الإقصاء.. مصريون تحولوا إلى مطاردين
فقد تتعرض للتشهير والاتهام بالخيانة والعمالة مرورا بالمطاردة والملاحقة الأمنية، وانتهاءً بالاعتقال واستخدام القضاء في تصفية حسابات سياسية وربما حسابات شخصية أيضا.
ونقلت حلقة "الإقصاء" التي أعيد بثها يوم 24/6/2015 صورة حية لتلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر السياسي من خلال اعترافات مجموعة من الشخصيات المصرية الذين فرض عليهم الوضع السياسي الحالي أن يعيشوا ملاحقين داخل وطنهم، أو مطاردين بعيدًا عنه مع اختلاف توجهاتهم السياسية.
يقول الناطق الرسمي باسم حركة السادس من أبريل محمد كمال إن كل من يعارض في مصر فهو ضد الأمن القومي. ويشاطره الرأي محمد نعيم، وهو عضو بالحزب المصري الديمقراطي، بقوله "أي أحد مخالف للرأي فهو إرهابي".
ويفوق عدد المعتقلين أربعين ألفا -وفق إحصاءات مؤسسات المجتمع المدني- وآلافا من المطاردين الهاربين مخافة الاعتقال والزج بهم في السجون بلا تهمة محددة.
رجال ونساء، شيوخ وشباب، صحفيون ومحللون، وأساتذة جامعيون منتمون للحركات السياسية والطلابية والثورية والإعلامية المستقلة، كلهم صاروا هدفا للسلطة ما داموا معارضين لها، توزعوا بين مراكز الاعتقال وبين أحراش الوطن النائية وبلدان المنفى البعيد عن الأهل.
وقد حكى هؤلاء المطاردون والمقصيون من الفعل السياسي العام ومن التعبير عن آرائهم، عن حلمهم في العمل السياسي والمجتمعي الذي انكسر، وعن أشجان الحنين للوطن البعيد في الداخل كما هو من الخارج، فالوطن كما يرونه صار معتقلا بالصفة والمكان أيضا.
وروى هؤلاء قصص مداهمات البيوت التي لا تنتهي، والترويع الذي يلاحق الأهل والأقرباء بجريرة الأبناء أو البنات والآباء.
ففي مصر الجديدة، وباسم محاربة الإرهاب، صارت الطوارئ واقعا دونما حاجة إلى لقانون، وصار الصوت الواحد هو الغالب في الحياة والإعلام.
سُجن المخالفون وصدرت في حقهم مئات الأحكام بالإعدام في الوقت الذي فتحت فيه أبواب الزنازين عن من كانوا ينعتون برعاة الفساد في دولة الاستبداد قبل سنين ثلاث.
إنه عصر الإقصاء، يقولون.
مصر عرفت فترة حرجة في تاريخها (الجزيرة)
عدد المعتقلين يفوق الأربعين ألفا حسب مؤسسات المجتمع المدني (الجزيرة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق