الجمعة، 5 يونيو 2015

مخبر القاعدة


مخبر القاعدة




هاني محمد مجاهد هو ناشط سابق في تنظيم القاعدة، اتصل بالجزيرة وعرض عليها تقديم معلومات هامة، وتتضمن شهادته ادعاءات خطيرة ضد الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وابن أخيه العقيد عمار محمد عبد الله صالح.

وفي هذا التحقيق الاستقصائي الذي أعدته الجزيرة تفحص صدقية ادعاءات المخبر بأن عمار صالح وفر المال والمتفجرات لتنظيم القاعدة، وبأن نائب زعيمتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان مخبرا لحساب الحكومة، وبأن الرئيس المخلوع نفسه قد يكون وراء هذه الخديعة الكبرى.

رأي خبير
وقد استأنست الجزيرة في فحصها برأي خبيرين غربيين في مجال مكافحة الإرهاب والقاعدة وهما المدير السابق لقسم الإرهاب في الـ(سي آي إيه) روبرت غرينييه، والمنسق السابق لفريق مراقبي القاعدة بالأمم المتحدة ريتشارد باريت.

قاتل مجاهد في حرب أفغانستان حتى العام 2002 وسرعان ما فر بعدها إلى باكستان، حيث اعتقل في 2004 وأخضعه عملاء مخابرات باكستانيون وأميركيون لاستجواب.

وبعد أن أعيد إلى اليمن أمضى مجاهد عامين في السجن، وأطلق في أغسطس/آب 2006، وبعد ذلك بشهور بدأ العمل مخبرا حكوميا في أوساط القاعدة لصالح الدولة اليمنية.

يزعم مجاهد أن الحكومة اليمنية كانت لها يد في إنشاء تنظيم القاعدة في اليمن والسيطرة عليه.

على مدى عقود هيمن علي عبد الله صالح وأسرته على أهم الأجهزة الأمنية في اليمن، وكان ابن أخيه العقيد عمار صالح أحد أكبر المسؤولين على محاربة تنظيم القاعدة، وكان الرجل وكيل جهاز الأمن القومي الذي تجسس هاني محمد مجاهد لحسابه.

ويسرد مجاهد معلومات وتفاصيل لافتة تتعلق بعمليتين نفذتهما القاعدة في اليمن، الأولى في 2 يوليو/تموز 2007 واستهدفت سياحا إسبانا في معبد مأرب، بينما الثانية وقعت في 17 سبتمبر/أيلول 2008 واستهدفت السفارة الأميركية بالعاصمة صنعاء.

عمار صالح
تعزز ادعاءات مجاهد الشكوك في أن النظام اليمني حاول الاستفادة من وجود القاعدة باليمن، وقد كان الاتهام الأكثر دقة هو الذي أطلقه مخبر القاعدة ضد عمار صالح عندما قال إنه لم يغض الطرف فحسب عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية، بل إنه أيضا ساعد القاعدة قبل ذلك بثلاثة أشهر في الحصول على المتفجرات.

ووفقا لما يذكره مجاهد، هناك مستوى آخر في هذه الخديعة يتعلق بالدور الحقيقي للقائد العسكري للقاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي.

يقول مجاهد إن الريمي هو من صنع جهاز الأمن القومي وكان على علاقة قوية بالعقيد عمار محمد عبد الله صالح.

ويدعي مجاهد أيضا أنه كشف للأجهزة الأمنية اليمنية بدقة عن مكان وجود كبير صانعي قنابل القاعدة في اليمن إبراهيم العسيري، ويؤكد أن سبع شخصيات في الحكومة اليمنية كانت على علم بمعمل العسيري لصنع القنابل.

إن ما كشفه مجاهد يلقي الضوء عل تحالفات علي عبد الله صالح الخفية والمعقدة، وتعزز روايته الاعتقاد السائد لدى الكثيرين بأن صالح مارس لعبة مزدوجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق