الأحد، 7 يوليو 2013

عشت مع الشهداء أجمل ليلة في حياتي أمام جامعة القاهرة


عشت مع الشهداء أجمل ليلة في حياتي أمام جامعة القاهرة
عامر عبد المنعم


رأيت أول أمس أمام الجامعة شبابا لم أرهم منذ زمن بعيد
رأيت شبابا حرصهم على الموت أكثر من حرصهم على الحياة
جيل رباني فريد كل أمنيته الشهادة، لا يبالي برصاص الغدر والخيانة من البلطجية المأجورين الذين يهاجمون بالخرطوش والأسلحة الآلية وأمامهم مدرعات الشرطة تقصف المعتصمين بالقنابل المسيلة للدموع والخرطوش أيضا.
يتساقط الواحد تلو الآخر يغرق في دمه ولسانه ذاكر لله
كلما فقد المدافعون عن الاعتصام في الصفوف الأمامية واحد حل بدلا من اثنان.
كان الهجوم من ناحية بين السرايات التي يبدو أنها كانت منطقة قتال منذ عصر أمس حيث كانوا يعترضون المارة وهجموا على مسيرة قادمة من محطة مترو الجامعة بكل أنواع الأسلحة من الشوارع ومن فوق العمارات وقد سقط أمام كلية تجارة مصابون كثر وشهداء بغذن الله.
ظل المجرمون يكررون الهجمات طوال الليل ولم يتوقفوا حتى الصباح بعد أن أنهكهم التعب والعجز أمام أسود الميدان.

وفي هجوم مباغت تسلل بعض المجرمين إلى داخل الجامعة وظلوا يطلقون الرصاص على الحشود وعلى المنصة فاصابوا وقتلوا أكبر عدد.

داخل الميدان كان الكل يكبر، وكلما زاد الضرب زاد التكبير
أشعل البعض النيران في بعض الأخشاب والقمامة لتخفيف تأثير الغاز وثبت فعالية هذه الطريقة.

كان الميدان يتزلزل، والمعتصمون كلهم حماس
سادت روح ملائكية، من الود والأخوة والإيثار.
والمنصة تدعو للثبات وتجديد النية
.. الكل مستعد للموت بروح راضية
لا حزبية ولا فرقة.. الكل يهتف: بالروح بالدم نفديك يا إسلام

هؤلاء الذين قتلوا ضحوا بارواحهم كي نعيش
تصدورا بصدورهم العارية للرصاص كي تحيا مصر
دافعوا عن الأمة ضد من يريد استمرار احتلالها

هذه المحن صنعت جيل النصر المنشود.
إن الشهداء عنوان الانتصار
وطالما أن الله يصطفي منا الشهداء فهذا فخر لهذا الجيل ونسأل الله أن يكون جيل التمكين.
أستطيع أن اقول وكلي يقين أن مصر تغيرت وولد الجيل الرباني الذي لن يستطيع أحد تجاهله.

مهما كتبت ومهما عبرت لن أجد الكلمات التي تعبر عن الشعور أثناء لحظات لا شيء منتظر فيها غير الاستشهاد..
رأيت في العيون ما لم أره من قبل
رأيت الشهادة
رأيت الصدق
رأيت الإخلاص الحقيقي بدو كلام
رايت نفوسا ذكية بينها وبين الجنة لحظة

رأيت الكل ينتظر الرصاصة التي تنقله من الدنيا إلى دار الحق حيث لقاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق