الخميس، 6 نوفمبر 2014

حسام الغمري يكتب : وفي الحروب نعامة( 1 )

حسام الغمري يكتب : وفي الحروب نعامة( 1 )


الشاعر العربي القديم بما عُرف عنه من حكمة و فلسفة استطاع توثيق حالة الحاكم المتُجبر على العُزل من شعبه ، وجبنه وفزعه من ملاقاة الاعداء ان اظهروا بعض قوة ، وهذا شأن الجبناء ضعفاء النفوس في كل زمان ومكان ، لا يظهرون شجاعة و بأسا الا على الضعفاء !!

ولم يعرف التاريخ الاسلامي طاغية كالحجاج بن يوسف الثقافي الذي نكل بكل مُعارض لحكم بني أمية العاضد لا سيما من آل البيت الشريف ، فكرهه الشعب واشعلوا ضده ثورات عديدة ، كثورة ابن الاشعث ، وثورة شبيب الخارجي ، وكان لشيب هذا زوجة شجاعة اسمها غزالة ، اقسمت غزالة ان تصلي ركعتين في مسجد الكوفة ، وأبرت قسمها حيت فر الحجاج حين علم باقترابها الى قصره واغلق عليه الابواب وشدد الحراسات .

وعندها سخر الشاعر عمران بن حطان من استئساده ضد الضعفاء وجبنه وفزعه حين يلقى اولي البأس قائلا :

أسد على وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر
         هلا برزت الى ” غزالة ” في الوغى
  أم كان قلبك في جناحي طائر  !!
وبالانتقال الى واقعنا العربي المعاصر ، سنجد تساؤلا هاما باتت تلوكه الالسنه الصادقة من المحيط الى الخليج حين رأت طائرات الجيوش العربية كيف انبرى ازيزها لقتال ” الدولة الاسلامية ” ، وهي التي صمتت وهي تشاهد العدو الصهيوني يُذيق غزة الحبيبة حمم الحقد التاريخي على اتباع محمد ( ص ) لمده 51 يوما بلا هواده !!

فهل جيوشنا العربية الصليبية التأسيس والتكوين والتسليح ، جيوشا لنا ام علينا ؟


لنلق نظرة على جيش مصر الذي اسسه الجنرال الفرنسي الذي عرف باسم سليمان الفرنساوي ، سنجده اذاق باسه لجيش الخلافة العثمانية في الوقت الذي كان يتحتم عليه الانتقام من الجيش الفرنسي الذي احتل مصر لمدة ثلاثة سنوات انتهك فيها كل الحرمات ودنس الازهر واعدم الشرفاء على ” الخازوق ” ، أو الجيش الانجليزي الذي هاجم رشيد وارتكب فيها المجازر أثناء حكم محمد علي نفسه !!


احمد عرابي ومعه الجيش في مواجهة الخديوي وفقط بعض المرافقين


وحين اتأمل الصورة الشهيرة التي يقف فيها القائد احمد عرابي ومن خلفه الجيش والشعب وامامه يقف الخديوي وحيدا الا من بعض مرافقيه الاجانب العُزل اتساءل في نفسي ، هل هذه الصورة تعكس شجاعة عرابي الذي اكتفي باربعة مطالب هزيلة ، ام تعكس شجاعة الخديوي الذي واجه كل هذا الحشد ليس فقط بثبات ، بل بعنجهيه !!

وأعود لاتساءل في نفسي ، لماذا لم يقم عرابي بعزل هذا الخديوي الخائن واعتقاله وتنصيب والي مُسلم مخلص لولاية مصر وهويتها ؟ هل كانت تنقص عرابي الشجاعة وخلفه كل هذا الحشد من الرجال والخيل !! ، ام انه كان فقط يبحث عن امتيازات للضباط المصريين يحصل عليها باستعراض للقوة – كما حدث – دون رغبة في العمل الجدي على انقاذ هوية مصر الاسلامية !! لا اشق عن قلب الرجل ، ولكني فقط اتساءل ؟



ثم كانت النهاية المأسوية لحركة عرابي ، خانه جيشه الذي استأسد عليه وكان على العدو نعامة !! ، القصة المشهورة تحكي خيانة ضابط واحد فقط يدعى ” خنفس ” باشا !!

ولكن الحقائق التاريخية تؤكد خيانة القائمقام عبد الرحمن حسن قائد فرقة السواري التي كانت مكلفة بمراقبة تحركات العدو ، وتعطيل هجومه حين تقدمه حتى يتهيأ باقي الجيش ، ولكن هذا الخائن ” العسكري ” ، انسحب بفرقته قبل هجوم الانجليز بلحظات ، حتى يمر جيش الانجليز بسهولة فجرا ، حيث فوجيء عرابي في تمام الساعة الرابعة وخمسة واربعين دقيقة فجرا بستين مدفعا وأحد عشر الف بندقية يصوبون على جنوده النائمين فتشتتوا ،
وهكذا هزم عرابي في معركة التل الكبير التي استمرت 30 دقيقة فقط ، وكان من نتائجها احتلال صليبي لمصر استمر عقود وشق قلب العالم الاسلامي ، وعمل على تغيير الهوية الاسلامية للبلاد ، وتمكين العملاء والخونة الاقباط كبطرس غالي الجد الذي تولى رئاسة وزارة مصر الاسلامية !! وعمل على اصدار احكام اعدامات للمجاهدين المخلصين ومد امتياز قناة السويس !!
وللحديث بقية بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق