بدول افريقية غالبتها مسلمين لكن الاستعمار طحنهم بالفقر والجوع والجهل ومكن للأقلية النصرانية لحكم البلاد ... مشروع يرمي إلي استئصال الاسلام من مصر وليس الاخوان المسلمين ولا مانع لدي العسكر في ذلك طالما جلسوا علي كراسي الحكم .. يومها – لا قدر الله - لن يكون للمنافقين الذي خانوا دينهم وشعبهم ونافقوا بالتشدق بالإسلام لن يكونوا إلا خدما في بلاط الكنيسة تارة والحوزة الشيعية تارة أخري وستكون فتواهم يومها : يجوز كل شيئ في سبيل الوحدة الوطنية !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق