( محاكمة الفريق وفريقه..) !
د. عبد العزيز كامل
الانشغال بالمحاكمة ( المسرحية ..الهزلية .. الصورية ) للرئيس الشرعي المغدور (محمد مرسي) لا ينبغي أن تكون شاغلة عن المحاكمة ( الحقيقية .. الحقوقية ..الدينية والدنيوية والأخروية) التي سيقدم إليها حتما الانقلابيون وفي مقدمتهم قادتهم , فتلك (المحاكمة القادمة) ..ينبغي أن تكون حاضرة في خلفية (المحاكمة القائمة) ..
المحاكمة الحتمية العدلية القادمة للفريق مع فريقه , ستكون على رأس التهم فيها أمام الحكم العدل – سبحانه – قبل أن تكون أمام قضاة عدول أحرار ؛ تهما تبدأ بـ ..
الخيانة للقسم والنكث بالعهد مما يعد داخلا ضمن الخيانة العظمى , والانقلاب على نظام شرعي ودستوري , واختطاف رئيس منتخب وتقديمه ورفاقه لمحاكمة مزيفة بتهم مزوره ... وتمر تلك التهم بالقتل العمد وحرق القتلى والجرحى من المتظاهرين السلميين, والتوسع في الاعتقالات خارج القوانين , والمحاكمات دون ضمانات العدالة .. وأيضا إفساد الحياة السياسية في مصر بعد إجهاض نتائج ثورة المصريين ضد الطغيان , وتعطيل الحياة الدستورية بتجميد العمل بالدستورالمستفتى عليه , تمهيدا لتغييره بغرض العبث بالهوية وبالسيادة المرجعية للشريعة الإسلامية , وامتهان شرف العسكرية و تعريض سلامة البلاد للخطر بتحويل وظيفة الجيش من حماية الشعب وتأمينه خارجيا ؛ إلى ترهيبه والتنكيل به داخليا ..
وكذلك تلويث المؤسسة القضائية بتوريطها في إسباغ الشرعية على إجراءات الانقلابيين الإجرامية , وكذا إفساد الحياة الاجتماعية للمصريين بإحداث شقوق بل أخاديد شعورية بين عموم الناس على المستوى الشعبي والعائلي بل الأسري , بسبب انحياز الإعلام الفاسد إلى جانب فئة المؤيدين ضد عموم المعارضين , وأيضا تعريض البلاد لتشويه السمعة وتلطيخ الصورة بتلقي معونات خارجية مالية واستخاراتية من أنظمة " غير صديقة " لتمويل وتفعيل خطة الانقلاب على كرامة شعب وإرادة أمة ,ثم الانفاق من تلك المساعدات على محاولات تحسين صورة الانقلاب وتزييف شرعيته التي لم تعترف بها سوى أربعة دول على مستوى العالم ..
ويدخل في التهم المنتظر إجراء المحاكمة المصيرية بشأنها : إفساد أجواء الدعوة الإسلامية بتعطيل مسيرتها وتشويه حملتها وإغلاق منافذها ومحاصرة منابرها .. وإفساد الذوق العام بإطلاق الألسنة الحداد بكل معاني الرذيلة على كل معاني الفضيلة ..
ولأن الله تعالى قال ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) فأنا على يقين أن محاكمة مرسى الصورية القائمة ستفتح الأبواب بل ستكسرها للدخول في المحاكمة الحقيقية القادمة ,التى لن تسقط جرائمها بالتقادم في الدنيا, ولن تسقط عقوبتها إلا بالعفوفي الآخرة من آلاف بل ملايين المغدورين والمظلومين المعتدى عليهم في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وحرياتهم وعقولهم .. في يوم تكون المحاكمات فيها على أساس : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره .. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
هل يحصل المعتدون من المعتدى عليهم على عفو في الدنيا يعفي رقابهم من سيف القضاء العادل .. أو على عفو في الآخرة لن يعفو الحكم العدل – تبارك اسمه - قبل حصوله ؟؟ ... هيهات ..!!
مساكين يا حكام اليوم .. كيف ستواجهون محاكمات الغد ..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق