الأربعاء، 24 يوليو 2013

سحرة السيسي وعصا مرسي

رسالتي
 سحرة السيسي وعصا مرسي





عبدالعزيز صباح الفضلي


تحاورت مع أحد الاخوة المصريين حول الانقلاب العسكري فوجدته مؤيدا له بقوة، فقلت له كيف تقبل بحكم عسكري بعد أن منّ الله عليكم برئيس منتخب، فأخذ يدافع عما سماه ثورة 30 يونيو ويقول بكل حماس: السيسي هو صلاح الدين الأيوبي!
هنا صدمت بقوة من الغشاوة التي غطت على قلوب بعض المصريين، والعمى الذى أصاب أعين الكثير منهم لدرجة أن يفرحوا بعودة العسكر الى الحكم بعد أن عانوا من بطشه وذاقوا مرارة حكمه لأكثر من 60 سنة.
وقلت ما الذي جعل المصريين يؤيدون انقلابا عسكريا على رئيس قاموا هم باختياره، وكانوا يحلمون بمثل هذا لسنوات طويلة؟ فوجدت أن أحد أهم العوامل في قبولهم للانقلاب هو تأثير الاعلام، والذي استخدمه قادة الانقلاب لتهيئة الأجواء لقبول عزل الرئيس مرسي، هذا الاعلام الذي أثّر في الناس كتأثير سحرة فرعون الذين كان يستعين بهم لتثبيت ملكه.
فلقد استطاع الاعلام سحر أعين الناس وعقولهم حتى جعلهم يخوّنون الأمين (مرسي) ويؤمّنون الخائن (السيسي).
الاعلام الذي يقلب الحقائق فيجعل الضحية مجرما، والقاتل حملا وديعا، الاعلام الذي يستنكر الفعل ويشوهه اذا صدر من الرئيس مرسي، بينما يجعل الفعل نفسه عملا عظيما اذا صدر من الانقلابيين.

فعندما أصدر الرئيس الشرعي مرسي بعض الاعلانات الدستورية من أجل التمكن من السير بمصر الى طريق الأمان ولكي يتجاوز العقبات التي وضعها خصومه كي يعرقلوا حركة اصلاحه، وجدنا هجوما عنيفا وجائرا من وسائل الاعلام، بينما وجدناها تبرر الاعلانات الدستورية الصادرة من الانقلابيين والتي تعطي الرئيس الموقت صلاحيات أكبر مما أعطاها الرئيس مرسي لنفسه.
الاعلام الذي بدلا من أن يستنكر مقتل أكثر من 80 معتصما مدنيا مسالما في مذبحة الحرس الجمهوري، نجده يردد عذر القوات المسلحة بأن تلك الجريمة انما كانت لصد هجوم مجموعة مسلحة كانت تحاول اقتحام دار الحرس الجمهوري، وهو ما عجزوا عن ايجاد دليل واحد عليه، بل ان جميع المنظمات الانسانية والحقوقية دانت تلك الجريمة.
الاعلام الذي لم تحرك مشاعره مقتل ثلاث فتيات سلميات في المنصورة على أيدي البلطجية المدعومين من العسكر، نجدهم يلقون التهمة والمسؤولية على الاخوان الذين جعلوهم يخرجون في هذه المسيرات.
الاعلام الذي روج كذبة بيع مصر للأهرامات، وتنازلها أو اهدارها لقناة السويس لبعض الدول العربية بسبب دعم قطر لمصر، وقاموا بتهييج الناس على الرئيس مرسي، هو الاعلام نفسه الذي رحب بالمليارات الآتية من دول الخليج الداعمة للانقلاب، والتي اشترط بعضها وقف مشروع تطوير قناة السويس والذي كان سيدرّ على مصر المليارات لكنه سيؤثر على موانئ تلك الدولة الخليجية.
الاعلام الذي يكذب فيدّعي أن الرئيس مرسي طلب دعما من أميركا لانهاء الانقلاب بينما أصبح غير خافٍ على أحد الدور الأميركي في دعم الانقلاب من قبل ومن بعد وقوعه، لدرجة أنها لم تسمه انقلابا عسكريا مع أنه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
ان من أكبر فضائح الاعلام المصري في قلب الحقائق موضوع لقطات الملتحي الذي زعموا أنه يلقي الأطفال من أسطح العمارات، وتبين أنها خلاف ذلك، وفضيحة الفيديو الذي يُظهر لقطات لرجل قُتل من شدة تعذيب المخابرات له، زعموا أنه قُتل على يد المتظاهرين في رابعة، بعدما قاموا باخفاء صوت الطبيب الذي كان يتحدث عن الطريقة التي استخدمتها المخابرات في قتله.
ونقول، برغم استعانة السيسي بسحرة العصر (الاعلام) من أجل تثبيت حكومة الانقلاب، و قيامه بحجز الرئيس وترويع أتباعه، الا أن الله تعالى سيجعل لمرسي وأنصاره من هذا الضيق مخرجا، وان كان الرئيس مرسي لن يملك بالطبع عصا موسى لينجو من محاصرة الانقلابيين، الا أن ثبات موقفه، ودعم أنصاره له بعد عون الله ستجعله المنتصر، وستعود الأمور الى نصابها، لأن الله تعالى لا يُفلح عمل الخائنين. 

twitter:@abdulaziz2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق