ضابط هارب من الجيش العراقي يكشف لـ"عربي21"
تفاصيل مثيرة تفاصيل مثيرة
عربي21 - عبيدة الدليمي
توجه "م.ل"، وهو ضابط سني في الجيش العراقي، مع مجموعة من الضباط السنة إلى أربيل تاركين عملهم بعد أن أصبح القصف يستهدف كل ما هو سني، ولا يفرق بين مدني أو مسلح، على حد قوله.
الضابط "م.ل"، الذي رفض الكشف عن اسمه خشية الانتقام منه، قال في حديث خاص لــ"عربي21"
إن آلية تحديد الأهداف كانت في الشهور الثلاثة الأولى تعتمد على عيون من داخل مناطق سيطرة تنظيم الدولة، إلا أن التتظيم استطاع كشف العديد من الشبكات وإعدام عناصرها بشكل علني، الأمر الذي أدى إلى رفض غالبية الشبكات الباقية التعامل مع التحالف وقوات الجيش العراقي، خشية اكتشافها، خصوصا أن الحكومة لا تفعل شيئا لإنقاذهم.
وأضاف: "ولهذا أصبح القصف بلا لائحة أهداف منذ شهور طويلة، ويتم استهداف المدنيين بشكل علني، وليس هناك من يحاسب طياري التحالف، أو حتى الطيارين العراقيين، فكل قصف يعتبرونه مثمرا".
وقال: "قدمنا عدة التماسات لمقابلة وزير الدفاع، إلا أن المحاولات لم تفلح، ثم بدأنا نطالب بعدم استهداف المدنيين، والتوقف عن إعطاء لوائح أهداف عشوائية ووصفها أنها مقرات مهمة للتتظيم، أو سكن مقاتلين، أو ورشة تفخيخ، خصوصا أننا نعلم أنها أهداف مدنية، فيأتينا الرد من الضابط المنسق مع المستشار الإيراني أن أدّ عملك، وإن كنت تشكك بالأهداف فاسع إلى تكوين شبكة تحدد الأهداف".
ويكمل الضابط حديثه قائلا: "الحكومة لا تهتم للمدنيين، ولنا أقارب في الموصل، ونعلم منهم حقيقة القصف الذي ينفذه طيران التحالف الدولي وطيران الجيش، الذي غالبا ما يستهدف المدنيين".
ويرى الضابط "م.ل" أن "هذا القصف يصب في مصلحة تنظيم الدولة، حيث إن الجيش يستهدف السنة، والتنظيم ظهر بمظهر المدافع عنهم، وكم من المرات ينقل الإعلام صور مدنيين قتلوا نتيجة القصف".
وقال في حديثه لـ"عربي21": "قاطعنا أقاربنا لأننا نعمل مع هذه الحكومة، فأصبح من غير الممكن البقاء في مؤسسة كهذه؛ أضحت أداة قتل للسنة بيد إيران"، حسب تعبيره.
ويؤكد الضابط "م.ل" أن التحالف الدولي لا يملك أي معلومة عن وجود التنظيم، سوى ما تزوده به الحكومة بزعمها مقرات مؤكدة وإحداثيات من عناصر استخبارات مزروعة داخل التنظيم"، مضيفا: "الكل يعلم أنها كذب، فالفشل الأمني والاستخباري من أهم مميزات حكومة لا تقدس إلا دم إيران وأتباعها، بل إن التنظيم هو من يملك تفوقا استخباراتيا واضحا على الحكومة"، على حد وصفه.
وعن العلاقة بين الجيش العراقي ومليشيات الحشد، قال: "الحشد مليشيا لا تحترم الحكومة، والجيش هو الذي يخضع لها وليس العكس، حيث يتصل أي قيادي صغير في الحشد ويصدر أوامره لأكبر ضباطنا ولا نملك الرفض. بل حتى يصدر أوامر لوزير الدفاع نفسه الذي يحاول إثبات جديته بقتال الإرهاب وتحرير المناطق؛ بصمته عن مجازر نحن نعلم حقيقتها، سواء من التحالف أو من القوة الجوية العراقية شبه الخارجة عن الخدمة".
ويتابع "م.ل" حديثه بالقول: "القصف المدفعي لقوات الجيش يستهدف المدنيين بشكل متعمد، حيث تم عزل الضباط السنة من مناصبهم في الإسناد المدفعي وكتائب المدفعية، واستبدلوا بضباط شيعة موالين لإيران، وأصبح الجيش العراقي يفتقد تماما للكوادر المهنية، حاله حال الأجهزة الأمنية، جيش أصبحت مهمته قتل السني، حتى وإن كان مواليا للحكومة".
ويروي "م.ل" أنه "في إحدى المرات سيطر التنظيم على أجزاء من ناحية العلم، وهي منطقة معروفة بتصدي أهلها للإرهاب، وولائهم للحكومة، وتفاجأنا بالقصف المركز عليها بحجة وجود تنظيم الدولة. ولا نملك الاعتراض؛ لأن أي اعتراض يضعك تحت سيف التهمة الجاهزة: ميول بعثية وعصيان أوامر. أما المليشياوي في الحشد، فيشتم الوزير أمام كبار الضباط، ويرفض ما يصفه بأوامر البعثيين، ولا أحد يجرؤ على محاسبته، وأصبحنا نعاني من مؤسسة متهالكة تنظر للموضوع نظرة طائفية ومجاميع تعمل بشكل عشوائي".
ويرى "م.ل" أن "هزيمة تنظيم الدولة مستحيلة، وكل ما يشاع في الإعلام من انتصارات وتقدم (للجيش) محض كذب وتضليل".
وقال: "لا نملك الإرادة. أغلب ضباط السنة الآن مهمشون، وقررت ترك الجيش بعد أن اقتنعت بأننا أدوات لشرعنة قتل أهل السنة، ثم نتهم بأننا بعثيون أو متخاذلون ويتم التخلص منا".
وذكر أنه "في أي اجتماع لوضع خطة لا نستطيع إلا الموافقة على خطط وآليات عمل لا علاقة لها بالعلم العسكري. والخطط توضع من قبل مليشيات يعتبرون أن كل سني مباح الدم والمال والدار"، مشيرا إلى أن المليشيات ترى أن أهالي الأنبار والموصل عناصر تنتمي للتنظيم ويجب التخلص منهم.
وأضاف: "لمست حقدا على أهل الموصل والفلوجة، ووصل الأمر بالحشد إلى اتهام البيشمركة بالتنسيق وعقد صفقات مع التنظيم، بسبب توقفها عن قصف أحياء الموصل السكنية لوجود أسرى من البيشمركة هدد تنظيم الدولة بإعدامهم". وقال إن "هذا أحد أسباب رفض التنسيق بين البيشمرگة مع الحشد، والقتال في جبهات منفصلة، مثلا في ديالى. بل إن الحشد يعتبر البيشمركة هناك قوات غير حليفة".
ويقول: "نفتقد لخطة شاملة، كما نفتقد لضباط ذوي خبرة. ومن يقود المعارك ضباط إيرانيون يخدمون مصالح المشروع الإيراني بتفريغ مناطق السنة من سكانها، بالقصف والتشريد، سواء دخلوا المنطقة أم لم يدخلوها".
ويختم الضابط بالقول: "نحن نخسر المعركة كما خسرنا السنّة، وأصبح الآن كل سني يعرف أن عدوه الأول الحكومة والحشد والجيش الذي تتحكم به إيران. ونتجه لكارثة عسكرية أكبر وخسارة المعركة حتمية ما لم يتم تنظيف المؤسسة العسكرية وتأميمها من النفوذ والهيمنة الإيرانية، سواء المليشيات والقيادات الإيرانية التي تعيث في بلدنا الفساد، وتتعامل بعقلية الانتقام من أتباع يزيد وتنظيم الدولة"، على حد وصفه.
وأضاف: "ولهذا أصبح القصف بلا لائحة أهداف منذ شهور طويلة، ويتم استهداف المدنيين بشكل علني، وليس هناك من يحاسب طياري التحالف، أو حتى الطيارين العراقيين، فكل قصف يعتبرونه مثمرا".
وقال: "قدمنا عدة التماسات لمقابلة وزير الدفاع، إلا أن المحاولات لم تفلح، ثم بدأنا نطالب بعدم استهداف المدنيين، والتوقف عن إعطاء لوائح أهداف عشوائية ووصفها أنها مقرات مهمة للتتظيم، أو سكن مقاتلين، أو ورشة تفخيخ، خصوصا أننا نعلم أنها أهداف مدنية، فيأتينا الرد من الضابط المنسق مع المستشار الإيراني أن أدّ عملك، وإن كنت تشكك بالأهداف فاسع إلى تكوين شبكة تحدد الأهداف".
ويكمل الضابط حديثه قائلا: "الحكومة لا تهتم للمدنيين، ولنا أقارب في الموصل، ونعلم منهم حقيقة القصف الذي ينفذه طيران التحالف الدولي وطيران الجيش، الذي غالبا ما يستهدف المدنيين".
ويرى الضابط "م.ل" أن "هذا القصف يصب في مصلحة تنظيم الدولة، حيث إن الجيش يستهدف السنة، والتنظيم ظهر بمظهر المدافع عنهم، وكم من المرات ينقل الإعلام صور مدنيين قتلوا نتيجة القصف".
وقال في حديثه لـ"عربي21": "قاطعنا أقاربنا لأننا نعمل مع هذه الحكومة، فأصبح من غير الممكن البقاء في مؤسسة كهذه؛ أضحت أداة قتل للسنة بيد إيران"، حسب تعبيره.
ويؤكد الضابط "م.ل" أن التحالف الدولي لا يملك أي معلومة عن وجود التنظيم، سوى ما تزوده به الحكومة بزعمها مقرات مؤكدة وإحداثيات من عناصر استخبارات مزروعة داخل التنظيم"، مضيفا: "الكل يعلم أنها كذب، فالفشل الأمني والاستخباري من أهم مميزات حكومة لا تقدس إلا دم إيران وأتباعها، بل إن التنظيم هو من يملك تفوقا استخباراتيا واضحا على الحكومة"، على حد وصفه.
وعن العلاقة بين الجيش العراقي ومليشيات الحشد، قال: "الحشد مليشيا لا تحترم الحكومة، والجيش هو الذي يخضع لها وليس العكس، حيث يتصل أي قيادي صغير في الحشد ويصدر أوامره لأكبر ضباطنا ولا نملك الرفض. بل حتى يصدر أوامر لوزير الدفاع نفسه الذي يحاول إثبات جديته بقتال الإرهاب وتحرير المناطق؛ بصمته عن مجازر نحن نعلم حقيقتها، سواء من التحالف أو من القوة الجوية العراقية شبه الخارجة عن الخدمة".
ويتابع "م.ل" حديثه بالقول: "القصف المدفعي لقوات الجيش يستهدف المدنيين بشكل متعمد، حيث تم عزل الضباط السنة من مناصبهم في الإسناد المدفعي وكتائب المدفعية، واستبدلوا بضباط شيعة موالين لإيران، وأصبح الجيش العراقي يفتقد تماما للكوادر المهنية، حاله حال الأجهزة الأمنية، جيش أصبحت مهمته قتل السني، حتى وإن كان مواليا للحكومة".
ويروي "م.ل" أنه "في إحدى المرات سيطر التنظيم على أجزاء من ناحية العلم، وهي منطقة معروفة بتصدي أهلها للإرهاب، وولائهم للحكومة، وتفاجأنا بالقصف المركز عليها بحجة وجود تنظيم الدولة. ولا نملك الاعتراض؛ لأن أي اعتراض يضعك تحت سيف التهمة الجاهزة: ميول بعثية وعصيان أوامر. أما المليشياوي في الحشد، فيشتم الوزير أمام كبار الضباط، ويرفض ما يصفه بأوامر البعثيين، ولا أحد يجرؤ على محاسبته، وأصبحنا نعاني من مؤسسة متهالكة تنظر للموضوع نظرة طائفية ومجاميع تعمل بشكل عشوائي".
ويرى "م.ل" أن "هزيمة تنظيم الدولة مستحيلة، وكل ما يشاع في الإعلام من انتصارات وتقدم (للجيش) محض كذب وتضليل".
وقال: "لا نملك الإرادة. أغلب ضباط السنة الآن مهمشون، وقررت ترك الجيش بعد أن اقتنعت بأننا أدوات لشرعنة قتل أهل السنة، ثم نتهم بأننا بعثيون أو متخاذلون ويتم التخلص منا".
وذكر أنه "في أي اجتماع لوضع خطة لا نستطيع إلا الموافقة على خطط وآليات عمل لا علاقة لها بالعلم العسكري. والخطط توضع من قبل مليشيات يعتبرون أن كل سني مباح الدم والمال والدار"، مشيرا إلى أن المليشيات ترى أن أهالي الأنبار والموصل عناصر تنتمي للتنظيم ويجب التخلص منهم.
وأضاف: "لمست حقدا على أهل الموصل والفلوجة، ووصل الأمر بالحشد إلى اتهام البيشمركة بالتنسيق وعقد صفقات مع التنظيم، بسبب توقفها عن قصف أحياء الموصل السكنية لوجود أسرى من البيشمركة هدد تنظيم الدولة بإعدامهم". وقال إن "هذا أحد أسباب رفض التنسيق بين البيشمرگة مع الحشد، والقتال في جبهات منفصلة، مثلا في ديالى. بل إن الحشد يعتبر البيشمركة هناك قوات غير حليفة".
ويقول: "نفتقد لخطة شاملة، كما نفتقد لضباط ذوي خبرة. ومن يقود المعارك ضباط إيرانيون يخدمون مصالح المشروع الإيراني بتفريغ مناطق السنة من سكانها، بالقصف والتشريد، سواء دخلوا المنطقة أم لم يدخلوها".
ويختم الضابط بالقول: "نحن نخسر المعركة كما خسرنا السنّة، وأصبح الآن كل سني يعرف أن عدوه الأول الحكومة والحشد والجيش الذي تتحكم به إيران. ونتجه لكارثة عسكرية أكبر وخسارة المعركة حتمية ما لم يتم تنظيف المؤسسة العسكرية وتأميمها من النفوذ والهيمنة الإيرانية، سواء المليشيات والقيادات الإيرانية التي تعيث في بلدنا الفساد، وتتعامل بعقلية الانتقام من أتباع يزيد وتنظيم الدولة"، على حد وصفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق