بثت الإخبارية السورية قصة على لسان شريفة طاهرة هي روان ميلاد قداح.
وميلاد قداح، خمسة وأربعون عاماً من مدينة نوى التابعة لمحافظة حوران، كان من أوائل الذين انضموا إلى الجيش الحر في المدينة التي أذاقت قوات الأسد مرارة الهزيمة مرات عديدة. ولذا فقد كان مطلوباً للأمن العسكري.
كعادة أنظمة المافيا ترصدت المخابرات لعائلته حتى استطاعت خطف ابنته روان في شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، والتي لم تكمل عامها السادس عشر، في أبشع عمل يمكن أن تقوم به عصابة او سلطة إجرامية.
اختفت روان وأخبارها تماماً. ومر على القصة ما يقارب عشرة شهور، ثم أطلت اليوم بوجهها الملائكي على شاشة الإخبارية السورية. عمرها سبعة عشر ربيعاً.
عيناها البريئة، وصوتها يعكسان رقة وحلاوة أطفال سورية.
قالــــت مرغمة: ان أباها كان يجلــــب لها الرجــــال لاغتصابها باسم جهاد المناكحة، وأن المسلحين كانوا يتناوبون على جسدها تباعاً بعلم والدها الموجود في الغرفة المجاورة، ثم عرفَت بعد ذلك أن أباها نفسه كان يشارك في اغتصابها.
التلفزيون الحكومي المقيت وكعادته يتخبط فيما يقول، فمما قاله على لسان الفتاة، ان أول رجل في الجيش الحر كان يتجاوز خمسين عاماً، والثانية أن أباها كان يقول لها إن عملها هذا خالص لله وهو من الجهاد فكيف إذاً اغتصبها هو. ثم إن التلفزيون نفسه أعلن عن جهاد المناكحة عن طريق غسان بن جدو في العام 2013 أي بعد اختطاف الصغيرة بعدة أشهر. وأخيراً فلا تبدو أي آثار نفسية على الفتاة المفترض أنها اغتصبت عشرات المرات من والدها وأصدقائه.
لست هنا في معرض الدفاع عن شرف روان، وأنا من نال الشرف بسببها وأخواتها. ولا نشك أنها أنقى من قطر الندى وأرق من فراشات الربيع.
لا تعكس القصة حقيقة عفيفات سورية فقط بل تعكس اخلاق واداب الحكم والامن في سورية السليبة. وسورية تعرف كلها، أن الزنا والخنا ما انتشرا إلا في عهدكم، حتى صرح وزير الاقتصاد السابق عهن وجود عشرات آلاف دور الدعارة التي ترعاها الحكومة رسميا وتشارك فيها وبارباحها! من جعل من دمشق الأمويين مرتعاً للمومسات!؟
أين الصحف وأين المجاهدون وأين الشيوخ، وأين الكتاب، وأين العلمانيون والليبراليون الذين ما انفكوا يدافعون عن حق المرأة في جسدها. أين الفلاسفة الذين يدافعون عن تمثال أبي العلاء. أين الجربا وإدريس اللذان يريدان أن يشكلا جيش الصحوات تنفيذاً لأوامر امريكا.
أين الجربا الذي يسابق الزمن للذهاب إلى مؤتمر جنيف من أجل تشكيل حكومة انتقالية وبقاء الأسد في الوقت ذاته. ثم لماذا لا تقوم منظمات حقوق المرأة، بإخراج الفتاة القاصر خارج سورية وسماع شهادتها وحفظ أمنها. أم أن المنظمة مختصة بتسهيل الزنا فقط؟!
د. عوض السليمان- فرنسا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق