قلائد العقيان مهداة إلى الإخوان .. أهدى هذه القصيدة للإخوان المسلمين عرفانا بجميلهم على الأمة ووقوفا معهم في محنتهــم |
ياظبيةَ الحسن إنّ الحسنَ قتّالُ
قد قيلَ هذا من الماضي ومازالوا
كم من دماءٍ بحُسْنِ الغيد قد سُفكت
فالخدُّ ، والثغرُ ، والألحاظُ تغتالُ
وبالقَـوامِ إذا ما ماسَ منْثنيا
كما السيوفُ بها الفرسانُ تختالُ
كفّي جمالَكِ لاسحرٌ يماثلهُ
حتّى ببابلَ مهما قيِلَ أو قالوا
هاروتُ يعجز عن سحرٍ يسدّدهُ
رمشٌ ، وماروتُ مهما قام يحتالُ
دع الحسانِ وخذْ في مدحِ قافلةٍ
من الرجال على الأهوالِ أهوالُ
هم الهداةُ وبنّا كان قائدُهُم
بالحقّ قامَ ، وبالإرشادِ قوّالُ
همُ الأسودُ وبالإسلامِ نهضتُهم
كأنهّم من عصور المجدِ إرسالُ
رجالهُـم في سماءِ العزّ أنجمُها
نساؤُهمْ من نساء الصَّحْب إطلالُ
سلِ الكواكبَ من في الأرض يشبِهُها
جوابها : الدرُّ ، و(الإخوانُ) أمثالُ
يامصرُ قولي فهل أنجبتِ مثلهُمُ
أحْنت برأسٍ ، وحنْيُ الرأس إجلالُ
ألقت يميناً وما تحتاج من قَسَمٍ
وفـوقَ وجنتها بالدمعِ تهطالُ
هم البنونُ وما أخرجتُ من رحِمِي
شُمـّا كمثلهُمُ يكفيكَ تسآلُ
أجابها النيلُ قدْ أحسنْتِ مدحَهمُ
شمُّ العرانينَ ، أحرارٌ ، وأبطالُ
مستمسكين بحبلِ الدين عصمتِهم
يسمو بهم للعُلا فضلٌ وإفضالُ
حتى لقد أصبحوا في أمّتي مثلا
للحقّ يحملُهُ بالعزمِ حمّـالُ
للمجد تطلبُهُ بالصبرِ ناهضةً
عصابةٌ فوق تاجِ المجدِ ما نالوا
والمجدُ يدركُهُ قومٌ إذا نهضُوا
إعصارُ ريحٍ له بالنارِ أذيالُ
لا السَّوطُ يرهبهُمُ في كفِّ ظالمهم
لا الموتُ ،لاالسجنُ ، لاقيدٌ وأغلالُ
لايجزعون إذا نيلوا وقولهمُ :
فإنما الدهرُ إدبارٌ ، وإقبالُ
وكلُّ محنةِ قومٍ قـوةٌ لهمُ
مالم يحطْ بصدور القومِ إذلالُ
يا شعرُ مهلاً فهل طابقتُ وصفَهُمُ
أم قصّر الوصفُ إذ ضاقت بها الحالُ
أجابني الشعر مهما قلت ممتدحاً
سيقصر الشعرُ فالإخوانُ آمالُ
آمالُ أمّتنا في عصْـرِ نكستها
بها تعلـّقَ أجيالٌ وأجيالُ
ياربُّ مكِّن لهم من بعد محنتهم
بأنّكَ اللهُ ربُّ الخلق فعَّالُ
حامد بن عبدالله العلي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق