الخميس، 6 نوفمبر 2014

هيكلوا الجيش (٢) !

هيكلوا الجيش (٢) !

آيات عرابي


الجيش هو شرطة النظام !
في الجزء الأول, ذكرت أن مسمى وزراة الجهادية تغير إلى الحربية ثم تغير من بعده إلى وزارة الدفاع, وهو ما كان يعني تغيراً كاملاً في توجه قيادات الجيش املته عليهم بنود معاهدة كامب ديفيد. وعقد سلام مع العدو الطبيعي لمصر منذ سنة 1948.

تذكر تلك الجملة الشائعة التي كانت تتردد دائماً في إعلام المخلوع طيلة الثلاثين سنة الماضية ( جيشنا للدفاع عن حدودنا ), تلك الجملة التي كررها إعلام العسكر حتى اصبحنا نسمعها ونقرأها الآن حتى من اولئك الذين لا يعلمون الفرق بين الأمن القومي وصنية المسقعة, فأي حدود تلك التي يحميها جيش تفاوض مع العدو على بعد 101 كيلومتر من العاصمة بعد حصار الجيش الثالث وعبور جيش العدو للضفة الغربية وتهديد العاصمة ؟ حتى قال احد الضباط أن بإمكان مدرعات العدو قطع الطريق إلى القاهرة وتهديد القصر الجمهوري ؟(رابط الفيديو في نهاية المقالة).

أي حدود تلك القابلة للتلون والتغير كطبق من الجيلي ؟
هل هي حدود المملكة المصرية التي كانت تضم السودان والتي فرط فيها عبد الناصر بسياسات تتعمد فصلها قبل أن يرحل البريطانيون عن مصر ؟
 أم هي حدودنا حتى نهاية قطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية قبل هزيمة 5 يونيو 67 ؟
أم هي حدودنا التي تضم أم الرشراش التي يسميها العدو الصهيوني ايلات ؟
أم هي الحدود التي تم اقتطاع 500 متر جديدة منها لإهداءها منطقة عازلة للكيان الصهيوني بعد أن قامت عصابة الانقلاب بتهجير سكانها وتفجير منازلهم ؟
هل هي حدودنا قبل الغاء الخلافة اسمياً سنة 1924 أم بعدها ؟ وهل ستتضمن سيناء أم سيتم تسليمها للعدو الصهيوني ؟

اكرر دائماً, أي جيش هو عبارة عن أفراد لهم قيادة يستخدمون سلاحاً لتحقيق هدف للدولة تحكمهم عقيدة … فما هي تلك العقيدة الهشة التي تجعل جيشاً يقاتل اليوم الصهاينة باعتبارهم عدواً, ثم يكف عن قتالهم لمدة ما يزيد عن 40 سنة ثم يوجه سلاحه للداخل في وجه من اشتروا له سلاحه ؟ خلال أقل من سنة تغيرت العقيدة العسكرية للجيش من (عداء اسمي للكيان الصهيوني) إلى محاربة ما يسمى بالإرهاب, وهو ما جاهد ليحققه المدعو البرادعي. فأي عقيدة هشة تلك التي تتغير بالأمر؟ الجيش مجرداً لا تزيد عقيدته ( إن وجدت ) عن عقيدة موظفي وزارة الزراعة, موظفون يرتدون زياً موحداً مكاتبهم هي الدبابات, لديهم قانون يسمح لهم باستدعاء أنفار للعمل في ( مكاتبهم ).

منذ توقيع معاهدة السلام تقدم امريكا معونة عسكرية سنوية قدرها 1.3 مليار دولار امريكي أي أنها قدمت حتى الآن 45.5 مليار دولار امريكي أي ما يعادل 341.25 مليار جنيه مصري, فكم من قيادات الجيش استطاعت المخابرات الامريكية شراءه منذ توقيع المعاهدة وحتى الآن ؟ هذا بالإضافة بالطبع إلى البعثات التدريبية السنوية التي يتم فيها اختيار الكوادر الصالحة للتجنيد.

ولتدرك سهولة تجنيد قادة الجيش, اذكرك بواقعة رواها د. عبد الخالق فاروق ونشرتها المصري اليوم واليوم السابع, وتتلخص في أن المخلوع ارسله السادات للتفاوض على صفقة طائرات فرنسية لسلاح الطيران الليبي, فطلب عمولة فصورته المخابرات الفرنسية, وأنه كان يمتلك في الخفاء شركة ( اسكوا ) يديرها شريكه حسين سالم, واكتشفت وزارة العدل الامريكية تلاعباً في الفواتير واعدت مذكرة للقبض على المتورطين لولا الاجتماع الذي عقد في البيت الابيض لمناقشة الموضوع والذي انتهى بتغريم حسين سالم مبلغ 7 ملايين دولار حتى لا يتم توريط المخلوع.

إن مبلغ 1.3 مليار دولار سنوياً هو مبلغ تافه بالنسبة للميزانية الأمريكية بل بالغ التفاهة حتى بالنسبة لموازنة الدفاع الأمريكية التي بلغت نسبتها حوالي 38% من الموازنة العامة سنة 2012 وتقدر موازنة الدفاع سنة 2012 بحوالي 742 مليار دولار امريكي تلقي منها 1.3 مليار دولار لقيادات جيش كامب ديفيد أي ما يعادل 1\ 570 جزء من الانفاق العسكري الامريكي.

والمبلغ على تفاهته بالنسبة للموازنة الامريكية الا أن المخابرات الأمريكية تمكنت عن طريقه من شراء ذمم قادة الجيش المصري منذ توقيع معاهدة السلام وتأمين العدو الصهيوني, أي أن قيمة اعضاء تلك المافيا التي ترتدي الريش المزين بالرتب العسكرية ونظارات الشمس لا تزيد عن 1\570 جزء من ميزانية وزارة الدفاع فقط.
 وهكذا تعود أعضاء المجلس العسكري في كل موسم للمعونة الامريكية من كل عام أن يجلسوا القرفصاء في انتظار أن يوقع موظف في وزارة الدفاع الامريكية أمر الصرف, ولعابهم يسيل وهم يفركون أيديهم, وربما هتفوا ( المنحة يا ريس ).

هل تدركون الآن قيمة المجلس العسكري وقادته وقيمة القزم الحالي وكيف ينظر لهم الأمريكيون ؟ وهل تدركون كم هم صغار في نظر أصغر مدير إدارة مالية في البنتاجون ؟

الجيش في الحقيقة تركه الاستعمار خلفه كقوة بوليس كبيرة تحمي النظام المكلف بمهمة واحدة وهي حماية الكيان الصهيوني.
 قوات شرطة كبيرة متنكرة في شكل جيش, يسيطر على أكثر من 80% من أراضي الدولة ويتضخم كالورم السرطاني في محاولة لابتلاع مصر كلها, ويزاحم الشعب في قوته حتى أنه يتفضل عليه بنقل ضحايا حادثة مريعة بالطيران, بينما الطائرات التي دفع أموالها الشعب تحت أمر أي من قادة الجيش, الجيش في الحقيقة هو وزارة داخلية النظام, والأنظمة كلها في المنطقة, مكلفة بالإبقاء على التوازن بين الشعوب الاسلامية غرب وشرق فلسطين وبين الكيان الصهيوني وحبس الشعوب داخل أسوار, لصالح الكيان الصهيوني.

حتى المعركة الوحيدة التي حقق فيها الجيش نصراً نسبياً في اول ايامها, انقلبت لهزيمة مشينة, وصلت فيها قوات العدو الصهيوني إلى بداية طريق القاهرة وزارت رئيسة وزراء العدو الضفة الغربية للقناة لتخرج لسانها للجميع.

قوات شرطة مسلحة بالدبابات والطائرات والمدافع لا تمارس سوى مهمة واحدة, وتعتمد على جهاز إعلامي فاقد للضمير, يشيع بين الناس أن القادة الذين تصرف عليهم الولايات المتحدة وتفتح بيوتهم, يحمون الحدود.
الجيوش العربية فُضِحَتْ في أعقاب الثورات, فالجيش السوري مثلاً, تبين انه مجموعة من العصابات المسلحة تقاتل من اجل كرسي حكم يجلس عليه شخص يعتنق الديانة النصيرية والشرفاء منهم انشقوا وحملوا السلاح ضد عصابات الشبيحة المسماة الجيش السوري. والجيش السعودي, تحلق طائراته الآن لتقتل الاطفال في سوريا.

إذا اردنا ان نفهم مهمة هذه الجيوش والاصلاح المطلوب, فنظرة سريعة إلى البطولات التي قامت بها حركة حماس كافية, ويكفي أن حماس التي أذلت انف الجيش الصهيوني ( الذي كسر انف جيوش العرب مجتمعة ), تتكون من متطوعين لديهم عقيدة راسخة في الأساس مما يؤهلهم ليكونوا مقاتلين.

قارن بين المقاتلين الذين نفذوا عملية ناحال عوز وكيف هاجموا بنجاح موقعاً صهيونياً لم تصل إليه الجيوش العربية وبين هؤلاء المجرمين الذين يعذبون مواطنين من سيناء في الفيديو.

بداية اصلاح مصر تبدأ بإعادة هيكلة الجيش ووضع اسس سليمة لاختيار الافراد, ووضع نظام لتلقين العقيدة الصحيحة والتخلي عن نظام التجنيد الفرعوني الذي يجعل الجنرالات متسولي المعونة الامريكية ومجندي المخابرات الامريكية بشراً فوق المصريين, فيصبح خريج الجامعة مندوب مشتروات خضروات لزوجة ضابط او سائق على عربة السادة أبناءه أو عبداً يعمل بالسخرة في مزرعة من المزارع.

وللحديث بقية ان شاء الله

الجزء الاول
هيكلوا الجيش (١) !






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق