الأحد، 12 أبريل 2015

محافظة العتبة الخضرا!


محافظة العتبة الخضرا!
آيات عرابي


كان هدف المخابرات الأميركية حين استثمرت أموالها في عصابة عبدالناصر هو تكريس وجود الكيان الصهيوني، فالنقراشي أدى دوره في حماية الكيان الصهيوني بقبول الهدنة وسحب الجيش من فلسطين، وبهذا تم إنقاذ الجنين، وكان لا بد من استئجار جليسات أطفال لرعاية الطفل.
هل سأل أحد الناصريين نفسه لماذا أحجم عبدالناصر عن استخدام سلاح الطيران ضد الكيان الصهيوني في حرب 1956؟
هل سأل أحدهم نفسه لماذا أمر جيشه بالانسحاب من سيناء ليترك بن جوريون يعلن ضمها إلى الكيان الصهيوني في الكنيست؟
هل سأل أحدهم نفسه لماذا تكرر سيناريو الانسحاب في هزيمة 1967، ولماذا قال عبدالناصر لقادة جيشه قبل الهزيمة بأربعة أيام إنه اتخذ قراراً بعدم البدء بالضربة الأولى رغم وجود معلومات عن الهجوم الصهيوني على سيناء من أكثر من مصدر؟
ثم هل يتفضل أحد هؤلاء الناصريين بأن يشرح لنا السبب في مراسلات عبدالناصر مع رئيس الحكومة الصهيونية التي يتمنى فيها السلام والرخاء للشعبين كما سماهما. ولماذا لم يصارح الشعب بتلك الاتصالات التي فضحتها صحف لبنان وقتها؟
وهل يتفضل مؤيدو عصابات العسكر فيفسروا لنا لقاءات عبدالناصر مع ضابط الموساد كوهين وتفاصيل تلك الجلسة التي جمعته في 11 نوفمبر 1948 بكل من يجال الون وإسحاق رابين وكوهين هذا؟
الموضوع ببساطة أن دور عبدالناصر كان حراسة الكيان الصهيوني وتخدير شعوب المنطقة لكيلا تسحقه في مهده، وأن يتحكم عبدالناصر في أكبر الدول سكاناً وأكثرها قرباً من الكيان الصهيوني لينشغل شعبها ولا يفكر في مهاجمة الكيان الصهيوني، ثم جاءت هزيمة 67 لتكرس مفاهيم أسطورية عن العدو لتبدأ الشعوب تفكر في ضرورة التعايش، ولتصبح معركة محدودة يرتبها الثلاثي (كيسنجر- ديان- السادات) في أكتوبر 1973، كافية فيما بعد، للشعب ليقبل باتفاق السلام والذي يمثل المرحلة الثالثة من تكريس وجود الكيان الصهيوني والتي تلخصت في الاعتراف والصلح وفرض ما يسمى بإسرائيل كأمر واقع على شعوب المنطقة.
بعد ذلك. جاء دور المخلوع ليثبت اتفاق السلام وليقيم علاقات أكثر عمقاً وليسمح للموساد بالتغلل إلى العمق المصري.
الغائب الحاضر في تلك المعادلة كان الشعب المصري الذي أقام إعلام العسكر حول عقله ستارة من الدخان تمنعه من رؤية الصورة القاتمة. فقد كان من المهم ألا يدرك الشعب أن عصابات العسكر هم صبية وخدم لدى المحتل القابع في واشنطن، يدير الصراع بأيدي (صبيانه)، وأن استقلال مصر كان مجرد خدعة وأن جيش بريطانيا رحل لتحل محله عصابات العسكر التي تتحدث العربية وتحتل مصر نيابة عن أميركا، وأن استقلال مصر مجرد خدعة يعيشها أغلب المصريين حتى الآن.

كانت ثورة 25 يناير هي أخطر ما هدد تلك المنظومة المستقرة، ورغم عدم نجاح الثورة في الإطاحة بالنظام بمؤسساته (جيش- شرطة- قضاء- إعلام) فإنها نجحت في الدفع برئيس منتخب يمثلها، قادم من أكثر الجماعات تجذراً في مصر وأكثرها تنظيماً بل وعداءً لفكر العسكر العلماني. 
كانت محاولات الاستقلال بالقرار الوطني التي بذلها الرئيس محمد مرسي هي ما عجل بالانقلاب، والذي تلاقت فيه مصلحة ذلك التشكيل العصابي المسمى بالعسكر مع مصالح الدول الراعية للكيان الصهيوني.
وفي خلفية المشهد يجلس الشعب في دار عرض كبيرة تُعرض على شاشتها مشاهد زعامة زائفة لخادم إسرائيل الأول المقبور عبدالناصر، ومشاهد أخرى لانتصار زائف لم يحقق سوى اتفاق استسلام فصل سيناء عن مصر، ومشاهد استقرار مزيف في عهد اللص المخلوع، ومشاهد أخرى فجة لشاويش الانقلاب خادم نتن ياهو.
وتقزمت مصر وأصبحت مجرد تابع للكيان الصهيوني يشتري شعبها العتبة الخضرا كل لحظة.
مصر الآن لا تزال محتلة، ولن تتحرر إلا بتفكيك ذلك النظام بمكوناته.

• ayat_oraby@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق