الشاعر العربي القديم بما عُرف عنه من حكمة و فلسفة استطاع توثيق حالة الحاكم المتُجبر على العُزل من شعبه ، وجبنه وفزعه من ملاقاة الاعداء ان اظهروا بعض قوة ، وهذا شأن الجبناء ضعفاء النفوس في كل زمان ومكان ، لا يظهرون شجاعة و بأسا الا على الضعفاء !!
هل كنا نحتاج ان نرى من جيشنا بأسا وعزما في القتال كما كنا نحتاج ذلك في العام 1948 حيث اعلنت بريطانيا انسحابها من فلسطين العزيزة ، وقام اليهود باعلان دولتهم وافزاع الآمنين عرب فلسطين بمذابح مروعة دفعتهم الى التخلي عن بيوتهم والهجرة الى الشتات انتظارا للجيوش العربية التي لم تأت لتعيدهم الى منازلهم حتى الآن !!
استطاع اعلام العسكر وكتابه ان يجعلوا من القصر سببا وحيدا لهزيمتهم في فلسطين ، ومن صفقة الاسلحة الفاسدة مادة اعلامية تنقذ شرفهم العسكري، بل تكسبهم تعاطف العامة ، حيث خرجت افلام كـــــ ( رد قلبي ) جميعها انتجت بعد انقلاب المقبور عبد الناصر في 52 لتظهر هؤلاء الضباط كابطال غُدر بهم وطعنوا من الخلف ؟
وقبل ان نحكي عن حقيقة دور القصر في عام 1948 وابعاد ما اطلق عليه ” الاسلحة الفاسدة ” تعالوا نتعرف على قصة الخيانة الحقيقية في هذة الحرب ، تعالوا نعرف من طعن من في الظهر من اجل اعلاء راية اليهود ، تعالوا نتذكر ابشع مؤامرات خونة العسكر في مصر !!
هل سمعتم عن الضبع الاسود ، هل قرأتم عن البطل المصري المسلم أحمد عبد العزيز ، هذا البطل الذي ولد عام 1907 لوالده الاميرالاي محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة في السودان – التي اضاعها المقبور عبد الناصر بعد ذلك – والذي اشتهر بوطنيته وايمانه واخلاصه ، حيث سمح لجنوده بالخروج من معسكرهم عام 1919 ليشاركوا الشعب ثورته ، ففصل من عمله في الجيش بسبب غضب الانجليز منه ، ويال العجب ، حدث ذلك ايضا بعد سنوات طويلة مع المشير ابو غزاله حين غضب الامريكان عليه !!
وبمثل شجاعة الاب جاء الابن ، فقد عرف الفارس احمد عبد العزيز فضلا عن النبل الذي يميز الفرسان ، عرف بالايمان العميق ، والاخلاص والشجاعة ، وحب الجهاد .
توقفت طويلا متأملا كيف ان هذا البطل حين قرر الجهاد في فلسطين طلب اعفاؤه من العمل ضابطا في الجيش المصري !! هذا الصادق ، المخلص ، المؤمن ، حين اراد الجهاد استقال من الجيش ، ثم تأتي الاحداث بعد ذلك لتفسر لنا سر هذا القرار الصادم لعقولنا العاجزة عن تخيل هول الخيانة وحقيقة مكامنها !!
استطاع هذا البطل بعد استقالته من الجيش والتخلي عن القابه وامتيازاته ان يشكل كتائب من المجاهدين الذين اتوا لنصرة فلسطين من كل العالم الاسلامي لا سيما المغاربة وبالتعاون مع الاخوان المسلمين ، ليعرف فيما بعد بقائد القوات الخفيفة في حرب فلسطين .
بدأت هذه القوات بعد دخولها الاسطوري الى ارض فلسطين رغم قيام الانجليز بقطع كل الطرق عليها ، قامت بمهاجمة المستعمرات اليهودية ، لتحيل ليلها جحيما مستعرا ، ففروا مهرولين طالبين النجده وقد ظنوا ان مانعتهم حصونهم ، واستمرت انتصاراته وانجازاته في تحرير المستعمرة بعد المستعمرة ، كل ذلك كان قبل دخول الجيش المصري النظامي الى ارض فلسطين .
وكان البطل قبل أن يبدأ الجهاد يجهز قواته نفسيا فيخطب فيهم قائلا: “أيها المتطوعون، إن حربا هذه أهدافها لهي الحرب المقدسة، وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا أبواب الجنة، ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم .
وفي الوقت الذي كانت قوات البطل احمد عبد العزيز منتصرة ، واستطاعت تحرير اجزاء كبيرة من فلسطين ، قبلت الجيوش العربية الهدنة الاولى !! ليُمنح اليهود فرصة لالتقاط الانفاس ومراجعة الخطط والتزود بالسلاح الذي كان مسموحا لهم ممنوعا على العرب بعد قرار من ما سموه بالامم المتحدة الذي يمنع تدفق السلاح على المتحاربين في فلسطين ، طبعا باستثناء اليهود !!
كان البطل احمد عبد العزيز بانتصاراته هو وقواته في وضع يسمح له باملاء شروطه على اليهود ، ولكن تأبى سهام الغدر والخيانة الا ان تنال من هذا المجاهد الاسطورة !!
اراد البطل في احدى الليالي ان يبلغ قيادة الجيش المصري بنتائج احدى الاجتماعات ، فركب سيارة تابعة للجيش ، وعادة تحركات مركبات الجيش ان يقودها سائق ، وفي الخلف تجلس الرتب الكبيره ، ولكن هذه السيارة خرقت هذه القواعد ، واصر الضابط المصري المكلف بنقل البطل احمد عبد العزيز ان يقود السيارة بنفسه ، وبالطبع كان لابد ان يجلس البطل بجواره وأن يجلس السائق في الخلف ، وهكذا اصبح جسد البطل مكشوفا لرصاصة غدر ، ولكنها وواآسفاه ، لم تكن رصاصة غدر يهودية ، نعم ويال الصدمة !! ، كانت رصاصة مصرية اطلقها عريف يدعى بكر الصعيدي هي من نالت من البطل وانتصاراته ، بحجه انه اشتبه في السيارة ، أي هراء ، هل من يشتبه في سيارة ليلا يطلق النار باتجاه من يقودها ام باتجاه الجالس بجواره ؟؟
خرجت هذه الرصاصة الغادرة بالقرب من الفالوجا حيث كان يعسكر جمال عبد الناصر ، والآن هل تريدون ان تعلموا من هو الضابط المصري الذي اصر ان يقود السيارة بنفسه ليجبر البطل احمد عبد العزيز على الجلوس بجانبه ، انه صلاح سالم … ايضا من الضباط الاحرار !!
والآن تعالوا نتعرف على حقيقة دور صفقات الاسلحة الفاسدة في هزيمتنا عام 48 !!
عندما قامت الامم المتحدة باصدار قرار منع تصدير الاسلحة الى الدول المتحاربه سعي الملك فاروق الى شراء الاسلحة عبر وسطاء وبشتى السبل ، فشكل لجنة سميت لجنة احتياجات الجيش المصري .
وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول علي السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء إلي مصادر كثيرة و منها مصادر سريعة و غير مضمونة لتوريد السلاح، و هي:
أولاً: تجميع الأسلحة و المعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية و اختيار الصالح منها و ارساله للجيش. و لقد وصلت من هذه المعدات إلي أرض المعركة، ذخيرة مدافع عيار 20 رطلاً، و التي ثبت في التحقيق أنها كانت غير صالحة للاستعمال و تسببت في انفجار أربعة مدافع يومي 7 و 12 يوليو 1948م، مما أدي إلي مقتل ( جنديين ) و جرح ثمانية.
ثانياً: كان الجيش المصري يحتاج إلي دبابات لاقتحام المواقع الحصينة التي أقامها اليهود في مستعمراتهم،. و لكن بريطانيا كانت ترفض أت تبيع دبابات للجيش المصري خوفاً أن يستخدمها ضد قواتها في القناة.
لذلك قامت لجنة الاحتياجات بارسال ضباط في زي مدني لشراء دبابات انجليزية من طراز لوكاست تباع خردة في المزاد العلني في معسكرات الإنجليز بقناة السويس بعد نسف فوهات مدافعها. و بالتالي فكان مدي اطلاق كل مدفع يختلف حسب الطول المتبقي من الفوهة.
ثالثاً: تسببت قنابل يدوية إيطالية الصنع في جرح ( جندي ) واحد هو النقيب مختار الدسوقي يوم 4 يناير 1949م. و هي القنابل اليدوية التي وردها أحد سماسرة السلاح للجيش المصري. و هي تعد صفقة السلاح الوحيدة المشبوهة التي ظهر ضررها في أرض المعركة .
و بالتالي فيمكن القول أنه كانت هناك بالفعل صفقات أسلحة فاسدة لا تصلح لاستعمال الجيش قام سماسرة مصريين و أجانب بتوريدها للجيش المصري بمبالغ طائلة يفوق سعرها الأصلي بكثير .
و لكن هذه الأسلحة لم تستخدم في ميدان القتال، فقد ظل معظمها في صناديقها في المخازن، فيما عدا صفقة القنابل اليدوية الإيطالية التي ثبت بالفعل أن الجيش المصري استخدمها في المعارك و كانت غير صالحة للاستعمال، و أحدثت أصابة الجندي .
ولكن يجدر الإشارة أيضاً أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخري كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع و من سقوط قتلي أكثر مما حدث.
فبسبب الحظر علي توريد السلاح لمصر، لجأت اللجنة إلي تهريب السلاح من دول كثيرة أوروبية. و بلغ مقدار ما استطاعت أن تورده للجيش الذي يحارب ما يعادل جملة ما تسلمه الجيش المصري من بريطانيا خلال العشرين عاماً التي سبقت الحرب. و من هذه الأسلحة الطائرات سبيت فاير البريطانية و ماكي و فيات الإيطالية.
و يجب أيضاً أن نذكر تضحيات جماعات الفيدائيين المصريين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين في الإسماعيلية بزعامة عبد الحميد صادق الذين كانوا يقومون بحملات سرقة سلاح من مخازن الجيش الإنجليزي في القناة لإمداد الجيش المصري بما يحتاجه. و مات و جرح الكثير في هذه العمليات. و قاموا بتزويد الجيش المصري بسلاح بما يعادل قيمته 6 ملايين جنيه.
واخيرا،فان المحاكمة الوحيدة التي عقدت بخصوص قضيةالاسلحة الفاسدة لم تدن الا ضابطين في الجيش المصري فقط هما :
هما القائمقام عبد الغفار عثمان
البكباشي حسين مصطفي منصور
وقد حكم عليهما الشامخ بغرامة 100 جنية ، نعم 100 جنية يا مؤمن
ولكن متى صدر هذا الحكم الشامخ ؟
صدر بتاريخ 10 يونيو 1953
ابان حكم العسكر !!!!
حسام الغمري
يقول الشاعر العربي :
أسد على وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت الى ” غزالة ” في الوغى
أم كان قلبك في جناحي طائر !!
هل كنا نحتاج ان نرى من جيشنا بأسا وعزما في القتال كما كنا نحتاج ذلك في العام 1948 حيث اعلنت بريطانيا انسحابها من فلسطين العزيزة ، وقام اليهود باعلان دولتهم وافزاع الآمنين عرب فلسطين بمذابح مروعة دفعتهم الى التخلي عن بيوتهم والهجرة الى الشتات انتظارا للجيوش العربية التي لم تأت لتعيدهم الى منازلهم حتى الآن !!
استطاع اعلام العسكر وكتابه ان يجعلوا من القصر سببا وحيدا لهزيمتهم في فلسطين ، ومن صفقة الاسلحة الفاسدة مادة اعلامية تنقذ شرفهم العسكري، بل تكسبهم تعاطف العامة ، حيث خرجت افلام كـــــ ( رد قلبي ) جميعها انتجت بعد انقلاب المقبور عبد الناصر في 52 لتظهر هؤلاء الضباط كابطال غُدر بهم وطعنوا من الخلف ؟
وقبل ان نحكي عن حقيقة دور القصر في عام 1948 وابعاد ما اطلق عليه ” الاسلحة الفاسدة ” تعالوا نتعرف على قصة الخيانة الحقيقية في هذة الحرب ، تعالوا نعرف من طعن من في الظهر من اجل اعلاء راية اليهود ، تعالوا نتذكر ابشع مؤامرات خونة العسكر في مصر !!
هل سمعتم عن الضبع الاسود ، هل قرأتم عن البطل المصري المسلم أحمد عبد العزيز ، هذا البطل الذي ولد عام 1907 لوالده الاميرالاي محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة في السودان – التي اضاعها المقبور عبد الناصر بعد ذلك – والذي اشتهر بوطنيته وايمانه واخلاصه ، حيث سمح لجنوده بالخروج من معسكرهم عام 1919 ليشاركوا الشعب ثورته ، ففصل من عمله في الجيش بسبب غضب الانجليز منه ، ويال العجب ، حدث ذلك ايضا بعد سنوات طويلة مع المشير ابو غزاله حين غضب الامريكان عليه !!
وبمثل شجاعة الاب جاء الابن ، فقد عرف الفارس احمد عبد العزيز فضلا عن النبل الذي يميز الفرسان ، عرف بالايمان العميق ، والاخلاص والشجاعة ، وحب الجهاد .
توقفت طويلا متأملا كيف ان هذا البطل حين قرر الجهاد في فلسطين طلب اعفاؤه من العمل ضابطا في الجيش المصري !! هذا الصادق ، المخلص ، المؤمن ، حين اراد الجهاد استقال من الجيش ، ثم تأتي الاحداث بعد ذلك لتفسر لنا سر هذا القرار الصادم لعقولنا العاجزة عن تخيل هول الخيانة وحقيقة مكامنها !!
استطاع هذا البطل بعد استقالته من الجيش والتخلي عن القابه وامتيازاته ان يشكل كتائب من المجاهدين الذين اتوا لنصرة فلسطين من كل العالم الاسلامي لا سيما المغاربة وبالتعاون مع الاخوان المسلمين ، ليعرف فيما بعد بقائد القوات الخفيفة في حرب فلسطين .
بدأت هذه القوات بعد دخولها الاسطوري الى ارض فلسطين رغم قيام الانجليز بقطع كل الطرق عليها ، قامت بمهاجمة المستعمرات اليهودية ، لتحيل ليلها جحيما مستعرا ، ففروا مهرولين طالبين النجده وقد ظنوا ان مانعتهم حصونهم ، واستمرت انتصاراته وانجازاته في تحرير المستعمرة بعد المستعمرة ، كل ذلك كان قبل دخول الجيش المصري النظامي الى ارض فلسطين .
وكان البطل قبل أن يبدأ الجهاد يجهز قواته نفسيا فيخطب فيهم قائلا: “أيها المتطوعون، إن حربا هذه أهدافها لهي الحرب المقدسة، وهي الجهاد الصحيح الذي يفتح أمامنا أبواب الجنة، ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف، فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا في أمانة هذا الجهاد العظيم .
وفي الوقت الذي كانت قوات البطل احمد عبد العزيز منتصرة ، واستطاعت تحرير اجزاء كبيرة من فلسطين ، قبلت الجيوش العربية الهدنة الاولى !! ليُمنح اليهود فرصة لالتقاط الانفاس ومراجعة الخطط والتزود بالسلاح الذي كان مسموحا لهم ممنوعا على العرب بعد قرار من ما سموه بالامم المتحدة الذي يمنع تدفق السلاح على المتحاربين في فلسطين ، طبعا باستثناء اليهود !!
كان البطل احمد عبد العزيز بانتصاراته هو وقواته في وضع يسمح له باملاء شروطه على اليهود ، ولكن تأبى سهام الغدر والخيانة الا ان تنال من هذا المجاهد الاسطورة !!
اراد البطل في احدى الليالي ان يبلغ قيادة الجيش المصري بنتائج احدى الاجتماعات ، فركب سيارة تابعة للجيش ، وعادة تحركات مركبات الجيش ان يقودها سائق ، وفي الخلف تجلس الرتب الكبيره ، ولكن هذه السيارة خرقت هذه القواعد ، واصر الضابط المصري المكلف بنقل البطل احمد عبد العزيز ان يقود السيارة بنفسه ، وبالطبع كان لابد ان يجلس البطل بجواره وأن يجلس السائق في الخلف ، وهكذا اصبح جسد البطل مكشوفا لرصاصة غدر ، ولكنها وواآسفاه ، لم تكن رصاصة غدر يهودية ، نعم ويال الصدمة !! ، كانت رصاصة مصرية اطلقها عريف يدعى بكر الصعيدي هي من نالت من البطل وانتصاراته ، بحجه انه اشتبه في السيارة ، أي هراء ، هل من يشتبه في سيارة ليلا يطلق النار باتجاه من يقودها ام باتجاه الجالس بجواره ؟؟
خرجت هذه الرصاصة الغادرة بالقرب من الفالوجا حيث كان يعسكر جمال عبد الناصر ، والآن هل تريدون ان تعلموا من هو الضابط المصري الذي اصر ان يقود السيارة بنفسه ليجبر البطل احمد عبد العزيز على الجلوس بجانبه ، انه صلاح سالم … ايضا من الضباط الاحرار !!
والآن تعالوا نتعرف على حقيقة دور صفقات الاسلحة الفاسدة في هزيمتنا عام 48 !!
عندما قامت الامم المتحدة باصدار قرار منع تصدير الاسلحة الى الدول المتحاربه سعي الملك فاروق الى شراء الاسلحة عبر وسطاء وبشتى السبل ، فشكل لجنة سميت لجنة احتياجات الجيش المصري .
وجدت لجنة احتياجات الجيش أن الوقت ضيق جداً للحصول علي السلاح الذي يحتاجه الجيش للحرب، قررت اللجوء إلي مصادر كثيرة و منها مصادر سريعة و غير مضمونة لتوريد السلاح، و هي:
أولاً: تجميع الأسلحة و المعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية و اختيار الصالح منها و ارساله للجيش. و لقد وصلت من هذه المعدات إلي أرض المعركة، ذخيرة مدافع عيار 20 رطلاً، و التي ثبت في التحقيق أنها كانت غير صالحة للاستعمال و تسببت في انفجار أربعة مدافع يومي 7 و 12 يوليو 1948م، مما أدي إلي مقتل ( جنديين ) و جرح ثمانية.
ثانياً: كان الجيش المصري يحتاج إلي دبابات لاقتحام المواقع الحصينة التي أقامها اليهود في مستعمراتهم،. و لكن بريطانيا كانت ترفض أت تبيع دبابات للجيش المصري خوفاً أن يستخدمها ضد قواتها في القناة.
لذلك قامت لجنة الاحتياجات بارسال ضباط في زي مدني لشراء دبابات انجليزية من طراز لوكاست تباع خردة في المزاد العلني في معسكرات الإنجليز بقناة السويس بعد نسف فوهات مدافعها. و بالتالي فكان مدي اطلاق كل مدفع يختلف حسب الطول المتبقي من الفوهة.
ثالثاً: تسببت قنابل يدوية إيطالية الصنع في جرح ( جندي ) واحد هو النقيب مختار الدسوقي يوم 4 يناير 1949م. و هي القنابل اليدوية التي وردها أحد سماسرة السلاح للجيش المصري. و هي تعد صفقة السلاح الوحيدة المشبوهة التي ظهر ضررها في أرض المعركة .
و بالتالي فيمكن القول أنه كانت هناك بالفعل صفقات أسلحة فاسدة لا تصلح لاستعمال الجيش قام سماسرة مصريين و أجانب بتوريدها للجيش المصري بمبالغ طائلة يفوق سعرها الأصلي بكثير .
و لكن هذه الأسلحة لم تستخدم في ميدان القتال، فقد ظل معظمها في صناديقها في المخازن، فيما عدا صفقة القنابل اليدوية الإيطالية التي ثبت بالفعل أن الجيش المصري استخدمها في المعارك و كانت غير صالحة للاستعمال، و أحدثت أصابة الجندي .
ولكن يجدر الإشارة أيضاً أن لجنة احتياجات الجيش قد نجحت في توريد أسلحة أخري كثيرة متطورة أنقذت الجيش المصري من هزيمة أبشع و من سقوط قتلي أكثر مما حدث.
فبسبب الحظر علي توريد السلاح لمصر، لجأت اللجنة إلي تهريب السلاح من دول كثيرة أوروبية. و بلغ مقدار ما استطاعت أن تورده للجيش الذي يحارب ما يعادل جملة ما تسلمه الجيش المصري من بريطانيا خلال العشرين عاماً التي سبقت الحرب. و من هذه الأسلحة الطائرات سبيت فاير البريطانية و ماكي و فيات الإيطالية.
و يجب أيضاً أن نذكر تضحيات جماعات الفيدائيين المصريين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين في الإسماعيلية بزعامة عبد الحميد صادق الذين كانوا يقومون بحملات سرقة سلاح من مخازن الجيش الإنجليزي في القناة لإمداد الجيش المصري بما يحتاجه. و مات و جرح الكثير في هذه العمليات. و قاموا بتزويد الجيش المصري بسلاح بما يعادل قيمته 6 ملايين جنيه.
واخيرا،فان المحاكمة الوحيدة التي عقدت بخصوص قضيةالاسلحة الفاسدة لم تدن الا ضابطين في الجيش المصري فقط هما :
هما القائمقام عبد الغفار عثمان
البكباشي حسين مصطفي منصور
وقد حكم عليهما الشامخ بغرامة 100 جنية ، نعم 100 جنية يا مؤمن
ولكن متى صدر هذا الحكم الشامخ ؟
صدر بتاريخ 10 يونيو 1953
ابان حكم العسكر !!!!
حسام الغمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق