وحدة الساحات بين الصادات الثلاث
علي فريد الهاشمي
يُخبركَ مقتلُ الشيخ (صالح حنتوس) رحمه الله أنَّ أكثر الشعارات واقعيةً بين شعارات (محور الشرك الرافضي) هو شعار (وحدة الساحات)، أو (وحدة الجبهات)..
لا أذكر الآن أولَ مَنْ صَكَّ هذا الشعار أو أطلقه.. وسيان عندي إنْ كان صاحبُه مسلماً موحداً، أو شيعياً مشركاً؛ فالشعار- في النهاية- آتى أُكُلَه، وأنتج ثماره التي قطفها الشيعة المشركون وحدهم.
***
شيئاً فشيئاً بدأ الشعار يدخل (مزبلة التاريخ)، أو (أرشيف الطرائف) مزاحماً أمثالهَ مِن الشعارات التي لم تحم أرضاً أو تصن عرضاً؛ مثل: جبهة الصمود والتصدي، والشيطان الأكبر، ورمي إسرائيل في البحر..
***
بالنسبة لي؛ كان الشعار حقيقياً جداً، ومعبراً تماماً عن واقعنا المعاش.. بيد أنَّ كثيراً منا أخذوه على ظاهره دون النفاذ إلى باطنه..
والحقيقة الواقعية لهذا الشعار تكمن في (وحدة الساحات) بين اليهود، والنصارى، والشيعة الذين أشركوا.. وليس بيننا نحن المسلمين وبين الشيعة الذين أشركوا..
***
ينطلق (جيش المهدي) أو (فيلق بدر)، قديماً، و(الحشد الشيعي) حديثاً في افتتاح المجازر تلو المجازر في مسلمي العراق؛ فيجيبهم- مزامنةً أو بعدهم بقليل- (حزبُ اللات) اللبناني بافتتاح المجازر في مسلمي الشام؛ ليلتقط (الحوثي) النغمةَ الدموية ذاتها في اليمن.. ثم تتابع المليشيات الرافضية الرديفة القادمة من أفغانستان وباكستان لقتل المسلمين في العراق والشام واليمن..
يتزامن كل هذا مع الهجمة الصليبية على مسلمي العراق، والهجمة الصهيونية على مسلمي فلسطين.. في تناغم مذهل بين أصحاب الصادات الثلاث (الصفويين والصليبيين والصهاينة)!!
ولأنَّ مسلمي الشام استَعْصَوا- في بدايات ثورتهم- على الشيعة الذين أشركوا، وكادوا يُسقطون حكمهم الدموي بعد أربعين سنة من الخراب؛ فقد صار لزاماً على (قاسم سليماني) أن يستدرك الأمر فيطير إلى موسكو ليطالب الروس (الفرع الثاني للصليبيين في مثلث وحدة الساحات) بالقيام بواجبهم ضمن (وحدة الساحات).. وقد قاموا بواجبهم شَرَّ قيام؛ فكانوا يقصفون المسلمين من السماء ليذبحهم الشيعة الذين أشركوا على الأرض، ثم يقتحمون المدن المسلمة تحت الغطاء الجوي الروسي ووسط تصفيق وتهليل حمقى الإسلاميين للقائد المقاوم قاسم سليماني؛ حتى قال أمثلُهم طريقةً- أو أحقرهم طريقة-: إنَّ سليماني مجتهدٌ مخطئٌ في سوريا مقاومٌ مجاهد في فلسطين.. ويا لها مِن كلمة لا أجد رَدَّاً على صاحبها أمثلَ مِن فردة حذاءٍ على وجهه!!
في الوقت ذاته ظل الفرع الأول للصليبيين (أمريكا) قابعاً في الشمال الشرقي لسوريا، ومسيطراً على آبار النفط هناك، وحارساً لمسيرة الشعار وحَرَكيَّتِه حتى لا يفجؤه (أشعثٌ أغبر) فيعطل المسيرة ويُفسد اللعبة..
كانت هذه (وحدة ساحات) حقيقية واقعية على الأرض، لم تَخفَ إلا على مَن طمس الله بصيرته بأوهام وشعارات محور المقاومة، و(جُندٌ بالشام)، والطريق إلى القدس، و(تحريرها كلها ممكن)، أو (تحريرها كلها بدأ)!!
ولأنَّ المسلمين طيبون بالفطرة؛ فقد بدؤوا يتساءلون حين اشتدت حربُ الإبادة على غزة بعد 7 أكتوبر: أين هي وحدة الساحات؟!
وحين بدأ تيار الوعي يسري في خدر العقول شيئاً فشيئاً؛ اكتشفوا أننا في (وحدة ساحات)- علينا لا لنا- منذ أكثر مِن عشرين سنة مِن تحالف الصفويين والصليبيين والصهاينة!!
***
إنَّ ما حدث للشيخ (صالح حنتوس) رحمه الله قطرة في بحر مما ارتكبه الشيعة الذين أشركوا في حق عشرات الآلاف من علماء الدين والدنيا المسلمين في اليمن، والشام، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وفي كل بلد للمسلمين سيطر عليه الشيعةُ أو امتلكوا فيه قوة..
ومَن يستغرب القتل والتدمير والتخريب مِن الشيعة كمن يستغرب اللسع من العقرب، أو اللدغ من الحية.. ولولا ما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم مِن أنَّ كل مولود يولد على الفطرة لشككتُ أنَّ الشيعي يولد في الأصل قاتلاً ومخرباً ومدمراً..
ومَن قرأ التاريخ منتبهاً عرف ذلك بأقل بحث وأهون دراسة.. ومَن لم يكن من أهل القراءة والدرس فحسبه- إن لم يكن ممن أعمى الله بصائرهم وطمس على قلوبهم من الإسلاميين-؛ حسبه أن يتنبه قليلاً لأحداث زمننا الحاضر؛ فينظر في الشام والعراق واليمن؛ ليكتشف بنفسه حقيقة الشيعة الذين أشركوا حين يمتلكون القوة ويأمنون العقوبة..
***
وقد بدأت تظهر على السطح الآن آثارُ أكثر من عشر سنوات من التغلغل الناعم للشيعة في مصر ودول المغرب العربي؛ مثل: تونس، والجزائر، والمغرب.. بالإضافة إلى بعض بلاد المسلمين في أفريقيا..
وإن لم يتعظ المسلمون في تلك البلاد مما حدث لإخوانهم في الشام والعراق واليمن، ويتداركوا هذه الكارثة؛ فليجهزوا شيوخَهم للقتل، وأبناءهم للذبح، وأعراضهم للهتك، وأموالهم للنهب..
ولا يَظُننَّ ظانٌ أني أبالغ أو أغالي فيما أقول، فوالله لقد قلت هذا بحذافيره لبعض أصحابنا في الشام منذ أكثر من عشرين سنة؛ حين كان حسن نصر الله يكاد يُعبدُ فيها من دون الله، وكنتُ أواجَه منهم بمثل ما أواجَه الآن من حمقى الإسلاميين وسفلة المتأيرنين..
وإني والله- على الرغم من حزننا جميعاً على مصائب المسلمين- لا آسى على مسلمٍ رأى ما حدث مِن الشيعة الذين أشركوا في الشام والعراق واليمن، ثم غفل أو تغافل فلم يتدارك الفتق في بلاده قبل اتساعه..
***
رحم الله الشيخ (صالح حنتوس) وشفى جراح زوجته الطاهرة التي قاتلتهم مع زوجها مقبلَين غير مدبرَين، حتى قصفوا البيت بالمدافع.. ولعنة الله على الشيعة الذين أشركوا وعلى مَن شايعهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق