إلى الذين يضيعون الأمة..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
قال الطرطوشي فيما كتب ليوسف بن تاشفين أمير المرابطين الملثمين (بالمغرب الاقصى): «يا أبا يعقوب لقد ابتليت بأمر لو حملته السموات لانفطرت، ولو حملته النجوم لانكدرت، ولو حملته الارض والجبال لتزلزلت وتدكدكت، انك حملت الامانة التي عرضت على السموات والارض والجبال، فأبين ان يحملنها وأشفقن منها».هكذا كان علماء الأمة يرون الحكم، الذي يتنافس عليه كثير من الناس حتى لو كان منصبا او جاها او حظوة من الحظوات صغيرة، يرون ذلك مؤداه الى ضياع الدين وهلاك النفس وبداية الذبح البطيء.
كثيرون ماتوا او انقطعت بهم السبل، ولم يستطيعوا الوصول الى غاياتهم اما بالمرض او بالموت او بالطرد والحرمان او.. او.. «حسرة وملامة في الدنيا وخزي وندامة في الآخرة»، كما قال نبينا في حديثه
ماذا جرى للمرابطين عندما دخلوا الاندلس نصرة لابن عباد عندما هدده ألفونسو؟ وبطلب منه لقد رأى هؤلاء (وهم من السلفيين) ما لم تره أعينهم من قبل من جمال الطبيعة والنساء وكثرة المال (الذهب والفضة) واللباس، رأوا المدنية بخيلها وخيلائها، فافتتنوا وانغمسوا باللذات والنساء حتى سقط ملكهم، بعد ذلك كما سقط ملك من قبلهم، ممن استعان بهم لنصرته.
إني أراهم يتراكضون الى السقوط، وليس الى الوصول كما زعموا، فلم يصل احد طلب الزعامة وحرص عليها إلا مات محروما مذموما، وبعضهم ودّ، عندما رأى جمال الملك وكثرة المال والجمع اللانهائي، لو يعمر الف سنة وما هو بمزحزحه عنه.
ولكن الموت حتم على كل أحد، إذاً هادم اللذات بالمرصاد، إذاً اين العقل والفكر هنا؟! ان يعمل لما بعد الموت ان كان من الموقنين الذين يرون ان هناك يوم عرض تعرض فيه الاعمال، ثم بعد ذلك فريق هنا وفريق هناك.
لا حرمة لمن يضيع الامة ويستأثر بحقوقها لنفسه واهله وزبانيته، وينسى ما عليه من حقوق ربانية وانسانية تجاه شعبه وامته، ويعجز عن القيادة الحقة.
لا أدري الى متى سيظل أغلب من يصل الى السلطة عديم النظر في عواقب الامور دنيويا وأخرويا.
السؤال: لماذا يتسلطون على شعوبهم، وهم يعلمون انه من الممكن ان يعزلوا بالسلم او بالحرب، اي تسليم السلطة من دون إراقة دماء او على العكس؟ اعدلوا يا حكام هو اقرب للتقوى، وللبقاء والرضا، واريحوا شعوبكم اراحكم الله. والله المستعان.
***
● مَن؟
«مَن يجمع بين تقوى ابي بكر، وعدل عمر، ولين عثمان، وسيف علي، وحلم معاوية، مَن»؟!
د. محمد بن ابراهيم الشيباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق