قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
من قواعد التفكير الجاهلي عند طغاة الأرض الجاحدين لطبيعة هذا الإسلام العظيم الذي جاء به الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بصفة عامة وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة فساد تصور الطغاة عن طبيعة قبول الجماهير لمناهج التغيير والتي اعتمدت على: قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ.
قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
إنها الهواجس النفسية المنحرفة عند رموز البغي الجاهلي الواهمون أن نفوس الجماهير يجب أن تقبل وترفض من خلال اليات التوافق مع أهواء المفسدين حسب ظنهم ومن ثم قال فرعون لاتباع موسى: قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ.
إن الدعوات والمناهج التي تخرج بالتوافق مع رموز الجاهلية المعاصرة لن تثمر تغييرا واقعيا في حياة الشعوب مهما سعى سحرة البيان إلى تلميع حيل التوافق بين الإسلام والجاهلية بعد تلميع صفقات التوافق مع فرعون كل زمان لاستجلاب الرضا عند الطغاة والبغاة وكأن منهج الله أو دين الإسلام رؤية توافقية بين أهل الطغيان والجحود فوق كل ارض وتحت كل سماء.
قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
جاء الإسلام ليقيم بناء القلوب والنفوس وفقا لمنهج الله عزوجل ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم وخير دليل على ذلك ما قاله ربعي بن عامر رضي الله عنه حين قال لكسرى :
لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
دعاة الإسلام هم بعث الله لهداية الناس:
قال ربعي مظهرا حقيقة المنهج الإسلامي فقال: لقد ابتعثنا اللهُ: وهنا وقفة مهمة لبيان طبيعة المنهج الإصلاحي الذي يفارق كل أدوات الجاهلية وتصورات الطغاة والبغاة مهما حاولوا بناء التصورات البالية عن حقيقة منهجهم فقال ربعي:
لقد ابتعثنا الله فلم نخرج من نتحرك في الأرض بناء على توافق فكري أو عقدي أو اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي مع أهل الفساد والضياع المخالف للإسلام ومنهج محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
لقد ابتعثنا الله
من خصائص هذا الدين أنه يقيم في النفس البشرية المسلمة الحرية مما سوى الله رب العالمين وهذا لا يمنع حسن التعامل مع المخالفين وفقا لتوجيه رب العالمين سبحانه: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا.
فالاستقلالية الفكرية والثقافية والدعوية فرع عن التميز العقدي الذي هو قاعدة بناء الإسلام والسنة والأمة وكل الأفراد والمناهج التي تسعى نحو بناء آليات للتلاقي بعيدا عن ربانية الإسلام كغاية ووسيلة ومنهج فهم وصراط للولاء والبراء تعتبر رؤى استهلاكية للزمان مهما حاول صعاليك الواقع وصفها بأوصاف صنعوها من تيه أوهامهم وبقايا أفكارهم.
ما أجمل أن يتم تقديم الإسلام والسنة والبناء الجامع الأممي وفقا لمراد الله عزوجل ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ومراد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين باعتبارهم نواة الإسلام والأمة التي مدحها رب العالمين سبحانه وتعالى وجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم موضع القدوة للأجيال والقرون على ممر الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق