الاثنين، 29 يونيو 2015

اصحي يا ماما … موقف تخيلي

اصحي يا ماما … موقف تخيلي

آيات عرابي 

تقف مروة هشام بركات في موقف درامي مؤثر أمام جثة أبيها المحترقة وتصيح ( بابا بالله عليك اصحى يا بابا ) .. ثم تتجمد دموعها وتتذكر النداء الذي كان يبثه مذيع القناة الأولى منذ سنتين. فض الاعتصام يتم بناءً على قرار من النيابة العامة ..

تتذكر أن والدها الذي تقف أمام جثته هو احد المشاركين في قتل آلاف في رابعة .. هو الذي وقع قرار اعدام الشهيد محمود رمضان .. هو الذي وقع قرار اعدام شهداء عرب شركس .. هو احد المسؤولين عن المآتم والدموع في بيوت كثيرة ..

هو شريك في تزوير قرارات اعتقال الرئيس مرسي .. تتذكر مروة وهي تقف أمام جثة أبيها المحترقة كيف كانت تتقافز من الفرحة وهي تسمع اعداد الشهداء في رابعة .. تحاول ان تدعو على الاخوان المسلمين, ثم تسأل نفسها كيف وصل الإخوان إلى منطقة تجاور الكلية الحربية ويجاورها منزل الفاسد أبيها ومنزل شيخ الازهر الفاجر, وفي وقت يحيط بأبيها كل تلك الحراسة ..
تدرك أن مخابرات العسكر التي طالما هللت لها هي من قتلت أبيها .. تصمت … وتدعو على المخابرات سرا.. تحاول أن تهتف (بابا بالله عليك اصحى يا بابا) .. تتذكر أن أباها احد من قتلوا أم ذلك الطفل .. تتذكر مشهد أسرة محمود رمضان الذي صعد إلى منصبة الإعدام بتوقيع من أبيها تتذكر ستة أسر كانت شاهدت صوراً لهم وهم يستلمون جثامين ابناءهم من المشرحة .. تمعن التفكير قليلاً, فتتذكر مجزرة عرب شركس .. ستة من الشباب قتلوا بتوقيع من أبيها ذلك اليوم .. تنكس رأسها قليلاً وتتذكر سخريتها من فتيات اغتصبن في سجون دخلنها بإمضاء من أبيها ..

تمر في ذاكرتها عشرات المشاهد لأخبار قرأتها عن أسر تم تدميرها ومصادرة أموالها بتوقيع أبيها .. تتذكر مشاهد الأسر المتزاحمة على باب المشرحة وتتذكر تقارير إخبارية شاهدتها عن رفض المشرحة تسليم الجثامين الا بعد امضاء إقرار بالانتحار .. تتذكر التسريب الذي حدث فيه عباس أبيها عن تجهيز مقر احتجاز للرئيس مرسي لكيلا تُهدم القضية الملفقة .. تغلق فمها وتقرر أن تتجرع من نفس الكأس في صمت .. اتمنى يا مروة أن تكوني قد قرأتي كلامي وأتمنى أن تتألمي كثيراً كما تألمت آلاف الأسر ..

اتمنى أن تذرفي الدموع قهراً كما فعلنا منذ سنتين أمام مشاهد المجزرة التي كنتي تشاهدينها وانتي تضحكين .. اتمنى أن تذكري كيف قضى الملايين ليلتهم منذ سنتين, بينما كنتي انتي وأمثالك تحتفلون .. والدك قتله رؤساءه العسكر المجرمين ..

هكذا تفعل العصابات يا مروة فيمن يعرف أكثر من اللازم .. فالكلبة حين تجوع تقتل أولادها .. ولا تفرحي أن أبيك هلك في رمضان, فأبو جهل القيت جثته في بئر بدر في السابع عشر من رمضان .. ولا تجهدي نفسك في الدعاء له بالرحمة, فمئات الآلاف يدعون عليه أن يحشره الله مع ابليس .. وأن تلحقه عصابة العسكر .. عسى ان يجعل الله والدك في قاع جهنم ..

من اعان ظالما يا مروة سلطه الله عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق