الأربعاء، 8 يوليو 2015

وول ستريت: الولايات المتحدة تستعد لتغيير الشرق الأوسط في أعقاب صفقة إيران


وول ستريت: الولايات المتحدة تستعد لتغيير الشرق الأوسط في أعقاب صفقة إيران

وول ستريت جورنال – التقرير

يقوم البيت الأبيض بصياغة استراتيجية شرق أوسطية جديدة لمدة الـ 18 شهرًا المتبقية من فترة ولاية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثانية. وسيكون من شأن هذه الاستراتيجية معالجة الصراعات في العراق، واليمن، وسوريا، بقوة أكبر، وتأتي وسط التوترات بشأن نتيجة المحادثات مع إيران.

وقد ضيق مفاوضو الولايات المتحدة والمفاوضون الإيرانيون بعض الفجوات الرئيسة على الطريق لإتمام صفقة من شأنها تقليص برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. وتواجه المحادثات مهلة دبلوماسية حتى يوم الثلاثاء، ولكنّ الجانبين بقيا على خلاف على عدة عناصر حرجة حتى يوم الاثنين.

وسوف تختبر أي إعادة توجيه لاستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط متانة عقيدته السياسة الخارجية الأوسع. وقال مسؤولون كبار في الإدارة إن الرئيس عازم على تنظيف ما تبقى من فوضى في المنطقة قبل أن يغادر منصبه في عام 2017، بما في ذلك توتر العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين بسبب محادثات إيران.

ويرى المسؤولون في البيت الأبيض ختام محادثات إيران كبوابة لأوباما للضغط من أجل حل سياسي في سوريا، من شأنه تسهيل خروج الرئيس السوري، بشار الأسد، وهو حليف إيران الوثيق، من السلطة. وقال مسؤول كبير في الإدارة: “إنه شيء أتوقع أننا سنرى المزيد من التقدم فيه مع اختتام محادثات إيران“. وأضاف: “هناك شعور متزايد بأن الزخم قد تحول ضد الأسد، وهو ما يغذي الاعتقاد بأنه قد يكون هناك مزيد من الانفتاح على المسار السياسي“.

وتركت سنوات من الدبلوماسية مع طهران العلاقات مع حلفاء أمريكا، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية، متوترة إلى حد بعيد. ومن الممكن أن تتوتر هذه التحالفات أكثر إذا ما اتخذت الولايات المتحدة خطوات أخرى نحو تقارب أوسع مع إيران.

ومن المحتمل أن يولد أي جهد للعمل مع إيران في المعركة ضد المتطرفين من الدولة الإسلامية، على سبيل المثال، المزيد من القلق بين الدول المجاورة لإيران. وقد دفعت المملكة العربية السعودية، ودول الخليج الأخرى، بقوة لإبقاء إيران خارج تحالف محاربة الجماعة المسلحة في سوريا والعراق، متهمةً طهران بأنها تدعم نظام الأسد.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن النهج الخاص بالشرق الأوسط سوف يشمل توسيع الجهود الأمريكية للحفاظ على العلاقات مع دول الخليج بعيدةً عن أن تصبح أسوأ من ذلك. وقد التقى أوباما مع المسؤولين من أعضاء مجلس التعاون الخليجي في مايو، وتعهد بتدابير عسكرية وأمنية جديدة. وعينت الولايات المتحدة فريقًا لمتابعة هذه التعهدات.

وتعمل إدارة أوباما أيضًا على تحديد كيف ستعمل واشنطن على إشراك طهران فيما يخص القضايا الأخرى غير برنامجها النووي. وقال مسؤولون أمريكيون إنه، وحتى الآن، لم تظهر إيران استعدادًا يذكر لمعالجة جدية للقضايا الإقليمية الأخرى. ولكنّ المسؤولين الإيرانيين بدؤوا يشيرون في المحادثات العامة والخاصة مع نظرائهم الأمريكيين، إلى مشاركة محتملة فيما يخص القضايا الأخرى بعد اختتام المحادثات النووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، الجمعة، في رسالة نشرت على موقع يوتيوب، واصفًا العنف المتطرف بأنه “تهديد مشترك لنا اليوم“: “إننا مستعدون للتوصل لاتفاق متوازن، وجيد، ولفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات المشتركة المهمة“.

ويقول منتقدو أوباما إنه كان على استعداد للسماح بتفاقم الأزمات الأخرى، وتحديدًا الصراع السوري، في محاولة لتحقيق هدفه الأسمى، وهو كبح جماح البرنامج النووي الإيراني. وقد أثار تراجع أوباما عن شن ضربات جوية في سوريا بعد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الأسد في عام 2013 انتقادات لاستراتيجيته في الشرق الأوسط.

وبدورهم، يقول مساعدو الرئيس إن نهجه كان ضروريًا؛ نظرًا للتهديد الكبير الذي تشكله إيران مسلحة نوويًا على المنطقة والولايات المتحدة. ولا يزال المسؤولون الأمريكيون غير متأكدين من الكيفية التي قد يؤثر من خلالها الاتفاق النووي في سلوك طهران. وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران قد ترسخ دعمها للأسد أو تعقد صفقة لوضعه جانبًا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: “سيكون لديهم المزيد من المال ليكونوا فاعلين سيئين إذا ما اختاروا أن يكونوا فاعلين سيئين“. وأضاف: “لكن سيكون لديهم أيضًا المزيد من الفرص ليكونوا بنائين إذا ما اختاروا هذا الطريق”.

ويضغط وزير الخارجية، جون كيري، وهو من يقود المفاوضات مع إيران، على البيت الأبيض لتجديد تركيزه على سوريا. ومن غير الواضح بعد ما إذا كان أوباما يشارك كيري طموحه هذا.

ومن الممكن أيضًا أن يحدث تحول في مقاومة أوباما لتعميق المشاركة الأمريكية في سوريا، وفقًا لما قاله كبار المسؤولين في الإدارة، بسبب التقييمات التي تظهر أن قبضة الأسد على السلطة أصبحت أضعف الآن. ويعتقد هؤلاء المسؤولون أن الجمع بين الضغوط العسكرية والدبلوماسية قد يزيد الضغط على الرئيس الأسد أو المحيطين به للبحث عن خطة للخروج من السلطة.

وسوف تكون روسيا عنصرًا حاسمًا في أي جهود أمريكية فيما يتعلق بسوريا. وقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بعد تدخل موسكو في أوكرانيا، ولكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعاد الآمال إلى البيت الأبيض عندما أجرى مكالمة هاتفية في 25 يونيو مع أوباما لمناقشة الوضع السوري.

وقال أوباما، في تصريحات ألقاها في البنتاغون يوم الاثنين، إن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا هو خروج الأسد من السلطة، وإنه أكد هذه النقطة للقادة العرب ولبوتين خلال المكالمة الهاتفية.

وأضاف أوباما في كلمته: “هناك خبر سار، كما أعتقد، وهو وجود اعتراف متزايد من قبل جميع اللاعبين في المنطقة بأنه، وبالنظر إلى التهديد الاستثنائي الذي تمثله داعش، فمن المهم بالنسبة لنا العمل معًا، بدلًا من التعارض، للتأكد من إيجاد حكومة سورية شاملة”.

وقال مسؤولو وزارة الدفاع إنه، وحتى لو تم التوصل لاتفاق نووي، سيكون على إدارة أوباما أن تفكر مرتين قبل الدفع بقوة لإزالة الأسد إذا ما كان ذلك سيثير استعداء طهران. وعلى سبيل المثال، أبلغت إيران الميليشيات بعدم مهاجمة الأمريكيين في العراق، ولكنّ المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن هذا الأمر قد يتغير.

وأما فيما يتعلق باليمن، حيث تقاتل المملكة العربية السعودية المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران، فإن المسؤولين في البيت الأبيض يدرسون طرقًا للعمل مع طهران نحو إيجاد حل دبلوماسي. وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة، إن القادة الإيرانيين ينظرون إلى الصراع في اليمن كفرصة منخفضة التكلفة لتحدي المملكة العربية السعودية، ولكن أيضًا كصراع قليل الأهمية بالنسبة لمستقبل إيران نفسها.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق