الأحد، 10 نوفمبر 2013

مجدى أحمد حسين يكتب: ثورة من أجل تحرير مصر

مجدى أحمد حسين يكتب: ثورة من أجل تحرير مصر


كارتر اتخذ موقفا من كامب ديفيد وسبق الحركة الإسلامية المصرية

من يملك أن يلغى الجهاد 38 سنة ويستعد للقاء الله وهو مطمئن على نفسه؟!
من يملك تعطيل أحكام القرآن والسنة لمدة جيلين من الزمان؟!
كل الأمم الحرة داست المعاهدات المذلة بالأقدام فما بالكم عندما تتعارض مع القرآن؟!
قيادة المؤسسة العسكرية هى حزب أمريكا وإسرائيل الذى يحكم مصر
السيسى يخشى إذا فشل من مصير عمر سليمان
التفاوض مع أمريكا حول الوضع الداخلى تفاوض مؤثّم مع الشيطان
بلاهة: نتمسك بالتطبيع مع إسرائيل وهى ترسل لنا طماطم مسمومة!
{"رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِى إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِى آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)" }من سورة نوح.

فزعت لدعاء سيدنا نوح فى أواخر عهد مبارك.. واستصرخت قومى.. وقلت لهم إن تجنب مواجهة حكم مبارك نوع من الشرك بالله، لماذا تخافون من مبارك ولا تخافون الله.

لم أدع أننى أكثر الناس إيمانا أو فهما للإسلام، ولكن أحدا لم يرد علىّ ويقيم علىّ حجة مخالفة، وربما رأى الإسلاميون أنهم غير مضطرين لمناقشة حججى التى كتبتها قبل السجن ثم وأنا فى داخل السجن، لأننى لست فقيها فى رأيهم.
وفى السنتين الأخريين لعهد مبارك كنت السياسى الوحيد المعتقل لأننى ضد الطاغية. وكانت هناك مجموعة معتقلة من الإخوان ولكن ليس على ذمة معارضة مبارك لأن سياسة الإخوان كانت عدم الهجوم على مبارك وعدم المطالبة بإسقاطه، وكانوا يعاملون أفضل منى والحمد لله.

فزعت لهذا الدعاء القرآنى لسيدنا نوح لأنه كان سلاحى الأخير، فقد فعلت أقصى ما بوسعى، وكذلك فعل المخلصون معى فى الحزب الذين استمروا على الحق قابضين على الجمر. ورأينا الناس تفعل كل شىء إلا المطالبة بإسقاط مبارك..
إسلاميين وغير إسلاميين حتى كفاية تحولت معظم عضويتها إلى العمل تحت لواء البرادعى الذى كان يطالب بتعديل فى الدستور ثم جمع له الإخوان المسلمون 800 أو 900 ألف توقيع.
 ولم يبق فى كفاية إلا عدد محدود، وفى إطار هذا الفرز وفى ظل اندلاع ثورة تونس تم انتخابى مقررا لكفاية بصعوبة بالغة لأن هناك من سعى بقتال لإسقاطى رغم أننى مرشح من السجن، لم أرشح نفسى ولكن رشحنى شباب الحركة. ولم يكن هناك إلا بضع عشرات فى كفاية + حزب العمل (الاستقلال حاليا) من يطالب بإسقاط مبارك + مجموعات شبابية على الإنترنت. وجاءت الشرارة يوم 25 يناير التى غيرت وجه تاريخ مصر. وأصبح الجميع زعماء!

واليوم يعود حزب الاستقلال (العمل سابقا) إلى نفس الموقف، فقد بح صوتنا ونحن نقول: إن المشكلة لا تتلخص فى شخص السيسى ولا حتى فى المجلس العسكرى رغم إدانتنا لهم جميعا، ولكن جوهر الأمر أنهم وكلاء لأمريكا وإسرائيل. وادعاء الذكاء (أو الفكاكة حسب تعبيرات المفكر السيسى) بأننا سنعمل أنفسنا مش واخدين بالنا وسنحارب السيسى ونطلب من أمريكا وأوروبا الوقوف معنا، فهذا نوع من خداع النفس وخداع الجماهير، وفقدان الاتجاه. إن الثورة تستهدف إسقاط نظام وإحلال نظام جديد يعبر عن آمال الأمة.
 والنظام البائد (نظام مبارك) الذى عاد بشحمه ولحمه هو نظام أمريكى صهيونى، وما نشرناه من معلومات حول هذا الموضوع خلال الأسابيع الماضية يكفى ليملأ كتبا.

كارتر يتخذ موقفا أكثر تقدما من الإسلاميين

نعم هذا ما حدث أخيرا فيما يتعلق بكامب ديفيد فقد صرح:

(أنا أحد من يشعرون بالندم؛ لأنى ظلمت المصريين حين كنت وسيطا فى معاهدة كامب ديفيد عندما كنت أحكم أقوى وأهم دولة فى العالم، ولا يمكننى اليوم أن أظلم المصريين مرة أخرى وأسهم ولو بالصمت فى حرمانهم من مستقبل أفضل فى بلد ديمقراطى ينهض ويكتفى ذاتيا مما يشاء. أعترف اليوم أن اتفاقية كامب ديفيد حطمت كل أحلام وآمال المصريين فى دولة حديثة متقدمة تساير التطور وتشارك فى تحديث صناعتها بنفسها، بعد ثورة 25 يناير كانت هناك فرصة.

وأضاف: أذكر أن شارون قال للسادات فى حضور مبارك:«تنمية سيناء أخطر علينا من امتلاك مصر القنبلة النووية" أما مرسى فقد أدخل معدات الجيش إلى سيناء، وأعلن عن وجود سلاح المهندسين بشكل علنى داخل سيناء للعمل فى مشروع تنمية سيناء؛ وهذا ما دفع إسرائيل للاحتجاج على مخالفة مصر لبنود الاتفاقية...).


جيمى كارتر الرئيس الأمريكى السابق كان هو راعى عقد معاهدة كامب ديفيد، وهذا هو تقييمه لها الآن بعد 35 عاما، ولكن معظم قادة الحركة الإسلامية لا يتحدثون عن كامب ديفيد وآثارها الكارثية على مصر، وأنا لا أتحدث عن القوى العلمانية التى باعت نفسها للشيطان وهؤلاء لا نوجه الحديث إليهم أو عنهم (حثالة ما يسمى جبهة الإنقاذ التى اختفت من المسرح السياسى وتركته للعسكر وفى انتظار الفتات).
 بل لا أجد تنظيما بالاسم ضد الانقلاب وضد أمريكا وإسرائيل سوى الاشتراكيين الثوريين. ومن يعرف غيرهم يبلغنا. وفى المعسكر الإسلامى لا يوجد من هو ضد الانقلاب وأمريكا وإسرائيل إلا حزب الاستقلال (العمل سابقا) وجبهة علماء الأزهر وعدد من الشخصيات المحترمة.

إننا لا نعول إلا على الشعب الذى يدرك بحسه وفطرته أن أمريكا هى العدو وإسرائيل هى العدو قبل السيسى الذى هو مجرد أداة منفذة تحمل الجنسية المصرية هو ومن معه من أعضاء المجلس العسكرى. وسنقاتل لإسقاط هذا الحلف الثلاثى: المباركى – الأمريكى الإسرائيلى بقوة هذا الشعب العظيم. وهذا لا بد أن يكون واضحا من الآن، وهذا ما يمنع تكرار مأساة 11 فبراير 2011. حين اتفق الإخوان مع العسكر على العمل معا والخلاص من مبارك. ولن ننتظر حتى لحظة سقوط السيسى الذى يمكن لقادة العسكر أن يضحوا به فى أى مساومة. فيفرح الجميع بسقوط السيسى كما فرحنا بسقوط مبارك وأخذنا أكبر مقلب فى التاريخ. سبق أن كتبت أن يوم سقوط مبارك كان من أسوأ أيامى لأنى كنت أدرك أننا لم نعد البديل وشرحت ذلك تفصيلا ويمكن الرجوع إليه.

يجب أن تكون المهمة واضحة للقادة وللشعب معا: نحن نسعى لإسقاط نظام ترسخت آلياته خلال 61 سنة من حكم العسكر. ونسعى لإسقاط نظام معجون بالتدخلات الأمريكية الصهيونية حتى نخاع الدولة. بينما الحوار دار منذ 25 يناير حتى الآن حول قضايا الليبرالية والديمقراطية. العلمانيون يتهمون الإخوان بالاستبداد، والإخوان يحاولون البرهنة على أنهم أكثر ليبرالية من الليبراليين. ونحن نقدر الليبرالية إذا كانت تعنى حرية الرأى والفكر، ولكن هناك من الأعداء من لا يصلح معهم الحوار كالسيسى وساويرس فأمثال هؤلاء ولاؤهم ليس لمصر. لذلك من العجيب أن يدافع شباب الإخوان عن تنظيمهم على النت فيقولون إن عهد مرسى شهد أمانا للجميع. بينما هى من سلبيات عهد مرسى، فقد كان يجب عدم توفير الأمان لعملاء المخابرات الأمريكية والموساد وعصبة مبارك التى خرج معظمها من السجون فى فترة مرسى.
 وكان يجب الاستعانة بالشعب إلى حد تأسيس شرطة شعبية وحرس ثورى، وأقول إن هذه المهمة ما زالت واردة بعد خيانة قيادة الجيش وقيادة الداخلية، لا يمكن تطهير الجيش أو الداخلية بالنداءات اللطيفة، فردهم معروف بعد كلمة بذيئة تقال (الذى يتمرد على سيده تقطع يده).
كيف يمكن لأى ساذج أن يتصور أن اللواءات التى تعوم على بحر من الملايين ومليارات الدولارات فى الجيش والداخلية أن تتخلى عنها.
إننا نطالب الجنود والضباط بالجيش والشرطة حتى رتبة مقدم بالعصيان المدنى والانضمام للثورة، فهذه هى الوسيلة الوحيدة وأيضا الفرصة الوحيدة لتحرير مصر من حزب الفساد الأكبر الذى امتص دماء الشعب.

ستقولون: هاأنتذا تترك أمريكا وإسرائيل وتعود إلى الجيش والشرطة. وأقول لكم أنا فى قلب الموضوع، فكل تصريحات المسئولين الأمريكيين الجادة فى الكونجرس وغيره تؤكد أن قادة جيش مصر هم ركيزة العلاقات المصرية الأمريكية. لقد قلت فى عهد مبارك إن الجيش وأجهزته الأمنية هو الحزب الحاكم الحقيقى للبلاد وليس ما يسمى الحزب الوطنى، ولا يزال الأمر كذلك. والأمريكان يعلمون هشاشة الحزب الوطنى وهشاشة أحزاب من حثالة ما يسمى الإنقاذ، وأنه لولا الحشد الكنسى والأمنى والعسكرى بلباس مدنى ما قامت ثورة 30 يونيو المزعومة. وأمريكا تعرف ذلك جيدا من خلال سفارتها التى يوجد بها الآلاف ممن يجيدون العربية ويقرأون كل الصحف المصرية ساعة ظهورها ليلا، ويلتقون بكل القوى السياسية بالإضافة لقواهم الاستخباراتية.

ويعتمد الطاقم الدبلوماسى على مصريين أمريكيين. ولذلك أدرك الأمريكيون مع جبهة الإنقاذ وقيادة الجيش ضرورة القيام بانقلاب عسكرى للإطاحة بالإخوان، لأن الانتخابات لن تكون مأمونة فى ظل الأوضاع الحقيقية للقوى العلمانية.
وهذا ما قصدته بتفكيك قيادة الجيش، هذه القيادة غير قابلة للإصلاح، دماؤهم فاسدة بالأموال الأمريكية وهم مقيدون بكل الممسكات الانحرافية وكلها مصورة بالفيديو، وليست على المستوى الغلبان لتسريبات رصد. إنها على مستوى السرير على الأقل!! وحسابات بنكية وشيكات وتوقيعات وصور. بالإضافة للاغتيالات. (احتمال اغتيال أمريكا لعمر سليمان احتمال كبير، وهو ليس نيشان للوطنية ولكنه كان ضرورة لإنهاء التعاون ولأنه يعرف أكثر مما ينبغى ودوره انتهى).
 لذلك فعندما أقول إن أى مواطن شريف شخص أكثر سعادة وشعورا بالحرية من أمثال السيسى ومبارك فإننى لا أبالغ. فالسيسى مسجون ما بين الفضيحة والاغتيال والسجن الجنائى أو الهروب مخذولا إلى دبى.

انظروا ماذا كتبت صحيفة صوت الأمة عن بعض ممتلكات طنطاوى وعنان وأعدنا نشره. ولكنها عندما بدأت تقترب من مملكة السيسى، وعائلته التى تتاجر فى القماش وعلاقتها بتهريب قماش القوات المسلحة لغزة، حتى اضطرت للتراجع والاعتذار.

مرة أخرى الأمريكان يعلمون أن الجيش هو العمود الفقرى للنظام، فهو الركيزة الأمنية الأساسية وخط الدفاع الأخير بعد الشرطة. وهذا لا يعنى عدم الاهتمام بباقى المكونات السياسية والاقتصادية والثقافية. ولكن الجيش يعنى الكرسى الأمريكى الذى يحكم مصر. وهذه سياسة عامة ليست فى مصر وحدها بل فى كل البلدان التابعة.
 ولذلك فإن معركتنا مع قيادة جيش كامب ديفيد هى فى ذات الآن واللحظة معركتنا مع أمريكا وإسرائيل، ولا بد من تبصير الجماهير، حتى لا تستبطئ النصر، ونقول لها كلاما غير حقيقى: عن أن هذا ابتلاء.وأن الله يختبرنا ويمحصنا. هذه المعانى صحيحة ولكنها ليست وحدها سبب تأخر النصر. ربنا أكرم من أن يختبرنا بالهزائم تلو الهزائم ويطلب منا الصبر، ولكننا نهزم كثيرا لأننا نخطط بشكل غير صحيح كثيرا. ونتعاون مع الأعداء ثم نستبطئ النصر!!.
ننتظر آشتون وكيرى على أحر من الجمر، ونهش ونبش إلى الاتحاد الأوروبى. ولا يزال كثير من قادة الحركة الإسلامية يرون أن أمريكا والاتحاد الأوروبى جزء من الحل.
ولا يقرون بأنهم جزء من التآمر إلا سرا وهذا مفهوم خاطئ للسياسة: أن تظهر غير ما تبطن، هذه سياسة مكيافيللى، المنهج الغربى فى السياسة ولا بد أن يبرأ الإسلاميون من هذا التصور. هم يعتبرون ذلك من حسن الفطن. ولم أجد لذلك أصلا فى القرآن أو السنة. فأمريكا تساوى الإمبراطورية الرومانية وليس إثيوبيا النجاشى. لم أر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استعان بالإمبراطوريتين الفارسية أو الرومانية على مشركى مكة. بل أرسل لكل منهما مبعوثا لنشر الإسلام، فقتل المتوجه إلى بيزنطة، بينما أرسل كسرى من يقتل رسول الله ولم يفلح. والوضع الحالى أكثر حرمة لأن أمريكا ليست طرفا خارجيا بل هى طرف داخلى تسلح الجيش المصرى كله وتدربه وتعلمه فى كلياتها الحربية وتشترى قادته وتجرى المناورات ولها 4 قواعد فى مصر.
 وتسيطر أمنيا على سيناء تحت غطاء معاهدة السلام ومراقبة خفض القوات المصرية ونوعية أسلحتها فى شبه الجزيرة. وهى موجودة تحت كل حجر فى السلطة والاقتصاد والسياسة، ولكن الإخوان تصوروا أنهم يضحكون على أمريكا، وقلت مرارا إنك لا يمكن أن تخدع النمر، وأإنه سيأكلك. وقلت مرارا لا مجال للتفاوض مع الشيطان. التشاور مع الشيطان إثم فى حد ذاته. لأن الشيطان يدعوك لمعصية الله، والتفاوض معه يعنى أنك تسعى لنقطة وسط بين الاستقامة والضلال وهذا غير ممكن. وإذا كانت نواياك سليمة ولله، فلا بد أن تتراجع فورا. التفاوض مع أمريكا (الاتحاد الأوروبى مجرد مبعوث أمريكى) فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية فى مصر، هو تفاوض محرم مع الشيطان بالقطع.

قرار بوقف الجهاد وتعطيل مكون رئيسى للعقيدة:


"الجهاد هو الفريضة الغائبة" كلمة صحيحة وجميلة قالها عبد السلام فرج، رغم أننى لا أتفق مع كتابه المعنون بها، اتفقت معه فى العنوان فقط!

كامب ديفيد قرار بتعطيل الجهاد إلى أجل غير مسمى


وعرضت لكم من قبل بعض الوقائع المذهلة للوثائق الأمريكية السرية المفرج عنها، وكيف أن تصريح السادات عن أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب تحول إلى تعهد مكتوب ومقيد باتفاقات سرية لا أول لها ولا آخر. المهم أن حكام مصر المتواليين وفقوا عليها: مبارك – طنطاوى – مرسى – السيسى.

والالتزام بكامب ديفيد الذى تصور الإسلاميون وليس الإخوان فحسب أنه نوع من الشطارة والحداقة ولعب من النوع الثقيل حتى يعرفوا أننا الإسلاميين جدعان قوى وبنفهم فى السياسة، أرى أنه تفريط فى جنب الله. وملعونة السياسة التى تخالف ثوابت القرآن والسنة. ولن يكون لها أى بركة. الجهاد لا يلغى ولا يؤجل. فلقد خرجنا من مرحلة الاستضعاف ولن نظل للأبد فى المرحلة المكية.

كامب ديفيد وبنتها معاهدة السلام تنصان على أن نصوصهما تفوق أى نصوص أخرى. وهذا نسخ غير شرعى للقرآن والسنة. ليس فيما يتعلق بإلغاء الجهاد، رغم احتلال فلسطين والقدس والأقصى وأراضٍ سورية، ورغم التهديدات الإسرائيلية المستمرة لمصر والتصرفات العدائية التى وصلت إلى حد ضرب مصر بضربات كيماوية وبيولوجية من خلال المواد الزراعية والتى ما تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذه السطور. ليس هذا فقط الإلغاء والتجميد لآيات القرآن والأحاديث الصحيحة، ولكن أيضا اعتبار أن الاتفاق مع إسرائيل وأمريكا يفوق أى التزام آخر مع العرب والمسلمين. وهذا تجرؤ على الله الذى قال (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) وكل آيات الولاء والبراء.

إن الإعلان السخيف عن التزام الإسلاميين بكامب ديفيد ذنب كبير لا يمكن السكوت عليه وسنسأل عنه يوم القيامة، وحزبنا برىء من هذا، ولكن ليس هذا ما يهمنا، يهمنا أن تنتصر مصر وتعود إلى قوتها عزيزة بالإسلام وبأهلها المخلصين.

لقد تم تعطيل الجهاد باتفاقات سرية ثم علنية منذ عام 1975 ولا يستطيع مسلم أن يواجه الله يوم القيامة ويقول لقد وافقت على تعطيل الجهاد 38 سنة لأننى كنت فى المعارضة، ولم ألغ هذا الوضع حين حكمت لمدة سنة. وأنا أسعى للعودة للحكم دون تحديد موقفى من الجهاد، بل من خلال تأكيد التزامى بالمعاهدات الدولية التى تتضمن إلغاء أبدى لحالة الحرب مع الكيان الصهيونى ومع أعداء الإسلام.

نعلم أن الجهاد يشمل جهاد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولكنه لا يلغى الموقف العقائدى من جهاد غاصبى بلاد المسلمين، وعلى رأسها فلسطين المجاورة وسيناء المقيدة التى لم نستعدها حقا. والشاباك (وهو جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى باعتبار سيناء من ضمن إسرائيل الكبرى) يحكمها أكثر من حكومة القاهرة، وهذا ما أكده كارتر على لسان شارون.

الموضوع خطير كما ترون، وسنواصل لن نمل، لأنها دعوة الله.

برجاء اقرأ دعاء سيدنا نوح فى بداية المقال مرة أخرى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مجدى أحمد حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق