الغرب يعلن الحرب الباردة ضد تركيا
أحمد منصور
التحذير والقرار الأميركي بسحب عائلات العسكريين من تركيا في الوقت الذي يتوجه فيه أردوغان للولايات المتحدة طعنة في الظهر مدروسة لتركيا ورئيسها الذي أصبح يزعج الولايات المتحدة والغرب كثيرا، فالصحف الغربية لاسيما الألمانية تشن حملات شبه يومية على أردوغان وحكومته، والعجيب في الأمر أن المعارضة التركية تضع يدها في يد كل من يهاجم الحكومة التركية، وقد عبر داوود أوغلو عن ذلك في خطابه الذي ألقاه الثلاثاء الماضي أمام تجمع لفريق حزب العدالة والتنمية في أنقرة، اتهم فيه المعارضة التركية بانعدام الوطنية وقال «للأسف لا توجد معارضة وطنية في تركيا، لقد تمكنت تركيا من إحراز تقدم في السنوات الأربع عشرة الأخيرة من رفع سقف تركيا عاليا، لكن للأسف لم ترق المعارضة إلى هذا المستوى، إنهم لم يتعلموا السياسة ولم يتعلموا كيف يخدمون الشعب».
أما أسباب التصعيد الأميركي الأوروبي ضد تركيا فإنها باختصار لا تتعلق بالحجج التي يسوقونها حول حرية الصحافة فما يحدث في مصر ودول كثيرة من التي تدعمها أميركا والغرب أكبر من حرية الصحافة بل يتعلق بحرية الإنسان نفسه وقيمته، لكن هذا الغرب المنافق يخشى من تركيا التي انتقلت خلال عشر سنوات من المكانة 37 إلى المكانة 17 اقتصاديا، وأصبحت من مجموعة العشرين الكبار في العالم، وهي في النهاية دولة إسلامية والغرب وأميركا لا تريد لأي دولة إسلامية أن تكون في هذه المكانة، لاسيما إذا كان القائمون عليها يعتزون ويفخرون بأنهم مسلمون، الأمر الثاني أن تركيا لم تعان اقتصاديا كما عانت وتعاني أوروبا بل إن المشروعات التركية العملاقة من المطار الثالث والجسر المعلق والطرق ومحطات الكهرباء وغيرها مشروعات عملاقة بعشرات المليارات يسيل لها لعاب الشركات الغربية، كما أن كل بيت في أوروبا لا يخلو من منتج تركي.
تركيا غزت أوروبا بمنتجاتها وتريد الآن أن تصبح قلب أوروبا من خلال مطارها الجديد واقتصادها وتوافد السياح من أنحاء العالم لها، لذا قررت أميركا والغرب أن تضرب تركيا حتى لا تواصل تفوقها على أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق