السبت، 28 سبتمبر 2013

رسالة لأحبابي في الله من خلف القضبان "2"


رسالة لأحبابي في الله من خلف القضبان "2"


صلاح الدين سلطان
(داعية وأكاديمي مصري)


الواجب عليكم إخواني وأخواتي ما يلي:

1- أن تدافعوا عن الإسلام وكرامة وطننا مصر، لا أن تدافعوا عنا لأننا فوضنا أمرنا لله تعالى وحده الذي قال: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»23، وقال تعالى: «إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ»24، فاملأوا فراغنا، وسدوا ثغورنا، كما قال السموأل:

إذا سيدٌ منا خلا قام سيدٌ ** قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ

ودافعوا عن ديننا ومصرنا بسلمية وحيوية، وهمة وعزيمة، وإخلاص وتجرد لله تعالى حتى يأذن الله بالفرج: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا «25، أو يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين.

2- اطمئنوا علينا وادعوا الله لنا أن يذيقنا حلاوة قوله تعالى: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا «26 وما أجمل وأطيب، وأروع وأينع، وأرقى وأنقى، وأسمى وأسنى أن تكون في عين الله تعالى رعاية وعناية، وأن يعدَّنا الله تعالى لمرحلة التمكين كما قال تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ»27، وقد قال الشاعر:

عرفنا الليالي قبل ما نزلت بنا**  فلما دهتنا لم تزدنا بها علما

وقال الشاعر عبد العزيز جمعة من سجن طرة:

سلام الله يا قومي صباح الأجر والمغنم

طريق الحق محفوف بأشواك كما نعلم

وهذه سنة الرحمن في كل الأناسي

وما شذَّت لكفار ولا حتى لمهديِّ

لذا أرضى وأسترضى بمقدور ومقضي

3- لا تنشغلوا بمصر عن فلسطين وسوريا والعراق والسودان، والخليج والمغرب العربي وتركيا وتركستان، وماليزيا وألبانيا والهند والصين وأذربيجان، وأفغانستان وقارقيزيا وباكستان وأزباكستان، والأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وأستراليا واليابان، وكل موضع فيه موحد لله أو إنسان نرجو أن يهديه الله بدعوتنا بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الإيمان، فنحن أمة واحدة بنص القرآن، وبنص السنة النبوية: «كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى»، ولا يجوز شرعا أن يقسم الأعداء حدودنا ومشاعرنا واهتماماتنا فنستجيب لهم ونفرق جمعنا، ويأكل كلَّ فريسة وراء الأخرى، فنهلك جميعا كما قال تعالى: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»29.

4- لا يصب منكم الألم مهما تضاعف نفوسَنا بالوهن والضعف والاستكانة لقوله تعالى: «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ»30، ولا يتسرب إلينا اليأس لقوله تعالى: «وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ»31، «ومن يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ»32، وثقوا في النصر مع لحظة الحيرة والتساؤل: «مَتَى نَصْرُ اللَّهِ «؟33، كما قال تعالى: «حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»34.

5- لا تخرجوا عن سلميتكم كما قال تعالى: «وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ «35 ولا تهرولوا وراء المتعجلين وفي حديث البخاري: «ولكنكم تستعجلون» ولا ننسى وصية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قبل اختطافه: «إوعوا تُستدرَجوا لحرب أهلية وتحاربوا جيشكم، جيشنا نحافظ عليه» ووصية أ.د محمد بديع: «سلميتنا أقوى من رصاصهم» واصبروا فالله في عليائه وعَدَ ولا مُخْلِف لوعده فقال: «فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»37، «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»38، «واصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»39 وقد كلَّفنا الله تعالى أن نأخذ بأعظم الأسباب وندع النتائج على رب الأرباب.

وقريبا - بإذن الله - سنخرج معكم أعزَّاء سعداء، أو نسبقكم إلى دار الكرامة شهداء، وهي نعمت الخاتمة من دار الفناء، والفاتحة إلى دار البقاء، والسلام على الأتقياء الأوفياء، المرابطين الأنقياء، بكم يباهي ربنا ملائكة الأرض والسماء، وبعد ظلمة الليل سيطلع نور الفجر، وعند الصباح يحمد القوم السُرى.

رسالة لأحبابي في الله من خلف القضبان "1"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق