الخميس، 25 ديسمبر 2025

اليوم الأغبر في تاريخ سورية بعد منعرج التحرير!

 اليوم الأغبر في تاريخ سورية بعد منعرج التحرير!

مخاطر وتحديات في شام الرسول




 مضر ابو الهيجاء


لم تشهد سورية بعد تحريرها النسبي قبل عام يوما أغبر من هذا اليوم، فحراك الساحل والفلول، وتواطؤ الهجري والدروز مع اليهود المحتلين، ومكر قسد المجرمة والملحدة، جميعه لا يوازي حجم مخاطر ومآلات حلول مجلس الأمن الدولي برعاية أمريكية في دمشق عقر دار الإسلام.

والسؤال يقول:

لماذا نصف حلول الكاهن الأمريكي ومجلس الأمن الدولي في دمشق يوم أغبرا؟ وما هو الممكن والمطلوب؟

من نافلة القول أنه لا مناص من التعامل مع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة، سواء أكان التعامل حربا أم سلما أم هدنة، فهذا ليس موطن الاعتراض ولا التخوف رغم كل محاذير وضوابط التعامل اللازمة لتحقيق معنى التمكين وتحقيق مصالح العباد وحفظ البلاد!

ابتلاع سورية في بطن الثعبان الدولي!

لم تجد أمريكا مخلصا وفيا لها كما وجدت حافظ الأسد ونطفته القذرة، حيث استكمل الخبيثان تدمير شام الرسول أرضا وشعبا ومقدرات، وبعد أن استنفدت العصبة الأسدية الطائفية كل طاقاتها وقدراتها في قتل خيار أهل الأرض في الشام، كان لابد من حلول الكاهن الأمريكي الأصيل بعد رحيل الأسد القاتل والوكيل.

إن غياب حافظ الأسد لم يستدع أكثر من حضور مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية اليهودية لأربع ساعات، حيث جلست مع بشار الأسد في قصره وثبتت دوام حكم الطائفة النصيرية والعائلة الأسدية وفاء لما صاغه وبلوره كيسنجر من اتفاق مع المجرم الأكبر حافظ الأسد عام 1970.

معضلة الثوار وحقيقة شعب الأحرار!

بعد أن من الله على أهل الشام الكرام بسقوط الطاغوت وتفكيك منظومته الأمنية وامتلاك الثوار للقرار، تقدم أحرار شام الرسول في سورية، فاضطلع كل منهم بواجبه في البناء، وعاد دور العلماء فاعلا في بناء الفرد والمجتمع خامة النصر وسر النهضة الإسلامية القادمة، كما التف الشعب السوري العظيم خلف دولته، كمكتسب حقيقي يستحقه أهل الأرض المباركة بعد أنهار الدماء الزكية لأحفاد الصحابة والتابعين الذين قتلهم الأسد برعاية أمريكية، وقتلهم الروس بإرادة أمريكية، وقتلهم ملالي إيران بدفع من الأمريكان، وخدعهم النظام العربي بتواطؤ مدروس مع الاستخبارات الأمريكية، التي مدت أذرعها الداعشية في أحشاء الحركات الثورية فأضعفتها وشقت صفها.

مؤمرة دولية إقليمية انكسرت أمام عزيمة الثوار واستقامة شعب سورية بفضل دور العلماء.

لقد وجدت أمريكا نفسها أمام معضلة كبرى في أرض الشام حيث تجلت بركاتها في علمائها ودعاتها وشعبها وثوارها الأحرار، فقررت أمريكا تغيير الخطة التي فشلت، وبعد أن فرضت بشار القاتل -حليف إسرائيل وإيران- على العرب واستحضرته في الجامعة العربية، قررت التعامل مع حقيقة الثورة السورية ولم تعوق وصول الثوار إلى دمشق وأهلها القابضين على جمر النظام الهالك.

حقيقة أهل الشام كابوس يقض مضاجع الصليبية!

كما حضرت مادلين أولبرايت لدمشق بعد موت الأسد الأب لتتفاهم مع الإبن، تحضر اليوم كل المنظومة الدولية المقررة في مجلس الأمن لتبلور تفاهما يرقى لمواجهة حقيقة صعود الشعب السوري بعد انعتاقه من منظومة الحكم التي بلورها كيسنجر مع حافظ الأسد في 1970، وقامت بتحديثها مادلين أولبرايت مع بشار الأسد في 2000.

تحضر اليوم الإدارة الأمريكية وكل مجلس الأمن لدمشق ليبلور اتفاقا وتفاهما يضع سورية الجديدة في القفص الأمريكي ويعرقل نهضتها، ليضمن الثعبان الدولي ألا يخرج أهل الشام الكرام عما يريده الغرب الصليبي المعادي سياسياً والمتناقض ثقافياً مع شعوب المنطقة.

أحمد الشرع والحكومة السورية!

لن يستطيع أحمد الشرع وحكومته ولا الحكومة القادمة أن يكاسر الوحش الدولي والثعبان الأمريكي، ولكن هذا لا يعني أن ينبطح أمامه، فالقوة والضعف المادي معيار الزحف نحو الحرب أو التوقف والانسحاب، وأما المعيار الحقيقي للمواقف فهو الحق أولا ومصالح العباد والبلاد ثانيا، ولو لم يكن الأمر كذلك لما أرسل الله طالوت ولا أحدا من الأنبياء والمرسلين للأقوام المستضعفين.

لم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحطم الأصنام في مكة لعلة غياب القوة والقدرة، ولكنه -حاشاه- لم يتحالف مع أبي جهل ولم يقبل عرضه بل نزلت قل يا أيها الكافرون، ولم يقل هبل هبل، بل قال قل هو الله أحد.

وجاء دور العلماء وبات المسرح متاحا للأوفياء!

من الطبيعي جدا ألا يغادر الأمريكي أرض الشام، فمنها ستبدأ النهضة التي ستراكم عليها مصر خزان الأمة، فالغرب يدرك سر النهضة عندما يلتقي المسلمون الأوفياء في إقليمي مصر والشام ثم يصطف معهم العراق.

واجب الأوفياء المنتمين في الشام اليوم هو:

1/ تقديم وتعظيم دور العلماء المصلحين والنخب المنتمين في بناء الفرد والمجتمع وتعزيز وعيه.

2/ نصرة حاكم سورية ظالما بالأخذ على يديه، وضعيفا بالوقوف خلفه في كل قرار مصيب.

3/ إطلاق مؤتمر شعبي سوري يجتمع ليحدد كلمة سواء مضمونها اللاءات السورية الواعية بالتحديات.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين الشام 4/12/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق