النظام «أبو إصبع».. كفاية حنان
وائل قنديل
النظام الذى نفذ انقلابا عزل به رئيسا منتخبا وسجنه فى مكان مجهول بلا محاكمة، بزعم أنه فعل ذلك من باب الحنان على شعب غض غرير لم يجد من يحنو عليه، ثم يسقط فى أول عشرة أيام من حكمه عدد شهداء أكثر مما سقط فى عام كامل، هذا النظام آخر من يتحدث عن قيم ومشاعر إنسانية.
سأترك لكم هذه الرسالة من مواطن مصرى محترم هو الأستاذ أحمد رحمى لتدركوا كيف عاد بنا الانقلاب إلى ما هو أسوأ من أيام خالد سعيد وسيد بلال:
حول الخبر الذى نشرته عدة صحف بأن المتهمين بقطع إصبع «لص رابعة» فلسطينيا الجنسية، هو خبر عار تماما عن الصحة، حيث أن المذكورين هم أولاد الدكتور عبدالحى الفرماوى الرجل الأزهرى المحترم، وهم مصريون أبا عن جد، ولدى إثباتات ذلك، أرجو من سيادتك مساعدتى فى تصحيح هذا الخطأ لأن قضيتهم الآن هى مثار حديث الناس ولا تحتمل شحنا أكثر مثل هذه الأكاذيب.
ويضيف: أعيد القصة سريعا لمن لا يعرفها:
«مسكوا حرامى فى اعتصام رابعة بعد صلاة الفجر، وكعادة الحشود عند وجود مثل هذه الحالات أن تتصرف بهمجية وتنهال ضربا دون تفكير على الحرامى، وهو ما نراه تحت بيوتنا حتى عند القبض على حرامى وليس بالضرورة فى الاعتصامات، ولنبل أخلاق محمد الفرماوى وأخيه ومصطفى وهيثم وشهاب وأحمد، أبعدوا الناس عن الحرامى وقرروا إسعافه سريعا والمخاطرة بالذهاب به للمستشفى.
وبالطبع رفضت مستشفى التأمين الصحى ومستشفى آخر استقباله، وقام الشباب بالتواصل مع مستشفى البنك الأهلى بالتجمع من خلال دكتور صديق لهم وأخبرهم أن يأتوا به وسيتصرف هو.
فى الطريق من رابعة للتجمع أوقفهم كمين، ولأن الحرامى حرامى فى النهاية قال لهم إنهم من رابعة وقطعوا إصبعه لأنه معارض وكانوا ينوون ضربه حتى الموت ورميه فى الصحراء!».
وبالطبع لأن الأوضاع ملتهبة ضد كل ما يصدر من أى «إسلاميين» فى هذه الأوقات، فالإعلام قرر استغلال الحادث بشكل شرس وحيوانى، وتحول أولاد الدكتور الأزهرى القدير عبدالحى الفرماوى إلى عناصر حماسية جهادية تحمل الجنسية الفلسطينية! وتحول هيثم العربى الرجل النضيف الفاعل دوما للخير والنشيط فيما ينفع الناس إلى شخص قاس القلب متحجره، يستخدم لغة القتل والعنف لتأديب معارضى فكره!
أقسم بالله أنى أعرف هؤلاء الرجال معرفة وطيدة وتعاملت معهم لسنوات، ولم أر منهم إلا الخير والإحسان والشعور بالناس، وإن كنت تشك فى فكرهم وأنه يمكن أن يكون فكر قتل وعنف، فأنا أؤكد لكم أنهم ليسوا كذلك، والله ليسوا كذلك...
رأيتهم البارحة فى قسم أول التجمع الخامس وكانوا يعدوهم للترحيل، والله قلبى اعتصر ألما لرؤيتهم فى الأصفاد ظلما، ورأيتهم يدفعون ثمنا لشهامتهم وقلوبهم الحية، علمت أنهم اليوم فى سجن طرة وأن المحاكمة يوم الإثنين! ويحتاجون فريق دفاع قوى، فبالله عليكم من يعرف طريق محامين جنائيين محترفين يرسل لى.
وأرجوكوا انشروا القصة، انشروها على ضمانتى، لا نريد أن يدفع أبرياء ثمن الشيطنة الإعلامية وثمن نبل أخلاقهم، وإن اختلفتم مع فكرهم وتصرفاتهم.
انتهت سطور رسالة الأستاذ أحمد رحمى، لكن الأسئلة لن تنتهى وأولها: هل فعلا هذه مصر التى حلم بها شهداء ثورة ٢٥ يناير وبذلوا أرواحهم راضين مبتسمين من أجلها؟
ولأصدقائنا نشطاء الحقوق والحريات والعدالة: لا أسكت الله لكم صوتا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق